عادي
قمة «بيروت إنستيتيوت» في أبوظبي تختتم فعالياتها اليوم

نهيان بن مبارك: التسامح يحل النزاعات ويجعلنا أبطالاً

05:40 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: محمد علاء

تختتم اليوم الاثنين قمة «بيروت إنستيتيوت» في نسختها الثالثة التي جاءت بعنوان «عقد العشرينات.. ماذا نتوقع؟ كيف نستعدّ؟»، حيث بدأت أعمالها مساء أمس الأحد، في أبوظبي، بحضور الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والدكتور زكي أنور نسيبة وزير دولة، ومشاركة خبراء وسياسيين من 35 دولة حول العالم، من أجل بلورة الفرص والتحديات المرتقبة بحلول عقد الثلاثينات.
أكد الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح في كلمته بالقمة، أن منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره يواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب تعاون الجميع للتغلب عليها، وإيجاد الفرص المناسبة لنجاح وازدهار المجتمعات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وأضاف: «أنا من أشد المؤمنين بأن التسامح سيمكّن الجميع من التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل وحل النزاعات والخلافات السياسية، وسيجعلنا أبطالاً لحقوق الإنسان».
وناقشت الجلسة الأولى للقمة موضوع مستقبل الخليج من التصعيد إلى الأمن البحري، أدارتها الإعلامية فضيلة السويسي وشارك فيها الأمير تركي الفيصل عضو مجلس الإدارة في «بيروت إنستيتيوت»، رئيس مجلس إدارة مركز مؤسسة الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، والدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، والسفير روبرت بلاكويل زميل هنري كسنجر ومستشار في العلاقات الخارجية، والدكتورة مي شدياق وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في لبنان، وأندري فيدروف رئيس صندوق الأبحاث والسياسة والاستشارات، والدكتور محمود سريوغلام أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية بطهران.
وقال الأمير تركي الفيصل في بداية الجلسة: «إذا كانت إيران تريد أن تلعب دور بنّاء في المنطقة يجب أن تتبع سياسات بناءة». وأضاف: «الدولة العميقة في إيران مشكلة تواجهنا وتواجه كل الدول، والرئيس الإيراني دائماً يعبر عن عدائه السافر للمملكة العربية السعودية، ويطالب بقلب النظام فيها، كيف نتواصل مع شخص يتمنى لك الزوال؟».
وأكمل: «في اجتماع سابق لمجلس التعاون الخليجي أرسلنا للقيادة الإيرانية كيفية التواصل معها لنزع فتيل الاختلافات بين إيران والخليج، ولم نتلق أي رد إيجابي».
وأشار الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى أن «دول مجلس التعاون كانت صريحة مع إيران طوال الوقت، لكن إيران تصر على تصدير الثورة.. دستورها ينص على ذلك، ونحن نريد أن نعيش بسلام، دول مجلس التعاون تمد اليد لإيران ولديها فرصة لإعادة النظر في الملف النووي وفي ترسانتها الصاروخية».
وقالت مي شدياق: «إيران لا تبحث عن فرص وتستخدم أدواتها في المنطقة لتصل إلى ما تريده، واستطاعت أن تمد أخطبوطها في لبنان وأداتها الأقوى «حزب الله» الذي يبذل المستحيل لكي يسيطر على مكونات البلد».
ونبّه بلاك وويل، إلى أن الحرب تحدث عندما تفشل الدبلوماسية، وقال: «في هذا الجزء من العالم ليس هناك كثير من الدبلوماسية، إلا أن دول الخليج تقدم مثالاً للاستقرار في الشرق الأوسط».
وقال أندري فيدروف: «أنْ ننظم مباراة شطرنج، فذلك أسهل من حل مشاكل منطقة الخليج، مشاكل الخليج معقدة جداً وخلال اللقاء الأخير بين الرئيس الإيراني وبوتين أظهر روحاني أنه ليس على استعداد لسماع صوت روسيا».
ورأى محمود سريوغلام أن «إيران عليها أن تمر بمرحلة تطور، ونكثف خلالها خطوط التواصل، وعلى الدول العربية أن تحرص على الوصول أكثر إلى عمق المجتمع الإيراني».
وتناولت منى صليبة مقدمة برامج في قناة «إم تي في» الأوضاع العربية الراهنة، قائلة: «45% من العالم العربي يعانون الهجمات الإرهابية، والتعليم يدحر الإرهاب، ويجب وقف حروب الآخرين على أراضينا».
وقالت سميرة رجب المبعوثة الخاصة للديوان الملكي البحريني: «إن الفقر والنزوح يؤثران في المرأة العربية في المقام الأول، والتي عانت تجاهل حقوقها بسبب التوترات والنزاعات والحروب». وفي الجلسة الثانية من القمة ناقش المتحدثون أسباب تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
وقال هوشيار زيباري وزير المالية والخارجية العراقي الأسبق: «أعتقد أن الدور الأمريكي تراجع في المنطقة والعالم، وهذا يعطي إشارة سلبية لكل خصوم الولايات المتحدة، لكنني أعتقد أن دورها مهم».

عمرو موسى: التفاهم العربي للرد على إيران

وقال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن العرب يجب أن يكون لهم موقف من إيران يأتي بالتفاهم فيما بينهم؛ لأن الاعتماد على الخارج أمر ظهرت نتيجته بالفشل، مضيفاً أن الحكمة تعلمك أن ما حك جلدك مثل ظفرك، وأما غير ذلك فلن يحدث، ويجب التفاهم في ما يتعلق بعدد من القضايا مثل القضية السورية والإيرانية والفلسطينية.

زكي نسيبة: علينا إيجاد حلول سلمية

وقال الدكتور زكي أنور نسيبة وزير دولة، خلال قمة بيروت انستيتيوت، إنه يجب تعاضد جهود جميع الدول لضمان استقرارها وأمنها، وإيجاد الحلول السلمية، وعلينا دائماً أن نتكلم بلغة التفاهم بدلاً من الدخول في النزاعات والصراعات، وإبقاء باب الحوار مفتوحاً، مع الإصرار على تعامل المجتمع الدولي بشكل جماعي من أجل ردع أي محاولات للعبث بأمن واستقرار المنطقة.

حنان عشراوي: أمريكا تتبنى «الانعزالية»

قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: «إن الولايات المتحدة كانت تصبو في الماضي لأن تكون قوة كونية، ولكن الآن تخلت عن دورها القيادي وتبنّت نوعاً من الانعزالية وتقويض العمل الجماعي». وفي تصريحات خاصة ل«الخليج» أكدت عشراوي أنه من المفارقات أن الأمن الفلسطيني ملزم بالتنسيق الأمني مع الجانب «الإسرائيلي» وفقاً لاتفاقيات أوسلو، بينما الأخيرة تنكرت لجميع الاتفاقيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"