عادي

«كليفلاند» تستأصل ورماً من رئة مواطن بجراحة متطورة

01:58 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: سلام أبوشهاب

نجح الأطباء في مستشفى كليفلاند كلينك في أبوظبي الذي تشرف عليه مبادلة للرعاية الصحية في إجراء عملية جراحية ناجحة بتقنية متطورة تعتبر الأولى من نوعها في الإمارات وفي منطقة الشرق الأوسط لمريض مواطن في الأربعينات من العمر ويعاني ورماً في الرئة، وتم خلالها استخدام نظام روبوتي متطور ومتقدم جداً لا يتوفر إلا في مركزين اثنين فقط على مستوى العالم.
أجريت العملية وفق تقنيات عالية جداً وباستخدام أحدث الابتكارات الطبية التي تم توظيفها من قبل مبادلة للرعاية الصحية بالتعاون مع كليفلاند كلينك اوهايو في أمريكا لتوفير أفضل الخدمات الصحية للمرضى من خلال مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي تسهيلاً على المرضى في الإمارات والمنطقة في الحصول على أفضل الخدمات الصحية التخصصية دون الحاجة للسفر إلى المراكز الطبية العالمية بحثاً عن العلاج.
وقال الدكتور رضا سويلاماس استشاري جراحة الصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك في أبوظبي الذي أجرى الجراحة بنجاح أن المريض راجع المستشفى ويعاني آلاماً في منطقة الصدر وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة أشارت النتائج إلى وجود ورم في منطقة الرئة.
وأضاف ل «الخليج» تقرر إخضاع المريض لتقنية جديدة ومتطورة وهي من الابتكارات الطبية الحديثة على المستوى العالمي تتمثل في جراحة الصدر الموجهة بالفيديو «VATS» وباستخدام روبوت متطور، وتم خلالها تصوير المريض باستخدام جهاز أشعة مقطعي ثلاثي الأبعاد داخل غرفة العمليات، ساعد في تحديد منطقة الورم، وقبل موعد العملية بيوم وباستخدام تقنية الليزر تم إدخال أبرة إلى منطقة الورم في الرئة لتحديد المنطقة التي يوجد فيها الورم ما ساعد الطبيب المعالج في تحديد تفاصيل ومتطلبات استئصال الورم.
وأوضح الدكتور رضا في اليوم التالي، حيث موعد إجراء العملية تم إجراء شق جراحي بطول 3 سنتيمترات فقط في منطقة البطن المقابلة للرئة المصابة، ومن ثم الوصول إلى منطقة الورم في الرئة باستخدام كاميرا دقيقة جداً، وتم بنجاح استئصال الورم الذي وصل حجمه إلى 54 سنتيمتراً مكعباً، وتم استخدام آلة متطورة لتدبيس المنطقة التي استئصل منها الورم، واستغرقت العملية ساعة ونصف الساعة، وبعد ذلك مكث المريض ثلاثة أيام ثم غادر المستشفى.
وأشار إلى أن التعامل التقليدي مع هذه الحالات في مختلف المنشآت الصحية يتم بإخضاع المريض لصور تشخيصية من جهاز الأشعة المقطعية، وبعد عدة أيام وأحيانا أسبوع أو أكثر وفي حال وجود ورم تؤخذ عينة من الورم وترسل إلى المختبر لتحديد إن كان حميداً أو خبيثاً، وبعد عدة أسابيع توضع خطة علاجية للتعامل مع الورم، وهذه المراحل أحيانا تستغرق شهراً ويتطلب من المريض مراجعة المستشفى عدة مرات ودخول المستشفى عدة مرات وأحياناً المكوث في المستشفى عدة أيام في كل مرة ما يزيد من معاناة المريض.
وأكد أنه مع توفير التقنية المتطورة في مستشفى كليفلاند كلينك في أبوظبي والتي تتضمن تجهيز غرفة عمليات على أعلى المستويات مزودة بجهاز أشعة مقطعية متطور ثلاثي الأبعاد وربوت متطور، إلى جانب توفر الكفاءات الطبية ذات الخبرات الطبية العالمية الواسعة أصبح بالإمكان اختصار مراحل تشخيص وجراحة واستئصال أورام الرئة إلى 48 أو 72 ساعة فقط بعد أن كانت تستغرق في السابق عدة أسابيع.
وأوضح أن تطبيق هذه التقنية وبنجاح للمرة الأولى في الإمارات وفي منطقة الشرق الأوسط يوفر الكثير من وقت وجهد المرضى ومعاناتهم إلى جانب تخفيف الضغط على المنشآت الصحية بحيث يتم تقليل فترة وجود المريض في المستشفى.

التدخل الجراحي

ويعد كليفلاند كلينك أبوظبي المستشفى الوحيد في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط الذي يوفر أساليب التعامل مع حالات أورام الرئة بالحد الأدنى من التدخل الجراحي من خلال غرف عمليات مجهّزة بأحدث أجهزة التصوير المتطورة، ويُسمى هذا الإجراء بالجراحة التصويرية الموجّهة بالفيديو، وهو إجراء يتم بأدنى تدخل جراحي مقارنة بعملية بضع الصدر بغرض استئصال العُقيدات الرئوية ذات الأثر المدمر على خلايا الرئة، ويتم في هذه العملية المبتكرة استخدام نظام روبوتي متقدم، حيث تجمع بين كلٍ من الجراحة باستخدام منظار القفص الصدري والتصوير الآني بالأشعة بهدف إزالة عُقيدات الرئة المشتبه بإصابتها بالأورام السرطانية، وبمجرد استئصال العُقيدة تخضع للفحص في المعمل مباشرة لتحديد إن كانت سرطانية أو حميدة، وتكمن أهمية هذه التقنية في أنها تقلّص مدة تحديد وإزالة الورم في الرئة إلى ساعتين فقط، والتي عادة ما كانت تستغرق شهراً بدءاً من مرحلة التصوير مروراً بأخذ عينة والفحص في المختبر ثم استئصال الورم.

شغل مناصب عدة

الدكتور رضا الذي شرح ل «الخليج» من داخل غرفة العمليات الروبوتية المتطورة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي شغل عدة مناصب في مستشفيات في أوروبا وعمل كطبيب أخصائي في قسم جراحة الصدر في مستشفى إيراسموس في بروكسيل، بلجيكيا، وكان سابقاً مديراً لبرنامج زرع الرئة للتليف الكيسي في مستشفى يوروبيان جورج بومبيدو في باريس، فرنسا.
وسافر الدكتور رضا وهو من أصول جزائرية والحاصل على شهادة الطب في العام 1986 من كلية الطب في جامعة الجزائر، إلى أمريكا في العام 2009 وعمل أستاذاً زائرا في قسمي جراحة الصدر وزرع الرئة في مستشفى كولومبيا الجامعي في مدينة نيويورك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"