عادي
استقبل «الكُتّاب العرب» وافتتح مجلس الحيرة الأدبي

سلطان: الكلمة الصادقة غير المأجورة أقوى من السلاح

04:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ضرورة احترام الكلمة، وأهمية الاتحاد بين المثقفين، والاهتمام بالترجمة الدقيقة، حتى نصل بأدبنا إلى العالم، عبر التمسك بالثقافة والإبداع الحقيقي، لافتاً سموّه، إلى أن كتاباته في التاريخ والجغرافيا والأدب جاءت لتقديم العِبرة والعظة.
جاء ذلك خلال استقبال سموّه، صباح أمس، وفد المشاركين في المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، برئاسة حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في دارة الدكتور سلطان القاسمي.
واستهل سموّه كلمته بالترحيب بالوفد في دارة الدكتور سلطان القاسمي، التي وصفها بأنها «جزءٌ من بيتي، حيث نقلنا ما في البيت إلى هذه الدار، وما زلنا ننقل إلى يومنا هذا».
ولفت سموّه، إلى أهمية دور المثقفين وأهداف الاهتمام بالثقافة والأدب، قائلاً «ربما التعبير الذي أطلقه الدكتور حبيب الصايغ في مقدمته، عن أنني الحاكم المثقف، بل أنا مُثقف يحكم، ولهذا فنحن نهيب بكم جميعاً، لأنكم ما زلتم تمسكون على الجمر في زمن عجيب. ونحن نسعى ونعمل في كثير من المجالات التي تهم المثقفين والمحبين للحياة، مثل الشعر والمسرح والسينما، ونودّ من كل هذه الأمور، أن نجمع العرب حولها، ولكننا نتكلم عبر الثقافة، ونتمنى أن تكون رسالتنا صادقة تجاه الآخرين، سواء كانوا في المشرق أو في المغرب، ولذلك وصيتنا أن نمشي معاً، ولا يوجد بيننا من يغرق السفينة، لأن غرقها سيغرقنا جميعاً».
وواصل سموّه، مشيراً إلى أهمية احترام الأدب والكلمة، مبيناً أن «كثيراً من الكُتاب أصيبوا بالشطط والاندفاع والخروج من الصف، ونحاول مرة ثانية، أن نُرجعهم، ولكن ذلك يكون صعباً، خصوصاً إذا كان في بلدان لا تراعي احترام الكلمة، ونحن نتمنى أن نعي ان الفرق بين التجريح والنصح شعرة، ولذلك نتمنى جميعاً أن نراعي هذه الكلمة».
وتحدث سموّه، عن كتاباته والأساليب التي وثقها وما يسعى إليه بها قائلاً «أنا في موقعي وكوني كاتباً، في كتاباتي أردت أن أنتقد الواقع العربي، لذا استعملت صيغة الماضي، وطرحتهُ عِبرْة، وإن شاء الله تُؤخذ هذه العبرة على محمل الجد ويُعمل بها، فنتمنى أن نكون عند حُسن الظن والمسؤولية من الآخرين، وأن تكون كتاباتنا واعية، نطرح فيها النصيحة، والتوجيه ونبتعد عن التجريح».
ولفت سموّه إلى أهمية موقع الأدباء والكُتّاب قائلاً «الكلمة أقوى من السلاح، لأنها قوية عندما تقال صادقة وغير مأجورة، والحمد لله أصبح لدينا كلنا وعي، ونود أن نُخرج بالأدب، حيث لدينا مشكلة في تفسير كلمة الكُتاب نفسها، فهناك كاتب سياسي، وكاتب إسلامي، وهكذا، ونحن نريد من الأدباء أن يخرجوا لنا أدباً مثل أُدبائنا السابقين، وهذا يحتاج إلى كثير من الجهد حتى يصبح الشخص أديباً».
وأضاف سموّه «نتمنى، إن شاء الله، ألا تكون كتاباتنا إرضاء للذات، ولكن تكون أدباً حقيقياً، ونلاحظ الآن في المنظومة العالمية للأدباء، أننا لا نجد أنفسنا هناك، رغم أننا نترجم كتاباتنا، ونملأ بها المكتبات. نحن نريد أن نُخرج أدباً يضاهي الأدب العالمي، ولا أظن هذا الجمع الكبير منكم يعجز عن ذلك».
وعن أهمية الترجمة الأدبية وضرورة العناية بها، قال سموّه «لدينا مؤسسة ترجمة، نودّ ألا تكون ترجمة (كلامية)، إذ إن ترجمة الأدب تحتاج إلى ترجمة خاصة، ويجب أن يكون المترجم أديباً، وبذلك نستطيع أن نترجم أدبنا بصورة مدققة ونعطيه سائغاً للآخر، حتى يستوعبه، وهو أسلوب نتبناه الآن، حيث إن الترجمات الغربية للكتب العربية، مثل كُتب نجيب محفوظ تُرجمت بطريقة ذكية وأدبية».
ومضى سموّه، مبيناً أهمية أن يكون المترجم من الدولة نفسها التي تُرجم لها الكتاب، متذوقاً للأدب، لافتاً إلى ضرورة مراجعة الكتاب واستيعابه قبل طباعته، ليصل إلى العالمية.
وأعلن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عن مبادرة مقدمة منه إلى الاتحاد العام للكُتاب والأدباء العرب، في ترجمة عدد من الإصدارات الأدبية للاتحاد ونقله للغرب بأسلوب حديث ومتطور.
ووجه حديثه للحضور قائلاً «نتمنى أن نتفق دائماً على الكلمة الصادقة والنافعة، وفي اجتماع سابق مع اتحاد الكُتاب أوصينا بالشباب، لأنهم يريدون رعاية حتى يشبوا ويتحملوا المسؤولية».
وأضاف سموّه «إن نجاحنا في الأُدباء الحقيقيين المبدعين، والنجاح يظهر عندما تكون مع الآخر، عبر الأدب، ونتعارف مع الآخر، ولذلك أتمنى بعد هذا الاجتماع أن يكون هناك عطاءٌ جديد».
وأعلن سموّه، خلال كلمته، عن إنشاء صندوق الضمان الأدبي، تحت رعاية الاتحاد العام للكُتاب والأُدباء العرب، حتى يؤدي دوره في دعم الأدباء والكُتاب ورعايتهم مادياً.
كما أعلن سموّه، عن الاهتمام الخاص والرعاية التي يوليها لبلدان العمق الإفريقي، وبالفعل بدأ برنامج خاص مع دولة جنوب السودان لتعليم العربية، وسيتواصل مع كل الدول الإفريقية.
وقدم المشاركون في اللقاء، شكرهم إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، على اهتمام سموّه ورعايته للثقافة العربية والأجيال المختلفة من الأدباء والشعراء والمسرحيين والفنانين والكُتّاب، في كل مجالات الآداب والفنون، ودعم سموّه للمبدعين العرب وتكريمهم، ما يسهم في الارتقاء بحركة الأدب في الوطن العربي.
وفي ختام اللقاء، ألقى شاعران من لبنان وموريتانيا، قصيدتين تناولتا مكارم صاحب السموّ حاكم الشارقة.
حضر اللقاء عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وعلي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومحمد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وجمع غفير من أعضاء الاتحاد من الكتاب والأدباء والمثقفين من مختلف الدول العربية.

أنور قرقاش: الصايغ مكسب في أي موقع

قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «الأخ والصديق العزيز حبيب الصايغ أميناً عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وبإجماع الهيئات العربية، لدورة جديدة مدتها أربع سنوات. نتيجة طبيعية للمخلص لوطنه وأمته والمتقن لعمله. حبيب مبدع إماراتي وطاقة كبيرة ومكسب في أي موقع يتولاه».

نورة الكعبي: حبيب قامة وطنية

غردت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، عبر حسابها على «تويتر»: نبارك للأستاذ حبيب الصايغ إعادة انتخابه أميناً عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، بوسعود قامة وطنية من الطراز الرفيع، أسهم إنتاجه الشعري والأدبي في إثراء الحياة الثقافية، كلنا ثقة بأن المرحلة المقبلة ستشهد نهضة ثقافية عربية نوعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"