عادي
تستهدف 130 مليون إنسان في السنوات المقبلة

مبادرات محمد بن راشد العالمية عنوان للعطاء

04:28 صباحا
قراءة 8 دقائق
إعداد: محمد بركات

«لقد قطعنا عهداً من البداية بأن نقف إلى جانب المحتاجين والمرضى والمنكوبين أينما وجدوا، ونذرنا أنفسنا لخدمة البشرية دون أن نبتغي فيما نقدم للناس سوى مرضاة الله تعالى، مؤمنين بأن قيمتنا الحقيقية إنما تتعزز من خلال قدرتنا على تغيير حياة الناس للأفضل، دون تمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين أو طائفة، وبعيداً عن أي حسابات سياسية أو فئوية».. هذه الكلمات تشرح رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الذي دون في تاريخ البشرية كلمات من نور تخاطب وجدان كل إنسان على وجه المعمورة، وحفر في مشارق الأرض ومغاربها أعمالاً من ذهب ساهمت في تغيير حياة الملايين من المحتاجين والمرضى والفقراء حول العالم.
تجسيداً لرؤية سموه في مجال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي الهادف إلى تغيير واقع المجتمعات نحو الأفضل، تأسست مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عام 2015، لتكون مظلة جامعة لكل المؤسسات والمبادرات التي أطلقها سموه خلال أكثر من 20 عاماً، بغية تنسيق الجهود وتعزيزها وتفعيل العمل الإنساني وتطويره ومأسسته بما يسهم في التصدي لأبرز التحديات المجتمعية والتنموية، محلياً وإقليمياً ودولياً، والمساهمة في خلق واقع أفضل للبشرية. وتضم المؤسسة تحت مظلتها 33 مبادرة تنفذ أكثر من 1400 مشروع وبرنامج في 116 دولة، ويستفيد منها أكثر من 130 مليون شخص، ويشمل نطاق عملها خمسة محاور رئيسية؛ هي: مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة، وتمكين المجتمع، ابتكار المستقبل والريادة.

مكافحة الفقر والمرض
وركزت جهود المبادرات على الوقاية والعلاج من العمى بواقع 23 مليون مستفيد و81 مليون لقاح ودواء خلال السنوات الثماني الماضية، كما ركزت على وقاية 3.6 مليون طفل في الدول الأقل حظاً من مرض الديدان المعوية الذي يهدد مستقبل الأطفال ويحرمهم من فرصة الدراسة والحياة السليمة، وشملت بناء 46 مستشفى وتوفير مياه الشرب ل 6.5 مليون شخص.
أما في مجال مكافحة الفقر، فقد تمكنت المؤسسة من دعم وإغاثة أكثر من 1.5 مليون أسرة في 40 دولة، وأسست البنية التحتية واللوجستية الأكبر في العالم بمساحة 700 ألف قدم مربعة لتوفير التسهيلات والخدمات لجميع المؤسسات الخيرية والإنسانية الراغبة في تقديم المساعدات والدعم.
وبلغ حجم الإنفاق على المبادرات والحملات الصحية والعلاجية والوقائية في العام 2017 نحو 477 مليون درهم، استفاد منها 7.9 مليون شخص.

المدينة العالمية للخدمات الإنسانية
وضمن مبادرات سموه العالمية جاءت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وقد تأسست في عام 2003 بهدف تسهيل عملية تقديم المساعدات الإنسانية عالمياً عن طريق تزويد منظمات الإغاثة بالبنية التحتية اللوجستية والدعم الإداري من أجل تحقيق الاستجابة السريعة والفعالة في حالات الكوارث والطوارئ.
ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية التي أنشئت عام 1997 بهدف مساعدة الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام والمحتاجين والمنكوبين في دولة الإمارات وفي أي مكان في العالم. وتسهم في عمليات الإنقاذ والغوث الدولية في المناطق المتضررة من الكوارث وويلات الحرب ومساعدة الفقراء فيها بشتى أشكال المساعدات الممكنة.
ومؤسسة الجليلة وهي مؤسسة عالمية غير ربحية تأسست عام 2013 بهدف الارتقاء بجودة الحياة من خلال تعزيز التعليم والأبحاث في المجالات الطبية للتصدي للمشكلات الصحية الشائعة في المنطقة مثل: السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
وسقيا الإمارات تأسست في يونيو عام 2014 حين أطلق سموه حملة «سقيا الإمارات» لتوفير مياه الشرب لخمسة ملايين شخص حول العالم، واختتمت الحملة بنجاح كبير بعد أن جمعت 180 مليون درهم خلال 18 يوماً تكفي لسقيا أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم، وقدمت في العام الماضي 2.4 مليون درهم إلى 10 مشروعات العام الماضي.
ونور دبي التي تأسست عام 2010 من منطلق أن من حق كل فرد التمتع بالصحة وأن «للجميع الحق في الإبصار».

نشر المعرفة
ونظراً لانتشار الأمية في العالم فمن بين كل 5 أشخاص في العالم هناك شخص أمي، فما يقرب من 17٪ من سكان العالم البالغين يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة؛ فضلاً عن وجود نحو 67 مليوناً منهم لا يحصلون على التعليم الابتدائي، و72 مليوناً يتخلفون عن التعليم الثانوي، تعمل مبادرات محمد بن راشد العالمية من خلال مبادراتها والجهات التابعة لها على توفير الموارد لخلق أساليب مبتكرة وفعالة لتوفير التعليم للأطفال حول العالم، وقد بلغ عدد المستفيدين في هذا القطاع أكثر من 15 مليون شخص في 58 دولة.

تحدي الترجمة
وفي سعيها لإعداد جيل المعرفة العربي ورفع مستوى التحصيل العلمي في مجالي العلوم والرياضيات، تسعى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى خلق تحدٍ جديدٍ، هو تحدي إنتاج 5 آلاف فيديو و11 مليون كلمة في العلوم والرياضيات وفق أفضل المستويات العالمية.
وتسعى المؤسسة إلى دعم التعليم ونشر المعرفة والتشجيع على تحصيلها ونشرها، وتوفير بيئة تعليمية صحية للأطفال خالية من الأمراض ومسبباتها. وبالتالي قامت الجهات العاملة في هذا القطاع ببناء 2126 مدرسة حول العالم، وتدريب 400 ألف معلم ومعلمة، وتوزيع وطباعة ما يزيد على 3.2 مليون كتاب، وترجمة ألف عنوان معرفي، وتشجيع ملايين الطلاب في العالم العربي على قراءة 50 مليون كتاب كل عام.

جوائز متنوعة
تخصص المؤسسة مجموعة من الجوائز القيمة، منها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي أُطلِقت في العام 2015.
وجائزة محمد بن راشد للغة العربية التي أنشئت عام 2014،
جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي وأطلقت عام 2007، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، تم إطلاقها عام 2011.
جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون وتم الإعلان عنها عام 2009،جائزة الإمارات للطائرات دون طيار لخدمة الإنسان وأطلقت عام 2014 ضمن فعاليات القمة الحكومية الثانية.
جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال وأطلقت عام 2005، وجائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب التي أطلقت عام 2003.

قمة المعرفة
وتعقد قمة المعرفة تحت إشراف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وتستقطب القمة السنوية خبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة المعرفة وسبل تطبيقها ضمن سياق محلي. وتعمل على تعزيز الأفكار والبرامج التي تدعم وتنشر الوعي بالمعرفة حول العالم.

تحدي القراءة العربي
يعدّ «تحدي القراءة العربي» أكبر مشروع لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة في قراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، ويهدف تحدي القراءة العربي إلى تنمية حب القراءة لدى جيل الأطفال والشباب في العالم العربي، وتحول التحدي إلى تظاهرة معرفية سنوية واستقطب التحدي في دورته الثالثة أكثر من 10.1 مليون طالب وطالبة، من 52 ألف مدرسة من جميع أرجاء الوطن العربي.
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
أُطلِقت المؤسسة في العام 2007، وتهدف إلى تمكين أجيال الغد من ابتكار حلول مستدامة لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي، كما تتعهد بتأسيس مجتمعات قائمة على المعرفة من خلال تمويل المشاريع والأنشطة والمبادرات التي تعنى بقضايا التنمية ودعم القواعد المعرفية، وقامت المؤسسة العام الماضي بالعديد من المبادرات منها مبادرة «حقيبة القراءة الذكية»، التي وزعت من خلالها 1000 حقيبة على الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين في الأردن.

دبي العطاء
مؤسسة إنسانية عالمية أطلقت عام 2007 بهدف تعزيز فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم من خلال تصميم وتمويل برامج تعليمية وذات أثر ومستدامة وقابلة للتوسعة.

تمكين المجتمع
تقوم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تعزيز تلاحم المجتمعات، وتوفير بيئة تمكنها من إطلاق إبداعاتها، وتوفير منصات إعلامية تنشر الحقيقة بمهنية وشفافية بما يضيء عقول الناس، لذلك تقوم المؤسسة بعقد المؤتمرات وتقديم الجوائز للمبدعين في مجال الإعلام والفن والرياضة التي استفاد منها حتى الآن نصف مليون شخص، من ضمنهم 67 ألف إعلامي مشارك في رسم واقع إعلامي جديد في المنطقة. وبلغ إجمالي الإنفاق على المبادرات والمشروعات في محور تمكين المجتمعات 129 مليون درهم، استفاد منها أكثر من 66 ألف شخص.
وشكلت مبادرة صناع الأمل تجسيداً حياً للتمكين المجتمعي، ولجوهر رسالة المؤسسة الساعية إلى تحويل الأمل لصناعة حقيقية على الأرض.
مؤتمر دبي العالمي للسلام
تم إطلاقه عام 2010 بحيث يتم انعقاده كل سنتين، ويهدف إلى تكريس مفهوم السلام ونشره في ضوء تعاليم القرآن الكريم وإرساء دعائم السلام والاستقرار على مستوى العالم.

قمة رواد التواصل الاجتماعي
حدث سنوي انطلقت دورته الأولى عام 2015 بحضور نخبة من خبراء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم.

جائزة الصحافة العربية
أنشئت عام 1999 بهدف تشجيع الصحفيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتفوقين والمتميزين منهم وتعزيز دورهم البناء في خدمة قضايا المجتمع.

منتدى الإعلام العربي
انطلق عام 2001 واستقطب في دوراته المتعاقبة أبرز خبراء الإعلام من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وشكل قاعدة حوارية دورية للإعلاميين العرب.

مركز التواصل الحضاري
تأسس عام 1998 كمؤسسة غير ربحية تعمل تحت شعار «الأبواب مفتوحة، العقول متفتحة».

ابتكار المستقبل ودعم الريادة
تعنى المؤسسة بتطوير المجتمعات من خلال تخريج قيادات متخصصة في الحوكمة الرشيدة، ودعم وتنمية روح الريادة والمشاريع لدى الشباب، وتوفير حاضنات متكاملة لدعم المبتكرين والاعتماد على الأبحاث والابتكار كإحدى أهم أدوات تغيير المستقبل في المجتمعات، وتعمل المؤسسة من خلال الجهات التابعة لها على تدريب ودعم 23 ألفاً من رواد الأعمال الشباب، وتوفير الدعم ل 3 آلاف شركة توظف أكثر من 160 ألف شخص. كما عملت المؤسسة على تدريب المسؤولين والقيادات من 155 جهة حكومية من مختلف دول العالم لتطوير الفكر الحكومي ورفع مستوى الخدمات العامة. وقامت المؤسسة أيضاً باستثمار مليار درهم لخلق بيئة متكاملة للمبدعين والمبتكرين محلياً وعربياً وعالمياً.

المؤسسات التابعة للمبادرات العالمية

تتبع مبادرات محمد بن راشد العالمية كل من المنتدى الاستراتيجي العربي الذي انطلق عام 2001 كمنصة لاستشراف المستقبل والتعرف إلى حالة العالم، حيث تجتمع تحت مظلته مجموعة من قادة العالم والمفكرين لمناقشة أهم القضايا الملحة.
ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأطلقت عام 2002، بهدف احتضان وتعزيز روح المبادرة والريادة في دبي، وتقديم التشجيع والتسهيلات لتطوير أنشطة الأعمال والريادة بين مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحفيز النمو والتطور للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة وتم إطلاقه عام 2003، لدعم وتطوير المهارات القيادية للمواطنين وتأهيل الواعدين منهم كرواد وقادة للأعمال ومسؤولين حكوميين لإدارة عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك عبر تزويدهم بكل ما يلزم من معرفة ومهارات وخبرات.
وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية التي انطلقت عام 2005 لتكون أول مؤسسة أكاديمية بحثية متخصصة في الإدارة الحكومية.
وأخيراً متحف المستقبل الذي أطلق عام 2015.

الأهداف المستقبلية

تستهدف «المبادرات» أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وستركز في برامجها على المنطقة العربية ضمن رؤية شمولية واضحة وأهداف رئيسية محددة، بحيث تعمل جميع المؤسسات المندرجة تحتها وتتعاون فيما بينها على تحقيقها حتى عام 2025، وستعمل على دعم وتمكين مليوني أسرة في 40 دولة، ووقاية وعلاج 30 مليون إنسان من العمى وأمراض العيون، ودعم تعليم 20 مليون طفل في 41 دولة، وطباعة وتوزيع 10 ملايين كتاب، واستثمار 500 مليون درهم في أبحاث المياه بالمنطقة، واستثمار ملياري درهم في إنشاء مراكز الأبحاث والمستشفيات، فضلاً على استثمار 1.5 مليار درهم في مبادرات تعليمية ومعرفية، كما تهدف إلى تشجيع قراءة 500 مليون كتاب، واستثمار 600 مليون درهم في نشر ثقافة التسامح، وترجمة 25 ألف عنوان إلى اللغة العربية، كما تنوي استثمار 5.5 مليار درهم في حاضنات ابتكارية، و5000 مبتكر وباحث سيتم دعمهم ورعايتهم، و150 مليون درهم جوائز لتشجيع المبدعين والمثقفين والإعلاميين، واستقطاب مليون مشارك في الجوائز والمنتديات في مجال تمكين المجتمع، بالإضافة إلى دعم وتدريب 50 ألفاً من وراد الأعمال الشباب، ودعم وتأسيس شركات لتوفير 500 ألف فرصة عمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"