عادي
المؤتمر الخليجي السابع يركز على قيم التسامح

نهيان بن مبارك: تنقية التراث من المعلومات الخاطئة واجب

03:47 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: علي داوود وعبد الرحمن سعيد

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، أن كتابة التاريخ وقراءته وتجميع التراث وتوثيقه وتنقيته من أية معلومات خاطئة أو تحليلات مضللة، واجب.
وأضاف في كلمته أمام فعاليات المؤتمر الخليجي السابع للتراث والتاريخ الشفهي الذي انطلق أمس، في العاصمة أبوظبي، تحت رعايته وبشعار «زايد والتسامح: ثقافة مجتمع ونهج قيادة»، احتفاء بعام التسامح.
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «أعبر بذلك، عن تقديري الكبير لما تؤكدونه من أن الوعي بالتاريخ والحفاظ على التراث هو طريقنا الأكيد إلى المستقبل، ويشكل مصدراً أساسياً لتشكيل الهوية، ومنبعاً ثرياً لإلهام الأجيال ودعم قدرات مجتمعاتنا على التعامل الذكي والناجح مع كافة القضايا والتحديات والانفتاح على العالم من حولنا بكل ثقة وعزم وتصميم».
وأضاف أن المؤتمر يؤكد أن تراثنا في الخليج له مكانة خاصة في حياتنا وهي المكانة التي تعكس أمام العالم كله عراقة التاريخ وعمق الإنجازات وتفرد الموقع الجغرافي، وما توفر لنا عبر الأزمنة والعصور من قيادات حكيمة وشعوب معطاءة.
وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: «يندرج هذا المؤتمر ضمن الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية التي نقوم بها في دولة الإمارات- بناء على توجيهات قيادتنا الرشيدة- بتسمية هذا العام عام التسامح، لإبراز دور الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في غرس قيمه الأصيلة في ثقافتنا، وسلوكنا لتكون أرض الإمارات مهداً للتسامح، وليكون شعب الإمارات نموذجاً للعيش المشترك والحوار، والاعتدال، والانفتاح على كل الثقافات».
وألقى الدكتور عائض الزهراني، كلمة دول مجلس التعاون الخليجي العربي جاء فيها: «في هذه اللحظة نضيء قناديل التسامح عملاً وسلوكاً ومصابيح الفكر المشعة فجراً ونوراً، عندما أنشأ الإسلام حضارته، لم يضق ذرعاً بالأديان السابقة، بل اتسع صدره للأديان الأخرى، وظل هذا التسامح، منهجية دين، وشرعة حضارة، على مدار تاريخنا وانتهجنا تعزيز التعايش السلمي بين الأمم».
وتناولت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور نصر محمد عارف، موضوع التسامح كقيمة إنسانية، شارك فيها: تركي عبدالله الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، والقس بيشوي فخري أمين، راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس- أبوظبي، والدكتور محمد سعيد القدسي.
في البداية تحدث تركي عبدالله الدخيل، عن أهمية التسامح والإيمان بالعيش المشترك وتقبل الآخر، كونه العلاج الذي يشفي الذاكرة من الحروب والعنف والكراهية، يقوى بالذكر المتكرر، والممارسة الراشدة المبنية على إرث قوي، مقدماً موجزاً لتاريخ التسامح عند العرب، ومدى الحاجة إلى هذا المفهوم معرفة وتطبيقاً؛ لينتقل إلى المفردات الأخرى التي تقابل هذا المفهوم من تساهل ولين ورفق وتعايش.
وتناول الدكتور محمد سعيد القدسي، مجموعة من المواقف والشهادات والقيادة الحكيمة التي قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال فترة حكمه والتي اعتمدت على التسامح وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات والشعوب.
وقال الدكتور يوسف الحسن إن أبعاد التسامح تتجاوز معاني الصفح أو العفو والمغفرة، أو التساهل أو التنازل، إلى قبول اسم الإنساني، واحترام حدود المغايرة، وإدارة هذا الاختلاف والتنوع في المجتمعات، و«لماذا ننشد التسامح في مجتمعنا؟»، و«كيف نعزز ثقافة التسامح في العقول والسلوك؟»، وهل كان لفكرة «ثقافة التسامح مكان في الخطة الاستراتيجية الثقافية الخليجية المشتركة؟
وأشار إلى أنه بعد سقوط حكم «الإخوان المسلمين» في جمهورية مصر العربية قاموا بحرق 80 كنيسة، تولى ترميم هذه الكنائس دولة الإمارات، وعندما قامت «إسرائيل» بضرب أسوار كنيسة المهد في بيت لحم والتي تعد من أهم الكنائس؛ حيث ولد فيها المسيح عليه السلام، ولم يتقدم أي زعيم بترميمها تقدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالترميم.
وأشار الدكتور محمد سعيد القدسي، إلى أنه حتى نوفمبر/تشرين الثاني في عام 2004 عندما توفي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان قد عزز مفهوم التسامح بإنفاق أكثر من 26 مليار درهم نقداً، قروضاً، مشاريع، تنفيذ مشاريع، إدارة مشاريع، طرق، مطارات مواني، إلى 59 دولة حول العالم، وفقاً لإحصاءات صندوق أبوظبي للتنمية.
أما الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير- أبوظبي، فتحدث في ورقة عمله عن دور مركز جامع الشيخ زايد في نشر ثقافة التسامح، مشيراً إلى أن إجمالي مرتادي جامع الشيخ زايد الكبير في العام الماضي بلغ 6 ملايين و150 ألفاً و271؛ حيث كان عدد الزوار 3 ملايين و807 آلاف و94، وإجمالي المصلين مليوناً و418 ألفاً و587، فيما بلغ عدد المفطرين 854 ألفاً و90 مفطراً، وكانت عدد الوجبات 70 ألفاً و500 وجبة.
وأوضح أن إحصاءات زوار جامع الشيخ زايد الكبير من قارات العالم خلال النصف الأول لعام 2019 بلغ من قارة أوروبا 623 ألفاً و705، ومن آسيا مليوناً و43 ألفاً و98، ومن أستراليا 24 ألفاً و647، ومن إفريقيا 53 ألفاً و113، ومن القارة القطبية الجنوبية ألفين و178، ومن أمريكا الجنوبية 49 ألفاً و620، ومن أمريكا الشمالية 94 ألفاً و965.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"