عادي
6 مخرجين ل”أوضة الفيران” و7 ل”وينن”

الإخراج الجماعي تحايل فني على تكاليف الإنتاج

02:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

دبي - باسل عبدالكريم:
إلى جانب التمويل الجماعي للأفلام، تبدو ظاهرة الإخراج الجماعي واحدة من الظواهر الحديثة التي بدأت تطفو على سطح السينما العربية، في محاولة للتغلب على صعوبات تقف في طريق المخرجين الشباب . وتضم قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان فيلمين طويلين هما "أوضة الفيران" الذي أخرجه 6 سينمائيين شباب من الإسكندرية في مصر، و"وينن" من إخراج 7 طلاب من جامعة سيدة اللويزة، وهذه الظاهرة ناقشتها ندوة تحت عنوان "العمل الجماعي- الواحد للجميع والجميع للواحد" وتطرقت إلى فرص نجاح هذه التجارب .
فيلم "أوضة الفيران" وهو عمل مصري -إماراتي مشترك للمخرجين: نرمين سالم، ومحمد زيدان، ومي زايد، وهند بكر، وأحمد مجدي، ومحمد الحديدي، ولا يتميز بكونه من إخراج جماعي بل أيضاً بكتابة جماعية . ويروي "أوضة الفيران" حكاية 6 أشخاص في مدينة الإسكندرية ومشاعرهم المختلطة من دون أن يلتقي أحدهم بالآخر، عمرو يرغب في التعبير عن مشاعره الحقيقية لوالده قبل وفاته، وموسى يقضي أيامه خائفاً من عبور الطريق ويرضى بالبقاء على أحد جانبيه، بينما ينتاب داليا يوم زفافها القلق والخوف من مواجهة فكرة الزواج، وطفلة تسعى لاكتشاف عالم ألعاب جدتها، أما راوية فلا تتمكن من النوم ليلاً بعد وفاة زوجها لتكتشف حياة جديدة تنتظرها في الليل، في الوقت الذي تستعد فيه أمها لمغادرة البلد مشككة في حدوث تغيير في حياتها .
مي زايد أرجعت لجوءهم إلى هذا النوع من الإخراج، إلى ضعف الإمكانات المادية التي يحتاجها الفيلم الطويل، وقالت: جمعينا خضعنا لورشات تعليم كيفية إخراج الأفلام بتكاليف بسيطة، تلبي طموحنا نحو الانطلاق إلى عالم صناعة السينما .
أما محمد زيدان فقال: بسبب غياب التمويل "أخذ منا تصوير الفيلم سنتين، في كل مرحلة كنا نجمع المال من الأصدقاء وتبرعات من العائلة لإنجاز بعض المشاهد، ولتوفير المال كنا نقتصد في المصاريف الشخصية، مضيفاً أن إصرارهم على التجربة نابع من كونه أول فيلم سكندري مستقل بنسبة مئة في المئة .
هند بكر رأت أن مفهوم الإخراج الجماعي بسيط المئة ويمكن أن يساعد صناع السينما المحلية على تجسيد أفكارهم وإنتاج أفلامهم الخاصة، بطريقة تظهر قدراتهم، وتضمن استمرارهم بوضعهم على الطريق نحو التميز .
وحول كيفية كتابة سيناريو مشترك ، قالت نيرمين سالم: كان كل شخص يأخذ اسبوعاً لكتابة جزء من القصة الكبرى، ثم نبدأ جلسات لربط الحبكة وتطور الرؤية أكثر في المرحلة النهائية مع المونتاج .
تجارب الإخراج الجماعي ليست مجرد محاولات يفرغ فيها الشباب بعض طاقاتهم، وتلقى إقبالاً من ممثلين نجوم لهم وزنهم في عالم السينما ومن دون مقابل، مثال ذلك الفيلم اللبناني "وينن" الذي يشارك فيه نجوم التمثيل مثل: كارمن لبس، وتقلا شمعون، وكارول عبود، وديامند ابوعبود، بهدف دعم التجارب الصاعدة .
"الخليج" وجهت سؤلاً للمخرجين السبعة، حول كيفية نجاح مثل هذه الأعمال، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الإخراج رؤية، وكيفية توحيدها بين مجموعة من المخرجين .
ناجي بشارة، أحد مخرجي الفيلم، أجاب: تحقيق التجانس في الأفلام الإخراج الجماعي يعتمد إلى حد كبير على السيناريو، وكوننا نقدم قصة تتحدث عن 6 نساء لبنانيات من مختلف الأعمار، تعيش كل واحدة منهن انتظار عودة رجل اختفى أو اختطف أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، فهذا ما ساعد على أن يخرج كل شخص برؤيته الخاصة ومن ثم نجتمع لانسجام النص . وأكد أن تعيين "مونتير" واحد للفيلم الجماعي، من النقاط المهمة التي تساعد على توحيد رؤى المخرجين .
وقالت كارمن لبس، حول الاسباب التي تدفعهم كنجوم للمشاركة في أفلام طلابية: أشارك في مثل هذه الأعمال عندما تجذبني القصة، وأيضاً لأن السينما تحتاج لدعم، لذلك نعطي هذه المواهب فرصة على أمل تغيير الواقع .
وذكرت كارول عبود أنها تلقت الكثير من النقد لتمثيلها في الأفلام الطلابية، لكنها تفعل ذلك حباً بالتمثيل، وتشجيعاً للمواهب على تنفيذ أفكار تصبح واقعاً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"