عادي
عمل مع يونس شلبي وأحمد بدير أشاد به

خضير أبو العباس: "شلتاغ" أضاف لي بريقاً

01:52 صباحا
قراءة 5 دقائق

حظي الممثل الكوميدي العراقي خضير أبو العباس بشهرة واسعة جداً في العراق وحتى في بعض الدول العربية المجاورة بعد أن جسّد شخصية عريف شلتاغ في المسلسل الكوميدي الشعبي بيت الطين الذي جعل نجاحه الواسع في جزئه الأول الجهة المنتجة لهذا العمل تنجز ثلاثة أجزاء أخرى منه كل جزء بثلاثين حلقة . وينفرد أبو العباس عن غيره من الممثلين بقدرته الفائقة على تجسيد ثلاث شخصيات أو أكثر في ظرف أربعين ثانية . وبمناسبة قرب عرض الجزأين الثالث والرابع من مسلسل بيت الطين التقت الخليج به وسجلت معه الحوار الآتي:

* ما جديدك؟

انتهيت من تصوير شخصيتي في المسلسل الكوميدي الشعبي بيت الطين في جزئيه الثالث والرابع وستكون شخصيتي هي ذاتها في الجزأين الأول والثاني، لكن ستحدث فيها تحولات عديدة لا أحبذ ذكرها الآن حتى لا أسلب متعة المفاجأة عند المشاهد الكريم، وهناك اتفاق مبدئي مع المخرج وديع نادر لإنتاج الجزء الثاني من مسلسل يوميات راضي وهذا العمل يتكون من ثلاثين حلقة وكل حلقة تتناول ظاهرة معينة في الشارع العراقي وهذا العمل سيكون من إنتاج قناة العراقية الفضائية .

* مسلسل بيت الطين ماذا يمثّل لك؟

هذا العمل الملحمي الشعبي الكوميدي حظي بمتابعة واسعة جداً وباهتمام لا نظير له من قبل الشعب العراقي، وكذلك من قبل المشاهدين في العديد من البلدان العربية . إن هذه الملحمة التي كتبها وقام بإخراجها عمران التميمي أتت في وقت كان المشاهد العراقي بحاجة ماسة جداً لمشاهدة هكذا أعمال درامية كهذا العمل تمت للواقع العراقي بصلة حقيقية، بحيث كانت أطروحات العمل جميلة جداً سواء من الناحية الفكرية أو من الناحية الإنسانية وكذلك السياسية . هذا العمل أحبه الجميع واستطعنا من خلاله أن نحبس أنفاس الشارع العراقي، بحيث بات الشارع العراقي خالياً من المارة وكأنه في حظر تجوال أثناء عرض المسلسل . كذلك استطعنا في وقت عرض المسلسل أن نوقف القتال الذي كان دائراً بين أطراف مختلفة في الشارع العراقي في الوقت المخصص لعرض المسلسل على شاشة قناة السومرية الفضائية، فضلاً عن أن شخصيات مسلسل بيت الطين أصبحت شخصيات أسطورية، بحيث نسي الجمهور أسماءنا كفنانين ولصقت بنا أسماء الشخصيات التي جسّدناها في هذا المسلسل .

* شخصية شلتاغ التي جسّدتها في بيت الطين ماذا أضافت لك؟

إن شخصية عريف شلتاغ كانت سفينتي التي أبحرت بي إلى مرسى المشاهد العراقي وكذلك المشاهد العربي، لذلك أنا أشكر جداً شلتاغ لأنه أضاف لي بريقاً كبيراً .

* اتضح لنا انك وبقدرة عجيبة تجيد تجسيد ثلاث شخصيات في مدة لا تتجاوز الأربعين ثانية، كيف استطعت أن تصل بهذا التحول العجيب بين شخصية وأخرى؟

يجب أن تكون لدى الممثل مجموعة أدوات تساعده على إبراز قدراته أمام الكاميرا أو فوق خشبة المسرح، ومن هذه الأدوات حركته وفهمه للشخصية التي يجسّدها، لذلك فإن ما قدمته في شخصية عريف شلتاغ ليس غريباً، خصوصاً أن مثل هذه الشخصية موجودة في الشرطة العراقية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، وحقيقة الأمر أن شخصية شلتاغ هي شخصية حقيقية سبق لي أن رأيتها لكنه كان يحمل اسماً آخر، وقد استطعت أن أفهم تلابيب هذه الشخصية بعد أن توصلت إلى واقعها النفسي والاجتماعي والمادي، لأن العراق في ذلك الوقت كان كل شعبه يعيش ببساطة . لذلك كان شلتاغ هو القاضي وهو الشرطي وهو الجلاد في بعض الأحيان .

* هل لديك طموحات في الوصول إلى العالمية؟

أرى أن مثل هذا الطموح لا ضير فيه، لكن الممثل العراقي إذا أراد أن يصل إلى العالمية فإن الأمر لا يتعلق به فقط، بل يحتاج إلى دعم إعلامي كبير جداً واهتمام من قبل مؤسسات الدولة التي عليها أن تستثمر كل علاقتها الخارجية من أجل تعبيد الطريق أمام المبدع العراقي في كل المجالات التي يطمح إليها .

* لكن كثرة الفضائيات العراقية أسهمت في وضع الممثل العراقي على طريق الشهرة الخارجية؟

هذا صحيح، حيث بدأ المتابع العربي يحرص على مشاهدة الأعمال العراقية وهذا تطور جيد وبدأت نتائجه تظهر، إذ نجح مؤخراً الممثل العراقي فلاح إبراهيم في المشاركة في فيلمين أحدهما إنجليزي والآخر إيطالي، في حين أن المسرح العراقي نجح في تقديم عروضه في إيطاليا وفي ألمانيا وكذلك في بقاع كثيرة من العالم وعاد ومعه جوائز مهمة جداً .

* قدّمت العديد من العروض المسرحية في المحافظات العراقية، فما الهدف من هذه العروض؟

استطعنا من خلال العروض التي قدّمناها في المحافظات العراقية أن نحقق لحمة جماهيرية من خلال الوصول إلى المكان الذي يسكن فيه المشاهد عكس ما كان يحدث سابقاً، إذ كان المشاهد في السابق يأتي إلى المسرح الوطني في بغداد لكي يشاهد عرضاً مسرحياً، أما الآن اختلف الوضع إذ نحن نذهب أليه، وقدّمنا خمسة أعمال مسرحية تخاطب الحب العراقي والوطنية العراقية وحملت هذه الأعمال دعوة صريحة لنبذ كل أدوات ووسائل الفرقة ودعت الجميع إلى أن يتمسكوا بالهوية العراقية التي تسمو فوق كل الهويات الأخرى .

* مع قرب موعد الانتخابات النيابية بدأت محاولات من قبل بعض الكتل السياسية لتسييس البعض من الفنانين العراقيين، كيف تنظر إلى هذه الحالة؟

أنا ضد هذه الفكرة تماماً لأن الفنان ملك للشعب العراقي بكل طوائفه ومسمياته وهو أيضاً ملك للثقافة العراقية . كذلك يحمل الفنان رسالة شعبه وهذه الرسالة تكون خالية من المزايدات والشعارات الزائفة ومثل هذه الرسالة لا تسمح له الدخول في عالم السياسة لأنه عالم المصالح والمراوغة والخداع والتضليل . أما الفنان فهو واضح جداً وعطاؤه يكون لمجتمعه .

* كيف ترى الكوميديا العراقية الآن؟

الكوميديا العراقية في الوقت الراهن تسير في الاتجاه الصحيح بسبب وجود عدة كتاب يكتبون لها في مجال التلفزيون وكذلك في مجال المسرح، ومن أبرز هؤلاء عمران التميمي وعلي زين العابدين وعدنان شلاش، فضلاً عن ذلك حصل تلاحم بين الممثلين الكوميديين الكبار والوجوه الشابة وهذا التلاحم أثمر عن ظهور أعمال كوميدية جيدة في المسرح والدليل على ذلك العروض المسرحية الأخيرة التي حققت نجاحا جماهيرياً كبيراً .

* وماذا عن الدراما العراقية؟

إن الدراما العراقية بحاجة إلى وجود مساهمة الدولة العراقية في إعمالها من أجل أن تكون لدينا دراما عراقية حقيقية، وهذا لا يتم إلا بخروجنا من جلباب المنتج الخاص، لأن مثل هذا المنتج لا يستطيع إنجاز أعمال كثيرة ومتكاملة، لكن في حال قامت الدولة برعاية الدراما فإن العمل الدرامي سيكون جميلاً من جميع النواحي .

* شخصية تتمنى تجسيدها؟

أنا ممثل وعليّ أن أعمل كل الأشياء، لذلك لا توجد شخصية معينة في ذهني، بل أنا جاهز لتجسيد أية شخصية مقنعة لي .

* هل هناك نجوم كوميديون عرب تتمنى العمل معهم؟

سبق لي أن عملت مع الممثل الكبير الراحل يونس شلبي في مسرحية شفت بعيني محد كلي للمؤلف والمخرج عمران التميمي، وكانت تجربة جميلة جداً والرجل أشاد بقدراتي، أما الأمنيات فهي كبيرة وواسعة، حيث أتمنى العمل مع نجوم الكوميديا العرب الكبار أمثال محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي وكذلك أستاذي أحمد بدير الذي سبق له أن أشاد بمستواي في التمثيل الكوميدي، وكان إطراؤه لي جميلاً للغاية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"