«نداء تونس» يتحول إلى حزبين في مؤتمره الانتخابي

تحول المؤتمر الانتخابي لحزب «حركة نداء تونس»، إلى مصدر جديد للانقسام بدل التجميع، في مؤشر قد يقضي بصفة كبيرة على فرص الحزب في استعادة مكانته، وتعزيز حظوظه في الفوز بانتخابات 2019.
وبعد أن وفق المؤتمر في بدايته في انتخاب 217 عضواً للجنة المركزية، فإنه سرعان ما عرف لاحقاً انقساماً جديداً بعد الاعتراض على نتائج انتخاب أعضاء المكتب السياسي ما أدى إلى إلغائها، وهو ما تسبب في ظهور شقّين في المؤتمر.
وتسبب هذا الوضع في اللجوء إلى عقد مؤتمرين جديدين بشكل متوازٍ للحزب، أحدهما في مدينة المنستير والآخر في مدينة الحمامات؛ حيث يتهم كل طرف من المؤتمرين الآخر بافتقاده للشرعية.
وفاز حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الباجي قايد السبسي، برئاسة اللجنة المركزية في مؤتمر عقد ليل السبت بمدينة المنستير، فيما فاز سفيان طوبال رئيس كتلة الحزب في البرلمان بذات المنصب في مؤتمر مدينة الحمامات.
كما أعلن مؤتمر الحمامات، عن انتخاب عبد العزيز القطي أميناً عاماً للحزب، وعادل الجربوعي رئيساً للمكتب السياسي، كما جرى انتخاب أعضاء المكتب السياسي المكون من 21 عضواً.
من جهته أعلن مؤتمر المنستير، عن تنظيم انتخابات أعضاء المكتب السياسي، داعياً المؤتمرين في الحمامات إلى التراجع عن قرارهم والعودة إلى الحزب، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه مؤتمر الحمامات.
ويضع الخلاف الجديد ل«نداء تونس» الحزب أمام مأزق حقيقي قبل أشهر قليلة من الانتخابات، إذ بدلاً من العمل على التجميع ورص الصفوف والمضي قدماً في الإصلاح وفقاً للشعارات التي تم رفعها قبل المؤتمر ولدعوة الرئيس المؤسس للحزب الباجي قايد السبسي، فإن الخلاف زاد في تشتيت ما تبقى من النداء، بعد فقده الكثير من القياديين والنواب في البرلمان منذ فوزه بانتخابات 2014، وسط انتقادات واسعة من قبل الناخبين.
في أثناء ذلك فإن حزب «تحيا تونس» الذي يقوده رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمتصدر في استطلاعات الرأي، لم يخف انفتاحه على مشاورات محتملة مع نداء تونس أو بعضاً منه فور انتهاء المؤتمر الانتخابي، من أجل بناء تحالف انتخابي موسع يتوقع أن يضم أيضاً أحزاب «المبادرة» وحركة «مشروع تونس» وحزب «البديل».
وقال رئيس الهيئة السياسية لنداء تونس في مؤتمر الحمامات، عادل الجربوي «أيادينا ممدودة لكل الأحزاب الوسطية».