عادي

حمدوك لـ الخليج: زيارتنا ناجحة ونعمل على تأسيس شراكة استراتيجية

04:55 صباحا
قراءة 5 دقائق

حوار:سلام أبوشهاب


أكد الدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان أن زيارة الحكومة الانتقالية إلى الإمارات ناجحة ومثمرة، وأن الحكومة الانتقالية على أعتاب تأسيس شراكة استراتيجية تقوم على التفاهم في مختلف القضايا المتصلة بالشأن السوداني والمنطقة.
وقال في حوار ل«الخليج»: ورثنا تركة مثقلة، تركة 30 عاماً من برامج تمكين جماعة الإخوان المسلمين، والتي تمددت في كل أجهزة الدولة، وقد بدأنا في تفكيك تمكين جماعة الإخوان بتغيير قيادات الخدمة المدنية، وإعادة بناء خدمة مدنية معافاة وسليمة، هذا يحتاج إلى وقت.
وكشف عن أنه سيتم خلال أسبوع واحد تعيين رئيس للقضاة والنائب العام، وهو ما يفتح المجال أمام البدء بخطوات ناجحة في مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين.
وقال عبدالله حمدوك: إن ديون السودان 55 مليار دولار، ومفتاح الحل لهذه القضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
ونعمل بجهد كبير في هذا المجال، ونطمح إلى ذلك قبل نهاية العام الجاري، لأنه سيتيح إعفاء 70 إلى 80% من حجم الديون، وتالياً نص الحوار:


زيارة ناجحة


*هلا تحدثوننا عن نتائج زيارتكم إلى دولة الإمارات. وكيف تنظرون إلى نتائج الزيارة في دعم جهودكم الحالية نحو تحقيق الاستقرار في السودان؟
- الزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ناجحة ومثمرة بجميع المقاييس، وسعيد جداً بهذه الزيارة، فدولة الإمارات تربطها علاقات تاريخية مع السودان، وخلال الزيارة استقبلنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأتاحت الزيارة الفرصة لمناقشة العديد من القضايا التي من شأنها أن تعزز علاقات التعاون بين البلدين، ونحن على أعتاب تأسيس شراكة استراتيجية تقوم على التفاهم في مختلف القضايا المتصلة بالشأن السوداني والمنطقة، كما تحدثنا خلال اللقاء بكل شفافية عن أولويات الفترة الانتقالية، وقد وجدنا ولمسنا من قبل قيادة الإمارات، كل التفاهم والتقدير والفهم العميق للتغيير الذي حصل في السودان.
وخلال الزيارة أتيحت لنا الفرصة لمقابلة عدد من كبار المسؤولين في الإمارات لمناقشة مختلف القضايا وتحديداً الملفات المتصلة بالاقتصاد والعلاقات الخارجية، ووصلنا إلى اتفاقات يمكن أن تسهم كثيراً في دفع عجلة التنمية والتطور في السودان.
وأقول: إن رمزية الزيارة المشتركة لقادة المجلس السيادي ومجلس الوزراء خارج السودان إلى الإمارات والسعودية تعكس شيئاً من خصوصية العلاقة مع الأشقاء في البلدين، وتتضمن رسالة للداخل في السودان والخارج، وهي أننا نعمل بانسجام تام وشراكة نتمنى أن تعبر بالسودان إلى بر الأمان.


تركة مثقلة


*بصفتكم حكومة انتقالية، كيف تنظرون إلى معالجة التركة الثقيلة لتجذر جماعة الإخوان المسلمين في ظل سياسة الحكومة السابقة والرئيس المخلوع؟
- لنتحدث بصراحة، ورثنا تركة مثقلة، تركة 30 عاماً من برامج تمكين جماعة الإخوان المسلمين، والتي تمددت في كل أجهزة الدولة صغيرة وكبيرة وفي كل القطاعات، وقد بدأنا خطوات جادة وفي الاتجاه الصحيح في تفكيك تمكين جماعة الإخوان بتغيير قيادات الخدمة المدنية، وإعادة بناء خدمة مدنية معافاة وسليمة، وبالطبع هذا يحتاج إلى وقت، لأن هذه التركة المثقلة لن نحلها بفترة وجيزة، ولكن نحن في الاتجاه الصحيح، وهنا نشير إلى مساعدة الأشقاء في السعودية والإمارات لبناء سودان متصالح مع نفسه ومع جيرانه وبناء مؤسسات تكون محل احترام وتقدير من الشعب السوداني.


تعيين رئيس القضاء


*متى يتوقع تعيين رئيس للقضاء ونائب عام في السودان، لبدء ملاحقة الفاسدين ومكافحة الفساد، كما أكدتم خلال اللقاء مع الجالية السودانية مساء أمس الأول في أبوظبي؟
- أؤكد لك أنه خلال أسبوع واحد سيُعين رئيس القضاة والنائب العام، وهذا لن يحل المشكلة، فقد اتفقنا الأسبوع الماضي خلال اجتماع مشترك بين المجلس السيادي والحكومة الانتقالية على تعديل الوثيقة الدستورية الذي يزيل عقبات كثيرة، ويفتح المجال أمام تعيين رئيس القضاء والنائب العام، كما أن هذا التعديل سيفتح المجال أمام تعيين رئيس المحكمة الاتحادية العليا والقضاة والنواب، وهي خطوة مهمة نحو التحقيق في ملفات الفساد وملاحقة الفاسدين، باعتبار أنها خطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من الإصلاحات نحو الاستقرار في الداخل السوداني.


محاكمة الفاسدين


*تركزون في لقاءاتكم وتصريحاتكم على مكافحة الفساد باعتباره أولوية، كيف ستكافحون الفساد؟
- مكافحة الفساد تبدأ بتطبيق القانون في الداخل، وإجراء محاكمات للفاسدين، وخلق مناخ صحي لصحافة حرة لكشف الفاسدين، وسنلاحق الفاسدين في الخارج لاسترجاع المبالغ المسلوبة وإعادتها، والتي من المتوقع أن تزيد على الديون، وقد تحدثنا مع البنك الدولي والأمم المتحدة وفرنسا للمساعدة في ذلك، إلى جانب التواصل مع دول لها تجارب سابقة في هذا المجال، والتواصل مع بيوت خبرة، وهناك برنامج في البنك الدولي يعرف باسترداد المبالغ المنهوبة، وتوصلنا إلى تفاهم مع البنك الدولي في هذا المجال، وحقيقة لدينا توقعات بأسماء أفراد مرتبطين بقضايا فساد ونهب أموال سنعمل على ملاحقتهم.


قضية الديون


*ماذا بشأن ملف الديون التي تعمق الجرح السوداني، وتعيق خطط البناء والتطوير وتحقيق الاستقرار؟
- وصل حجم الديون المتراكمة على السودان إلى 55 مليار دولار، وهي ديون سيادية ومتعلقة بالمؤسسات الدولية وصندوق النقد والصناديق العربية وبنك التنمية وغيرها، وهذه القضية مفتاح الحل فيها رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ومن ثم الاستفادة من مميزات منظومة الدولة المثقلة بالديون، والتي من خلالها تعفى الدولة من جزء كبير من الديون، بحدود 70 إلى 80% من حجم الديون، ومن ثم نستطيع التوصل إلى تفاهم لجدولة ما تبقى من الديون، وللوصول لذلك ما زلنا ننادي ونحشد الدعم بمساندة الأشقاء في السعودية والإمارات والأوروبيين، ونطمح إلى رفع اسم السودان من القائمة قبل نهاية العام الجاري.


مناخ فاسد


*إلى أي مدى أسهم قراركم برفض تولي منصب وزارة المالية قبل أكثر من عام في تعميق مشكلة الديون السودانية؟
- منصب وزير المالية عرض علي قبل أكثر من عام، وبالفعل رفضته، لأنه لا يمكن أن تعمل في مناخ فاسد، ووقتها كان الدين في حدود 50 مليار، وفي ذلك الوقت لم أكن أستطيع عمل شيء أو تقديم شيء في ظل وجود مناخ فاسد، اليوم أنا لبيت نداء السودان للعودة والعمل في فترة انتقالية، وهذه الدعوة جاءت من الشعب السوداني، ولذا سنبذل قصارى جهدنا خلال المرحلة المقبلة لتحقيق إنجازات على أرض الواقع لمعالجة الكثير من القضايا.


مكافحة الإرهاب


*السودان في ظل النظام السابق كان بوابة للجماعات الإرهابية، ومنها جماعة الإخوان، إلى الدول المجاورة لتنفيذ أجندات تتركز على زعزعة الاستقرار، فكيف تتعاملون مع هذه القضية؟
- لن نسمح للأحزاب المسلحة الإرهابية باستخدام الأراضي السودانية والمرور منها إلى الدول المجاورة، فالسودان والشعب السوداني لن يكونا راعيين للإرهاب، ولن يكون السودان معبراً للإرهاب أو محتضناً له.
*الشعب السوداني الذي عانى كثيراً في الداخل، بحاجة إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، فمتى يشعر الشعب السوداني ببدء تحقيق نوع من الاستقرار؟
- عندما نتمكن من وضع حد للتصاعد المستمر في الأسعار ومحاربة التضخم، وتوفير السلع الضرورية، عندها نستعيد ثقة السوداني بنظام المصارف السودانية، ولا نستطيع القول: إن استعادة ثقة السوداني بالدولة وأجهزة الدولة سيكون في أقرب وقت، ولكن نطمح إلى تحقيق ذلك في أسرع وقت.


3 تحديات


*ما أهم ثلاثة تحديات تواجه الحكومة الانتقالية؟
- بالفعل هناك ثلاثة تحديات رئيسية تواجهنا، ومعالجتها والتغلب عليها سيحققان قفزات نحو الاستقرار، وتشمل هذه التحديات رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وإيقاف الحرب وبناء السلام، ومعالجة الأزمة الاقتصادية، ومن هنا جاءت الزيارة الأولى للحكومة الانتقالية خارج السودان إلى جنوب السودان لرمزية العلاقة، فنحن شعب واحد، وفرضت السياسة أن نعيش معاً، والتقيت خلال الزيارة قيادات الحركات المسلحة، وناقشنا قضية إحلال السلام، وهناك تطابق في معالجة جذور الأزمة، والحركات المسلحة جزء أصيل في هذه الثورة، ونستطيع معاً أن نحقق السلام في ربوع السودان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"