عادي
استعاد قصة هدم حصن الشارقة وإعادته شامخاً

سلطان مفتتحاً «حماية الماضي»: العمل الجيد يتطلب الناس الجيدين

05:52 صباحا
قراءة 4 دقائق
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس، انطلاق أعمال مؤتمر «حماية الماضي 2018» تحت عنوان: «من التوثيق الرقمي إلى إدارة التراث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وذلك في معهد الشارقة للتراث، والذي يقام بتنظيم من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم - الشارقة» ومشروع الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «EAMENA» ومركز فن جميل وصندوق التراث العالمي «GHF».
وألقى سموه خلال انعقاد المؤتمر كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور، وعبر عن سعادته لاستضافة الشارقة هذا المؤتمر وهذه المجموعة من الخبراء والمختصين في مجال الحفاظ على التراث في العالم قائلاً: «إن العمل الجيد يتطلب الناس الجيدين»، مشيراً بذلك للجهود الكبيرة التي يقوم بها المشاركون بالمؤتمر.
واستعاد سموه مع الحضور قصة هدم الحصن في الشارقة، خلال فترة دراسته في جمهورية مصر العربية، وكيف تعامل سموه مع الحدث، وتمكنه من إيقاف عمليات الهدم واحتفاظه بأجزاء كبيرة منه كالنوافذ والأبواب، وكيف أنه عمل على إعادته لسابق عهده، ليقف شامخاً اليوم في منطقة قلب الشارقة.
وجاء سرد سموه لهذه القصة، ليوضح للجميع أن هناك مباني تاريخية في وطننا العربي بحاجة إلى وقف العبث بها، ما يعكس حرص سموه الدائم والتزامه الأصيل بالحفاظ على التراث في كل الأوقات وكل الظروف.
من جانبه أعرب وبر ندورو، المدير العام للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم» عن شكره العميق لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على رعايته ودعمه الدائمين لمشاريع الحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي، وبشكل خاص في بناء واحتضان دعم المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم -الشارقة».
وفي نهاية كلمته قدم وبر ندورو رسالة شكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من المشاركين في مؤتمر عقده مركز «إيكروم-الشارقة» بالشراكة مع الحكومة المغربية لحماية المدن التاريخية في العالم العربي، وذلك تقديراً للجهود التي يبذلها سموه في دعم التراث الثقافي في العالم العربي.
ومن جانبه عبر الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم - الشارقة» عن بالغ شكره وتقديره لجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعمه الدائم لقضايا التراث العربي ورعايته أعمال المؤتمر، ما يشكل حافزاً لجميع المشاركين من جهات محلية ودولية ومنظمات عالمية معنية بالتراث للعمل بيد واحدة وصولاً إلى مخرجات ترتقي إلى طموح وتطلعات سموه.
ولفت أصلان إلى الدور الثقافي والمعرفي لإمارة الشارقة عاصمة العالم للكتاب وعاصمة الثقافة العربية والإسلامية وحامية التراث والحضارة التي تسير وفق توجهات صاحب السمو حاكم الشارقة حامي التراث والتاريخ وملهم الإبداع والتميز.
وبدوره أعرب بيجان روحاني، الباحث في جامعة أكسفورد عن سعادته بالعمل والتعاون مع «إيكروم-الشارقة» وبقية الشركاء وقال إن «حماية الماضي» هي سلسلة من المؤتمرات وورش العمل الدولية، التي ينظمها مشروع «الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» «EAMENA» في جامعات أكسفورد وليستر ودورهام بالتعاون مع شركاء في مجال التراث الثقافي منذ عام 2015 حيث تم تنظيم مؤتمر «حماية الماضي» بشكل سنوي في ثلاث مدن على التوالي، وهي عمان والسليمانية وتونس، قبل أن ينتقل هذا العام إلى الشارقة في نسخته لعام 2018، والهدف من حماية الماضي هو التحرك نحو مرحلة تتجاوز وصف التهديدات التي تواجه التراث الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتشمل التركيز على فهم هذه التهديدات من خلال مناهج جديدة لحماية التراث.
أما روبرت بيولي، مدير مشروع «الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» فتحدث في كلمته عن الجهود الكبيرة التي بذلها البرنامج للحفاظ على التراث الحضاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقال: نود أن نكون من الجيل الذي يحافظ على هذا الإرث ويوثقه وينقله بأمانة للأجيال القادمة. واستعرض عددا من النشاطات التي قام بها البرنامج في المنطقة، وخاصة في سوريا وبعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحفاظ على عدد من المواقع التراثية والتاريخية في هذه الدول.
بينما تحدث جورج ريتشارد مدير مركز فن جميل عن المشاريع، التي قام بها المركز في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، خاصة في مجال توثيق التراث المادي ودعم الفنون التقليدية والحرف اليدوية التي تسهم في الحفاظ عليه.
وتحدث ستيفان بورتمان، الرئيس التنفيذي لصندوق التراث العالمي في كلمته عن نشاطات الصندوق في المنطقة، موضحا أنه منذ عام 2002 قام الصندوق بتقديم ملايين الدولارات لدعم المشاريع التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة والعالم، وعلينا أن نعمل اليوم قدر المستطاع للحفاظ على هذا التراث.
وبدورها شكرت رندة عمر بن حيدر، ممثلة لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في حفل الافتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر ولمشاريع دعم التراث الثقافي في المنطقة، كما شكرت جميع الشركاء على تنظيم هذا المؤتمر المهم، واستعرضت أهم النشاطات والمشاريع التي قامت بها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لحفظ التراث الرقمي في أبوظبي وباقي أرجاء دولة الإمارات، منوهة بأن مثل هذه المؤتمرات هي منصة رائعة للحوار وتكثيف الجهود وتعزيز العلاقات بين الشركاء، لخلق فرص جديدة للتعاون والعمل المشترك.
يذكر أن مؤتمر «حماية الماضي 2018» في الشارقة يرمز إلى كيفية تحول التوثيق الرقمي إلى جزء لا يتجزأ من ممارسات إدارة التراث في منطقة الشرق الأوسط، ويتضمن المؤتمر خمسة محاور رئيسة هي: التوثيق الرقمي كأداة للاستعداد والوقاية، التوثيق الرقمي واستعادة التراث بعد الكوارث، التكنولوجيا الجديدة للتوثيق، بناء القدرات في المنطقة، وأخيراً منظور الجهات المانحة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"