عادي
افتتاح «آسبن أبوظبي منتدى الأفكار»

لبنى القاسمي: التسامح جزء من معادلة الإمارات الاقتصادية

04:17 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي:رند حوشان

أكدت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، أن القيم عامل مشترك بين الأديان، وأن الإمارات لديها برنامج قومي للتسامح، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، تمثل 200 نوع من الثقافة، و«أن الدين أصبح مسيّساً»، موضحة أن هناك أموراً ليست من الدين بل متعلقة بتصرفات أشخاص وثقافتهم. في المقابل هناك أمثلة كثيرة وجيدة، منها، مركز «هداية» لمحاربة التطرف الذي أسس داخل الدولة، ولكنه يتعاون مع مؤسسات كثيرة خارجها، وكذلك مركز «صواب» وهو اتفاق بين حكومة الإمارات وحكومة الولايات المتحدة، لدحض أي معلومات مغلوطة على التواصل الاجتماعي، كما أن هناك البرنامج الوطني للتسامح الذي يدخل في جوهره تحصين الشباب.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات «آسبن أبوظبي منتدى الأفكار 2017»، الملتقى العالمي الذي يستقطب نخبة من أهم المفكرين، والمبدعين، وصنّاع القرار، صباح أمس السبت، الذي تنظمه شركة «تمكين» ومعهد «آسبن» في جامعة نيويورك أبوظبي على مدار يومين، بمشاركة الشيخة لبنى القاسمي، وتوني بلير، رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، وخلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للتنمية، وريما المقرب، المديرة التنفيذية لوحدة الشؤون الاستراتيجية بجهاز الشؤون التنفيذية بإمارة أبوظبي، وغيرهم من المتحدثين.
وأضافت القاسمي، أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقول «لديكم مسؤولية وعلينا أن نحافظ على هذا الإرث». لافتة إلى أن العقد الأول في بناء الدولة ركّز على التعليم والبنية التحتية، فيما تطلب التنوع الاقتصادي توفير الأمن وحرية العقيدة والأديان، وأن المقيمين في الإمارات يعيشون بيننا كشركاء يشكلون المستقبل ويسهمون في نموّ المجتمع، وأن التسامح جزء من المعادلة الاقتصادية للدولة.
وأوضحت، «عندما تسلّمت الوزارة كان الهدف الأول هو المحافظة على مكون التسامح المعروف بيننا في مجتمع الإمارات، ولدينا 7 مبادرات للتسامح». مضيفةً «تولّدت أهمية الإرشاد للأبناء والحفاظ على قيمنا وعادتنا والتركيز على غرس القيم والمبادئ السمحة للإسلام ومجتمعنا في المدارس والجامعات»، وأن التركيز على المستقبل والاعتماد على الشباب، لافتة إلى أن الوزارة تتعاون مع المراكز المتخصصة في المناصحة، كما بدأت الاعتماد على العائلة لإيصال المفاهيم الأساسية للتسامح.
وأضافت «نعطي في الإمارات الفرصة للبحث عن الوظائف المناسبة والتفكير والإبداع وخلق مساواة بين مختلف المناطق، وأبرز مثال على ذلك؛ مصنع «ستراتا» في العين و 70% من مهندسيه من النساء».
وأشار توني بلير، إلى أن دعم الإجراءات الحمائية سيؤدي إلى خسائر، وأن نجاح دونالد ترامب والخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، دلائل على تصاعد الشعبوية، قائلاً: «هناك مشكلة في اختطاف الدين الإسلامي، عبر مجموعة متطرفة لا علاقة لها بالدين، والحديث عن الأيديولوجية الإسلامية بأنها متطرفة نوع من التعميم الخاطئ، وعندما نترك للمتأسلمين تعريف الإسلام تحدث المشكلة».
ولفت، إلى أن القيادة المنفتحة وتوسيع الفرص للجميع، من القيادة الإماراتية، أحد المحاور الرئيسية لنجاح التجربة الإماراتية، إلى جانب أن الإبداع والابتكار له مزاياه في تقديم الخدمات بشكل أفضل، لكنه سيؤدي إلى خفض الوظائف ونحن بحاجة إلى مساعدة المتضررين من خلال تغيير البنية التحتية وإكسابهم المهارات، قائلاً: «التطور والتغيير المواصفات الأساسية للعالم الآن».
ولفت، إلى أن وسيلة النقل «الهايبر لوب» لها مزايا عدّة لكنها ستؤثر في فرص العمل وستزيح كثيراً من الوظائف، ما يتطلب وضع برامج تأهيل حماية العاملين وهو من أبرز التحديات التي تواجه العالم الآن والسؤال الملح يتركز في كيفية مساعدة الناس في التعامل مع التكنولوجيا، فالحكومات تستطيع تضييق حركة تقدم العولمة أو تسريعها، لكنها لا تستطيع إيقافها فالشعوب هي التي تدفعها وبقوة.
واختتم بلير، «إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قوة مدمرة، حيث تعمل جماعات منفصلة، فضلاً عن ظاهرة الأخبار الزائفة، وهناك الكثير من الصعوبات لتدقيق تلك الأخبار، كما أصحبت وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في الأحزاب السياسية وتدعم الاستيلاء عليها».
وتساءل خلدون المبارك، خلال مداخلة له مع بلير، عن مستقبل حزب العمال خلال المرحلة المقبلة، فردّ بأن على الحزب أن يتعافى، حيث هناك ثقافتان في السياسة الأوروبية، إحداهما سياسة التظاهر والثاني سياسة الحكم، موضحاً أن سياسة التظاهر هي حاملو الرايات والآخرون من يتخذون القرارات.
وتناول المنتدى فوز دونالد ترامب والخروج البريطاني وصعود اليمين المتطرف والعلاقات الأمريكية - الصينية، وأن الصدام مع الصين من أسوأ النتائج التي يمكن تقديمها للإدارة الأمريكية، وأن الاقتصاد الدولي يتوقف على العلاقة بين الصين وأمريكا، كما شكلت قضية المهاجرين محوراً رئيسياً في التحديات التي تواجه الاقتصاد والسياسة العالمية وخاصة في أوروبا وإشكالية دمجهم في المجتمعات الأوروبية، وارتباط قضيتهم بمزيد من تصاعد الشعبوية.

وقدمت ريما المقرب، تعريفاً بالمنتدى الذي يركز على الإبداع والابتكار ويهدف إلى الإضاءة على التحديات الكبيرة والمعقدة التي تتطلب حلولاً وأفعالاً استراتيجية على المدى البعيد، عبر سلسلة من النقاشات حول التطورات الاجتماعية والعلمية والتقنية التي سترسم ملامح المستقبل.

وتنفذ شركة «تمكين» التابعة لحكومة أبوظبي، مشروعات تساعد على تحقيق رؤيتها التي تهدف إلى خلق اقتصاد قائم على التنويع والمعرفة، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، بُغية إثراء المحيط الاجتماعي والثقافي والتعليمي لتلبية أهداف رؤية أبوظبي 2030.

وقدم والتر إيزاكسون، رئيس معهد آسبن ومديره التنفيذي، تعريفاً عن المنتدى والمعهد، مشيراً إلى أنه منظمة مختصة بالدراسات التعليمية والسياسية اكتسبت شهرة واسعة لجمعها بين قادة الفكر الحيادي والمتنوع، فضلاً عن مبدعين، وعلماء وأعضاء من عامة الناس للإسهام في حل بعض من أكثر مشكلات العالم تعقيداً.
واستعرض التباينات خلال الثلاثين عاماً الماضية، حيث شهدت نمواً اقتصادياً لافتاً، ولكن مع كساد واضح في الأجور الفعلية بالنسبة للطبقة الوسطى والعاملة، كما شهدت تقدماً في التكنولوجيا ولكن تعاظماً كبيراً في عدم المساواة في الأجور.
وقال جين راتشمان، كبير معلقي الشؤون الخارجية في صحيفة «فاينانشال تايمز»، هناك جهود لتشكيل نظام سياسي مختلف وعلى الولايات المتحدة أن تفكر في طريقة تعاملها مع العالم، ومغادرة المملكة المتحدة ضربة للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الحديث عن مغادرة فرنسا ودول أخرى للاتحاد، لافتاً إلى أن التجارة المفتوحة خلقت الطبقة الوسطى في آسيا وأضعفت الطبقة نفسها في أمريكا، كما عرّج على كتاب مجموعة أفكار الحكماء وتشكيل نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأشار نيال فيرغسون، المؤسس والمدير العام لشركة غرين مانتل، إلى أن الصدام الأمريكي مع الصين نتائجه كارثية، متوقعاً عقد قمة بين الرئيسين الصيني والأمريكي خلال العام الحالي، ستشهد اتفاقات داعمة للتعاون بين البلدين، مشيراً إلى أن مصير الاقتصاد العالمي يتوقف على العلاقات بين الصين وأمريكا.
واستعرض، آخر كتبه بعنوان «كيسنجر 1923-1968»، الوضع الأمريكي حالياً وخلال فترة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والمفاهيم المغلوطة، بشأن الشعبوية، قائلاً: «إن أسوأ خطأ يمكن أن يقع فيه المحللون السياسيون يتمثل في خلط الشعبوية بالنازية والفاشية، حيث إن الفاشية ترتبط بالحرب والزي العسكري وقلب النظام الدستوري، بينما تعد الشعبوية ردة فعل ضد الهجرة وتدفق رأس المال الحر وتداعيات العولمة».
كما تناول أجندة ترامب، مؤكداً أن سياسته الخارجية ستكون مختلفة، وأن ال 200 يوم القادمة ستحدد مدى نجاح سياسته الداخلية وقدرته على مواجهة العوائق، ومنها تباطؤ نمو الاقتصاد والمقدّر من جانب النقد الدولي بنحو 2.3%، واعتزام الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة والحمائية التجارية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"