عادي
يقدمون أعمالهم في قلب الشارقة التراثي

7 فنانين يجسدون جماليات الوجود الإنساني في «مشروع مارس»

01:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة- محمد أبو عرب

فتح «مشروع مارس 2015» مساء أمس الأول في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، نافذة واسعة أمام تجارب فنية حداثية تخوض تجربتها في فضاء العمل التركيبي المستند إلى تحول الجمالية من إطارها التشكيلي إلى جمالياتها الذهنية القائمة على الفكرة، فقدم المعرض الذي افتتح في جولة نظمتها المؤسسة للحاضرين سبعة أعمال فنية تتنوع بين عروض الأداء، والفيديو، والأعمال التركيبية، والتجريد الصوتي وغيرها من التجارب.

طرح المشروع في دورته الثانية تجربة فنية قائمة على استقطاب فنانين شباب، ضمن برنامج الإقامة التعليمي للمؤسسة، ينفذ فيها الفنانون مشاريعهم البصرية بدعم من المؤسسة، حيث شارك في المشروع لهذا العام كل من الفنانة مجد عبدالحميد، وميسون آل علي، ومنى البيتي، وبلقيس الراشد، ومات كوبسون، وشولتو دوبي، وماثيو بيرز.

وعرض الفنانون أعمالهم في المنطقة التراثية في قلب الشارقة منفذين بذلك واحدة من أهداف المؤسسة في توسيع الفعل البصري الجمالي ودمجه في المكان، ضمن صيغ جمالية جديدة تحول الفعل اليومي للمكان التراثي للشارقة إلى مشروع بصري متواصل، فجاءت الأعمال في المباني الفنية للمؤسسة، وفي ساحة الخط العربي، وفي سوق العرصة، زقاق المتاجر المحاذية لمتحف الشارقة للفنون.

واشتغل الفنانون في أعمالهم على مشاريع تفتح الباب على مرجعياتهم الذهنية والجمالية في العمل التشكيلي، فبدت بعض الأعمال مستندة على تلمس الروحاني، فيما جاءت بعض الأعمال مهجوسة في التقاط الهوامش والتفاصيل الغائبة وتحويلها إلى مشروع فني جديد، إضافة إلى بعض التجارب التي خرجت من فضاء تجريد الشكل البصري وتمثيل فكرته إلى صيغ أعمق تتمثل في تجريد الصوت وتحقيق تفاصيله ذهنياً.

انكشف ذلك في مختلف الأعمال المشاركة في المعرض، حيث استند عمل الفنانة السعودية بلقيس الراشد في عملها «سقطنا من السماء وهبطنا في بابل» على تشكيل فضاء معماري يعود في جذوره إلى التراث العربي القديم، استطاعت فيه أن تجسد الصيغة المقدسة للمدينة عبر تشكيلها البنى بصيغة لولبية محاطة بسجادة تشتمل على مختلف الخامات والألوان، حيث وظفت الصورة الذهنية للبخور العربي في عملية البناء ليشكل العمل فضاءً جمالياً قابل للتلمس بالبصر، والسمع، واللمس، والشم.

وعملت على ذلك كله في إطار هدم الهويات المتباينة بين البشر وخلق صورة واحدة لهم، إذ تستند إلى الشكل اللولبي في العمارة كوسيلة تبرز تداخل البشر للوصول إلى عمق المدينة، واستخدمت البخور كعنصر يشكل جمالية في الرائحة، وإلغاء مساحات في فضاء من القدسية المشابه للدخول إلى المعابد.

مقابل هذا يجد المتجول في المعرض توظيفاً كبيراً للفيديو والإضاءات الليزرية في عمل الفنان مات كوبسون «رينارد المكرر» إذ يعمل الفنان على تقديم رسالة إنسانية تنهدم فيها كل مخاوف الإنسان وشكوكه عبر سلسلة من الأشكال، والأعمال البصرية، إذ يوظف المجسمات، والإضاءات الليزرية، والفيديو، إضافة إلى التسجيل الصوتي الذي يقرأ رسالة تتكرر في العمل الذي يظهر في فضاء مظلم أشبه بكف.

يقول في نص الرسالة التي تتكرر صوتياً في العمل «اركض، اركض، اركض، يا صديقي، يا زميلي، يا نصفي الثاني، فأنت حر من قيود العقل، فليس هناك ما تخسره سوى سلاسل التعاطف والذنب وكل تلك الاشتباكات الرهيبة المعروفة بالأفكار...».

ويثير الفنان مجد عبد الحميد في عمله «ملح الأرض» واحدة من القضايا الإنسانية العالقة في الراهن العربي، والمتمثلة في هجرة الشعوب من بلدانها، وبحثها عن الأمل الأمن، حيث يعد مجموعة من القدور المملوءة بماء البحر ويسقط فيها حبال من الصوف تتدلى من سقف الغرفة، فتظهر فيها ذرات الملح تصعد مع الماء على الحبال وتتسلق الحبل مشكلة كتلاً ملحية صلبية، ويجسد عبد الحميد المهاجرين بذرات الملح التي تهاجر من القدر عبر الحبال إلى الأعلى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"