عادي
في حفل إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة في أبوظبي

الشيخة فاطمة: الإماراتية مصدر تحفيزنا وإلهامنا في الولاء

04:16 صباحا
قراءة 7 دقائق
أبوظبي: سلام أبوشهاب

أكدت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، أن دولة الإمارات، تمثل نموذجاً مرموقاً، لدور المرأة العربية، في المجتمع والعالم، ونحن ولله الحمد، نعتز كثيراً، بقادة الدولة الكرام، بدءاً من المغفور له مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد لنا دائماً، أن المرأة نصف المجتمع، وأن واجبنا جميعاً، بذل أقصى الجهد والطاقة؛ لإطلاق قدراتها الكامنة، على طريق تحقيق الخير، لنفسها، ولأبنائها، وأسرتها، ووطنها، وأمتها؛ بل تأكيد إسهاماتها، في كل إنجازات التطور في العالم.
أضافت سموها: إننا نحمد الله، على أن تأكيد دور المرأة في المجتمع، وتعميق إنجازاتها، وإسهاماتها في كل مجالات الحياة، جزء أساسي، في التنمية المجتمعية الناجحة، التي تشهدها دولة الإمارات، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونحن ولله الحمد، دولة ناجحة تماماً، في تمكين جميع أبنائها وبناتها، وأصبحت الإماراتية، مصدر تحفيز وإلهام، لنا جميعاً، في الولاء، والانتماء، والعطاء، لهذا الوطن العزيز، ولهذه الأمة الخالدة.

وثيقة تاريخية

وقالت في كلمتها التي ألقاها نيابة عن سموّها، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في حفل وندوة إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، الذي أقيم في قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي، صباح أمس: أرى هذه الوثيقة وثيقة تاريخية، تقوم على الثوابت والغايات الأخلاقية النبيلة، كما أنها تجسيد حي، لتعاليم الإسلام الحنيف، وتعبير طبيعي، عن الحرص الكامل في المنطقة العربية، على تمكين المرأة؛ لأداء دورها المرتقب، في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. إن هذا الاحتفال، هنا في أبوظبي، هو اعتزازٌ، بما تؤكده هذه الوثيقة التاريخية، من مبادئ المساواة، وتكافؤ الفرص، والعمل المشترك، بين جميع عناصر الأمة، في سبيل تحقيق التقدم والرخاء، في مجتمعاتنا العربية، وتجسد إرادة قومية عميقة بتحقيق الإسهام الكامل للمرأة في المجتمع، إلى جانب العزم والتصميم، على أن تأخذ المرأة العربية، كل ما تستحق، من فرص وإمكانات، تحقق بها، قدراتها الهائلة، على العطاء والإنجاز والإبداع. إن الاحتفال بالوثيقة، هو تعبير عن ثقتنا بالمستقبل، وهو رسالة واضحة، بأن مجتمعاتنا تزداد قوة وعظمة، بمقدار تمكينها للمرأة؛ كي تعمل وتنتج، وتبتكر وتبدع، وتشارك دائماً، وبقدرة وكفاءة، في شؤون المجتمع والعالم.

تحقيق المساواة

وأضافت: أشير إلى عدد من الملاحظات التي تدور في ذهني، عن هذه الوثيقة التاريخية، ودورها في تشكيل المستقبل، وتحقيق كل ما نرجوه، من أهدافٍ وغايات؛ إنني أحيي ما تؤكده الوثيقة، من أن المجتمع الناجح، في هذا العصر، هو الذي يحقق الإفادة الكاملة، من جهود المرأة؛ بحيث تكون دائماً، أداةً للتغيير الإيجابي، في الوطن والعالم.
وقالت: إنني أدعوكم في هذا الاحتفال، إلى توضيح الأهمية القصوى، في مسيرة الأمة العربية؛ لتحقيق المساواة، أمام المرأة، ورعاية حقوقها، بشكلٍ فاعل، المساواة في الحياة العامة، والمشاركة الكاملة في مسيرة المجتمع، ورعاية الحق في العمل، والحق في أجرٍ عادل، والحق في الحماية، في مناطق النزاع والصراعات، فضلاً عن الحق، في الإسهام في صناعة القرار، وأن تكون مناسبة إطلاق هذه الوثيقة، فرصة مواتية؛ لتفنيد الادعاءات المغرضة، عن مكانة المرأة في مجتمعاتنا، وإثبات دورها المهم، في تقدم هذه المجتمعات، وتنميتها.
وأضافت: إنني أدعوكم أيضاً، إلى إدراك دور التعليم، في تنمية قدرات المرأة العربية، على الإسهام في مسيرة المجتمع، أدعوكم، إلى دراسة كل العوامل والأبعاد، التي تكتنف ما يترتب على تعليم المرأة، من تأكيد دورها في العمل؛ بل ودورها كذلك، في بناء الأسرة، وتنشئة الأجيال، والعمل الدائم والمستمر، من أجل أن تكون السياسات، والقوانين، والتشريعات، والتلاحم المجتمعي، والسلوكات السائدة، في المنطقة العربية، على نحوٍ يطلق الطاقات الكامنة، للمرأة العربية، والاهتمام بدور المرأة العربية، في بناء الأسرة، نعتز بذلك، بما نراه أمامنا، من إنجازاتها في تنشئة الأجيال الجديدة، على الثقة بالنفس، والثقة بالوطن والأمة، والاعتزاز والولاء.
وقالت سموّها: إنني أدعوكم إلى العمل معاً؛ من أجل متابعة مدى تحقق المنفعة المرجوة، من هذه الوثيقة التاريخية، وتوفير الدراسات والمعلومات الدقيقة، عن أحوال المرأة العربية، والاحتفال بإنجازاتها، وبعطاء النساء الناجحات، في الوطن والأمة، حتى يكن نماذج ناجحة.
وأضافت: أوكد إيماني القوي، بالمرأة العربية، وبقدراتها، على الإسهام الفاعل، في تقدم الوطن والأمة والعالم، نحن الآن في عصر، يستطيع كل فرد فيه، أن يكون محركاً للتغيير الإيجابي، عصر، يمنح الفرد، رجلاً كان أم امرأة، حرية التعلم، والفكر، والتعبير، والقدرة على الإسهام في تشكيل حاضر المجتمع ومستقبله. وأدعوكم اليوم، إلى تأكيد دور المرأة في هذا السبيل؛ كي تسهم في تحقيق السلام والتقدم، للمجتمع والأمة والعالم.

عطاء متواصل

ونقل الشيخ نهيان بن مبارك، للحضور تحيات سموّ الشيخة فاطمة، وتمنياتها الطيبة، للجميع، بالتوفيق والنجاح.
وقال: إننا في الإمارات، إنما نعتز غاية الاعتزاز، بالعطاء المتواصل، والإنجازات المتلاحقة، لسموّ «أم الإمارات»، في سبيل تقدم المرأة، ورعاية الطفل، ونهضة الأسرة، ونماء المجتمع، نعتز بما نتعلمه من سموّها كل يوم، من أن إعداد المرأة، وتمكينها، عبر التعليم، والرعاية الصحية، والتنمية البشرية الحقة، والعمل المنتج في كل المجالات، هو إنجاز عظيم؛ بل هو الطريق إلى تأكيد قدرة مجتمعاتنا، على تشكيل الحاضر، وبناء المستقبل.
وأكد أن سموّها تحرص على تحقيق التأثير الإيجابي، للمرأة العربية، في مواجهة كل التحديات.

عرفان بدور المرأة

وألقى الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، كلمة رفع خلالها الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، على استضافة حفل إطلاق «الوثيقة العربية لحقوق المرأة» التي أقرها البرلمان العربي أول تشريعٍ يُسنّه عرفاناً بدور المرأة، وتثميناً لمكانتها الرفيعة، لتكون إطاراً تشريعياً ومرجعاً عربياً في سن القوانين الخاصة بالمرأة.
وأشاد باهتمام قيادة دولة الإمارات، بقضايا المرأة التي مكّنتها من الوصول إلى أعلى المناصب السياسية والبرلمانية، مؤكداً أن هدف البرلمان العربي من سن تشريع عربي لحماية حقوق المرأة؛ تحقيق مطالب المرأة وتطلعاتها المشروعة.

إمارات الخير

وألقت الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، كلمة قالت فيها: أرحب بكم في دار زايد، زايد الخير وزايد البناء وزايد التسامح وزايد السلام، في الدار التي وجدت فيها المرأة كل الدعم والتمكين والشراكة الحقيقية في بناء المجتمع وخدمة الدولة.
وأضافت: في إمارات الخير والعطاء، انتقلنا من مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تمكين المجتمع بالمرأة، عبر رحلة إنجازات بدأها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وتكمل مسيرة الخير قيادة رشيدة على رأسها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قيادة ارتقت بالمرأة حتى بلغت أعلى درجات التمكين.
ووجهت تحية شكر وإكبار إلى «أم الإمارات»، القدوة والنموذج الملهم للمرأة العربية، على رعاية إطلاق هذه الوثيقة التاريخية المهمة التي تعد امتداداً لجهود سموّها الرائدة والمتميزة في دعم نهضة المرأة، كما وجهت الشكر إلى الشيخ نهيان بن مبارك الذي يدين له معظم أبناء الإمارات، وبالأخص بناته بالفضل الكبير، فهو من قدم لنا دعماً غير محدود، خاصة في مرحلة التعليم العالي، أحد أهم أبواب تمكين المرأة في دولة الإمارات.
وقالت: ونحن الآن في عهد التمكين بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نحصد ثمار نصرة المرأة في مرحلة التأسيس، وقرار تخصيص 50% من مقاعد المجلس للنساء، بدءاً من الفصل التشريعي السابع عشر، الذي سيبدأ في غضون أسابيع قليلة، جعلني أدرك أننا مستمرون في برامج التمكين.
وأضافت: المرأة في وطني شريكة التنمية، وصانعة الأجيال، وأم الشهيد، وفخر الإمارات، وملهمة ومربّية وقائدة، نفاخر العالم بمنجزاتها.

تمكين المرأة

وقدمت فومزولي ملامبو- نكوكا، المديرة التنفيذية للأمم المتحدة لشؤون المرأة، تهنئتها بإطلاق الوثيقة، مؤكدة أنها مهمة في مسيرة تمكين المرأة، وحفظ حقوقها، ومعالجة الفروق بين الجنسين.

متحدثون في الندوة: الإماراتُ في صدارة الدول في تمكين المرأة

نظم المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون مع البرلمان العربي، ندوة إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، التي ركزت على محورين رئيسيين؛ هما: «أُم الإمارات. الممكّن الرئيسي للمرأة العربية»، و«المرأة العربية ودور البرلمانات في صياغة المستقبل».
وتحدث في جلسة «أُم الإمارات: الممكن الرئيسي للمرأة العربية»، زكي نسيبة، وزير الدولة عن «جهود أُم الإمارات في دعم مسيرة تمكين المرأة الإماراتية والعربية»، وفوزية زينل، رئيسة مجلس النواب البحريني، عن «أسس ومقومات نموذج تمكين المرأة الخليجية»، والدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر، عن «دور النموذج والقدوة في تمكين المرأة العربية: دولة الإمارات نموذجاً»، والدكتورة عالية بوران، رئيسة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط عن «واقع المرأة عربياً ودولياً: نظرة مقارنة»؛ حيث أشادوا، بدور الإمارات في تمكين المرأة، والإنجازات التي حققتها.
وقال نسيبة: سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة العمل النسائي والإنساني، بما قدمته من دعمٍ للمرأة أينما كانت، وعبر المشاريع والمبادرات الإنسانية الطموحة التي أطلقتها لدعم النهضة النسائية في المجالات كافة.
وأوضح، أنه بحسب مؤشر الفجوة بين الجنسين الذي يُصدرهُ المنتدى الاقتصادي العالمي، تصدرت الإماراتُ قائمة تضم 142 دولةً؛ من حيثِ محو الأمية، وتسجيل الفتيات في المرحلة الثانوية، مضيفاً: إن الإحصاءات بشأن التعليم العالي للمرأة في الإمارات قصة نجاح أخرى، حيث تظهر الأرقام أن أكثر من 92 في المئة من الإناث اللائي يتخرجّنَ منَ الصف الثاني عشر «الثانوية العامة» يُكملن مسيرتهن التعليمية.
وقال: عملتْ «أم الإمارات» على توفير المشاريع الإنسانية في مختلف دول العالم، منها توفير مصادر المياه في خمس ولايات موريتانية، إلى جانب الشروع في إنشاء «مركز الشيخة فاطمة للأمومةِ والطفولة» في العاصمة نواكشوط.

تكريم «أم الإمارات»

خلال حفل إطلاق الوثيقة، كرّم المجلس الوطني الاتحادي سموّ «أم الإمارات»؛ لدورها في دعم الإماراتية والعربية، كما كرّم الشيخ نهيان بن مبارك، ورئيس البرلمان العربي، عدداً من رؤساء البرلمانات العربية والجمعيات البرلمانية، وأعضاء البرلمان العربي، وشركاء المجلس.
بعد ذلك عرض فيلم وثائقي يتناول مسيرة تطور المرأة في دولة الإمارات، منذ تأسيس الدولة، والدعم الذي حظيت به من القيادة الرشيدة ومجتمع الإمارات، لتصل إلى أعلى المناصب في مختلف القطاعات.

تأكيد حق المرأة في تعزيز دورها في المجتمع

ضمت الوثيقة العربية لحقوق المرأة، 25 مادة، جاء فيها، أن الدول العربية تلتزم بموادها، وأنها تعد مرجعية بعد إقرارها من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة.
وأشارت إلى أهمية تعزيز كل ما يعلي شأن الصورة الصحيحة للمرأة العربية، ودورها الإيجابي في المجتمع، وإيجاد حماية قانونية للمرأة تراعي تعدد أدوارها، ومنع جميع أشكال الاتجار بها، وتمتعها بفرص العمل والحقوق، وتوفير عناية خاصة للعاملة أثناء الحمل، وتشجيعها على مباشرة حقها في الشؤون المدنية، وعدم الاعتداء على حصتها في الميراث، واتخاذ التدابير؛ لحماية الرابطة الزوجية منها: منع زواج الأطفال، والسعي لفض المنازعات الزوجية ودياً.
وجاء في الوثيقة أنه في حال منع ازدواجية الجنسية، يحق للمرأة المتزوجة من أجنبي الاحتفاظ بجنسيتها، أو اكتساب جنسية الزوج، وضمان حريتها في استرداد جنسيتها الأصلية، في حالة الطلاق أو وفاة الزوج، وضمان حق المتزوجة من أجنبي بمنح جنسيتها لأبنائها، وضمان حق المحتجزة والسجينة ممارسة حقوق الأمومة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"