عادي
رأس الخيمة.. أرتال من السيارات والبهجة في كل مكان

أمطار وأودية وشلالات و"فرح" وبساط أبيض

01:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
رأس الخيمة - عدنان عكاشة

افترش بساط ناص البياض من حبات البرد الكثيفة مساحات واسعة من الأراضي في عدد من مناطق رأس الخيمة، مساء اليوم، في ظل الحالة المناخية، التي سيطرت على الدولة، صاحبتها كميات أمطار، بين الغزيرة والمتوسطة والبسيطة، وتدفق عدد من الأودية المتفرقة جغرافيا، فيما شكلت عدد من "الشلالات"، التي تدفقت في عدد من المنحدرات الجبلية في الإمارة، مشاهد بديعة.

 

 


وحظيت تجليات الحالة الجوية وتداعياتها في الطبيعة بإقبال واسع النطاق من جانب الأهالي والمتنزهين والباحثين عن المتعة والطبيعة وعشاق الأجواء المعتدلة والخلابة، المائلة للبرودة، ومطاردي الظواهر الطبيعية وتقلبات الطقس، حيث شهدت مناطق سقوط "البرد"، وتدفق "الشلالات الجبلية" في جبل جيس، وجريان الأودية ومناطق هطول الأمطار بإقبال واسع، من قبل الأسر والأفراد، ما أفضى إلى تكدس أرتال من السيارات في مناطق الأمطار والأودية والشلالات والجبال و"البرد"، التي وثقها مرتادوها بالتقاط الصور لها وتسجيل مشاهد "الفيديو"، وسط تداول كبير لها في برامج التواصل الاجتماعي وشبكات الهواتف المتحركة.
وأثارت مساحات "البرد"، الذي تراكم بطبقة لافتة فوق الأرض، والمشاهد البيضاء الخالصة بمناطق سهلية وفوق بعض الكثبان الرملية في مناطق الحمرانية وعلى جانبي شارع الشيخ محمد بن زايد في رأس الخيمة، بالقرب من مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة، وسواها من مناطق، فرحة غامرة بين الأهالي، لاسميا أن "الغيث" وما صاحبه جاء بعد غيبة طويلة، وظهرت مظاهر البهجة الشعبية في توجه أعداد كبيرة من الأهالي وأسراب واسعة من المركبات إلى تلك المناطق، بجانب مواقع الأودية و"الشلالات" والأمطار، عبر الامتداد الجغرافي للإمارة، وتداول الصور و"الفيديوهات"، التي وثقت حلول "الزائر الأبيض" ضيفا مرحبا به في عدد من مناطق الإمارة، مع الأودية والشلالات والأمطار.
وبحسب مصادر ومتابعين، سجل "البرد" حضوره هذه المرة في مناطق قريبة من مدينة رأس الخيمة ومحيطة بها، على عكس ما شهدته الأعوام السابقة، بالبعد النسبي للمناطق، التي احتضنت الثلوج والبرد والصقيع في مناطق الإمارة المختلفة آنذاك. وتزامنت الحالة الجوية مع ظاهرتي البرق والرعد الشديد تحديدا، وتشكل "قوس قزح" في بعض المناطق.

أجواء أوروبية

وقال عبد الله سالم الشميلي، أحد نشطاء التواصل الاجتماعي في رأس الخيمة: إنه للمرة الأولى يشاهد "البرد" بهذه الكثافة، معتبرا أن الإمارة عاشت أجواء مناخية طبيعية رهيبة، شبهها ب"الأجواء الأوروبية" شتاء، في ظل افتراش "البرد" لمساحات مختلفة وظهور الرعد والبرق وتشكل الغيوم الكثيفة وهطول الأمطار الغزيرة وانبعاث بعض "الشلالات الجبلية"، مشيرا إلى الأمطار بدأت اعتبارا من الساعة الثانية ظهرا، إثر تشكلات جميلة من الغيوم، التي غطت السماء، وشملت الأمطار مناطق رأس الخيمة، خزام، الظيت، الخران، الدقداقة، الحمرانية، شمل، غليلة، شعم، الجير، الرمس، الجزيرة الحمراء، الساعدي، جبل جيس، وادي البيح، شوكة، جنوب الإمارة، وسواها من المناطق.

مئات السيارات

وأشار محمد نجيب، رب أسرة، إلى أن إحدى المناطق، التي افترشها "البرد"، سجلت إقبال حوالي 700 سيارة في وقت واحد، لمشاهدة "الزائر الأبيض" والاستمتاع بأجوائه، والتقاط الصور و"الفيديوهات" له وللأجواء الخلابة.

حوادث بسيطة

شرطيا، قال المقدم مروان جكة، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة: إن الأمطار والأودية والحالة الجوية المصاحبة تسببت بوقوع حوادث بسيطة، خلت حتى الثامنة من مساء أمس من أي حوادث خطرة، دون أن تسجل أي إصابات بليغة، مؤكدا أن شبكة طرق الإمارة شهدت انسايبة لافتة خلال الأمطار والحالة المناخية السائدة، في ظل تكثيف الدوريات في الطرق العامة، وتعزيز تواجدها تحديدا في مواقع الأودية والمناطق الجبلية ومناطق هطول البرد والأماكن الحيوية الأخرى، التي تستقطب أعدادا كبيرة من المركبات والمتزهين خلال تساقط الأمطار وجريان الأودية وغيرها من الظواهر الطبيعية.

لا طرق مغلقة

وشدد المقدم جكة على عدم إغلاق أي طرق في رأس الخيمة خلال الأمطار والحالة الجوية المصاحبة، نتيجة تدفق الأودية أو لأي أسباب أخرى، حتى الثامنة من ليلة أمس، لافتا إلى تنسيق شرطة الإمارة مع دائرة الخدمات العامة فيها لسحب المياه المتراكمة في بعض الطرق العامة جراء الأمطار، لتعزيز انسيابية ومرونة حركة المرور، مؤكدا أن غرفة العمليات في شرطة رأس الخيمة على أهبة الاستعداد لمد يد العون والمساعدة لأي حالات طارئة.

80 صهريج "شفط" و40 مضخة

وأشار م. أحمد الحمادي، مدير دائرة الخدمات العامة برأس الخيمة، إلى أن الدائرة سخرت 80 صهريجا لسحب المياه من طرق الإمارة، منها 30 صهريجا تابعة للدائرة، و50 أخرى مستأجرة، عملت 40 منها على أرض الواقع حتى الثامنة والنصف مساء، بجانب 40 مضخة، ثابتة ومتحركة، في الطرق العامة، وعدد آخر من الشاحنات والجرافات "الشيول" الكبيرة والصغيرة، لرفع الرمال والمخلفات المتراكمة من الطرق والميادين العامة. وسخرت الدائرة 120 من عمالها وموظفيها لمواجهة تداعيات الأمطار والطقس في الطرق والأماكن العامة، بجانب المفتشين والمراقبين وسواهم، لافتا إلى إطلاق الدائرة30 دورية (راقب) البيئية، في جميع طرق الإمارة ومناطقها، لتقديم المساعدة للأهالي والمؤسسات والمنشآت العامة وسواها، ومساندة فريق الطوارىء في الدائرة، في المهام المناطة به خلال الحالة الأمطار والحالة الجوية.
وأكد أحمد حمد الشحي، مستشار الدائرة للخدمات العامة، الجهود الكبيرة، التي بذلتها فرق الدائرة على مدار اليوم، في حين بقيت تلك الفرق على أهبة الاستعداد، في ظل التوقعات باشتداد الأمطار والحالة المناخية في ساعات متأخرة من الليل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"