عادي
خلال فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الثامن لـ «الضاد»

منصور بن محمد يكرّم الفائزين بجائزة «محمد بن راشد للغة العربية»

04:07 صباحا
قراءة 7 دقائق
دبي: محمد إبراهيم و(وام):

برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر الدولي للغة العربية، في دورته الثامنة، بمشاركة خبراء وأكاديميين ومتخصصين في لغة الضاد.
كرم سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في الدورة الخامسة ‎لجائزة «محمد بن راشد للغة العربية» التي أطلقها صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، لتكون أرفع تقدير لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية من أفراد ومؤسسات، وإحدى المبادرات الداعمة لجهود دولة الإمارات للنهوض بالعربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة، وتسهيل تعلّمها، وتعليمها.
حضر التكريم الذي أقيم في فندق روضة البستان في دبي، وزراء ومسؤولون ومهتمون باللغة العربية من الإمارات والعالم العربي، في وقت يضم المؤتمر ندوات واجتماعات وجلسات نقاشية، بحضور عمداء كليات الآداب، والجمعية الدولية لأقسام العربية، والجمعية العمومية للمجلس الدولي للغة العربية، ومؤسسات اتحاد الجامعات العربية، ابتداء من يوم أمس، وحتى يوم غد، حيث تكرّم الأبحاث المميزة.

انتشار واسع

وقال محمد أحمد المرّ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية «باتت الجائزة تستحوذ على المكانة اللائقة بها، وتحقّق انتشاراً واسعاً في شتّى أرجاء الوطن العربي، بفضل اهتمام ومتابعة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فضلاً عن شموليّتها لتغطية مختلف أشكال المبادرات والمشاريع التي تعنى ب«لغة الضاد». إن انطلاق هذه المبادرة الفريدة من أرض دولة الإمارات، ومن مدينة دبي، على وجه التحديد، يزيد ألقها وتطورها عاماً تلو الآخر، لاسيما وأنها تدعم مقوّمات هويتنا الوطنية، وتسهم في ترسيخ مساعينا الرامية، لتكون الإمارات حاضنة للمشاريع التي تكفل استئناف الحضارة العربية».
وأضاف المر «هذه الجائزة السنوية التي تقوم على ستة محاور أساسية تتفرّع منها إحدى عشرة فئة، تساعد على استكشاف طيف واسع من المشاريع والمبادرات المتميّزة والإسهامات الاستثنائيّة التي تركّز على دعم العربية في مجالات شتّى، وعلى وجه التحديد التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا، وحفظ التراث اللغوي العربي، ونشره، والاحتفاء بأبرز الشخصيّات العلميّة والأكاديميّة التي أثْرَت المكتبة العربيّة بإبداعاتها القيّمة من ينابيع العلم والمعرفة، لتنهل منها الأجيال القادمة. ولهذه الأسباب مجتمعة، نسجّل إقبالاً متزايداً في كل دورة، مع زيادة جودة الأعمال المرشّحة، بفضل الدور الحافز والأثر الملهم للجائزة التي تحمل اسم قائد يحضّنا على الإبداع ويحفزنا على تحقيق التميز، ويحثّنا على الابتكار في مختلف الميادين».
وكانت اللجنة المنظمة لدورة هذا العام، تلقت 2088 طلب مشاركة، بزيادة 30% على العام الماضي، وبعد إخضاع جميع الطلبات لتقييم شامل من أعضاء لجنة التحكيم، رشّح 223 طلباً اختير منها 10 فائزين.

واجهة عالمية

أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، في كلمته أمام المؤتمر، أن الجائزة جعلت الإمارات واجهة عالمية للغة الضاد، إذ سهلت للعلماء والمختصين والمسؤولين والمنظمات العربية والدولية، سبل اللقاء بتظاهرة علمية عالمية مميزة، يلتقي فيها العلماء وصناع القرار والباحثون من مختلف دول العالم. موضحاً أن المؤتمر يشكل نقطة تجمع للمبادرات العالمية التي تهتم بلغتنا العربية، لا سيما أنه افرز الكثير من المشاريع والتوصيات، وبات له صدى في مراكز صناعة القرار على جميع المستويات.
وأفاد بأن اتحاد الجامعات العربية، يركز على عدد من المشاريع المعيارية المتعلقة بالتعليم التي يروم من ورائها الارتقاء بمستوى التعليم في العالم العربي وإعادة العربية إلى مكانتها التي تليق بها.

قائمة التتويج

ووفقا لقائمة التتويج، فازت في محور الجائزة الأول «التعليم»، بفئة أفضل مبادرة في استعمال شبكات التواصل، أو التطبيقات التقنية الذكية لتعلم اللغة العربية ونشرها «جامعة بيرزيت» من فلسطين، لتطويرها محرك بحث معجمياً. وفئة أفضل مبادرة لتطوير المحتوى الرّقميّ العربيّ ونشره أو معالجات اللّغة العربيّة، فريق عمل «ويكيبيديا العربية - الموسوعة الحرة» من تونس.
وسجلت دولة الإمارات، مشاركة مميزة في محور الجائزة الثاني «التعليم»، حيث توّجت بفئتين هما: أفضل مبادرة لتعليم العربيّة وتعلّمها في التّعليم المبكّر، عن مبادرة لغتي التي تركز على تعلم العربية بوسائل ذكية. والثانية عن فئة أفضل مبادرة للتعليم بالعربية في التعليم المدرسي من الأول إلى الثاني عشر، وطورتها «وزارة التربية والتعليم»، وهي اختبار الإمارات القياسي في اللغة العربية «إمسات عربية».

أفضل مبادرة

أما أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فحصدت جائزتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، لتطويرها برنامج الإيسيسكو العالمي للنهوض بتعليم العربية وتنمية مهاراتها لدى الطلاب الناطقين بلغات أخرى في المملكة العربية السعودية.
وفي محور «الثقافة والفكر ومجتمع المعرفة»، فازت مبادرة «أبجد» من الأردن، بجائزة فئة أفضل عمل فني أو ثقافي أو فكري لخدمة العربية. وعن الفئة الثانية، وهي أفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة وصنع مجتمع المعرفة، فازت مبادرة «شبكة القراءة» من المغرب.

السياسة اللغوية

وضمن المحور الرابع «السياسة اللغوية والتخطيط والتعريب»، الذي ضم فئتين، حصد جائزة أفضل مبادرة في «السياسة اللغوية والتخطيط» محمود محمد عبد العاطي من مصر، لمشروعه «معامل التأثير العربي»، وأفضل مشروع «تعريب أو ترجمة» إيمان بشناق من الأردن، عن مشروع طورته باسم «ميم - مرجعك لمصطلحات الأعمال». وفي محورها الخامس «الإعلام والتواصل»، فاز في «أفضل عمل بالعربية في وسائل الإعلام الإلكتروني وقنوات التواصل» فريق «خير جليس» من دولة الإمارات.

تطلعات وطنية

وأكد حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن حصد اختبار الإمارات القياسي للغة العربية «إمسات» الذي أطلقته الوزارة جائزة «أفضل مبادرة للتعليم باللغة العربية» مدعاة لنا بأن نواصل ونبذل أقصى طاقة لتحقيق التطلعات الوطنية، وما يتصل بها من خطط، والاستثمار في التعليم واستدامته.
وقال إن الوزارة تركز على مواصلة تطوير التعليم وجعله في المقدمة، بما يعزز خطى التحول نحو مجتمع اقتصاد المعرفة المستدام، بإضفاء عنصر الحداثة على مختلف مقوماته ومساراته.

فترة ذهبية

وأشار إلى أن العربية أصبحت حاضرة وبقوة في رؤية الدولة، عبر الدعم الكبير، وهي اليوم وعبر الجائزة واهتمام القيادة بها، تعيش فترة ذهبية جديدة تغلف اللغة الأم، وتعزز مكانتها.

تقييم مستويات

وأفاد مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، بأن برنامج «إمسات» نجح في تقييم مستويات الطلبة في العربية في مختلف المراحل التعليمية، وأصبح أداة فاعلة تمد صناع القرار بالواقع المعرفي لطلبتنا في لغة الضاد.
ورصد أربعة أسباب تدعو إلى هذا الاختبار في المدرسة الإماراتية، تتمثل بجمع البيانات الدقيقة عن مهارات الطلبة في العربية، تحت مظلة معايير عالمية التقييم، وتحقيق مجموعة من مؤشرات الخطة الوطنية التي تضم مهارات الطلبة، ومتابعة منظومة التعليم العام وتقييمها، استناداً الى أداء الطلبة وفق المعايير الوطنية، وربط عمليات تقييم أساس مؤسسات التعليم العام والعاملين فيها بأداء الطلبة.
وأوضح أن اختبار الإمارات القياسي «إمسات»، يتضمن اربعة اختبارات في العربية، تتمثل في اختبار تحديد مستوى الطلبة في الصف الأول التأسيسي، لقياس امتلاك الطلبة لمهارات لغة الضاد، عند التحاقهم بالصفوف الأخرى، والثاني اختبارات تتابعية للصفوف ( 4-6-8-10)، هدفها رصد مهارات الطلبة، عبر مراحل التعليم المختلفة بالعربية، أما الشق الثالث فيتمثل في القبول الجامعي لطلبة الثاني عشر، إذ يقيس امتلاك الطلبة مهارات العربية، بما يؤهلهم للانتقال الى مؤسسات التعليم العالي، في وقت يجرى الاختبار إلكترونياً، وفق معايير وطنية لتقيم مهارات الطلبة.

توظيف التقنيات

وكشف الدكتور علي موسى، المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية، عن تركيز الدورة الثامنة للمؤتمر، على توظيف التقنيات الحديثة في تعزيز مكانة لغة الضاد، بإعداد منصة متخصصة لاستعراض الأبحاث المطروحة إلكترونياً، بحيث تكون متاحة للجميع في كل وقت وفي أي مكان، ما يسهم في تمكين أفراد المجتمعات بمختلف فئاتهم من أدوات العربية.
وقال في تصريحات، على هامش المؤتمر، إن المجلس يتجه نحو تحويل 2000 بحث عن العربية، قدّمت خلال الدورات السابقة، لجعل الأبحاث في متناول باحثي اللغة في العالم، وتدعم المحتوى الإلكتروني، فضلاً عن تعزيز التواصل بين الباحثين، ودعم المكتبات العالمية بالمراجعة البحثية وربط الأبحاث بالواقع المعيش للغة العربية.

خبراء ومتخصصون

استقطبت الدورة الثامنة للمؤتمر 771 من الخبراء والمتخصصين من مختلف الدول العربية، و81 من العمداء، و94 رئيس قسم من مختلف الجامعات، ويعرض 679 بحثاً على مدار ثلاثة أيام المقررة للمؤتمر، في وقت كشف المجلس الدولي للغة العربية، عن أن أبحاث لغة الضاد ستطرح عبر منصة رقمية تجوب العالم، لتمكين أفراد المجتمعات بمختلف فئاتهم من أدوات اللغة.

محاور الجائزة

تبلغ قيمة الجائزة 70 ألف دولار لكل فئة، وتضم خمسة محاور، هي التعليم، ويضم 3 فئات. والتكنولوجيا (التقانة)، ويضم فئتين. والسياسة اللغوية والتخطيط والتعريب، ويضم فئتين. والثقافة والفكر ومجتمع المعرفة، ويضم فئتين هما: أفضل عمل فني أو ثقافي أو فكري لخدمة العربية، وفئة أفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة، وصنع مجتمع المعرفة.

قوانين ومراسيم

أشار الدكتور علي موسى، المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية إلى أن معظم الأبحاث التي قدمت، تتضمن تجارب وخبرات ورؤى مستقبلية، تستند إلى النقد البناء، ليصبح مؤتمر اللغة العربية، نافذة على العالم، موضحاً أن المجلس يتشكل من هيئات عدة من الاتحاد الدولي للغة العربية، والأفراد، وهو متاح لكل مهتم باللغة، وكل المؤسسات المعنية بقضايا العربية.
ورأى أن الاستثمار في اللغة الوطنية، يعني الاستثمار في الإنسان والأجيال القادمة، وضمان وحدتها وتمسكها بقيمها وثوابتها ومكتسباتها ومرجعياتها وتاريخها، ومنحها الفرصة للمنافسة في كل الميادين.
وشهدت فعاليات اليوم الأول 48 ندوة، ركزت على مسارات تطوير العربية وأبرز التحديات التي تواجه المعلمين والمتخصصين. وجاءت ندوة «اللغة العربية والمنصات الرقمية» لتتصدر القائمة، من حيث الحضور، حيث تناولت منهجيات جديدة لتوظيف التكنولوجيا في تطوير لغة الضاد، وتعزيز مكانتها ضمن المحتوى الرقمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"