عادي
اعتبر فيلمه "العزلة" من أهم أعماله

حسن الشاعر: استعدت نجاح ربع قرن

01:34 صباحا
قراءة دقيقتين

اعتبر الفنان حسن الشاعر فيلمه الأخير العزلة من أهم وأصعب تجاربه المهنية وأنه أعاده وفق شخصية مركبة وثرية نادرة إلى نجاح وبريق دوره في مسلسل الثغرة عام 1987 .

ارتكز العمل الذي أخرجه برهان سعادة في مدة تناهز ساعة على قصة للكاتبة السودانية صباح سنهوري حملت الاسم ذاته تدور وفق الرؤية الفيلمية حول مجند عربي سابق يكتشف فور استيقاظه أنه وحيد في منطقة صحراوية معزولة على الحدود ويدخل في حوار مرتبك مع ذاته يظهر تكبّده كنموذج عن آخرين هزائم ونكبات تعمّقت في الأمّة ويتوّهم تلقيه مكالمات هاتفية من شخصيات عليا تكتفي بإملاء تعليمات متناقضة حتى يذهب وفق توتر طاغ ونوبات شبه هستيرية تمزج بين البكاء والضحك الصارخ إلى تداول تداعيات الربيع السياسي قبل عودته إلى سريره الخشبي في إشارة إلى قبره الأبدي .

وعقب ندوة حضرها أهل اختصاص في المركز الثقافي الملكي اشتملت على انتقادات وإشادات حول العمل بعد عرضه على هامش مهرجان الفيلم الأردني الأول قال الشاعر لالخليج: عشت فترة مرهقة للغاية أثناء تحضير وتنفيذ الفيلم لأنه يرتكز على مشاعر وردود فعل متناقضة جعلتني أقدّم نحو 15 شخصية منفصلة ضمن شخصية واحدة تمحورت عليها القصة كاملة وكانت المخاطرة الرئيسية تكمن في المحافظة على الإيقاع الذي يشد الجمهور من دون هبوط يقود إلى ضياع كل شيء .

وأضاف: لقد استنزفني العمل من حيث الجهد والحالة النفسية والحرص على درجة التفاعل المطلوبة همساً وصراخاً مع الذات لاسيما أن التنفيذ في منطقة جرداء تزامن مع تصوير مشاهد في المسلسل البدوي توم الغرة الذي عرض في رمضان الماضي .

ولفت الشاعر إلى أخذ فحوى القصة الرئيسية وطرحها في صيغة مختلفة وفق رؤية سينمائية حملت إسقاطات وحوارات حول المواطن العربي المسحوق والمدفون في أحلامه والحزين على تشرذم أوصاله وفق تفاصيل عالجها بنفسه بحيث خرجت بعض الكلمات بصورة تلقائية انطلاقاً من أحاسيس وآلام معنوية صاحبت الشخصية .

وأقرّ الشاعر بأن بعض المشاهد كانت تحتاج إلى نضج أفضل ومعالجة تقنية أجدى للصوت والصورة مؤكداً العمل على ذلك قبل عرض الفيلم مجدداً في مناسبات محلية وخارجية لكنه في المقابل وجد الحديث عن غلبة الأداء المسرحي أكثر من السينمائي على انفعالاته ليس دقيقاً . وأردف: أنا في النهاية ممثل محترف أعرف مقتضيات التقمّص ومعايشته وإظهاره بصورة ملائمة .

وعلق: لقد منحتني هذه الشخصية المضطربة مساحة كبيرة للتنقل خلف وجوه كثيرة بين البكاء والقهقهة والانفصام والتوحّد والثبات والهستيريا ضمن توليفة مركبة نادراً ما أحصل عليها في الأدوار وربما عشت شيئاً منها في العمل التلفزيوني الثغرة قبل نحو ربع قرن واسترجعت نجاحها وبريقها مجدداً .

وبشأن دور ساجر في مسلسل توم الغرة الذي حصد أصداء إيجابية قال: بدأت الحبكة من خلاله عندما قتل من دون قصد أحدهم واضطرت شقيقته إلى الزواج من الطرف الثاني ورغم إدراكه ما يضمره أحد التوأمين اللذين أنجبتهما افتداه بروحه في مشهد ختامي كان الأكثر تأثيراً وحفزني على قبول الدور وأتمنى أن تفتح التجربة الباب أمام سواها بشكل أوسع بعد معاناة متواصلة من عثرة حركة الدراما وتقلص الفرص المتميزة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"