عادي
تقرير إخباري

كبار رجال النظام المصري السابق في سجن ليمان طرة

03:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

يتجرع كبار رجال النظام المصري السابق كأس السجون التي كانت من نصيب معارضيهم قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني . ويقبع أركان نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك وابناؤه في السجن في تصفية حسابات لم يسبق لها مثيل مع الحكومة الشمولية التي أطاحت بها احتجاجات حاشدة .

وكان من المفترض أن ينضم مبارك الذي تخلى على منصبه يوم 11 فبراير/شباط إلى زمرة المعتقلين المهمين غير أن الحالة الصحية للزعيم السابق البالغ من العمر 82 عاماً لم تكن مستقرة .

وقالت سلمى الشافعي وهي مهندسة تبلغ من العمر 34 عاما إنها لم تحلم قط بهذا الأمر . وأضافت أن الإطاحة بمبارك كانت جزءا من هذا، لكن لا يوجد أحد في مصر تصور لثانية أن النظام القديم بأكمله سينتهي به الحال في السجن .

وآخر الوافدين على سجن مزرعة طرة هما جمال وعلاء مبارك نجلا الرئيس السابق واللذان نقلا الاربعاء من منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر إلى السجن . واعتقد البعض أنه كان يتم تجهيز جمال البالغ من العمر 47 عاماً وأمين السياسات السابق في الحزب الوطني الحاكم سابقا لخلافة والده في الحكم . وحرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يحكم مصر منذ تخلي مبارك عن منصبه على كسب رضا المحتجين الذين طالبوا بأن يسرع في اقتلاع رؤوس الفساد التي تنتمي لعصر الرئيس السابق . وصدر قرار بحبس مبارك نفسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهامات بالكسب غير المشروع وقتل المتظاهرين، لكنه موجود في الوقت الحالي بمستشفى شرم الشيخ الدولي . وقال التلفزيون الرسمي إن مبارك تلقى أوامر بالمثول أمام محكمة في القاهرة الأسبوع المقبل لاستجوابه .

ولقي تغير الحال ترحيبا بين من سجنوا في طرة أيام مبارك . وكان بدر محمد بدر عضو جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة أيام مبارك وكان يعتقل نشطاؤها من دون اتهامات أحد الذين أودعوا سجن مزرعة طرة عندما خاضت زوجته الانتخابات البرلمانية عام 2010 . ويوجد مع بدر في السجن الآن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الذي يلقي باللوم عليه في إصدار أوامر بسجنه . وقال بدر إنه عانى نفسيا وجسديا في السيارة التي نقلته إلى طرة . وأضاف أنه شعر بتحسن عندما علم أن العادلي نقل إلى السجن في نفس السيارة وأنه عانى بالطبع مثلما عانى هو وغيره ممن سبق أن حبسهم . ويشاهد ضباط في صورة على الإنترنت وهم يصطحبون العادلي إلى السجن .

ومن بين المعتقلين في طرة صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وكان ينظر إليه على أنه أحد أقرب مساعدي مبارك، وكذلك يقبع في طرة زكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية . ويوجد في طرة أيضا رجل الأعمال الكبير أحمد عز وهو من أقطاب صناعة الحديد والصلب ومسؤول كبير في الحزب الوطني . وألقى المحتجون المصريون باللوم على عز في تزوير الانتخابات البرلمانية عام 2010 والتي حجبت أي تمثيل للمعارضة في مجلس الشعب . وينفي عز الاتهام . وظهر عز في صور نشرتها صحف وانتشرت على الإنترنت وهو يقف بائسا وراء القضبان بعد إلقاء القبض عليه في فبراير/ شباط . كما احتجز في السجن رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف مع وزيري السياحة والاسكان السابقين .

ووضعت صحيفة (الأهرام ويكلي) التي تصدر باللغة الانجليزية عنوانا هو كيف سقط الكبار؟، وفي عنوان آخر قالت رئيس الوزراء الأسبق (أحمد) نظيف يلتقي وزراءه في سجن طرة لاجراء محادثات مهمة . وذكرت صحيفة الدستور أن فريق الوزراء ورجال الأعمال القابعين في سجن طرة شكلوا فريقا لكرة القدم وممارسة التمرينات الرياضية أثناء ما يعرف في السجن باسم ساعة التريض . وأضافت أن الفريق اختار نظيف ليكون حكم المباراة وأن أول حكومة رياضية تشكلت في الساعة الثامنة من صباح يوم الاثنين . وأصبح طرة مثارا للنكات بين المصريين . وأصبح يوصف السجن بأنه بورتو طرة في إشارة إلى سلسلة منتجعات فخمة كانت آخر حكومة في عهد مبارك تبنيها وتحمل اسم بورتو . ويقول المصريون إن الوزراء والمسؤولين اشتروا فللاً فخمة في منتجعات بينما كانت قطاعات كبيرة من الشعب المصري تكافح من أجل لقمة العيش . وقالت رجاء محمد (35 عاما) التي تعمل في التسويق إن الطريقة التي تنظر بها إلى سيناريو سجن طرة هي أنه أمر مذل للغاية وإنه يجعلها تحترم من نزلوا إلى الشوارع يوم 25 يناير . (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"