عادي
خلال محاضرة في مركز «ابن حويرب للدراسات»

أحمد عبيد: تراث الإمارات يوثق تاريخ الإنسان

04:16 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: «الخليج»

أكد المؤرخ والباحث جمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي أن توثيق التراث الإماراتي واجب وطني يحتم على كل باحث توخي الدقة والموضوعية. وأن أحمد محمد عبيد، يتميز بالدقة في أبحاثه، والحرص على جمع ما أهمله التاريخ، وهو باحث وكاتب وشاعر، يعنى بالأدب واللهجات والتراث، إضافة إلى قضايا البحث والنشر. صدر له أكثر من 58 كتاباً.
جاء ذلك في جلسة تراثية شيقة استهل بها مركز جمال بن حويرب للدراسات موسمه الثقافي الجديد، استعرض خلالها أحمد عبيد، دور اللهجة المحكية الإماراتية في إثراء اللغة العربية قائلاً: إن اللهجات في الإمارات امتداد للهجات عريقة قديمة، كانت تتحدث بها قبائل المنطقة، وبخاصة القبائل الرئيسية الثلاث، الأزد، عبد قيس، وقبيلة تميم.
حضر الجلسة الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم، سعيد النابودة، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي بالإنابة، رشاد بوخش رئيس مجلس إدارة جمعية التراث العمراني في الإمارات، الدكتورة مريم سالم بيشك أستاذة اللغة العربية في جامعة الإمارات سابقاً، الدكتورة أحلام الزهاوي أستاذة اللغة العربية في جامعة الإمارات والكاتب والأديب محمد صالح بداه، وجمع من الإعلاميين والمهتمين. تحدث أحمد عبيد عن بيئات اللهجة الإماراتية، التي تتوزع إلى أكثر من 10 بيئات لهجية، وتميز كل لهجة عن أخرى، ولفت إلى أن مصادر اللهجة هي الحديث المنطوق بين الناس، والأمثال الشعبية والأشعار، والمصدر الأدبي بصورة عامة.
وأكد أحمد عبيد أن مشروعه البحثي حول التراث الإماراتي ينطلق من شعور وطني وإنساني بضرورة استعادة هذا التراث ومفرداته، وحفظها من الضياع والاندثار، فهذا التراث يحمل قيماً إنسانية كبيرة توثق تاريخ الإنسان وحضوره في هذه المنطقة الجغرافية، والظروف التي عاشها وقدم فيها إنتاجه الاقتصادي والفكري والثقافي، ودون معرفة هذا السياق التاريخي سيفقد الإنسان الإماراتي جزءاً مهماً وأساسياً من تكوينه النفسي والحضاري.
وعن كتابه «دراسات في لهجات الإمارات»، أكد عبيد أن دراسة اللهجات الإماراتية، واجب وطني لابد من النهوض به وتوفير أقصى درجات المتابعة والاستقصاء والبحث والتحليل حوله.
وأضاف: لقد قدمتُ في هذه الدراسة مجموعة البحوث المتعلقة باللهجات المحلية، والظواهر المتعلقة بهذه اللهجات، كما حاولت إيجاد معجم للحقول الدلالية في الإمارات التي ارتبطت بطبيعية المكان أو العيش، كحقل البحر، والزراعة، وطبيعة الأرض، وكل حقل منها يحمل في طياته عشرات الألفاظ التي لم تعد تستعمل الآن.
تحدث المحاضر عن الرقعة الجغرافية المتسعة في الإمارات بين الساحل الشرقي والغربي المترامي الأطراف، قائلاً: إن ذلك خلق تبايناً واتساعاً في اللهجات، ربما كانت له أصول سابقة في القبائل التي سكنت هذه المنطقة في الجاهلية، والفترات الإسلامية التالية، كقبائل الأزد وعبد القيس وتميم وغيرها. ولعل هذه الكلمات والمفردات صدى لتلك اللهجات التي لايزال أناس ينطقون مفرداتها مع قليل من التحريف الذي اقتضاه التطور اللغوي للهجات. وقال «تتعدد أدوات الاستفهام لدى كل من الساحلين الشرقي والغربي، حيث نجد أدوات لا تستعمل إلاّ في منطقة معينة، كذلك نجد أدوات لا تتداول إلاّ لدى قبائل معينة ربما تنتمي إلى أصل واحد. كذلك قد نجد كلمات لم ترد لدى العرب قديماً، ولكنها، ذات أصول فصيحة لم يتمكن العلماء من تسجيلها في الأزمان القديمة، لكنها بقيت حاضرة في لهجات سكان الجبال والصحارى والقرى الساحلية.
وبين المحاضر أن إمارة رأس الخيمة وحدها، تضم ثلاث لهجات مختلفة. وكلباء في الشارقة ومع صغر مساحتها، تشتمل على لهجتين. ولم يغفل الباحث الإشارة إلى أن هناك إبدالاً للأحرف في اللهجة الإماراتية، ويفعل كل ذلك حسب لهجة منطقته.
وتطرق أحمد عبيد للظواهر الصوتية الخاصة بالكلمة المنطوقة من حيث مواضع الحروف في الكلمة، وطريقة نطقها وحذفها وزيادتها وقلبها وإبدالها. وتحدث عن مشروع كتاب يعد له بعنوان «معجم الألفاظ الزراعية» وطالب بتبني مشروع إنشاء أبجدية صوتية للهجة الإماراتية، لتعلم النطق الصحيح لأحرفها.
وعن كتابه «النخلة في دولة الإمارات: مقدمة تاريخية تراثية لغوية»، قال: «إن النخلة رمز كبير وجزء لا يجزأ من التاريخ الحضاري للإمارات، وفي هذا المشروع حاولت التطرق إلى العديد من الجوانب التراثية التي تستحق التوثيق والوقوف عندها وتأصيل هذا الموروث».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"