عادي
معانيه في التراث: الزمن والتاريخ والرجال

علم الإمارات 4 ألوان توحد القلوب في رمزيتها

05:46 صباحا
قراءة 5 دقائق

أربعة ألوان الأحمر والأبيض والأخضر والأسود توحد قلوب مواطني الدولة في رمزيتها خلف القيادة الرشيدة التي نقلت الإمارات في مسيرتها منذ التأسيس إلى مصاف الدول المتقدمة، وهذه الألوان ترمز في مجملها إلى معنى سام وهو الوحدة العربية .

يعد العلم الذي اعتمده المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بتاريخ الثاني من ديسمبر العام ،1971 حيث رفعه بين يديه في اليوم نفسه، معلناً إياه علماً للإمارات، كدولة مستقلة ذات سيادة، أحد الرموز الوطنية للدولة المستقلة وسيادتها وعنوانها ورايتها التي تمثلها في جميع الأماكن والأزمنة . ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلام الوطني الخاص بالدولة فيرفرف على أنغامه، فيما يحظى الاثنان باحترام وتقدير سكان الدولة على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية، لأنه ببساطة، يمثل الجميع من دون استثناء .

علم الإمارات هو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات القومية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وغيرها من القضايا اليومية سواء في داخل دولة الإمارات أو خارجها .

ويجسد العلم طموحات وآمال شعب الإمارات خاصة أنه الرفيق اليومي لهم ولجميع المقيمين على أرض الإمارات خاصة الطلاب الذين يحيون العلم صباح كل يوم احتراماً وتقديراً للدولة، ودورها البناء في خلق أجيال قادرة عن رفد الوطن بالانجازات والإبداعات .

قصة العلم

ترجع قصة تصميم العلم كما يقول مصممه عبدالله محمد المعينة إلى المصادفة البحتة، وذلك عندما قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، وذلك قبل شهرين من إعلان الاتحاد .

عند طرح المسابقة تقدم لها نحو 1030 تصميماً تم اختيار 6 منها كترشيح أولي فيما وقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم، وكان الاختيار عائد لعبدالله محمد المعينة .

واللون الأحمر جاء على طرف العلم القريب من السارية، والأخضر والأسود والأبيض تتوزع في مساحة العلم، بأقسامه الأربعة مستطيلة الشكل .

المعنى والمغزى

استلهم مصمم العلم ألوانه من الكلمات الشعرية الآتية التي كتبها الشاعر صفي الدين الحلي:

بيض صنائعنا خضر مرابعنا سود وقائعنا حمر مواضينا .

والصنائع هي أعمال البر والمعروف والخير، والوقائع هي المعارك الدامية، والمرابع هي الأراضي الواسعة الخضراء، والمواضي هي السيوف المحمرة بسبب تلطخها بدماء الأعداء .

أما المواصفات الفنية للعلم فهو مستطيل الشكل، وطوله ضعف مساحة عرضه، ينقسم إلى 4 أقسام مستطيلة الشكل، القسم الأول: أحمر اللون، يبلغ طوله بعرض العلم ويقع في الناحية التي تجاور السارية وطول عرضه مساو لربع طول العلم .

أما الأقسام الثلاثة الباقية فهي تحتل مساحة أفقية متساوية ومتوازية من العلم، وبألوان مختلفة هي: الأخضر في الأعلى والأبيض في المنتصف والأسود في الأسفل .

معانيه في التراث

لكل كتابٍ عنوان، أما الوطن فليس له إلا علم يرفرف فوق هامته، يحمل بين طياته معان تراثية ورموزاً أودعت فيه ركائز أساسيةٍ ثلاث: الزمن، والتاريخ، والرجال .

والعلم عظيم بالمعاني التي يحملها، فلا تراه مرفرفاً إلا على مكان شامخ، أو بجوار بطلٍ عظيم، أو على ذكريات تاريخ وأمجاد بُنيت على يد الأسلاف الذين ضحوا بحياتهم ليبقى شامخاً، لذلك هو فوق الجميع، والكل يطرق أمامه احتراماً وإجلالاً .

والكل يشعر بعظم المسؤولية عندما يرى العلم، ويبعث فيهم مشاعر الفضيلة، والأخلاق السامية، كما أن رمزيته وقدسيته، وهي عنوان العدل والمساواة، فالكل أمامه سواسية، وهو عُنوان الهمة والنشاط .

وهو بألوانه المتعددة المتلاصقة المتلاحمة يوحي إلى أتباعه بأنكم بهذا الشكل، وبهذا التضامن تُفلحون وتُحلقون مثلي في سماء المجد والرفعة، وتسودون كما تروني سيداً .

قصيدة

وتتجسد معاني العلم في كلمات هذه القصيدة المعبرة:

دُم هكذا في علوٍ أيها العلمُ

فإننا بك بعد الله نعتصمُ

إن احتُقرتَ فإن الشعب محتقرٌ

أو احتُرمتَ فإن الشعب محترمُ

الشعبُ أنتَ وأنت الشعبُ منتصباً

وأنت أنت جلال الشعب والعظمُ

فإن تعشْ سالماً عاشتْ سعادته

وإنْ تمتْ ماتت الآمالُ والهممُ

هذا الهُتافُ الذي يعلو فتسمعهُ

جميعهُ لك، فاسلم أيها العلمُ

العلم لغة

والعلم (بفتح العين واللام) يعني الراية وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة، ويُقال لما يُبنى من المنازل يُستدل بها على الطريق، وهو أيضاً ما جُعل علامةً وعلماً للطرق والحدود، مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة عليه .

وقال تعالى: وله الجواري المنشآتُ في البحر كالأعلام والأعلام هي الجبال، والعلم: العلامة والجبل الطويل، والأعلام هي رموز تعرف أشخاصاً ينتمون إلى مجموعة واحدة ويجب أن يعامل العلم باحترام، وتختلف الأعلام بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، ولكل دولة راية تميزها عن غيرها من الدول .

وهناك تسميتان للعلم: الأولى، اللواء: وسمي اللواء لواء لأنه يُلوى لكبره فلا يُنشر إلا عند الحاجة، والثانية الراية وهي العلامة المنصوبة لكي يراها الناس وتكنى أم الحرب وتكون أكبر من اللواء .

قانون علم الاتحاد

قانون اتحادي رقم (2)

صادر بتاريخ 21121971م

الموافق في 4 ذي القعدة 1391ه

بشأن علم الاتحاد

نحن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الاطلاع على المواد: 5 و47 (2) و54 (4) و110 (4) من الدستور المؤقت (1) للإمارات العربية المتحدة، وبعد الاطلاع على القرار الاتحادي رقم (4) لسنة 1971م، بشأن العلم، وبناءً على موافقة مجلس وزراء الاتحادي، وتصديق المجلس الأعلى للاتحاد، قررنا إصدار القانون الآتي:

المادة الأولى: يكون علم دولة الإمارات العربية المتحدة على الشكل والمقاييس والألوان التالية: مستطيل طوله ضعف عرضه ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل القسم الأول منها لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم القريب وطول عرضه مساو لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهي أفقية متساوية متوازية العليا منها خضراء والوسطى بيضاء والسفلى سوداء .

المادة الثانية: تحدد قواعد رفع علم الاتحاد بلائحة يصدرها مجلس الوزراء (2) .

المادة الثالثة: كل من أسقط أو أتلف أو أهان بأية طريقة كانت عَلَم الاتحاد أو عَلَم إمارة من الإمارات الأعضاء في الاتحاد أو عَلَم إحدى الدول الأخرى كراهية أو احتقاراً لسلطة الاتحاد أو الإمارات أو لسلطة تلك الدول وكان ذلك علناً أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور يعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على ألف ريال قطر ودبي أوماية دينار بحريني .

المادة الرابعة: ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ صدوره .

زايد أول من رفع العلم

في 2 ديسمبر ،1971 رفع المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بعد انتخابه رئيساً للدولة علم دولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الأولى على سارية العلم الموجودة في دار الاتحاد في الجميرا بدبي . وأطلقت المدفعية وقتها إحدى وعشرين طلقة تحية لهذه المناسبة .

وبعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات، توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى ساحة قصر المنهل العامر وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر .

ومنذ تلك الفترة استقبل العالم العربي والمجتمع الدولي، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة ذات سيادة، وجزءاً عزيزاً من الوطن العربي الكبير، تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وأمنها واستقرارها، حيث تحقق التعاون الوثيق بين إماراتها السبع .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"