عادي
أصبحت تنافس الأصناف المستوردة جودة وسعراً

مستهلكون يؤكدون زيادة ثقتهم بالمنتجات الزراعية المحلية

04:55 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق:يمامة بدوان

أكد عدد من المستهلكين أن شراء المنتجات المحلية من الخضار والفواكه، بات توجهاً جديداً، في ظل تنافسيتها، من حيث الجودة والسعر مع مثيلتها المستوردة، الأمر الذي زاد من ثقتهم بالمنتج المحلي، الذي يخلو من الشوائب الكيماوية، ويعد آمناً على الصحة.

وأضافوا أنه يترتب على منافذ البيع كافة، عرض منتجات المزارع المحلية على مدار العام، وليس خلال الموسم الشتوي، الأمر الذي سيعمل على خلق تنافسية بينها وبين المنتجات المستوردة، التي قد تشتمل على شوائب كيماوية، تعود بالضرر على المستهلك.

في المقابل، أوضح مسؤولو التعاونيات أن مختلف الأصناف المحلية، التي تغزو الأسواق بكثرة في فترة الموسم الشتوي، عملت على تعزيز ثقة المستهلك بالمنتج المحلي، كذلك انحسار ثقتهم بالمنتجات المستوردة، خاصة وأن جودتها توازي الأوروبية، ولكن بسعر أقل.
وطالبوا أصحاب المزارع المحلية بالتوسع في إنتاج مختلف أنواع الأصناف، ومنها العضوية والمائية، لكثرة الطلب عليها من قبل المتسوقين، في ظل انتشار الثقافة الاستهلاكية الصحية.

سعرها ينافس مثيلتها المستوردة

أوضح سعيد عبد العزيز، أنه لا يمكن الاستغناء عن تناول المنتجات الزراعية المحلية، ليس لأنها تتصف بجودة عالية جداً، بل لأن سعرها ينافس مثيلتها المستوردة، حيث باتت بمتناول أيدي الجميع، وبالتالي لن تشكل عبئاً على مختلف شرائح المستهلكين.
وتابع إن مستهلكين عدة، ينتظرون قدوم فصل الشتاء على أحر من الجمر، كونه الفترة المناسبة لتوافر منتجات طازجة غير مستوردة، تتمتع بمواصفات صحية عالية.
بينما قالت علياء الشامسي، إن ربة المنزل التي تهتم لشأن صحة عائلتها، لن يثنيها البحث عن منتجات آمنة، التي باتت تتوافر في مختلف منافذ البيع والتعاونيات طوال العام، وليس في الموسم الشتوي.
وأوضحت أنها من باب حرصها الشديد على ضرورة تناول أفراد عائلتها لأغذية صحية، تلجأ إلى التحري عن مكوناتها، التي يجب ألا تشتمل على مواد كيماوية.
الأمر ذاته بالنسبة لناصر بطي النقبي، الذي يرى أن تناول الغذاء الصحي، يخلق جيلاً صحياً، وبالتالي يكون بمقدوره الإبداع في العمل والحياة معاً، مشيراً إلى أن ثقته تزداد يوماً بعد يوم في منافذ البيع، التي تهتم بصحة المستهلك.
وقال إنه يترتب على منافذ البيع كافة، عرض منتجات المزارع المحلية على مدار العام، الأمر الذي سيعمل على خلق تنافسية بينها وبين المنتجات المستوردة، التي قد تشتمل على شوائب كيماوية، تعود بالضرر على المستهلك.

تشديد الرقابة

أكد حسن القصعي مدير عام جمعية الإمارات التعاونية في دبي زيادة الإقبال من المستهلكين على شراء المنتجات المحلية بنسبة تبلغ 70%، بالتوازي مع حلول فصل الشتاء، وبدء توافر منتجات المزارع المحلية ذات الجودة العالية، خاصة أنها تشهد مراقبة مشددة من قبل مختلف الجهات في الدولة.
وقال إن تراجع الإقبال من المستهلكين على شراء المنتجات المستوردة، خاصة في أعقاب انتشار بعض البكتيريا في أصناف فواكه محددة ومنها البطيخ في وقت سابق، تسبب في انحسار ثقتهم بجميع هذه المنتجات، وبالتالي زيادة الإقبال على شراء المنتجات المحلية، خاصة أن جودتها توازي الأوروبية، ولكن بسعر أقل.

وطالب أصحاب المزارع المحلية التوسع بإنتاج مختلف أنواع السلع، ومنها العضوية والمائية، حيث إن هناك طلباً كبيراً من قبل المتسوقين عليها، في ظل انتشار الثقافة الاستهلاكية الصحية، خاصة مع عدم توافر مساحات مناسبة للزراعة، وارتفاع درجات الحرارة أغلب شهور العام.

تقليل الهدر

أما بالنسبة ليعقوب البلوشي، مدير إدارة المشتريات الطازجة في جمعية الاتحاد التعاونية بدبي، فأكد أن الجمعية تنتهج استراتيجية الحفاظ على الأمنين الغذائي والمائي، من خلال زيادة في عدد المزارع المائية، خاصة أنها توفر من 60 - 70% من مياه الري، وتساعد على تقليل الأيدي العاملة، ويمكن زراعتها في أي مكان، دون الحاجة إلى مساحة أو تربة.

وأوضح أن الجمعية، وهي تعد المنفذ الأول للبيع على مستوى الدولة، تعمل على تسويق منتجات الزراعة العضوية، التي باتت توجهاً جديداً للدولة، كونها تقلل من هدر المياه، حيث تتعاقد الجمعية حالياً مع 18 مزرعة، تنتج 55 صنفاً من الخضراوات والفواكه العضوية، إضافة إلى 10 مزارع أخرى تستخدم وسائل الزراعة المائية.

ودعا ذوي المزارع التقليدية إلى استخدام وسائل حديثة في الزراعة، الأمر الذي يعمل على توفير مختلف المنتجات الصحية، كذلك الحفاظ على الموارد المائية والطبيعية.

وحول خطط التوسع المستقبلية، أوضح أن الجمعية تهدف ومن خلال خطتها الاستراتيجية لعام 2020، إلى تصدير منتجات الزراعة المائية إلى بلدان أوروبا الغربية، منها 90% خضراوات، حيث يجرى إعداد دراسة عن جدوى تصدير المنتجات إلى بلدان أوروبا، خاصة في فصل الشتاء، كونها تتوافر بكميات كبرى في السوق المحلي، بينما تتناقص في هذه البلدان، نتيجة تساقط الثلوج بكثافة، الأمر الذي يعني سوء المحاصيل الزراعية لديهم، خاصة أن أغلبية مزارع المنتجات المائية في الدولة، تمتلك شهادات دولية، تخول لها الدخول بقوة إلى الأسواق العالمية.

ثقافة غذائية

مسؤولو المزارع العضوية أيضاً، يؤكدون زيادة الثقة من المستهلكين بالمنتجات المحلية من الخضار والفواكه، سواء كانت عضوية أو عادية، وبات لديهم ثقافة غذائية عالية جداً، ومعرفة أكثر بمواصفات المنتجات الطازجة، التي تخلو من أي مواد كيماوية، حيث قال المهندس عبدالحفيظ موسى مدير المشاريع في مزارع الشويب للإنتاج العضوي بمدينة العين، إن طلب من قبل المستهلكين على منتجات الخضار العضوية ارتفع مع نهاية عام 2015 بنسبة 25%، مقارنة مع العام الذي سبقه.

وأوضح أنه يتم إنتاج نحو 60 صنفاً من الخضار والفواكه، ومنها 6 أصناف من الطماطم، حيث يتم تغطية الأسواق المحلية في العين وأبوظبي ودبي، مشيراً إلى أنه تم استحداث خدمة التوصيل للمنازل، لزيادة الطلب من قبل المستهلكين على أغلبية المنتجات، كونها آمنة على الصحة العامة، لأننا نستخدم بذوراً عضوية ليست معدلة وراثياً، إضافة إلى السماد العضوي.

وتابع أنه يتم إنتاج الأصناف على مدار العام، إلا أنه يزداد إنتاج بعضها في فصل الشتاء، لانخفاض درجات الحرارة، وزيادة الطلب عليها، كونها تتمتع بجودة عالية.

خطط توسعية

من جهته، أكد محمد هلال لوتاه، المدير والشريك في مجموعة شركات الموارد الخضراء المتكاملة بدبي، أنه وبسبب ارتفاع الثقة من قبل المستهلكين من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة بالمنتجات العضوية، التي زاد الطلب عليها مؤخراً بنسبة 40%، يجري العمل على خطط توسعية في المستقبل القريب، ومنها مضاعفة رقعة المساحة الزراعية التي تبلغ حالياً 11 هكتاراً، وتغطية توزيع المنتجات على أسواق الدولة كافة.

وذكر أن المجموعة تنتج 150 طناً من مختلف المنتجات، تشمل 60 صنفاً أغلبها من الخضار وعلى مدار العام، وهي منتجات عضوية معتمدة من هيئة الإمارات للمقاييس والمواصفات وبحسب المعايير الأوروبية.

تراجع الإنتاج صيفاً

أوضح يعقوب البلوشي مدير إدارة المشتريات الطازجة في جمعية الاتحاد التعاونية بدبي، أن 60% من مستهلكي الجمعية يفضلون شراء منتجات عضوية، كونها آمنة صحياً، ولها قيمة غذائية عالية، حيث تهدف الجمعية إلى أن تكون في متناول أيدي شرائح المجتمع كافة، وبأسعار تنافسية، الأمر الذي يؤكد ارتفاع ثقة المستهلك بالمنتجات المحلية، التي باتت تنافس المستوردة من حيث الجودة والسعر.
وقال إن منتجات الزراعة العضوية، تتوافر طوال العام، إلا أن عدد الأصناف يتراجع في فترة الصيف إلى 15 نوعاً، ومع ذلك يتواصل الإقبال على شرائها، لأسباب عدة، أهمها عدم احتوائها على مواد حافظة أو كيماوية، كما أن جودتها عالية، وهي صديقة للبيئة، كونها لا تسبب تلوثاً للتربة أو الهواء أو المياه الجوفية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"