دبا الحصن: «الخليج»
تواصلت مساء أمس الأول فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي حيث شهد الجمهور مسرحية «أحلام أبو سلامة» لفرقة صلالة من سلطنة عمان، وهي من تأليف وإخراج عماد الشنفري، وشارك بالتمثيل فيها: عبد الله مرعي، وسارة فهمي.
وأبو سلامة رجل بسيط وحالم، يعمل «فراشاً» في إحدى المؤسسات الإدارية، ورغم فقره وعدم اكماله تعليمه إلا انه ثقف نفسه بقراءة كتب التاريخ، كما حفظ سيرة أجداده وهو يعرف كيف صدوا الاستعمار البرتغالي، وحين حملت زوجته بعد أن تقدم به العمر قليلاً راح ينتظر على أمل أن يرزق بطفل، ليحسن تنشئته وتثقيفه.
وزوجة أبو سلامة هي الأخرى بسيطة ومحدودة التعليم لكنها ساذجة أيضا، ويعتمد العمل على الحوار بينهما ليضيء على مشكلات الفساد في المؤسسات، وكذلك الصلة بين الجيران، والعلم والجهل، والاستعمار الحديث الذي يتسرب إلى المجتمعات عبر التقنية والمواد السلعية ويغير المفاهيم والاخلاقيات ويهدم البيوت والقيم.
وأشاد المتداخلون في الندوة النقدية التي أدارها خليفة الهاجري (الكويت)، بالعرض وأشار بعضهم إلى أنه بمثابة تجسيد للسهل الممتنع.
محمد حاجي (الإمارات) قال «كان عملاً بسيطاً في كل عناصره ومن هنا قوته، وأعده من العروض الملهمة في كيفية صناعة عمل مسرحي يجذب الجمهور». وقال علاوة كوسة (الجزائر): «إن العمل برغم بساطته الواضحة إلا انه كان محتشداً بالدلالات، كان مشكلاً من انساق عدة: تاريخية، وثقافية».
الحسين الشعبي (المغرب) أشاد بفريق العرض أيضا، وقال «ما أصعب أن تنجز عملاً بسيطاً كهذا، لقد كان موفقاً في معظم وجوهه، استخدم التاريخ من أجل غرض آني، وقارب المفهوم الجديد للاستعمار، وكل هذا قدمه بشكل سلس وبوعي ملحوظ».
رفيقة بنميمون (المغرب) قالت: هذا العمل يدخل في حيز السهل الممتنع، أعرف الكثير عن المجتمع العماني وحين شاهدت العرض للوهلة الأولى تساءلت عن السبب وراء وجود ممثلة مصرية، ولكن مع تقدم العرض فهمت عبر جملة حوارية لا يمكن أن انساها السبب وراء مشاركتها.. فهي في العمل للدلالة على الروابط بين المجتمعات العربية والانسانية.
دراسة تطبيقية
وشهد برنامج اليوم الرابع من المهرجان ختام فعاليات ملتقى الشارقة السابع عشر للمسرح العربي، تحت شعار المسرح والخيال. وفي الجلسة الأخيرة التي أدارها عزيز أبلاغ (المغرب)، شارك المخرج والباحث المصري جمال ياقوت بورقة حول توظيف الخيال في عروض المسرح المعاصر، واستهلها بالكلام عن مفهوم الخيال، مشيراً إلى أنه يتذكر دائماً مقولة أينشتاين «الخيال أهم من المعرفة».
وفي الختام كرم أحمد بورحيمة مدير المهرجان المشاركين في الملتقى.
