عادي
افتتح ندوة "15 قرناً من المحبة والمودة" في جامعة زايد

نهيان بن مبارك: المسلمون والمسيحيون أبناء وطن واحد عبر التاريخ

03:54 صباحا
قراءة 4 دقائق

افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد مساء أمس الأول ندوة علمية تحت عنوان 15 قرناً من المحبة والمودة التي نظمتها جامعة زايد والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ومؤسسة طابة، حيث استعرضت الندوة دور المسيحيين وإسهاماتهم في الحضارة العربية الإسلامية ضمن النسيج الواحد للمجتمع العربي، بحضور عدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين والشخصيات الدينية والأكاديميين .

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال كلمته الافتتاحية على أهمية هذه الندوة، التي تحتفي بمسيرة خمسةَ عشرَ قرناً من المحبّة، بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية، باعتبارنا جميعاً، أبناء وطن واحد، تجمعنا عبر التاريخ والعصور، علاقات السلام والتعايش، والسعي نحو تحقيق أهداف الوطن .

وقال يسرني أن أحيي السادة المحاضرين: الراهب القمص إسحاق الأنبا بيشوي، والداعية الإسلامي، الحبيب علي زين العابدين الجفري، راجياً أن يسهم حديثهما في دعم علاقات الأُخوّة بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة، وشاكراً لهما كذلك، حرصهما الغيور والملموس، على تشكيل الوعي الوطني، وتوجيه المشاعر والسلوك، توجيهاً إيجابياً منشوداً، يعود بالخير والسلام، على الوطن العربي وأبنائه، وبصورةٍ شاملة .

وأضاف: كما تعلمون، فإنه ليس من عادتي، أن أشارك بالحديث، في مثل هذه الندوات، التي تعقدها جامعة زايد، ولكن وجدت في نفسي هذه المرّة، رغبةً أكيدة، بالمشاركة في هذه الندوة بالذات، ولا سيما موضوعَها، والمتحدثين فيها، خاصةً بعد الأحداث الإرهابية المؤسفة، التي تعرضت لها بعض دور العبادة في المنطقة - رأيت من واجبي، أن أنتهز هذه الفرصة، كي أؤكد أمامكم، بكل ما أستطيع من قوة، على الأهمية القصوى، لدوام علاقات المودة والمحبة، بين المسلمين والمسيحيين، في المنطقة العربية وعلينا أن نؤكد بالقول والعمل، أن المسيحيين العرب، هم إخوة كرام، يقفون مع أشقائهم المسلمين، صفاً واحداً، لخدمة قضايا الأمة .

إن لقاءنا الليلة، إنما هو تعبير عن اعتزازنا، بما تحقّق في ظل الإسلام، من تعايش ووفاق، خلال أكثر من أربعةَ عشرَ قرناً من الزمان، ساد فيه الاحترام والتقدير لأهل الكتاب، وتأكدت حقوقهم جميعاً، في حرية العقيدة، وفي أن يكونوا أيضاً، ركناً أساسياً، في نسيج المجتمع العربي، بل ومساهماً قوياً، في مسيرته وتطوره، إن لقاءنا الليلة، إنما يذكرنا، بأننا أبناء المنطقة العربية - مسلمين ومسيحيين على السواء - لنا تراث مشترك، يقوم على لغة واحدة، ووطن واحد . . تراث يؤكد على حقوق الإنسان، ورعاية مصالحه . . تراث، استمر حياً ومتجدداً، وقادراً عبر العصور، على مواجهة التحديات كافة، وهي تحديات، لم تكن تميّز أبداً بين مسلمٍ ومسيحي . وإن لنا تراثا مشتركاً، يرفض النظر إلى أي مجموعة من السكان، على أنهم أقلية منفصلة، ذلك، لأنه تراث عظيم، يركز على وحدة الشعب بأفراده وطوائفه كافة، هذا التراث المشترك، يرفض الاستقواء بالخارج، وينبذ أي استغلال بغيض، للأحداث العارضة، ويؤكد على أن الحضارة الإسلامية، كانت في أوج ازدهارها، عندما سادت مبادئ التسامح والتعايش، مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، بل وإن هذه الحضارة، مازالت قادرة على مواصلة مسيرتها، في عزةٍ وشموخ .

وقال: إنه خلال أكثر من أربعةَ عشرَ قرناً حتى الآن، تشكّلت العلاقة بين الإسلام والمسيحية، في إطار قوله سبحانه وتعالى، في كتابه العزيز: لا إكراه في الدين، وقوله أيضاً: ولو شاء ربك لجَعلَ الناسَ أمةً واحدة، بل وكذلك، في إطار أحاديث وتعاليم رسوله، صلى الله عليه وسلم، من أن الاعتزاز بالإسلام، وإدراكَ عظمتِه، لا يكون إلا بالالتزام بمبادئه السمحة، التي تؤكد على تحقيق العدل، وصيانة حقوق الناس، وبالتالي، فإن ذلك لن يكون أبداً، بالتعصب الجاهل، أو التشنج البغيض .

وبين الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عدداً من الملاحظات السريعة، التي دارت بخاطره، عندما علم بموضوع الندوة قائلاً: إننا نسمع من آن لآخر، بعض الأصوات المغرضة للتطرف، بين المسلمين والمسيحيين على السواء، وهذا بدوره، قد يؤدي إلى زرع الشك، أو هزّ الثقة، أو زعزعة الاستقرار، أو إشاعة الفتن الدينية والطائفية، في المجتمع، هذا أمرٌ لا يمكن القبول به، أو السكوت عليه، إنه يتطلب منا جميعاً، أن نواجهَه ونجابهَه، بقدر ما نستطيع من عزمٍ وتصميم، وعلينا أن ندعم دعوات التعايش والاعتدال، وأن ننبذ بكل حزم وقوة، تلك الأصوات الناشزة، التي تثير الفُرقة والصراع . . علينا أن نُثبت، من خلال إنجازات ومبادرات حقيقية .

ومن جانبه لفت الراهب القمص إسحاق الأنبا بيشوي راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثذوكس بأبوظبي إلى أن المسلمين والمسيحيين أبناء عمومة .

وأوضح أن المسيحية جعلت المحبة هي الوصية الأولى، وأن محطات التآخى متعددة ونقاط التلاقي كثيرة لاننسى تعاطف قائدَين من القيادات المسيحية لرسالة الرسول الكريم وهما البحيرة سرجيوس وورقة بن نوفل .

وأوضح الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري المؤسس والمدير العام لمؤسسة طابة للدراسات الإسلامية أن عنوان الندوة كان من اختيار نيافة القمص بعد التواصل واقتراح عقد لقاء مشترك رداً على الأحداث الخطيرة عشية عيد الميلاد، وأن أهمية الندوة تأتي من طبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع، وأن هناك تغييرات كبيرة ومتسارعة على كل الصعد تطرح تحديات غير مسبوقة، وتحتاج إلى تجديد الخطاب الديني الأصيل من الطرفين في مواجهة الخطاب المتطرف المتنطع، الذي يحاول جعل الاختلاف الطبيعي في العقائد مرتكزاً للصراعات في العالم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"