عادي

على خطى الأب المؤسس

03:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

بدر جعفر
دولة الإمارات ليست فقط في موقف القيادة لدعم وتطوير الشركات المحلية والإقليمية، ولكنها أيضاً نقطة انطلاق عالمية وصلة بين الشرق والغرب
نحتفل هذه الأيام باليوم 42 من روح الاتحاد والإنجازات العديدة التي حققتها أمتنا منذ ولادتها، وآخرها الفوز باستضافة إكسبو 2020 في دبي . وسيستمر هذا الحدث حتى عام 2021 السنة التي سنحتفل فيها بمرور 50 عاماً على الاتحاد .
وفضلاً عن كونه يوماً للاحتفال باليوم الوطني، هو أيضاً فرصة للتفكير في كيفية ما وصلنا إليه: تنوع فريد في المقيمين، تطور بلا هوادة من الأفق لدينا، التقدم الملحوظ في اقتصادنا، عدد متزايد من فرص العيش تتحقق وتزدهر هنا في الإمارات العربية المتحدة .
وبمشاهدة نتائج تصويت الإكسبو، أشعر أن إرث والدنا الشيخ زايد هو أقوى من أي وقت مضى، والذي قال مرة أيضاً "جيل المستقبل يعيش في عالم مختلف تماماً عن ذلك الذي اعتدنا عليه، ومن الضروري أن نحضّر أنفسنا وأبناءنا لهذا العالم الجديد" .
هذه الكلمات الحكيمة والملهمة تسلط الضوء على درس مهم، وهو أن أسس الحكم الرشيد تبدأ دائماً من المنزل . ليس هناك أفضل من وحدة الأسرة لنقل قيم النزاهة والمسؤولية الاجتماعية الواعية، القيم التي يتزايد وجودها في الشركات في جميع أنحاء العالم .
إن الكثير من اقتصادنا يتكوّن من الشركات العائلية الناجحة التي تم تأسيسها من بدايات متواضعة على مدى العقود القليلة الماضية، والعديد منها الآن مقبل على فترة من النجاح . العديد من هذه الشركات خلقت قيماً مذهلة لمساهميها وموظفيها وللبلد ككل . وكما الدولة التي نشأوا فيها، فهم أيضاً يتطلعون الى الكيفية التي يمكن بها الحفاظ على هذه القيم للجيل القادم من الرجال والنساء ومن بعدهم .
وكما أن الشركات العائلية جزء مهم من نجاحنا الاقتصادي، فإن النجاح في المستقبل مبني على عقلية مجالس الإدارة . إنها مبنية في كل نشاط تتخذه المؤسسة . هي فكر وثقافة ومبادئ لا تقبل سوى الأخلاق الحميدة في كل قرار يُتخذ نيابة عن المساهمين والموظفين . وكما يأخذ جيل المستقبل الزمام على عاتقه، فيعود له الخيار في توجيه شركاتهم وفق هذه القيم الأخلاقية المغروسة من قبل أجدادهم .
لذا يجب علينا أن نواصل بناء أفضل الممارسات التجارية، وغرسها في جيل المستقبل في سن مبكرة لضمان نموها الدائم . ويجب أبداً ألا نكتفي بما حققناه من نجاحات في ترسيخ الحوكمة الجيدة إذ إن الرضا يمكن أن يؤدي إلى الجمود الذي هو عائق رئيسي للابتكار والنجاح المستمر .
إن الإكسبو الأخير الذي نظم في شنغهاي في ،2010 حضره 73 مليون زائر من 189 دولة، ساهم في مدخول يزيد على 12 بليون دولار من السياحة المباشرة وحدها على مدى ستة شهور . وهذا ليس فقط شهادة على قوة الإكسبو، وإنما انعكاس لقوة اقتصادها كوجهة للتجارة الدولية .
خلال السنوات السبع المقبلة وحتى تفتح أبواب الإكسبو للعالم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة مقبلة على مرحلة نمو سريع . إن دولتنا الآن ليست فقط في موقف القيادة لدعم وتطوير الشركات المحلية والإقليمية، ولكنها أيضاً نقطة انطلاق عالمية وصلة بين الشرق والغرب . هذا يمثّل فرصة فريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة على أن تثابر وتثبت للجميع أنه في حين أن هناك عدم يقين واستقرار في بعض من أجزاء المنطقة، فهنا دولة مملوءة بالتفاؤل وفرص للعيش والعمل في بيئة مستقرة ومزدهرة . وكمحور للعديد من الأعمال الإقليمية والدولية، يجب علينا أن نكون على يقين دائماً أن دولة عربية ناجحة إنما ستسهم ولو بعد حين في تحقيق التنمية للمنطقة كلها .
نحن هنا، في الإمارات العربية المتحدة، نلعب دوراً مهماً وكبيراً في التطور الجاري في خلق مجتمع عالمي حقيقي . والآن، وأكثر من أي وقت مضى، يمكننا أن نرى تأثير رؤية أب دولة الإمارات العربية المتحدة لتأسيس مناخ ملائم ينتج عبره قادة مؤهلين في عالم المال والأعمال ويهيئ الطريق أمام شبابنا وهم يدخلون سوق العمل .
ومن خلال البقاء أوفياء لروح وأسس المبادئ والقيم التي أسست لثقافة ريادة الأعمال في مجتمعنا، لدينا فرصة فريدة لاحتضان رؤية الأب المؤسس والاستثمار في فرص المستقبل الواعدة، وفتح نوافذ جديدة للأمل في منطقة سيطر عليها اليأس طويلاً .
* العضو المنتدب لمجموعة الهلال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"