رصدت جمعية الإمارات للفلك ومرصد الإمارات الفلكي المتحرك، مساء أمس الأول، بمنطقة كاسر الأمواج على كورنيش أبوظبي ظهور مذنب (بان ستارز) المعروف باسمه العلمي (2011 إل 4 بان ستارز)، حيث تجمع عدد من المواطنين والمقيمين لمشاهدة المذنب . ويعتبر مرور مذنب (بان ستارز) حدثاً فلكياً نادراً، لأن هذا المذنب لا يصادف مروره قريباً من الأرض إلا مرة واحدة كل مئتي عام، ويمكن رؤيته بالعين المجردة، ومن المفترض استمرار ظهوره عدة أيام قبل أن يكمل مساره .
وأكد المهندس نزار سلام، رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك، أنه تم تجهيز كل الأجهزة لرصد المذنب ولتمكين عامة الناس أيضاً من الاستمتاع بمشاهدته وتعريفهم به علمياً، مشيراً إلى أنه يمكن رصد هذا المذنب بتلسكوب فلكي 6 إنش حيث يكون مجال الرؤية فيه واسع والتكبير عالي ويظهر بكامله .
وأضاف: قطر المذنب 10 كيلومترات، وكلما ابتعد عن الشمس تصبح رؤيته أفضل ويشكل تحدياً بالنسبة إلى الراصد في رؤيته حين يبدأ بالخفوت، وقد يحجب التلوث الضوئي والبخار رؤيته قليلاً وقت الغروب ومع ذلك يظل بالإمكان الاستمتاع بمشاهدته، وسيشهد هذا العام مرور ثلاث مذنبات، مذنب ليمون وسيمر في شهر إبريل، ومذنب آيسون الذي سيمتد مروره من أكتوبر إلى يناير 2014 وسيعتبر أفضل مذنب تراه البشرية قد تصل درجة لمعانه إلى معدل يفوق لمعان مذنب هالي الشهير، موضحاً أن المذنب يذوب كلما اقترب من الشمس، وبالتالي يصبح أصغر حجماً عاماً بعد الآخر أثناء مروره قريباً من الأرض، وتبخر نواته سبب في حدوث الذيل .
وقال المهندس محمد شوكت عودة، مقرر أنشطة في جمعية الإمارات للفلك: بداية المذنب عبارة عن جرم صغير نسبياً من 5 إلى 25 كيلومتراً كنواة تتكون غالباً من الجليد وتختلط بقليل من الأتربة والحجارة، وتمتد الهالة (الذيل) من حوله لعدة كيلومترات، وتعمل حرارة الشمس على تذويب جليد النواة فتتشكل هذه الهالة، وبسبب الرياح الشمسية تندفع المواد المنفكة عن المذنب بالعكس فتظهر الهالة على شكل ذيل .
وبين المهندس عودة أن المذنبات نوعان، نوع قصير المدى يمر كل مئتي عام، ومذنبات بعيدة المدى تمر دورة حول الشمس مرة كل آلاف السنين .
