عادي

القهوة.. عشق عالمي قد يصبح ترفاً

03:51 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة:«الخليج»

عندما سجل الموسيقار العالمي يوهان سباستيان باخ عشقه للقهوة في أوبرا خاصة بعنوان «كانتاتا» كتبها بين عامي 1732 و1735 لم يتخيل يوماً أن تصبح حبوب البن ذهباً أخضر يعد ثاني أكثر السلع العالمية تداولاً بعد النفط الخام، ولم يتوقع أن يشاركه هوسه بالقهوة عشرات الملايين حول العالم الذي استهلك العام الماضي أكثر من 135 مليون جوال زنة كل منها 60 كيلوجراماً، ولم يحلم بأن تصبح القهوة الذي اعتبر تناولها في أوروبا مطلع القرن الثامن عشر «سلوكاً بذيئاً» منجم ذهب يدر أرباحاً بمليارات الدولارات كل عام، وقطاعاً رئيسياً في اقتصادات عشرات الدول وعنواناً لكرم الضيافة في التراث العربي، إضافة إلى الدور الذي لعبته المقاهي أو «بيوت القهوة» في الحياة العربية.
وإذا كانت الشائعات نقلت هوس بيتهوفن بالقهوة وحرصه على إعداد فنجانه الخاص يومياً من 60 حبة بن قبل إطلاق العنان لعبقريته الموسيقية، فإن الأديب الفرنسي العالمي أنورويه دو بلزاك كان يتناول يومياً 50 فنجان قهوة، ونافسهما في عشقها نزار قباني عندما قال :«القهوة عجوز معمرة لها أحفادها البررة الذين يقبلونها كل صباح ومساء وأنا أكثرهم براً بها »، وزاد عليهم محمود درويش قائلاً «أريد رائحة القهوة، ولا أريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة».
وتحكي عشرات الأساطير قصة الظهور الأول للقهوة ويعتقد أن إثيوبيا موطنها الأصلي، بينما يسجل أول وجود لها كمشروب في منتصف القرن الخامس عشر في اليمن وانتشرت منها إلى وسط آسيا، ثم الدولة العثمانية، فبلاد الشام وشمال إفريقيا، ثم أوروبا في القرن السادس عشر بفضل نشاط شركة الهند الشرقية البريطانية، ونظيرتها الهولندية. واليوم تزرع حبوب البن في أكثر من 60 بلداً، وتتربع البرازيل على عرش الإنتاج العالمي،ويستهلك الأوربيون حوالي ثلث الإنتاج العالمي.
تنفرد القهوة عن غيرها من المشروبات العالمية واسعة الانتشار بأنها الوحيدة التي يخصص لها مساق دراسي في عدة جامعات أوروبية، إضافة إلى معهد دولي متخصص لدراساتها في هولندا، بينما تأسست في 1999 جامعة القهوة في مدينة ترييستي الإيطالية وافتتحت حتى اليوم 25 فرعاً حول العالم.
وعلى الرغم من أن فنجان القهوة أصبح طقساً لايمكن للملايين الاستغناء عنه، تحذر دراسات حديثة من أنه سيصبح «ترفاً» في المستقبل، إذ تهدد التغيرات المناخية مناطق شاسعة لزراعة البن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"