أكدت السلطة الفلسطينية رفضها أي تغيير على الورقة المصرية للمصالحة، وقدمت لجامعة الدول العربية فكرة تشكيل لجنة فلسطينية بمشاركة مختلف القوى بما فيها حركة حماس لتجري التحقيقات بشأن ما ورد في تقرير غولدستون، علماً أن حماس أعلنت أنها سلّمت ردها على التقرير . لكن إعلان السلطة جاء خلال لقاء نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، مع الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة في جامعة الدول العربية محمد صبيح في مقر الجامعة بالقاهرة .
وقال مصدر فلسطيني مطلع، طلب عدم ذكر اسمه، إن حماد أبلغ صبيح استعداد السلطة لأن تشارك حماس في هذه اللجنة المقترحة، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني بعث برسالة بهذا الشأن إلى الأمين العام للجامعة مؤخرا يدعو فيها لتشكيل هذه اللجنة على أن تضم عضوين من حماس من أجل صياغة تقرير فلسطيني موحد . وقال حماد عقب اللقاء إنه جرى بحث التحركات السياسية الأخيرة والموقف الفلسطيني المدعوم عربيا المرتكز على ضرورة وقف الاستيطان قبل العودة للمفاوضات . وأكد ضرورة وجود موقف عربي وإسلامي قوي يدعم صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة، وأن يكون ذلك بأسلوب جديد وغير نمطي .
وأضاف أن لقاءه مع صبيح تطرق إلى متابعة ملف ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين .
وكانت حماس قد أعلنت، أمس، أنها سلمت ردها على رسالة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول توصيات تقرير غولدستون . ونقلت د .ب .أ عن وزير العدل في الحكومة المقالة التابعة لحماس، محمد فرج الغول، قوله خلال مؤتمر صحافي في غزة، إن الرد جاء مفصلاً في حوالي 52 صفحة وانه سيسلم لمدير مكتب المفوض في القطاع قريباً جداً .
وذكر أن الحكومة في غزة رحبت بقرارات مجلس حقوق الإنسان وبقرارات الجمعية العامة رغم وجود بعض التحفظات وطالبت بشدة تطبيق توصيات بعثة غولدستون وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين لكيلا يفلتوا من العقاب . وأضاف أن الحكومة شكلت لجنة برئاسته لمتابعة توصيات التقرير للرد على أسئلة المفوض السامي .
إلى ذلك أعلن الغول عزم الحركة جمع أدلة قانونية لمقاضاة إسرائيل دولياً لسرقتها أعضاء بشرية من شهداء فلسطينيين .
وقال في تصريح صحافي مكتوب، إن وزارته تعكف على جمع معلومات وإفادات من أهالي القتلى الفلسطينيين الذين سرقت سلطات الاحتلال أعضاءهم تمهيداً لرفع قضايا دولية .
وذكر الغول أن وزارته ستعد ملفاً مكتمل الجوانب القانونية لاستخدامه في القضايا المنوي رفعها ضد الحكومة الإسرائيلية، داعياً إلى تعاون شعبي في هذا السياق، بتقديم كل المعلومات المتوفرة ذات العلاقة .
