عادي
حرق مقر حكومي في ذي قار والمالكي يقيل محافظاً

تظاهرات غضب في العراق و5 قتلى في كردستان

03:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

أعلن مصدر طبي عراقي مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح خلال تظاهرة جرت أمس في مدينة السليمانية، شمال العراق، للمطالبة بمعالجة البطالة والفساد وتحسين الأوضاع في المنطقة، فيما اقتحم متظاهرون غاضبون مبنى حكومي في محافظة ذي قار وأضرموا النار فيه، وأقال رئيس الوزراء نوري المالكي محافظ واسط لطيف حمد الطرفة، وعين محافظاً جديداً استجابة للتظاهرات التي شهدتها واسط مؤخراً، وقال انه ليس قلقاً على النظام السياسي إثر سلسلة التظاهرات التي تضرب البلاد، محذرا من مندسين يحرفون مطالبهم المشروعة .

وقال طبيب في مديرية صحة السليمانية مفضلاً عدم كشف هويته إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح جراء إطلاق نار خلال التظاهرة التي جرت في وسط مدينة السليمانية شمال بغداد .

وشارك في التظاهرة نحو 3000 شخصا للمطالبة بمعالجة البطالة والقضاء على الفساد وبسقوط حكومة الإقليم . وتجمع المتظاهرون بعد جلسة مفتوحة في ساحة الحرية وسط مدينة السليمانية بدعوة من شبكة حماية الحقوق والحريات إحدى منظمات المجتمع المدني في السليمانية .

وحمل المتظاهرون لافتات كتب على إحداها نطالب بتغيير الحكومة ونطالب بإحالة المفسدين إلى القضاء، وساروا باتجاه شارع سالم (وسط) حيث يقع مقرا الحزبين الرئيسين .

وتجمع المتظاهرون أمام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ما دفع بحراس المقر إلى إطلاق النار بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين، بحسب شهود عيان . واستمرت التظاهرة لأكثر من ساعتين .

وقال المتحدث باسم حركة التغيير المعارضة محمد توفيق إن الحركة غير مشاركة وليس لها يد في هذه التظاهرة، وطالب المتظاهرين بعدم إثارة المشكلات . وأفاد مراسل فرانس برس بأن قوات الأمن الكردية من الشرطة والجيش وقوات مكافحة الشغب فرضت إجراءات أمنية مشددة حول موقع التظاهرة، حيث سمع دوي الرصاص بين حين وآخر .

وتتزامن التظاهرة مع موجة مماثلة تجتاح بشكل يومي العديد من المدن العراقية للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة الفساد والبطالة، حيث اقتحم متظاهرون غاضبون مبنى ناحية النصر التابعة لمحافظة ذي قار، جنوب العراق، وأضرموا النار فيه . ويأتي ذلك إثر مواجهات وقعت بينهم وبين الشرطة استخدم المتظاهرون فيها الحجارة، بينما ردت الشرطة عليهم مستخدمة الهراوات .

وتأتي هذه التظاهرة المطالبة بالخدمات والقضاء على البطالة ومحاسبة المفسدين وسراق المال العام وتحسين الظروف المعيشية وإنعاش البطاقة التموينية، بعد يوم واحد من تظاهرات مماثلة شهدتها مدينة الكوت مركز محافظة واسط بجنوب بغداد أسفرت عن حرق مبنى المحافظة ومجلسها المحلي ومنزل المحافظ وسقوط 3 قتلى وما يزيد على 50 جريحاً من المتظاهرين .

وكان العشرات من أبناء مدينة الكوت قد تجمعوا، أمس، أمام مبنى المحافظة في محاولة جديدة للتظاهر لكن الشرطة تصدت لهم وفرقتهم .

وقدم النائب عن دولة القانون جعفر محمد باقر الصدر استقالته من عضوية مجلس النواب أمس . وقال مصدر برلماني، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الاستقالة التي قدمها الصدر إلى رئاسة البرلمان جاءت احتجاجا على تردي الخدمات المقدمة للعراقيين وعدم قدرة الحكومة تقديم أي منجز كبير على هذا الطريق، فضلاً عن التضامن مع المتظاهرين المطالبين بهذه الحقوق المشروعة .

من جانبه، قال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد ليس لدينا قلق من المظاهرات لأن النظام السياسي ديمقراطي برلماني والشعب فيه مصدر السلطات . أضاف ليس لدينا خوف على مستقبل النظام السياسي وربما أكون سعيداً أن أرى المتظاهرين يطالبون بحقوقهم بعدما كان الأب يخاف التكلم مع ابنه في زمن نظام حزب البعث .

وقال إن العراق يستند إلى أرضية صلبة ولذلك حتى الذين يتظاهرون أحيانا من الناس لا يطالبون بإسقاط نظام أو تغييره، لأنه من يطالب بإسقاط نظام يعني إسقاط إرادة الشعب . أضاف هذا النظام يمثل إرادة الشعب وجاء عبر الانتخابات، ولا يطالب بذلك الا الذين تضرروا من بقايا حزب البعث والقاعدة وهيئة علماء المسلمين التي تحرض على العنف .

وطالب المالكي المتظاهرين بعدم السماح للمندسين الذين يحرفون مطالب المتظاهرين المشروعة ويحولونها إلى أعمال شغب، في إشارة إلى ما حدث في الكوت أمس حينما أضرموا النار في مجلس المحافظة ومبنى المحافظة . وحذر المالكي قوات الأمن من استخدام العنف ضد المتظاهرين .

وقال يمنع على رجال الأمن استخدام أي أعمال عنف، وعليهم تفريقها بطرق التفريق إذا ما صار فيها شغب . ودعا المتظاهرين ألا يخرجوا من دون الحصول على إذن يتيح لهم التظاهر . وحذر المتظاهرين الذين ينوون الخروج بتظاهرة في 25 فبراير/ شباط من مخطط لضربهم، لإلصاق التهمة بالحكومة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"