عادي

ناصر عبدالمنعم: لا توجد حركة ترجمة للمسرح

02:46 صباحا
قراءة 4 دقائق
القاهرة: عيد عبدالحليم

يواجه المسرح العربي تحديات كثيرة، من أهمها ضرورة وجود لغة خاصة به تميزه عن المسارح العالمية الأخرى، فما أهم ملامح هذه الخصوصية، وهل بإمكانه الاستفادة من الطفرة النوعية التي يشهدها المسرح عالمياً، وفي ظل تطور وسائل الاتصالات الحديثة، وتطور الأشكال المسرحية، فهل يجد «المسرح العربي»، وصناعه، مكاناً لهم في الخريطة الفنية العالمية الجديدة؟ هذا ما طرحناه على المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم، الذي أكد أن المسرح العربي يفتقد آليات الترويج، فضلاً عن عدم اهتمام بالترجمة.

* ما الذي يحتاج إليه المسرح العربي حتى يصل إلى مكانة عالمية؟

- يحتاج إلى تسويق جيد لفاعلياته، فهناك حركة مسرحية جادة في كثير من البلدان العربية، في مصر، والإمارات، والكويت، وتونس، والعراق، ولبنان، والمغرب، وغيرها من الدول العربية الشقيقة، وهناك عشرات المؤلفين أصحاب الأقلام الرفيعة والتجارب المميزة، من أجيال مختلفة، وهناك عشرات المخرجين الدارسين، وأصحاب الخبرات، وهناك ترسانة قوية من الممثلين أصحاب الأداء الراقي، بمعنى آخر، فإن المسرح في عالمنا العربي يتحاج إلى إدارة حقيقية، تفهم دوره، وتأثيره في الواقع، نريد إدارة دارسة لعلوم المسرح، وكيفية تسويقه، فنحن - الآن - في عالم أصبحت الثقافة فيه «اقتصاداً»، فالوطن العربي بعمقه الحضاري والتاريخي يمتلك منتجاً ثقافياً كبيراً من الثقافة، والمعرفة، والفنون، يتفوق - ربما - على ما عداه من منتجات أخرى، والثقافة، قوة لا يستهان بها في الميزان العالمي الجديد، وتتميز الثقافة بأنها منتج متجدد بخلاف المنتجات الأخرى، وقد رأينا أن بعض الدول المتقدمة تعتمد على الأفكار والمنتجات التراثية، فعلى سبيل المثال مصارعة الثيران في إسبانيا، والمنتجات اليدوية في الهند، تؤكد على أهمية التركيز والاهتمام ب«اقتصادات التراث».

وتعد النماذج المحلية التراثية من أهم المصادر الاقتصادية، سواء بإعادة إنتاجها بشكل مباشر، أو باستخدام عناصرها، واستلهامها في مجالات مختلفة، وهذا ما يحدث في المسرح بشكل كبير.

فنحن كعرب، لدينا مخزون ثقافي من الموروث الشعبي يمكن استلهامه في المسرح للوصول إلى صيغة مسرحية تخصنا، ولا تشبه أحداً، مسرح يقوم بتوظيف الأشكال المسرحية الشعبية، فنحن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا.

وأعتقد أن العزلة التي فرضها بعض المسرحيين على أنفسهم - في عالمنا العربي - بتبنيهم قوالب ولغة غريبة عن المجتمع الذي يعيشون فيه في أعمالهم المسرحية، جعلتنا فريسة سهلة للنماذج المستوردة التي تطرح نفسها في سياقات مبهرة.

أدوار

* ما دور المؤسسة الثقافية الرسمية في تطوير المسرح العربي؟

- هو دور مهم للغاية، وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات متعددة لعودة المسرح العربي إلى مكانته الطبيعية في الثقافة العربية، ففي مصر نجد «البيت الفني للمسرح» التابع لوزارة الثقافة المصرية، الذي يضم ما يقرب من عشرة مسارح تابعة للدولة، وتتميز بالتنوع، فهناك مسرح الطليعة، ويقدم تجارب المسرحيين الشباب، وهناك «المسرح القومي» الذي يقدم العروض الرصينة لكبار الفنانين، ومما يعرض عليها حالياً عرض يقوم ببطولته الفنان الكبير يحيى الفخراني، وهناك مسرح الغد الذي يعتني بالعروض التجريبية، وهناك مسرح العرائس ويهتم بمسرح الأطفال.

ونجد هناك حالة مزدهرة في المسرح الإماراتي، حيث نجد اهتماماً واضحاً من قبل المسؤولين هناك بالمسرح باعتباره أبا الفنون، لذا جاء إنشاء «الهيئة العربية للمسرح» بداية جديدة للحركة المسرحية العربية، وأنا شخصياً قد شاركت في عدد من فاعلياتها، ولمست عن قرب الدعم اللا محدود للمسرح العربي، كذلك تعمل الهيئة على تبني التجارب الجديدة في التأليف، والإخراج، وكذلك تقيم أحد أهم المهرجانات المسرحية في عالمنا العربي وهو المهرجان العربي للمسرح، وفي الأردن هناك حركة مسرحية متميزة، وفي تونس أيضاً، والجزائر، الجديد في الأمر أن هناك حالة من التكامل بين صناع المسرح في العالم العربي، من خلال التنسيق المثمر بين الجهات المختلفة.

تطوير

* هل يمكن أن يكون للأكاديميات العلمية والمعاهد المسرحية دور في عملية التطوير؟

- عليها دور أساسي، من خلال تدريس أحدث ما وصلت إليه الأبحاث العلمية في مجال التجريب المسرحي، فالتجريب علمي بالدرجة الأولى، شمولي بالدرجة الأخرى يعتمد بالضرورة على منهج موضوعي ورؤية علمية للأمور، وهو باختصار أسلوب استقرائي شمولي في البحث الدؤوب.

وأعتقد أن أكاديمية الفنون في مصر فيها معهد خاص بالمسرح بأقسامه المختلفة يعمل على تطوير الكتابة المسرحية، وعلى أداء الممثل، وكذلك تطوير عملية الإخراج المسرحي، لكن كثيراً من أقسام المسرح في الجامعات المختلفة ما زالت لا تهتم كثيراً بالبحث عن الجديد في المجال المسرحي، وقد ظهرت - في السنوات الأخيرة - مجموعة من الأكاديميات الخاصة تهتم بتدريب الممثل، وهي أكاديميات صغيرة، يشرف عليها بعض المخرجين والممثلين المسرحيين في مصر، مثل حسن الجريتلي، وأحمد العطار، وأحمد كمالي، وغيرهم.

* ترجمة الأعمال المسرحية المكتوبة.. هل تساعد على رواج المسرح العربي في الغرب؟

- للأسف، لا توجد حركة فعلية لترجمة الأعمال المسرحية المكتوبة، فمعظم ما يترجم من أعمال أدبية هي أعمال روائية، أو بعض دواوين الشعر، في حين لا يلتفت المترجمون للأعمال المسرحية.

* دخول وسائل جديدة في المسرح مثل الورش المسرحية وعنصر الهولجرام وغيرهما.. هل هي خطوة على الطريق؟

- عملية التدريب المسرحي أمر في غاية الأهمية في العملية المسرحية الجديدة، فمن أهم أهداف التدريب التخلص من الدوافع النمطية للممثل في الارتكان لقوالب وأنماط أداء غريبة عنه تجعله في النهاية مجرد مؤد ميكانيكي لانفعالات وتعابير جاهزة، وهي التي تدفعه - أيضاً - إلى الوقوع في أسر التقليد لبعض النجوم والمشاهير.

ولابد أن تعمل ورش التدريب على الارتقاء بالممثل إلى أعلى درجات اللياقة الجسمية والصوتية الممكنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"