عادي
تصل بشعلة الثقافة إلى إسبانيا

شمس الشارقة تسطع اليوم في مدريد

04:33 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحتفي العاصمة الإسبانية اليوم بالشارقة ضيف شرف معرض «ليبر» الدولي للكتاب، الذي يقام بمشاركة وحضور أكثر من 50 دولة من مختلف بلدان العالم، حيث تنقل الإمارة صورة المشهد الثقافي الإماراتي والعربي إلى قلب القارة الأوربية، وتعرض التاريخ المشترك بين الثقافتين الإسبانية والعربية، فاتحة بذلك نافذة جديدة على مزيد من علاقات التعاون والعمل المشترك على مستوى النشر، والترجمة، والبحث، والتأريخ.
قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تواصل الشارقة حضورها الفاعل في مختلف دول وعواصم العالم، لتعرّف الجماهير على ثقافة وحضارة الإمارات وإبداعات مثقفينا، هذا الحضور الذي يعكس مكانة شارقة الإمارات التي استطاعت ومنذ ما يزيد على أربعة عقود، أن تكرس لنفسها مكانة ثقافية مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حتى حازت لقب العاصمة العالمية للكتاب، الذي جاء تتويجاً لمسيرة مملوءة بالمنجزات، استطاعت من خلالها الشارقة أن تصل بالكتاب والمعارف للجميع، وأن تؤكد رؤية وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة».
وتابع:«كان الكتاب دائما بوابة عبور بالمعارف والإبداعات وجسراً يربط الحضارات، كما أن هذه المشاركة تهدف إلى توسعة علاقات التعاون التي تربط الشارقة مع مؤسسات وهيئات ثقافية إسبانية وأوروبية، تخدم الحِراك الثقافي الذي يربط كلا الجانبين بما يخدم قطاعات النشر والمعرفة والكتاب، لتسهم الشارقة في مدّ جسور التلاقي الحضاري، ولنقرأ إبداعاتهم بالعربية، ويقرؤون منجزات مثقفينا بالإسبانية، لتبقى الثقافة جامعة للشعوب».
وحول هذه المشاركة قال عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: «تمضي الشارقة بكل عزم وإخلاص في التواصل مع الآخر، من أجل إبراز الوجه الحضاري للثقافة العربية، هذا الآخر الذي وجد في الشارقة العطاء، المتدفق على الساحة الثقافية المحلية والعربية والعالمية، والمتمثل في آلاف الأنشطة الثقافية التي تزخر بها الإمارة، حتى فاض هذا العطاء على المحيط العربي الذي تنتمي إليه متخذة من موطنها الإمارات منطلقاً لهذه الجهود».
بدوره أكد عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث أن اختيار الشارقة ضيف شرف معرض «ليبر» الدولي للكتاب، هو نتاج جهد ورعاية وعمل متواصل من إمارة الشارقة لمختلف مجالات الثقافة والفنون والتراث، حيث دعّمت الإمارة وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من جسور التواصل المعرفي والحضاري بين الثقافة الإماراتية والعربية عموماً ومختلف ثقافات العالم ومنها الثقافة الإسبانية، التي تربطها مع الثقافة العربية علاقات تاريخية مشتركة.


سفيرة الثقافة


ومن جانبه أكد علي إبراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي أن الشارقة باتت سفيرة للثقافة العربية للعالم بأسره، موضحاً أن هذه المشاركة تسهم في تدعيم جسور التواصل الحضاري والمعرفي مع مختلف مدن العالم الثقافية وتضيف إلى رصيد مشاركاتها الخارجية مدينة جديدة تعرّف من خلالها بالثقافتين العربية والإماراتية خاصة أن الإمارة في هذا العام توجت - بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة - بلقب العاصمة العالمية الكتاب».
من جهته أوضح محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «في كل مشهد ثقافي على الصعيدين الإقليمي والعالمي تشارك به الشارقة بصفة ضيف شرف نعتزّ أكثر وأكثر بهذه المسيرة الثقافية والحضارية التي أسس لها صاحب السمو حاكم الشارقة، منذ ما يزيد على أربعة عقود لتكون بوابة ومركزاً لمعارف وثقافة الإنسان العربي والثقافة العالمية».
من جانبها قالت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: «يجسد مجلس إرثي للحرف المعاصرة رؤية إمارة الشارقة في دعم وإحياء الحرف الإماراتية».
طارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة قال: «إن الشارقة، برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، تبوأت خريطة العالم الثقافية على مدى أربعة عقود من الزمان».
وحول هذا الحضور، أكد المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد الكوس على دور إمارة الشارقة في تمثيل الثقافة الإماراتية والعربية من خلال مشاركتها في معارض الكتب الدولية، والذي يعكس المشروع الثقافي الذي أطلقه صاحب السمو حاكم الشارقة، منذ سبعينات القرن الماضي.


حالة استثنائية


ومن جهتها، قالت مروة العقروبي، مدير مشروع الشارقة العاصمة العالمية للكتاب:
«هذه الاستضافة استثنائية لما لها من دلالات كبيرة على صعيد عواصم الكتاب العالمية، حيث يأتي الاحتفاء بالشارقة هذا العام من قبل أول مدينة حملت اللقب (مدريد)، لتؤكد الإمارة من خلال هذه الاستضافة على مركزيتها وثقلها الثقافي والمعرفي على المستويين العربي والعالمي».
الهنوف محمد، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالإنابة نائب الأمين العام لاتحاد كتاب العرب‎ قالت: «إن حضور الشارقة في معرض «ليبر» الدولي للكتاب يمثل امتداداً وبُعداً عالمياً للحركة الثقافية الإماراتية».
الشاعرة خلود المعلا قالت: «جهود الشارقة الكبيرة والواضحة تعزز من المنتج الثقافي المحلي وتثبت حضوره عربياً وعالمياً».


تقدير


الدكتور حبيب غلوم قال: «قد تساورنا الشكوك أحياناً حول حصادنا الثقافي والإعلامي، وذلك لإيماننا الراسخ بأن الثقافة تعد الضلع الأعوج في أية استراتيجية تنموية، وأن الحكومات العربية لا تعتمد على العمل الثقافي والإبداعي في تحقيق مشاريعها التنموية والحضارية، لذلك نظل متخوفين دائماً من الاشتغال في هذا القطاع، خاصة وأن الأهل حذرونا كثيراً من عدم التخصص وتضييع الوقت والجهد في مجال لا طائل من ورائه».
التشكيلي عبد القادر الريس قال: «الشارقة بحضورها الخارجي على صعيد مختلف الأحداث الثقافيّة التي تنظمها مدن العالم تتيح الفرصة أمام المثقف والمبدع المحلي والعربي للظهور وتعريف الجمهور والمثقف العالمي على إنجازاته ولولا هذه المشاركات لبقيت أعماله وتجربته في محيطه المحلي، لهذا نحرص على وجودنا إلى جانب الوفد الثقافي المشارك في الحدث الإسباني للتعريف بمنجزنا».


وجود فعّال

الناقد والفنان التشكيلي علي العبدان قال:«الشارقة عاصمةٌ عالميةٌ حقيقيةٌ للثقافة على جميع المستويات الفكرية والفنية والأدبية، وتجسّد مشاركاتها الفعالة في المعارض والملتقيات الدولية مكانتها الكبيرة في هذا السياق، ومشاركة الشارقة في هذا المعرض مناسبةٌ مهمةٌ جداً للتواصل الحضاريّ الذي يتسم بسمات مشتركة، فالحضارة العربية لها أثرٌ كبيرٌ في إسبانيا، على صعيد مختلف الآداب والفنون».
بدورها قالت الروائية إيمان اليوسف: «تُشرق الشارقة هذا العام على العالم عاصمةً عالمية للكتاب، وهي الإمارة الرائدة في المشهد الثقافي العربي والعالم أجمع بتفرد هذا الحراك الثقافي لهيئة الشارقة للكتاب التي تعمل بشكل رائد وواعٍ في الدبلوماسية الثقافية من خلال طرق تمثيلها للإمارة وللمثقف والمبدع الإماراتي».
من جانبه، قال الدكتور حمد بن صراي: «مشاركة الشارقة ضيف شرف في معرض «ليبر» الإسباني يمثل كل شيء له معنى وقيمة تراثية تقدّم للمجتمع الإسباني.
الشاعرة شيخة المطيري قالت: «أخرجتني مشاركات الشارقة الخارجية من الإطار الجغرافي والإبداعي القريب إلى عالم آخر يفتح لي أبواب الأبجديات الأخرى».
الشاعرة بشرى عبدالله بن علي: «الشاعر والأديب والمثقف هو الواجهة الثقافية للمجتمعات، وصوت الإنسان، وضمير المكان، ومشاركتنا ضمن وفد الشارقة المشارك في معرض «ليبر» للكتاب تثري الحركة الثقافية الإماراتية».


تراكم لافت

الشاعر عبد الله الهدية: «تمثل المشاركة امتداداً تراكمياً بديعاً بمشاهدها المعبرة إيجاباً عن الحركة الثقافية الإماراتية بتنوعها وبشمولية وجودها المحلي الذي يتعدى بإنتاجه حدوده الجغرافية ويثبت بحضوره العالمي مدى فاعليته وتأثير فعالياته في الحراك الثقافي والفكري على مستوى الخريطة الكونية».
من جانبها قالت الشاعرة نجاة الظاهري‎: «الانفتاح على الثقافات الأخرى، والاختلاط بروادها في مجالاتها المختلفة الأدبية والفنية، هو إغناء للثقافة الإماراتية».
وحول هذا التمثيل الثقافي، قالت الروائية فتحية النمر‎: «من العلامات البارزة على طريق الثقافة العالمية هو ما تقوم به الشارقة من مبادرات ومشاريع سباقة على رأسها كل ما يتعلق بمعارض الكتب بدءاً من الترتيب والتنسيق والتنظيم والدعم الكبير للكتاب والكتاب، مروراً بترجمة كتب الإماراتيين وليس انتهاء ببرامجها الثقافية الحافلة المتنقلة بين معارض الكتب العالمية».


قيم التسامح


الروائية نادية النجار قالت: «مشاركة الإمارات وتمثيلها في المحافل الثقافية تساهم بشكل واضح في التبادل الثقافي بيننا وبين دول العالم، وإيصال صوتنا إلى الآخر، وتسليط الضوء على الجانب الثقافي المشرق لثقافتنا، وبذلك نعزز قيم التسامح التي تدعمها قيادتنا الحكيمة، فالكاتب يؤثر ويتأثر بالثقافات الأخرى، ولا شك بأن مشاركتي ضمن هذه المجموعة المميزة من المبدعين والكتاب في معرض «ليبر» الدولي للكتاب، له تأثير إيجابي علينا جميعاً، حيث نطّلع عن كثب على منجزاتهم وتاريخهم وآدابهم، وتجمعنا كمثقفين حوارات وجلسات ثقافية. إنها فرصة رائعة وفخورة بأني ضمن هذه المجموعة».


أفق مفتوح


الشاعر سلطان العميمي قال: «تفتح هذه المشاركة أفقاً جديداً من آفاق التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية من خلال الأدب الإماراتي بكافة أجناسه التي يمثلها مجموعة من كتّاب وأدباء الإمارات المشاركين في فعاليات هذه الاستضافة المهمة. ومما لا شك فيه أن تاريخ العلاقات العربية الإسبانية قديم وما تزال آثاره باقية إلى يومنا هذا، سواء على صعيد الثقافة أو اللغة أو غيرهما، وتأتي هذه المشاركة لتدل على أن الثقافة ما تزال جسراً مهمّاً من جسور التواصل بين الشعوب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"