عادي
انطلاق مؤتمر «كسب الحرب الرقمية» في أبوظبي تحت رعاية محمد بن راشد

25 مليون هجمة شهرياً تعرضت لها الشبكات الإلكترونية بالدولة 2018

04:25 صباحا
قراءة 6 دقائق
أبوظبي: سلام أبو شهاب

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، انطلقت أمس الأربعاء في العاصمة أبوظبي فعاليات المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع، «مؤتمر القادة لحروب القرن الواحد والعشرين»، تحت عنوان: «كسب الحرب الرقمية»، وذلك بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، فيما تنتقل الفعاليات اليوم الخميس إلى نادي ضباط القوات المسلحة في أبو ظبي.
أكد محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع في الكلمة الرئيسية للمؤتمر، التي ألقاها صباح أمس بحضور عدد من كبار المسؤولين والضباط، مع التطور الهائل في قطاع التقنيات الرقمية، تواجه الدولة تعرض شبكاتها الإلكترونية لهجمات متزايدة عاماً بعد عام، وقد بلغ عدد الهجمات السنة الماضية حوالي 25 مليون هجمة شهرياً، علماً بأن الأجهزة المختصة في الدولة تمكنت من التعامل مع هذه الهجمات وتمكنت من رصدها وصدها جميعاً بنجاح، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة وبرامج الحماية الفاعلة، ولهذا تولي القيادة أهميةً خاصةً لتطوير القدرة على حماية الفضاء الإلكتروني بكافة الوسائل والسبل الممكنة.
وقال إنه على صعيد التنافسية العالمية تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط، وفي قائمة الدول العشر الأولى في مجال تقنية المعلومات الرقمية، ومجالات تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث سخرت قيادتنا الرشيدة جميع الإمكانات لتطوير وتحديث هذه المجالات باستمرار، وقدمت كل الدعم للتحول إلى أنظمة المدن الذكية عبر الشبكة العنكبوتية وما يسمى ب«إنترنت الأشياء»، كما وجهت استثمارات ضخمة لتطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.

تحديات

وأشار البواردي إلى أن المؤتمر يكتسب أهميةً بالغةً نظراً لتناوله أحد أخطر التحديات التي تواجه كافة دول العالم، علماً بأن الحروب الرقمية والمعلوماتية تندرج في إطار الحروب الحديثة، والحرب الرقمية تدور عبر منصات إلكترونية وأجهزة ذكية وغالباً ما تكون نتائجها كارثية.
وقال إن الثورة الصناعية الرابعة والتطور التكنولوجي غير المسبوق الذي تم تحقيقه إلى اليوم قائم أساساً على تطور العلوم الرقمية والمعلوماتية والتي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولقد أصبحت إدارة جميع المجالات الحيوية في الدول تتم من خلال الوسائل والتقنيات الرقمية المختلفة، وترتبط جميع المجالات الحيوية فيما بينها عبر شبكات عنكبوتية رقمية تشبه الجهاز العصبي في جسم الإنسان، مكونةً بذلك كياناً أو فضاء جديداً قائماً بذاته في الدول ويسمى الفضاء الرقمي أو السيبراني، علماً بأننا قد تجاوزنا نقطة اللاعودة إلى الأنماط التقليدية في إدارة شؤون الحياة، وما زالت مسيرة التطور التقني والرقمي تتقدم بوتيرة متسارعة لتخلق معها سباقاً رقمياً محموماً بين الدول.
وقال: أصبح موضوع الأمن الرقمي هاجساً يؤرق بال القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين والشركات الكبرى حول العالم، باعتباره يشكل مصدر خطر على أمن الدول ويهدد مصالحها الوطنية في حال تمكن الخصوم من اختراق منظومتها الرقمية وفضائها السيبراني وشله، علماً بأن العديد من الدول قامت بتشكيل جيوش متخصصة في الدفاع عن الفضاء السيبراني والكيان الرقمي.
وأضاف: يكاد لا يمر يوم دون أن نقرأ خبراً عن اختراقات على مستوى الشبكة الرقمية العالمية، أو لمواقع إلكترونية رسمية في بعض الدول، إما بهدف تعطيلها وشل الخدمات الأساسية فيها، وإما بهدف التجسس وسرقة البيانات السرية أو التلاعب بها بغرض التضليل والتأثير في آراء وسلوكيات المواطنين وقراراتهم المصيرية بما في ذلك التأثير في الانتخابات الوطنية فيها مثلاً، وفي الوقت الذي نشهد فيه تزايد وتيرة الجرائم الإلكترونية التي يرتكبها قراصنة الإنترنت أو بعض الجهات الحكومية المعادية، سواءً بهدف التخريب أو التجسس عبر شبكات الإنترنت، لدوافع أمنية أو سياسية أو تجارية، فإنه يترتب علينا تسخير كافة الخبرات والعقول البشرية، وتطوير الوسائل التقنية لمواجهة مثل هذه التهديدات والتغلب عليها بشكل فعال وحاسم.
وقال إنني أدعو للتفكر حول السبل الكفيلة بتطوير إمكانات الذكاء الاصطناعي واستخدام قدراته الذاتية والخارقة في مراقبة الفضاء السيبراني لضمان حمايته والدفاع عنه بكفاءة عالية، وذلك من خلال الرصد التلقائي والفوري لأي هجوم محتمل ورصده وتتبع مصدره، ومن ثم عزل الأجهزة والأجزاء المصابة من الشبكة والعمل على استعادة الموقف، والمباشرة باتخاذ الإجراءات الرادعة.
وأضاف: إن نجاح الجهود الوطنية لتحقيق الأمن السيبراني يعتمد على فهم أبعاد المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفضاء السيبراني الوطني واستيعاب تأثير التهديدات على الأمن الوطني اليوم وفي المستقبل، ولا بد أيضاً من تضافر جهود جميع المؤسسات الوطنية والتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق الغايات المشتركة في حماية المنظومات الرقمية وكسب الحرب الرقمية في مواجهة المعتدين.

أمان واستقرار

وأكد عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي في كلمته الرئيسية في المؤتمر «تحدي الحروب الرقمية»، أن الإمارات من أكثر الدول أمناً في العالم، ويأتي ذلك تتويجاً لجهود القيادة الرشيدة التي سخرت الإمكانات لتوفير الرخاء والاستقرار والأمان في ربوع الوطن.
وأشار الوزير إلى التوجهات المستقبلية، موضحاً أنه سيكون هناك عالمياً ظاهرة تصميم البيانات لاستهداف أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال إدخال بيانات خطأ، مؤكداً أهمية إعداد كوادر قادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
وقال إن تطبيقات الحروب المقبلة، منها ما هو دفاعي وما هو هجومي، مشيراً إلى مستعمرة مستشعرات الفضاء لمقاومة الصواريخ الفوق صوتية والبالستية، وأنظمة الواقع الافتراضي والمساعد الذكي وتحليل البيانات الفورية، وأن جميع هذه التطبيقات سيؤثر الذكاء الاصطناعي فيها بشكل كبير، مشيراً إلى أن الحرب الوطنية إجراءات تتخذها الدول وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن الهجمات الإلكترونية والخوارزميات الخبيثة العالمية أدت إلى تدمير البنية التحتية في بعض المناطق، وأن المعدات لأي هجمات إلكترونية متوفرة في المتاجر، موضحاً أن أول هجمة بالتقنيات الحديثة كانت في عام 2007، عندما شنت «إسرائيل» غارات محددة على سوريا.

طائرات بدون طيار

وقال بول شار مدير برنامج التكنولوجيا والأمن القومي في مركز الأمن الأمريكي الجديد في كلمته حول النظم المستقلة ومستقبل الحرب، إن أكثر من 100 دولة ومنظمات على مستوى العالم تستخدم طائرات بدون طيار في هجمات إرهابية، وأن هذه التكنولوجيا ستغير الحرب المقبلة، في ظل التطور السريع في القطاع العسكري.
وقال إننا نعيش ثورة إدراكية، وفي الوقت ذاته تحدث أخطاء بشرية لا تحمد عقباها، كما في الخطأ البشري الذي حدث في عام 2003 في منظومة باتريوت الأمريكية عندما تم إطلاق صواريخ باتجاه طائرات صديقة، وعلى الفور تم إصلاح الخلل في منظومة باتريوت.

الابتكار

وأكد العميد الركن الدكتور مبارك سعيد الجابري، رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالقوات المسلحة في كلمته حول الابتكار التحديات الاستراتيجية المستقبلية، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، ثراه كان الملهم الأول في دعم الابتكار من خلال الاستثمار في الإنسان، وكان دائماً يؤكد أن الدول التي لديها اليد الأولى في الابتكار هي من ستقود العالم، مشيراً إلى أن القوات المسلحة في الإمارات أولت أهمية قصوى للابتكار في المنظومة الدفاعية، وأصبح الابتكار مجالاً تنافسياً.
وأوضح أن الابتكار موجود منذ وجود الإنسان على الأرض الذي كانت لديه الرغبة في البحث عن التطوير والاستطلاع، مشيراً إلى أنه تم إنشاء مؤشر عالمي للابتكار، وقد احتلت الإمارات المرتبة 36 عالمياً في هذا المؤشر.
وأشار إلى أنه من المتوقع استثمار أكثر من تريليوني دولار في مجال الابتكار في جميع أنحاء العالم، وسيتركز الإنفاق على الذكاء الاصطناعي والأتمتة والروبوتات.

قطاع الفضاء

وأكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء في ورقته حول الفضاء والحرب الرقمية أن الإمارات تمتلك قدرات فضائية كبيرة، وأن القطاع الفضائي في الإمارات الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، مستشهداً بصورة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما استقبل قبل 43 عاماً وفداً من «ناسا».
وأشار إلى أن الفضاء يوفر مميزات استراتيجية لها علاقة بالأمن القومي للدول، وأن هناك طفرة في استخدامات الفضاء على المستوى العالمي، حيث تصل استثمارات قطاع الفضاء عالمياً إلى 350 مليار دولار سنوياً، ونسبة نمو قطاع الفضاء سنوياً تصل إلى 7%، ويتم إنفاق 50 مليار دولار سنوياً على القدرات الدفاعية في مجال الفضاء، وتشمل التهديدات للقدرات الفضائية، الهجوم السيبراني، والأسلحة الموجهة بالليزر.
وأضاف أن خطة الإمارات في مجال الأقمار الاصطناعية تصنيع وإطلاق 10 أقمار منها اثنان في مداراتهما، و8 أقمار تحت التصنيع، وحجم الاستثمارات في مجال الفضاء في الإمارات وصل إلى 22 مليار دولار، ويعمل نحو 1500 موظف في قطاع الفضاء.

العصر الرقمي

تحدث في الجلسات خليفة حسن الشامسي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في مجموعة اتصالات، عن تباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط، كما تحدث البروفيسور ارنستو دامياني مدير معهد الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية أستاذ جامعي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، عن قنوات الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية، وقدم ايان تونيكليف مدير بمؤسسة «خيارات التأثير» في القطاع الخاص، ورقة عمل عن عمليات التأثير في العصر الرقمي، ثم عقدت جلسة نقاشية، تحدث فيها رود كوان كاتب ومدير موقع الأمن عملك.
وفي نهاية اليوم الأول قدم اللواء الركن طيار فلاح محمد القحطاني، الوكيل المساعد للسياسات والشؤون الاستراتيجية بوزارة الدفاع ملاحظات ختامية عن فعاليات اليوم الأول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"