عادي
«الطوارئ والأزمات» تحتفل باليوم العالمي

الإمارات تبذل جهوداً حثيثة لتقليل تداعيات الكوارث الإنسانية في العالم

04:36 صباحا
قراءة 6 دقائق
أبوظبي: سلام أبوشهاب

أكد الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن الهيئة وبالتعاون مع الجهات المعنية ستطلق قبل نهاية العام الجاري مشروع الإنذار المبكر على مستوى الدولة، مشيراً إلى أنه يعتبر المنظومة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتعنى بالتواصل مع الجمهور والأفراد المعرضين للخطر وتمكينهم من الاستعداد أو الاستجابة الفعالة تجاه أي نوع من المخاطر وذلك للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
قال الدكتور الحوسني في مؤتمر صحفي عقده بمقر الهيئة في أبوظبي بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث الذي يوافق 13 أكتوبر/‏‏‏‏ تشرين الأول من كل عام إن مشروع الإنذار المبكر يهدف إلى إبلاغ الجمهور في الإمارات على وجه السرعة بما يتصل بأي خطر قادم لاتخاذ الإجراءات السليمة والصحيحة وفق منظومة متكاملة تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا لحماية الأرواح، وستعمل منظومة الإنذار المبكر من خلال مكونات رئيسية تعتمد على أحدث وسائل الاتصال وتشمل على نظام إلكتروني موحد ومتكامل يسهل عملية إصدار الرسائل التحذيرية للجمهور من خلال وسائل مختلفة «الهواتف المتحركة والذكية، الإذاعة والتلفزيون، مكبرات المساجد والألواح الذكية»، مشيداً بتعاون مختلف الجهات وهيئة تنظيم الاتصالات والشركات المشغلة لدورها في تطوير البنية التحتية لاستيعاب تطبيق منظومة نظام الإنذار المبكر وفق أعلى المعايير.

أفضل المواصفات والمعايير

وأكد أن البنية التحتية في الإمارات ممتازة، وروعي في إنشائها أفضل المواصفات والمعايير العالمية ما أسهم في التعامل الناجع مع مختلف الحوادث بما فيها الطبيعية مشيراً إلى أن البنايات والأبراج السكنية الحديثة التي يتم إنشاؤها في دبي وبعض مدن الدولة قادرة على التعامل مع الهزات الأرضية التي تصل قوتها إلى 9,6.
وقال تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة للحد من آثار وتداعيات الكوارث والأزمات الإنسانية التي شهدتها العديد من الأقاليم حول العالم والتي راح ضحيتها الآلاف من البشر وزادت من حدة الاستضعاف في تلك المناطق، حيث لم تغب الدولة عن تلك الساحات وكانت حاضرة بقوة من خلال تقديم الإغاثات ومساندتها ودعمها للمتضررين والمنكوبين في مختلف المجالات الإنسانية، وتميزت برامج الدولة الإنسانية للمتأثرين في الأقاليم المختلفة بالتنوع والجودة والوصول المبكر للمستهدفين، إلى جانب العمل الاحترافي في إخلاء المواطنين من المناطق المنكوبة والمتضررة على مستوى العالم.

إصدار دليل إرشادي

وقال: تعمل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات في تطبيق معايير نموذجية للحد من الوصول إلى أزمات في حال وقوع حوادث، ومن هذه المعايير معيار استمرارية الأعمال الذي يضمن الاستمرارية في تقديم الخدمات الحيوية وقت وقوع الحوادث والكوارث وتم إصدار دليل إرشادي لمعيار استمرارية الأعمال موضحاً أن معيار استمرارية الأعمال تبنته حكومة أبوظبي قبل نحو عامين، وبدأت الحكومة الاتحادية في تبني هذا المعيار الذي تم تطويره للمرة الأولى وباللغة العربية ليتناسب مع بيئة دولة الإمارات.
وقال: إن المعيار الثاني هو معيار الصحة والسلامة المهنية الذي يعنى بالصحة والسلامة بالذات في المناطق الصناعية، ويشارك في تطبيق هذا المعيار نحو 26 مؤسسة على مستوى الدولة مشيداً بالتعاون مع مختلف الجهات الاتحادية والمحلية في تطبيق المعايير وخطط وبرامج الهيئة للوصول إلى الأهداف المنشودة.
ورداً على سؤال ل «الخليج» عن المخزون الاستراتيجي للدواء والغذاء قال الدكتور جمال الحوسني، الهيئة تولي اهتماماً لهذا الموضوع وتنسق مع جهات الاختصاص، وسبق تكليف وزارة الاقتصاد بإنشاء المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية وتقوم الوزارة بالعمل على هذا المشروع بالتعاون مع الجهات المعنية وبمشاركة الجمعيات التعاونية، كما تم سابقاً تكليف وزارة الصحة ووقاية المجتمع بإنشاء مخزون استراتيجي للدواء، وقطعت الوزارة شوطاً كبيراً في هذا المجال، وهذه المخازن الاستراتيجية يتم إنشاؤها تحت إشراف الهيئة.

60 خطراً وتهديداً عالمياً

من جانب آخر قال الحوسني وفق التصنيف العالمي يوجد 60 خطراً وتهديداً عالمياً، وعلى المستوى الوطني تم تصنيف 22 خطراً وتهديداً، تركز عليها الهيئة من خلال برامجها وخططها موضحاً أنه يوجد على مستوى الدولة نحو 22 فريقاً وطنياً تم تشكيلها منذ سنوات للتعامل مع المخاطر والكوارث والتهديدات والأحداث المختلفة مشيداً بمستوى التعامل مع مواجهة إنفلونزا الخنازير ومرض إيبولا وغيرها من الأمراض.
وأشاد بأداء جميع الفرق وعلى وجه الخصوص فرق الطوارئ في الشارقة التي تعاملت بالتعاون مع جهات الاختصاص باحترافية مع الحوادث الكبيرة التي وقعت مؤخراً في الإمارة ومنها الحرائق المنفصلة وعلى فترات متباعدة في عدد من الأبراج، وسيقوم فريق من الهيئة بزيارة كبار المسؤولين في الشارقة خلال المرحلة المقبلة في إطار التنسيق والتعاون في التعامل مع مختلف الحوادث في ظل النمو المطرد في الإمارة سواء على صعيد المناطق الصناعية أو السكنية.
كما أوضح أنه يوجد سجل للمخاطر الوطنية ويعتبر محوراً أساسياً للتخطيط والتدريب وتنفيذ البرامج المختلفة والتمارين المشتركة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المحلية والاتحادية.
وقال، تعمل الهيئة على تأهيل الكوادر البشرية عن طريق خطط التدريب التخصصي للطوارئ والأزمات وبناء على تحليل الاحتياجات التدريبية، والتي تعدها وتنفذها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وقد بلغ العدد الإجمالي للمتدربين المنتسبين بالدورات التخصصية 6180 لغاية 2016.

فرق الطوارئ المحلّية

وتمَّ تشكيل فرق للطوارئ المحلّية في كل إمارة، بقرار من سمو أولياء العهود، على أن يكون كل فريق برئاسة قائد عام الشرطة في الإمارة، وتمارس هذه الفرق أدوارها ومسؤولياتها في إدارة وتنسيق البرامج المحلية والاتحادية في كل إمارة وبدعم ومشاركة من مراكز ومكاتب الهيئة المنتشرة في جميع إمارات الدولة، وتشرف الهيئة على تطوير قدرات الاستجابة من خلال اقتراح وتنسيق البرامج بين الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني، وتحديثها بشكل دوري، إضافة إلى المشاركة في إعداد سجل المخاطر والتهديدات على المستويين الوطني والمحلي، وتحديثه بشكل دوري.
من جانب آخر قال الحوسني: يحتفى العالم يوم 13 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للحد من الكوارث، بهدف تعزيز ثقافة الاستعداد والجاهزية للحد من المخاطر والكوارث مع تزايد وتيرة تأثير تلك التهديدات والأخطار التي تسببها الكوارث المختلفة على الأفراد والمجتمعات، والتي تمثل تهديداً دولياً يتجاوز الحدود السياسية بعد أن أصبح العالم قرية يتأثر بعضها ببعض في ظل ظهور مهددات طبيعية وبشرية جديدة.

«بيتنا آمن»

وأوضح يحتفى العالم هذا العام تحت شعار «بيتنا آمن» ذلك الشعار والرمز الذي يحمل في مضمونه الكثير من المعاني السامية والقيمة لتلك الأسر المشردة أو تلك المرأة الثكلى أو ذلك الشيخ المسن وما يتطلعون ويحلمون به من مستقبل مشرق ملؤه التفاؤل والأمل، وأن الشعار الذي نحتفي تحته هذا «بيتنا آمن» يتوافق ويتطابق كلياً مع التوجه السديد لحكومتنا وقيادتنا الرشيدة في أن البيت أساس المجتمع.
وقال منذ قيام الاتحاد عني القائمون على هذه الدولة الطيبة وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأمن وأمان المواطنين والمقيمين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم وضمان مكتسباتهم ومدخراتهم برؤية فاحصة واستشراف دقيق للمستقبل الذي حمل الكثير من التحديات الجسام لاسيما الجيوسياسية منها والأحوال الجوية والمخاطر الصحية، فعمدت الدولة على إنشاء أحدث المدن السكنية وفق أعلى المعايير العالمية مدعمة بأرقى البنى التحتية وأكثرها استدامة وصموداً وعلى أعلى معايير الجودة والسلامة مدعومة بخدمات صحية وتكنولوجية ولوجستية على أعلى مستوى واضعة في الاعتبار كافة المخاطر والتهديدات.
وقال، نتطلع أن تساهم هذه المناسبة في زيادة وتيرة الجهود وتعاون المجتمعات والمؤسسات والأفراد لجعل بيئتنا أكثر أمناً، وتعزيز الالتزام بمنهج شامل ومتكامل للحد من مخاطر الكوارث في مختلف القطاعات، وعلى أهمية استقصاء واستشراف المستقبل من خلال الدراسات والأبحاث للتنبؤ بفرص و إمكانية حدوث تلك الظواهر غير الطبيعية.

سيف العرياني: الإمارات نموذج للتعامل مع حالات الطوارئ

أكد سيف سلطان العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى لأمن الوطني رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، أن الإمارات تمثل نموذجاً رائداً في الاستعداد والجاهزية للتعامل الناجح مع حالات الطوارئ والأزمات والذي ينطلق من إيمانها بأهمية التعاون وتضافر الجهود المحلية والدولية للحد من آثار الكوارث الطبيعية.
وقال بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث: تتبوأ الدولة مركزاً متقدماً على المستوى الإقليمي والعالمي على صعيد بناء منظومة وطنية متكاملة للطوارئ والأزمات تمثل رؤية مشتركة لمواءمة وانسجام أهداف الدولة مع الأهداف التي حددتها استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث مؤخراً، ولا نتجاهل الدور الإنساني والحضاري لأجهزة الدولة المختلفة لتعزيز الأمن والسلامة للمجتمع في طبيعة التكامل المثالي في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

«الطوارئ» تنظم ورشاً عن تطبيق «إطار سنداي»

أبوظبي:«الخليج»

أكد الدكتور جمال محمد الحوسني، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ضرورة إيجاد قنوات تشاور وتعاون، وتفعيل منظومة الاتصال المباشر بين الدول، عبر ضباط الارتباط المعنيين خلال الطوارئ والأزمات والكوارث.
جاء ذلك خلال افتتاح ورشة عن تطبيق «إطار سنداي العام» للحد من المخاطر في المنطقة العربية، بالتعاون مع المكتب العربي للمنظمة الدولية للحد من المخاطر من 9 إلى 12 أكتوبر، في فندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي.
وأشار إلى أهمية نقل المعرفة والخبرات، عبر الاتفاقات والشراكات في التصدي للمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المجتمع.
وأكد سان جاي، مدير مكتب التدريب الدولي في الأمم المتحدة، أهمية تدفق المعلومات والاتصال، وتوطيد الشراكات وزيادة فعاليات الكفاءات وتبادل الخبرات بين الدول والمؤسسات ذات العلاقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"