عادي

مقولات كبيرة ورؤية تبسيطية في "أنا والعذاب وهواك"

02:10 صباحا
قراءة دقيقتين

قدمت فرقة مسرح الفجيرة مساء أمس الأول مسرحية أنا والعذاب وهواك تأليف د.عواطف نعيم وإخراج عزيز خيون، على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة، وضم العرض ممثلين رئيسيين هما عبدالله مسعود في دور المتأنق وعبدالله راشد في دور الصعلوك بالإضافة إلى المجموعة.

يسرد العرض حكاية أحد الشباب الذين خسروا أموالهم وأسهمهم في مضاربات البورصة، ما أدى إلى شعوره بالإحباط الشديد واللاجدوى من مواصلة الحياة، فقرر أن ينتحر من فوق أحد الجسور، وفي هذه الأثناء تأتي المجموعة حاملة الصعلوك وترميه، ويتبين أنه قد تعرض للضرب لكنه مع ذلك غير مكترث فالحياة رغم فقره تبدو له جميلة، فالسعادة لديه غير مرتبطة بالمادة، وإنما بقدرته على مواصلة الحياة، وهو أمر يحققه بسهولة من خلال ما يقدمه له الناس من معونات وتضامن مع حالته، وبمعرفة الصعلوك لما يعانيه المتأنق يبدأ بتهوين الأمر لديه، ويقنعه بأنه ما زال شاباً وقادراً على تحقيق الكثير في مستقبله، وأن خسارته في البورصة لا تعني نهاية الحياة، فترتفع معنويات الشاب شيئاً فشيئاً، ويقرر أن يبدأ من جديد مسيرته مع الحياة غير أنه يرى أن تلك البداية حتى تكون قوية وناجحة، ينبغي عليه أن ينسف كل القيم والمبادئ ليس على المستوى الفردي وفقط وإنما على المستوى العام فهو لا يرى من ضير في أن يضيع وطنه نفسه إذا كان ذلك الأمر سيحقق له المكاسب، وفي تلك اللحظة يشعر الصعلوك بالخيبة من الشاب ويقرر الانتحار، فيقوم الشاب بمنعه، ويدور بينهما حوار حول معنى الوطن، ويقتنع الشاب بأن تفكيره خاطىء، وهنا يهطل المطر، وتنضم إليهما المجموعة، في إشارة إلى توحد الجميع تحت راية الوطن.

عانى العرض من التبسيط على مستوى الطرح، فلم تكن الأحداث هي المحرك الرئيسي للأفعال وردود الأفعال، ما أوقع العرض في إطار التسطيح الدرامي حيث بقيت الشخصيات سائرة في خط أفقي، مع الاتكاء الكبير على المقولات والشعارات لتبرير حالة الانتقال من المعاناة الفردية للشخصيتين إلى الإطار العام الذي يطرح قضية الوطن كأولوية.

على مستوى الإخراج أو الرؤيا الفنية كما أحب خيون أن يكتب على مطوية العمل البروشور كانت تلك الرؤيا أسيرة للنص نفسه، حيث افتقر العرض إلى العناصر المدعمة لدراميته، فعلى سبيل المثال لم تتم الاستفادة من مكان الحدث، حتى إن جزءاً من الديكور كالمقاعد الخشبية بدا غير ذا صلة جمالية بالعرض، وإنما لحالة وظيفية بحتة، ولم يكن مبررا أن يتم إدخال المقاعد الخشبية من قبل المجموعة بالتقسيط إلى خشبة المسرح، كما لم يتم توظيف المجموعة في مجريات الأحداث، إلا أن ما أعطى العرض قسطاً كبيراً من الحيوية الأداء الكوميدي للصعلوك، حيث تمكن راشد عبر أدائه الجسدي والصوتي أن يجسد الكثير من الحالات الإنسانية التي يشير إليها العرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"