عادي
تحليل إخباري

«مركبات الفضاء» وصواريخ طهران

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين

هل أدركت القوى الأوروبية، أخيراً، التهديدات التي يمثلها اختبار إيران لصواريخ بالستية وسعيها الدائم لتطوير برنامجها النووي؟. بهذا السؤال افتتح موقع «ذا ديلي كولر» الأمريكي مقاله حول تجارب إيران للصواريخ البالستية وموقف الدول الأوروبية من التداعيات الخطيرة لهذه الاختبارات. فقد أكد الموقع انضمام كل من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا مؤخراً إلى الولايات المتحدة، مطلقين تحذيرات بشأن عدم التزام إيران بمواثيق الأمم المتحدة بعد اختبارها صواريخ بالستية متوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، متنكرة بذريعة أنها «مركبات إطلاق فضائية».
وأوضح الموقع أن هذه التحذيرات الأوروبية تمثل نقطة تحول في السياسة الأوروبية تجاه الاتفاق النووي الإيراني المعيب والمسيء. وقد ترسل هذه التصريحات رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفادها أن هذه الدول الثلاث قد تسلم في نهاية الأمر بأن أنشطة إيران خطيرة ومزعزعة للاستقرار جغرافياً وسياسياً، بحيث لا يمكن الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني.
فمنذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة في شهر مايو/أيار الماضي، كان وزير الخارجية مايك بومبيو في موقف هجومي، وحث المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا على الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية التي أعدتها إدارة أوباما. وحذر الوزير بومبيو إيران من فرض عقوبات جديدة أشد قسوة إذا ما تم إجراء تجارب على ثلاث «مركبات إطلاق فضائية».
ومن الواضح أن الحديث الإيراني عن إطلاق مركبات الإطلاق الفضائية يعد بمثابة إجراءات مبطنة لاختبار تكنولوجيا الصواريخ النووية التي وبمجرد أن تتقنها طهران، يمكنها ضرب مصالح الولايات المتحدة إضافة إلى تهديد كل أوروبا بشكل مباشر. ولذلك ينبغي لإدارة ترامب أن تبقى ثابتة في إدانتها لإطلاق «المركبات الفضائية» الثلاث المقترحة، وأن تكون على أهبة الاستعداد للتصرف بشكل حاسم، إذا لزم الأمر.
ويبيّن الموقع أن هذه الاختبارات تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يحظر على إيران القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك إطلاقها باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية. كما يشير إلى أن المملكة المتحدة وفرنسا تدركان الآن حجم التهديد، حيث أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بياناً قال فيه: إنه قلق للغاية وإن التجارب الإيرانية «استفزازية ومزعزعة للاستقرار»، ناصحاً إيران مباشرة بوقف جميع اختبارات الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
ويصف الموقع السياسة الإيرانية بالمدمرة، ليؤكد في الختام أنه لا يمكن السماح للنظام الإيراني بأن يشكل خطراً على المنطقة بشكل خاص والأمن والسلم الدوليين بشكل عام، فإيران، من خلال سياساتها العدائية، تشكل تهديداً واضحاً للولايات المتحدة والعالم، وأن هذا التهديد يجب ألا يمر دون عقاب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"