عادي
افتتاح مؤتمر "ديربان 2" في أجواء مشحونة

بان كي مون يعتبر معاداة الإسلام شكلاً للعنصرية ونجاد يهاجم "النظام الصهيوني الوحشي" والأوروبيون يقاطعون كلمته

04:00 صباحا
قراءة 4 دقائق

افتتح السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس مؤتمر مكافحة العنصرية ديربان 2 في جنيف بكلمة عبر فيها عن خيبة أمله الكبيرة لمقاطعة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أعمال المؤتمر، وسعى إلى التعبير عن موقف متوازن قائلاً ان معاداة الإسلام هي شكل من أشكال العنصرية مثلها مثل معاداة السامية.

وبدا واضحاً ان السكرتير العام كان يسعى إلى تهدئة الأجواء المشحونة بسبب الجدل حول الصهيونية والعنصرية.

ولكن الوضع تفجر عندما تحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام المؤتمر ليقول إن الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية تذرعوا بمعاناة اليهود ليقيموا في فلسطين حكومة عنصرية، واصفاً إسرائيل بأنها النظام العنصري الأكثر وحشية وقمعاً.

وبينما قوبلت كلمة نجاد بتصفيق العديد من الدول، فإن عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين نهضوا وانسحبوا من قاعة المؤتمر حتى انتهى نجاد من القاء كلمته.

وكانت الأجواء متوترة أصلاً، حيث سعت الدول الغربية إلى التشكيك في فعالية المؤتمر بحجة ان الدول الإسلامية والعربية تريد اتهام إسرائيل بالعنصرية.

ولدى افتتاح المؤتمر، كانت الدول التي قاطعت المؤتمر هي: الولايات المتحدة، وإسرائيل، وكندا وايطاليا وألمانيا وهولندا وبولندا واستراليا ونيوزيلندا.

وقد أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي عن أسفها لقرار الولايات المتحدة مقاطعة المؤتمر، قائلة انها تشعر ب الصدمة وخيبة الأمل العميقة. في المقابل، أعربت بيلاي عن امتنانها لوفد فلسطين ولمنظمة المؤتمر الاسلامي للمرونة التي أبدياها بشأن صياغة البيان الختامي للمؤتمر بهدف توفير الاجماع تأييداً للبيان.

وبدوره، عبر السكرتير العام بان كي مون عن خيبة أمل كبيرة، ان بعض الدول التي يجدر بها المساعدة على شق طريق إلى مستقبل أفضل غائبة.

وكانت هذه اشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

وقال بان كي مون في كلمته: خارج هذه الجدران، تعارضت مجموعات مصالح من انتماءات سياسية وعقائدية عديدة في أجواء من الحدة. يجدر بها أيضاً ان تكون معنا وأن تتكلم.

ودعا بان إلى ادراج مؤتمر ديربان - 2 تحت شعار عهد جديد من التعددية، معرباً عن الأمل في أن يتسم هذا المؤتمر بقدر أقل من المواجهة والمزيد من الحوار بقدر أقل من الايديولوجيا والمزيد من التفاهم.

وهذه مقارنة ضمنية مع مؤتمر ديربان - 1 الذي عقد في جنوب إفريقيا عام ،2001 والذي سادته البلبلة والجدل حول موضوع إسرائيل والعنصرية.

وفي كلمته، أعرب بان كي مون عن أسفه لاستمرار العنصرية حتى الآن، وحذر من أنه لا مجتمع محصناً ضد العنصرية، غنياً كان أم فقيراً.

وقال ان العنصرية يمكن ممارستها على مستوى نظام، وهو ما تذكرنا به المحرقة باستمرار. كما يمكن التعبير عنها بشكل غير رسمي كمعاداة السامية على سبيل المثال أو معاداة الاسلام في الفترة الأخيرة.

وحذر السكرتير العام أيضاً من أن الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية يمكن أن تغذي عدم التسامح، وقال انه يجب الآن العمل من أجل استئصال العنصرية. وقال: العنصرية بكل بساطة هي إنكار لحقوق الإنسان.

وقد افتتح بان كي مون المؤتمر في جلسة صباحية، ثم استؤنفت أعمال المؤتمر بعد الظهر بكلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وركز نجاد في كلمته على الكيان الصهيوني وعنصريته، قائلاً انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) إلى القوة العسكرية لانتزاع أراض من أمة برمتها، تحت ذريعة معاناة اليهود. وأضاف ارسلوا مهاجرين من أوروبا، والولايات المتحدة، ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة.

ومضى يقول وفي الواقع، وتعويضاً عن النتائج المأساوية للعنصرية في أوروبا، ساعدوا على اقامة النظام العنصري الأكثر وحشية وقمعاً في فلسطين.

وقال نجاد أيضاً ان كلمة الصهيونية تجسد عنصرية تلجأ بصورة زائفة إلى الدين وإلى استغلال المشاعر الدينية من أجل اخفاء وجوههم الحاقدة والبشعة.

وأثناء القاء نجاد كلمته، سادت بلبلة قاعة المؤتمر، حيث انسحب عشرات الدبلوماسيين الذين يمثلون دول الاتحاد الأوروبي، فيما كان العديد من المندوبين الآخرين يصفقون لنجاد.

وبعد انتهاء جلسة بعد الظهر، تحدث بان كي مون في مؤتمر صحافي، فأعرب عن الأسف لكلام نجاد عن إسرائيل، وقال اني آسف لاستخدام هذا الموضوع من جانب الرئيس الإيراني بهدف توجيه الاتهام والتسبب بالانقسام وحتى الاستفزاز.

وتابع الأمين العام انه لمن المؤسف تماماً ألا تلقى دعوتي إلى الرئيس الإيراني للتطلع نحو مستقبل موحد آذاناً صاغية لديه. ورأى في كلام الرئيس الإيراني تعارضاً مع أهداف هذا المؤتمر.

من جهته، تحدث نجاد في مؤتمر صحافي منفصل، وصف فيه مقاطعة بعض الدول الغربية للمؤتمر بانها خطوة أنانية ومتغطرسة.

وقال من وجهة نظرنا، (المقاطعة) تعني الغطرسة والأنانية وهما عاملان وراء مشاكل العالم.

وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي إلى ابداء الحزم الشديد حيال كلمة نجاد، التي وصفها بأنها دعوة إلى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها.

واعتبر ساركوزي في بيان ان الرئيس الإيراني ضرب عرض الحائط بالقيم التي يتضمنها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضاف بيان الرئاسة ان ساركوزي الذي سبق ان رفض أقوالاً غير مقبولة للرئيس الإيراني في ظروف أخرى، يدين تماماً خطاب الكراهية هذا. ودعا ساركوزي الاتحاد الأوروبي إلى رد فعل شديد الحزم. من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه من المستحيل تقديم أي تنازل حيال تصريحات أحمدي نجاد المناهضة ل إسرائيل. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"