عادي
نائب رئيس لجنة جوائز وزارة الداخلية للسينما

فيصل الشمري: نحفز الجميع على تحمل المسؤولية تجاه الطفل

04:16 صباحا
قراءة 6 دقائق
حوار: عادل رمزي
أكد المقدم فيصل الشمري نائب رئيس لجنة جوائز وزارة الداخلية للسينما على أن هدف الجائزة هو تشجيع المجتمع على الاهتمام بقضايا الطفل، وتحفيز صناع السينما على طرح قضاياهم بشكل يسهم في توزيع الأدوار وتنويع الأدوات التي يمكن من خلالها تعزيز سبل الحماية وترسيخ المسؤولية عن حماية الطفل باستحداث هذه الجائزة التي نؤكد بها اهتمامنا في الامارات بكل ما يتعلق بقضاياه .
أشاد الشمري في حوار مع "الخليج" على هامش انعقاد الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي بتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المستمرة بالحفاظ على أجيال المستقبل من خلال توفير كافة سبل الحماية لهم، وترسيخ منظومة شاملة تضمن أمنهم وسلامتهم، مع الاستثمار في قدراتهم وتنمية مواهبهم بما يجعل منهم قادة المستقبل، مشيراً إلى أن استحداث جائزة لأفلام الطفل في المهرجان كانت أحد الوسائل للفت انتباه المعنيين بشؤون الطفل لأهمية أدوارهم، وتالياً نص الحوار .
ما هدف استحداث جائزة للطفل من قبل وزارة الداخلية؟
- من أجل تحفيز صناع السينما على توجيه رسائل للجميع بمسؤوليتهم تجاه لقد الطفل أثبتت هذه الجائزة حضورها اللافت، نظراً لأنها تهتم بفئة عزيزة على قلب كل إنسان، مؤكداً أنه عندما يتعلق الأمر بالأطفال يحتاج كل مربٍ وكل صاحب دور أن يفهم حدود دروه ومسؤولياته حتى لا يؤثر غياب هذا الدور في مستقبل طفله، وهذه الجائزة من وجهة نظري تسعى إلى زيادة الوعي لدى الجمهور من أجل تعزيز الأدوار الغائبة، وفي نفس الوقت التوعية بكيفية التعامل مع قضايا الأطفال بما يراعي خصوصيتهم وطبيعتهم في كافة المراحل العمرية .
ماذا عن الأفلام المشاركة وفئات الجائزة والجوائز المرصودة لها؟
- يتنافس على جوائز حماية الطفل في الدورة الثامنة من المهرجان 13 فيلماً من 17 دولة، وتتنوع بين الروائي الطويل، والوثائقي والقصير، وهي مخصصة لفئتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو حول كل ما يتعلق بحماية وسلامة الأبناء، بهدف زيادة الوعي بأوضاع الأطفال من ضحايا العنف، أو سوء المعاملة أو الإهمال، ويبلغ مجموع قيمة الجائزة للفئتين 100 ألف دولار .
وهل تخططون لعمل سينمائي ما خاص من قبل وزارة الداخلية أو الجائزة؟
- بالفعل فلا يمكن أن نهمل أن من ضمن فئات الجائزة أفضل سيناريو، كيف نتجاهل أن لدينا عملاً جيداً ولا نفكر في تقديمه كعمل سينمائي على أرض الواقع، لكن الحديث عن تفاصيل ذلك سابق لآوانه، لكن هناك بالفعل عملاً يتم في هذا الإطار ونخطط للإعلان عما سننجزه إن شاء الله في مهرجان دبي السينمائي، ونحن حريصون على استغلال السينما بشكل أفضل لتوصيل الرسائل التوعوية إلى الجمهور، نظراً لما تحظى به السينما من مميزات مثل تنوع فئات جمهورها، واستغلالها للموثرات العاطفية والبصرية في إيصال الإيحاءات والرسائل إلى المشاهدين .
استحداث مثل هذه الجائزة هو عمل ذكي من قبل الوزارة، في أي مسار يمكن توصيف ذلك؟
- استراتيجية وزارة الداخلية تحظى بالعديد من المبادرات المهمة حول حماية الطفل وكان من أهمها قانون حماية الطفل الذي أقره المجلس الوطني الاتحادي، ويحتوي على 70 مادة تغطي كل الجرائم التي يمكن أن يتعرض لها الطفل ونصوص على عقوبتها، كما سعى لتوفير أقصى حماية للطفل بحيث يستبق وقوع الضرر، وأسهمت جهات مختلفة في إخراج هذا القانون بمواده المختلفة الى العلن، كما حظي بقبول دولي حتى أنه تمت التوصية بالاسترشاد به من قبل جامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية، إضافة الى مبادرات تطوير ممارسات الطفل وإجراء مراجعات دورية على كل العمليات والأدوار، والتوقيع على كل الاتفاقات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالأطفال .
لماذا أسهمت الوزارة في استحداث هذه الجائزة رغم أنها ليست جهة إنتاج؟
- الوزارة تركت المجال لأهله لكنها استحدثت وسيلة تشجع بها على الاهتمام بهذا المجال، نظراً لإدراكها لأهمية السينما وقدرتها في الوصول الى قطاعات عريضة من الناس، وبذلك تحرص الوزارة على استغلال كل الوسائل والأدوات المتاحة لها لتحقيق أهدافها خاصة فيما يتعلق بحماية الطفل، ونظراً لخصوصية الأطفال كان ثمة ضرورة للبحث عن سبل غير تقليدية لتوصيل الأفكار التوعوية إلى القائمين على شأن الاطفال أينما كانوا أو وجدوا، وهذه وسيلة من أهم الوسائل النافذة إلى تحقيق ذلك ومن ثم كان التفكير في استحداث هذه الجائزة، وهذا كله ضمن إطار أشمل يركز على البحث عن كل الحلول والسبل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة لوزارة الداخلية والحرص على تنفيذ ومتابعة توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .
هذه الجائزة للداخل أم للخارج؟
- في الاتجاهين لأن قضية الطفل قضية عالمية، فكل الأطفال في العالم قد تكون مشاكلهم واحدة مع اختلاف البيئات والثقافات، لكن مسألة حماية الطفل وحفظ أمنه وسلامته رسالة عالمية، وهذه الجائزة التي استحدثناها في المهرجان ضمن جوائزة رسالة نبعث بها من خلال المهرجان إلى كل المعنيين بقضايا الطفل والقائمين على شؤونهم ليحسنوا في تأدية رسالتهم وأدوارهم تجاه الاطفال أينما كانوا .
ما هو تقييمكم للجائزة على مدار عامين هما فترة المشاركة بالمهرجان؟
- يمكنني القول بكل ثقة إن الجائزة إنجاز إماراتي لصناعة السينما، فالتجربة فريدة ونوعية، ولا يوجد لها مثيل في مهرجانات كبيرة، وحرصنا على استحداثها ضمن برنامج المهرجان يعبر عن ثقافتنا وتراثنا وقيمنا كعرب وإماراتيين في إعلاء قيمة وشأن الأسرة كمؤسسة تربوية عريقة لها دورها الكبير في تخريج أجيال تخدم وطنها وتخدم نفسها بنفسية سوية متوازنة تعرف ما لها وما عليها وتدرك كيف تسخر الطاقات الايجابية التي حصلوا عليها من الأسرة في بناء المجتمع والنهوض به، من دون أن تكون تجاربهم السيئة التي يعيشها البعض منهم دافعاً له على إخراج حنقه على المجتمع والميل إلى التطرف، وبالتالي عندما نسعى لتحفيز صناع السينما على الاهتمام بقضايا الطفل وتشجيع المجتمع على استشعار مسؤوليته تجاهه إنما نحفظ به مجتمعنا ونصونه من الشرور التي يمكن أن نعالجها بأيدينا قبل أن تصبح ناراً كانت جرعة توعية كفيلة بإخمادها .
من وجهة نظركم ما السبيل الأمثل لتحقيق أقصى حماية ممكنة للأطفال؟
- أهم ما يمكن أن يقال في ذلك هو العمل المؤسسي الجماعي من خلال الاهتمام بكافة الظروف المحيطة بالطفل لتوفير البيئة المناسبة للنشأة والرعاية، وهذا العمل أمر منوط به كافة المؤسسات المعنية بأمر الطفل سواء كانت الرسمية أو مؤسسات التربية والتعليم، أو الأسرة أو أي منظمات أخرى، أو أصحاب أدوار يعنيهم أمر الطفل، فإذا التقت جميع هذه الجهود ونسقت بالشكل المطلوب أستطيع القول إن منظومة رائعة من الحماية سيحظى بها الطفل في أي مكان بالعالم .
باعتبارك من أعضاء لجنة المهرجان ماذا تقول عن هذا الاختيار؟
- لي الشرف أن أكون وسط كوكبة مبدعة من الفنانين والمخرجين بما لهم من تاريخ فني وأعمال سينمائية عظيمة في الاهتمام بقضايا الطفل بداية من المخرج الرائع مروان حامد الذي جسد في فيلمه عمارة يعقوبيان نموذجيين حيين على نقص الاهتمام بالطفولة، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك، والممثلة نيلي كريم وهى الأم الرائعة ضمن أسرة مثالية تجسد المعنى الحقيقي للاهتمام بالطفولة ورعايتها، إضافة إلى هيام عبدالحميد الشخصية الإعلامية المعروفة والتي لها باع كبير في الحقل الإعلامي، إضافة إلى اليساندرا بريانتي ذات الخبرة الثقافية والسينمائية الكبيرة في إيطاليا والمنطقة .
ما الرسالة التي تريد إيصالها بشأن حماية الطفل لكل راعٍ ومسؤول؟
- حماية الطفل ليست واجباً قانونياً وأخلاقياً وثقافياً فقط وإنما هي مبدأ مبني على العرف والتقاليد وواجب ديني تقره جميع الأديان السماوية التي حضت على الالتزام بكل المسؤوليات تجاه الطفل، وهذه رسالة إلى كل أب وأم وأخ وأخت وكل معني بشؤون الطفل ولكل العاملين بالمجال الإعلامي والسينمائي، الجميع جزء من منظومة حماية الطفل التي تقوم على تنفيذها وزارة الداخلية من خلال سلسلة مبادرات نوعية، ويسعدنا التعامل مع هذه الجهود سواء كانت فردية أو مؤسسية لضمان تحقيق نتائج ملموسة لفترات زمنية أبعد مدى .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"