عادي

في مسألة اللوبي العربي في أمريكا

04:18 صباحا
قراءة 10 دقائق

في شهر مارس/ آذار من العام 2006 قدم الأستاذان في جامعتي شيكاغو وهارفارد جون ميرشايمر وستيفن والت ورقة بحثية تقع في حوالي ثمانين صفحة من الحجم الكبير نشرت على الموقع الإلكتروني لمعهد بليفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لمدرسة جون كيندي لدراسة نظم الحكم بجامعة هارفارد، عن تأثير اللوبي الإسرائيلي (وليس اليهودي) على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط . ومن وقتها انقلبت الدوائر الأكاديمية المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط ولم تهدأ حتى الآن .

في العام 2008 طور الباحثان الواقعيان هذه الدراسة بعد عاصفة من الجدل حولها إلى كتاب يقع في أكثر من ستمائة صفحة، حقق أعلى المبيعات، ولقى نقداً وتنقيحاً وتجريحاً لم تنله دراسة أكاديمية منذ زوبعة دراسة صدام الحضارات للبروفيسور سامويل هانتنجتون في العام ،1993 تمحور الجدل حول هذه الدراسة في محاولة إثبات خطئها الأكاديمي (نظرياً وعملياً) . بينما انكب الجدل العربي حولها في الترحيب بها وتبجيلها ورفعها إلى عنان السماء (ترجمت الدراسة للعربية عبر أكثر من عشر مؤسسات ومراكز دراسات ومواقع الإنترنت) . ولكن الملاحظ أن الجدل العربي حولها تجاهل نقطتين في غاية الأهمية، وهما كيفية الاستفادة من هذه الدراسة في البدء لإنشاء لوبي عربي قوي في واشنطن يوازن قوة اللوبي الإسرائيلي . والنقطة الثانية هي مدى مساهمة هذه الدراسة في تقديم رؤية تحليلية وتفسيرية لكيفية عمل النظام السياسي الأمريكي وميكانيزم عملية صنع وتنفيذ قرار السياسة الخارجية الأمريكي تجاه الشرق الأوسط .

هنا نجادل بأن العرب يمتلكون من مقومات ومصادر وعوامل القوة (السياسية والاقتصادية والثقافية والسكانية) ما يمكنهم من إعادة توجيه مسار السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا والمصالح الوطنية العربية، بصورة متوازنة عما هو سائد الآن . ولكن ما يعوق تحقيق هذا التأثير يتمحور في غياب وجود هذا اللوبي العربي القوي في الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وجهل النخبة الفكرية والسياسية والدبلوماسية العربية بميكانيزم عمل النظام السياسي الأمريكي وعملية السياسة الخارجية الأمريكية .

لم تكن دراسة الأستاذان ميرشايمر ووالت رائدة بقدر ما كانت نافذة Influential . فقد سبقتها دراسات أكاديمية وعملية موضوعية وعميقة التأثير والمنظور التحليلي، مثل دراسة عالم السياسة الأمريكي ادوارد تيفنان الرائدة اللوبي ودراسة عضو الكونجرس السابق بول فندلي الذين تجرأوا على الكلام في ثمانينات القرن الماضي، بل ويمكن القول بثقة إن الدعوة حول ضرورة إعادة تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بدأت في ستينات القرن الماضي عندما لاحظ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس السيناتور ويليام فولبرايت تنامي تأثير الأقلية اليهودية على عملية صنع وتنفيذ القرار السياسي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط . وحتى عربياً، هناك دراسات أكاديمية لا تقل مستوى ومنهجية عن دراسة ميرشايمر ووالت . مثل دراسات البروفيسور الراحل حسن بكر 1992 و1999 والدكتور زياد أبو عمر ،1991 والدكتورة هالة سعودي والدكتور يوسف الحسن وغيرها من الدراسات المكتوبة بلغة الضاد، التي حللت بصورة رائدة عوامل ومصادر قوة العرب من أصل أمريكي داخل المجتمع الأمريكي ومدى نفوذ بعض الأنظمة السياسية العربية داخل واشنطن مثل مصر والمملكة العربية السعودية، ونقاط ضعف وتشرذم وعدم فاعلية هذه المقومات . ولكن النخبة الفكرية العربية ظلت جاهلة بهذه الدراسات فمغني الحي لا يطرب .

قوة اللوبي الإسرائيلي

في دراستهما حدد ميرشايمر ووالت مصادر قوة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن في خمسة محددات هي:

التأثير على السلطة التشريعية/الكونجرس .

التأثير على السلطة التنفيذية/الرئيس .

التلاعب بوسائل الإعلام .

توجيه مراكز الأبحاث والدراسات .

الهيمنة على الحقل الأكاديمي والجامعي .

وفي دراسته الرائدة عن العرب واليهود في أمريكا أضاف البروفيسور بكر إلى جانب ما سبق ثلاثة عوامل جديدة هي (الصوت الانتخابي اليهودي، التنظيم، رأس المال والتمويل) كأحد أهم عوامل قوة ونفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن . وبينما يستنتج الأستاذان الأمريكيان أن على صناع القرار الأمريكي إعادة التفكير في مسار العلاقات الثنائية والتدقيق وفحص تأثيرها السلبي في المصالح الأمريكية الحيوية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، فإن دراسة البروفيسور بكر تشرح وتفكك مصادر قوة اللوبي الإسرائيلي بالتفصيل، ويقدم مقترحات لتغيير صور التوازن بين العرب واليهود في أمريكا، التي اختطفت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط (ما اصطلح على تسميته بإسرائيلية Israelization السياسية الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط) . ونحن من جانبنا كأحد المتخصصين في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية سنطرح هنا (وانطلاقاً من موقف ودافع وطني وقومي بحت) مقومات إقامة لوبي عربي قوي في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس حباً في واشنطن بقدر ما هو محاولة صادقة للدفاع عن المصالح والحقوق العربية في ظل عالم تسيطر فيه الولايات المتحدة (باعتبارها القوة العظمى الوحيدة الباقية في النظام الدولي) علي مجمل الساحة الدولية . وذلك لأننا نؤمن بأن أهم العوامل تأثيراً في الأوضاع الداخلية العربية ومصالحها الخارجية هو شكل ونوعية علاقتها مع القطب الأوحد بالأخص، ومع باقي القوى الدولية الكلاسكية والصاعدة عموماً . فنحن في التحليل الأخير لا نحيا وحدنا في هذا الكوكب، الذي تحكمه وتحركه سياسات القوة Power Politics والتفاهم فيه يتم بلغة المصالح أكثر منه بلغة التقارب والحوار . فالدول تحصل على غايتها وفقاً لما تملكه وتحوزه من قدرات ومصادر القوة وليس وفقاً لما تتمناه أو تريده .

مصادر قوة العرب

هنا سنتطرق لمقومات ومصادر القوة التي يمتلكها العرب من أصل أمريكي والعرب عامة، والتي تؤهلهم لموازنة قوة اللوبي الإسرائيلي لو أحسن استخدام وتوظيف هذه القدرات والمقومات . وثانياً سنحاول إلقاء مزيد من الضوء على بعض المعوقات والمقيدات التي تحول دون قيام هذا اللوبي .

التنظيم: يصاب المرء بالدهشة عندما يرى تكالب الحزبين الجمهوري والديمقراطي على أصوات اليهود وحلفائهم من المسيحيين الصهاينة، مع أن إجمالي أصوات اليهود لا تزيد عن 7 .1 مليون ناخب من إجمالي 200 مليون ناخب ولكن لأن نسبة تصويتهم تبلغ حوالي 80- 90% في بلد لا تبلغ نسبة المشاركة فيه للتصويت عن 50%، على الرغم من أن يوم الانتخابات إجازة رسمية في الولايات المتحدة، يفسر سر هذا التكالب . أما العرب والمسلمون، ولأننا مازلنا نعيش في عصور الظلام حيث لا قيمة للفرد ولا احترام لحقوقه في بلاده فهم يأخذون هذه الصفات معهم إلى بلادهم الأمريكية، فلا نرى تجمعات تنظيمية تجمع العرب على الرغم من أن عدد العرب الأمريكيين يصل لحوالي 6 ملايين نسمة وعدد المسلمين حوالي 50 مليون أمريكي . ولكننا لا نرى منظمة تجمعهم على الرغم من أننا نرى ال 9،5 مليون يهودي وصهيوني لديهم أكثر من 50 ألف منظمة ومؤسسة تجمعهم، ليكون في تجمعهم وتنظيمهم دوره التأثيري الضخم على الإدارات الأمريكية لصالح إسرائيل والصهيونية .

التعداد: عندما نطلع على الإحصاءات الديموغرافية في الولايات المتحدة الأمريكية عن أعداد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية نجدهم حوالي 9 .5 مليون نسمة يهودي مقابل 6 ملايين عربي . ويصل عدد الصهاينة المتعاطفين مع اليهود لحوالي 40-50 مليون نسمة . أما عدد المسلمين الأمريكان فيصل لحوالي 60 مليون نسمة ويقدر عدد المتعاطفين معهم زنوج أفارقة لاتينيين آسيويين حوالي مائة مليون أمريكي . وعلى الرغم من كل هذا، فإن المرء يعتقد بديهياً أن العرب والمسلمين هم الذين يتحكمون في الولايات المتحدة، ولكن هذا ليس صحيحاً، لأن العرب والمسلمين ليس لديهم أي استراتيجيات للتحرك . فهم رغم أعدادهم الكثيرة كغثاء السيل، نظراً لكثرة عصور الظلام، الكبت، الديكتاتورية والاحتلال التي عاشوا في ظلها . فمنذ سقوط الخلافة العباسية والحضارة الإسلامية في الأندلس لم يحيوا من وقتها إلى الآن في أي جو ديمقراطي . فلا احترام لحقوقهم ولا لحرياتهم، وبالتالي فإنهم قد ورثوا هذه المعاملات في بلادهم التي هاجروا إليها . فنراهم في الولايات المتحدة أكبر الاقليات عدداً وأقلها تأثيراً . وليس ذلك فحسب، بل إنهم يعتبرون الأقلية الأكثر تعرضاً للأذى والتحرش الجسدي أو اللفظي .

رأس المال (المصالح): إن الشخص العادي ليتساءل في براءة لماذا تضحي الولايات المتحدة الأمريكية بمصالحها مع أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية من أجل إسرائيل؟ والرد، العلمي والعملي، على هذا التساؤل هو أن ال 55 دولة عربية وإسلامية لا يوجد من يدافع ويراعى مصالحها ويحاول تنميتها من خلال الضغط على الولايات المتحدة لتراعى مصالح الأمة العربية والإسلامية في مقابل رعاية الدول العربية والإسلامية لمصالحها الحيوية في هذه المنطقة الحيوية من العالم . وهو ما تفعله الدولة الصهيونية بالضبط . على الرغم من أنه لا يوجد أي وجه للمقارنة بين مصالح أمريكا مع إسرائيل ومصالحها مع العرب والمسلمين، فيكفي فقط مصالحها البترولية، الكفيلة بجعل دفة السياسة الخارجية الأمريكية تميل ناحية الدول العربية والإسلامية . ولكن لأن الولايات المتحدة تضمن وصول البترول وباقي مصالحها حتى الباب خدمة توصيل المصالح للمنازل (Home delivery) فلا داعي للتفكير في مصالح العميل والضعيف . على العكس من إسرائيل واليهود والصهاينة الذين يملأون الدنيا صراخاً عند أقل تعدٍ على مصالحهم في المنطقة . إن رأس المال العربي الأمريكي يزيد حجمه عن 800 مليار دولار أمريكي موجودة داخل البنوك الأمريكية، وبالتالي فإن أصحاب هذه البنوك يأخذون الأموال البترولية ليستثمروها ويأخذوا أرباحها ليساهموا بها في تجميل صورة إسرائيل، ويساعدون بها على تشويه صورة العرب والمسلمين عبر العالم، وزيادة المخزون العسكري الاستراتيجي الإسرائيلي على حساب العرب .

فعلى الرغم من ترويج اللوبي الصهيوني بأن الصهاينة هم ملوك العالم اقتصادياً ومالياً، فمن ميردوخ لروتشيلد، ومن جورج سورس وروكفيلد إلى كوانرد بلاك وعشرات غيرهم، وإن كانت هذه المقولة فيها جزء من الحقيقة، إلا أن العرب حقيقة يملكون أضعاف ما يملك حلفاء إسرائيل، ولكن العرب لا قيمة لأموالهم، فالأمة العربية والإسلامية لم تستفد شيئا من هذه الأموال . على عكس إسرائيل، التي تعتبر الأثرياء اليهود والصهاينة بمثابة الضلع الثاني، بعد الدور السياسي لليهود ولحلفائهم، في إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية الإسلامية . فنحن العرب والمسلمين لا نقدر حتى على سحب أموالنا من البنوك الغربية، ولو حتى جزء منها . وهكذا فإن إمكاناتنا اللامحدودة بفضل جهل العرب وضعفهم أصبحت عقبة أمام تحقيقنا لمصالحنا ولأهدافنا . الغريب أن بعض العرب الأمريكيين يعتقد أنهم لا يملكون شيئا يمكنهم التأثير به في السياسات الخارجية للولايات المتحدة تجاه أوطانهم الأم . ولكن الذي لاشك فيه أن هناك إمكانات ومقومات (فكرية، مالية، بشرية . . . الخ) تغدو موارد أساسية لإقامة لوبي عربي في الولايات المتحدة، وهي على النحو التالي:

1- المقومات الفكرية: إن الحضارة الغربية نهضت على أكتاف الحضارة العربية الإسلامية، عن طريق انتقال شعلة الحضارة إلى أوروبا قبيل عصور النهضة الأوروبية قبل القرن الخامس عشر من خلال بؤر الثقافة في البحر المتوسط مثل صقلية، الأندلس، كريت وغيرها من قناطر نقل الحضارة من القاهرة وبغداد ودمشق وغرناطة وقرطبة إلى أوروبا، ومن أوروبا إلى العالم الجديد . هذه الحقيقة هي التي جعلت الرئيس توماس جيفرسون أبو الدستور الأمريكي يطبع صورة الأهرام الفرعونية القديمة على الدولار الأمريكي بعين سحرية اعترافاً أمريكياً بوجود حاسة سادسة في خلق الحضارة أساسها في بلاد العرب والمسلمين عامة وفي مصر على وجه الخصوص . فرؤية الحضارة العربية كمصدر إنساني رئيسي للتنوير يعد مقوماً أساسياً في عملية بناء أي لوبي عربي في الولايات المتحدة .

2- المصالح: ونحن في غنى عن شرح هذه المصالح (اقتصادياً وإستراتيجياً) فأي مدرك ومتابع لخريطة المصالح الأمريكية في العالم يعرف موقع الشرق الأوسط في الاستراتيجية الأمريكية الكونية Grand Strategy . فالمصالح الأمريكية العربية لا تقارن بها أي مصالح لأي دولة أو لوبي آخر داخل الولايات المتحدة . إن حجم المصالح الأمريكية مع العرب يبلغ أضعاف أضعاف ما هي مع إسرائيل، وكذلك حجم حلفائهم في واشنطن (لوبي السلاح ولوبي البترول) اللذين يتفوقون على اللوبي الإسرائيلي من حيث النفوذ والتأثير مئات المرات . ولكن هذا المقوم ضائعة جهوده هباء للأسباب السالف ذكرها .

3- المقومات البشرية: إن عدد العرب الأمريكيين يتفوق على عدد اليهود الأمريكيين (عدد اليهود الأمريكيين حوالي 6 ملايين أما العرب وحلفاؤهم فيصل تعدادهم لحوالي 56 مليوناً، منهم 50 مليون مسلم وحوالي 6 ملايين أمريكي من أصول عربية) ولكن التفوق اليهودي يأتي في الكيف وليس في الكم . فعند عقد مقارنة بين اليهود والعرب في الولايات المتحدة سنرى العجب العجاب، فالعرب متفوقون من كل النواحي تقريبا (التعداد، المصالح، رأس المال) ولكن اليهود يتفوقون في ناحية واحدة هي التنظيم الأساس الحركي للعمل السياسي في الولايات المتحدة .

نرى أن العرب والمسلمين الأمريكيين يمتلكون عدة مقومات من شأنها تفعيل المشاركة السياسية لهم داخل الأراضي الأمريكية كأقلية مؤثرة في القرار السياسي الأمريكي تجاه أوطانهم الأصلية . ومن هذه المقومات:

* التنوع والتعدد الديني والعرقي داخل الولايات المتحدة، وهو ما يتيح لكافة العرقيات والأقليات حرية الحركة بما فيهم بالطبع الأقلية العربية والمسلمة .

* عدم ارتباط العرب والإسلام في المخيلة الجمعية Common Consciousness الأمريكية بأي خطر أو تهديد للقيم الأمريكية قبل أحداث سبتمبر 2001 على العكس من أقليات أخرى كالاقليات الألمانية أو اليابانية أو الروسية واليابانية .

* أن العرب والمسلمين الأمريكيين لا ينتمون إلي جماعة أثنية أو عرقية واحدة، وإنما هم مزيج من أكثر من 60 دولة أو اكثر . هذا التنوع يعطي الحركة العربية والإسلامية داخل الأراضي الأمريكية فعالية قد لا تتوفر لأقليات أخرى .

* أن غالبية الأقلية العربية ذات مستوى تعليمي عالٍ جداً، بل وبات الأمر في الولايات المتحدة أن الشخص العربي يعني بالضرورة أن يكون أكاديمياً وهي الحقيقة التي تضع الأقلية العربية في وضع اجتماعي ومالي جيد، وهو ما يخدم ويسهل من تحركات الأقلية العربية في المجال السياسي أو الاجتماعي الأمريكي .

أن أغلبية العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وهذا هو المهم، يتمتعون بحق المواطنة الأمريكية ويقيمون إقامة شرعية في البلاد . فالأغلبية منهم تحمل الجنسية الأمريكية، وهو الأمر الذي يجعل القوى السياسية داخل الولايات المتحدة تتصارع على أصوات الناخبين العرب، سواء في الانتخابات الرئاسية أو انتخابات الكونجرس أو حتى انتخابات الولايات .

* هناك عدة أسباب تعيق تقدم وفعالية اللوبي العربي في الولايات المتحدة، وتجعلها أي الولايات المتحدة تتبنى وجهة النظر العربية والإسلامية في الاعتبار ما يأتي:

* جهل العرب والمسلمين بمدخلات Inputs وميكانيزم عمل النظام السياسي الأمريكي (شعبياً، رسمياً، مؤسسياً وإعلامياً) .

* عدم مبالاة أغلب النظم العربية بمصالحها القومية . وإنما نري اهتماماتهم تنصب على مصالحهم القطرية أو المصالح الفردية والشخصية ما يؤدي إلى عدم جدوى أي محاولات فردية لموجة الضغط اليهودي الإسرائيلي في أمريكا .

* عدم إدراك العرب للمخططات التي يعدها لهم علماء السياسة والاقتصاد والاستراتيجيون الأمريكيون والإسرائيليون، لانعدام قيمة العلم في هذه المجتمعات وعدم إعطاء أي دور فعال للدراسات السياسية المختلفة الاتجاهات في هذه البلدان . فأصبحت السياسات الخارجية تصاغ بطريقة رد الفعل أو سد الذرائع أو بأسوأ الأحوال بصورة مزاجية .

على الرغم من كل هذه المميزات التي تتمتع بها الجالية العربية بالولايات المتحدة إلا أن الطريق أمام تفعيل الدور العربي هناك مازال طويلاً . ومازال المطلوب من العرب الأمريكيين ومن قبلهم الحكومات ورجال الأعمال والدبلوماسيين والفنانين والعلماء العرب الكثير من الجهد والعمل الجاد من أجل تفعيل دور اللوبي العربي والجالية العربية في الولايات المتحدة، فهي خير سند وأفضل مدافع عن المصالح العربية على الأراضي الأمريكية . فمن عرف لغة قوم أمن مكرهم .

* باحث في العلاقات الدولية (الشارقة)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"