عادي
أدى صلاة الجنازة على جثمان شهيد السفراء يرافقه محمد بن سعود

سعود بن صقر: جمعة الكعبي خير من مثل الإمارات

04:38 صباحا
قراءة 4 دقائق
رأس الخيمة: عدنان عكاشة

أدى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، عصر أمس، صلاة الجنازة على جثمان السفير جمعة محمد عبد الله الكعبي 51 عاماً، سفير الدولة لدى أفغانستان، شهيد السفراء، الذي فارق الحياة متأثراً بجراحه.
كما أدى صلاة الجنازة، التي أقيمت بمسجد وادي القور، سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، وعبد الفريد زكريا سفير جمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدولة، وحشد من المسؤولين وعدد من السفراء والقناصل المعتمدين لدى الدولة، والمسؤولين وأبناء القبائل، وضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة، وجموع غفيرة من المواطنين.
وشارك صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة، وجموع المصلين، في تشييع جثمان الشهيد الكعبي، إلى مثواه، حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى، في مقبرة بوادي القور.
وقال سموه «إن السفير الشهيد جمعة الكعبي، شهيد الإنسانية، كان خير سفير للخير ولوطنه، وهو خير من يمثل ابن الإمارات الساعي إلى الخير والعطاء، وقد ارتقى إلى العلا، مع من سبقوه من إخوانه الشهداء من جنودنا البواسل، وهو مبعث فخر واعتزاز لنا».

كما قدم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، وسمو ولي عهد رأس الخيمة، عصر أمس، واجب العزاء لأسرة شهيد الوطن والعمل الإنساني، وأعرب سموهما، خلال زيارتهما لمجلس العزاء بمنطقة وادي القور برأس الخيمة، عن خالص تعازيهما ومواساتهما لأخي وأنجال وذوي الشهيد.

وقدم واجب العزاء، إلى جانب سموهما، الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، ومبارك علي الشامسي، رئيس دائرة بلدية رأس الخيمة السابق، وعبدالعزيز عبدالله الزعابي، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، وصالح أحمد الشال، مستشار صاحب السمو حاكم رأس الخيمة.

وكان جثمان شهيد الوطن والإنسانية قد وصل إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي صباح أمس، حيث جرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمانه على أرض المطار.

واستقبل جثمان الشهيد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومحمد مير الرئيسي وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي وعبد الفريد زكريا وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة وذوي الشهيد.
أكد أفراد من عائلة «السفير الشهيد» وأقاربه، وهم من أهالي منطقة «وادي القور» في رأس الخيمة، اعتزازهم وفخرهم باستشهاد (جمعة الكعبي)، رحمه الله، الذي بذل روحه ودماءه في سبيل الله تبارك وتعالى، وسعياً للخير، وخلال عمل إنساني نبيل، ومن أجل خدمة المستضعفين والفقراء.

وقال محمد جمعة الكعبي، ابن الشهيد، 14 عاماً، رغم ما يعترينا من مشاعر الألم ولوعة الفقد، بعد استشهاد والدي، لكن مشاعر الفخر والاعتزاز بتضحياته، هو وجميع شهداء الإمارات بمختلف الميادين، أكبر من مشاعر الحزن والأسى، في حين أن تضحيته بحياته، خلال عمل إنساني خيري يصب في مصلحة الأيتام والبسطاء خفف الحزن والألم في قلوبنا وصدورنا.

وشدد على استعداده وعزمه، هو شخصياً، على المضي في «دروب الخير» والعمل الإنساني، الذي كان والده أحد رواده، ونموذجاً يُحتذى في هذا السبيل، ودفع في سبيله روحه الطاهرة.

«سفير الإنسانية»

راشد محمد الكعبي، شقيق «شهيد الإمارات»، أشار إلى أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقب (سفير الإنسانية) على شقيقه يشكل مصدراً للفخر ووساماً على صدورنا، وصدور أبناء الإمارات كافة.

التفاف مجتمعي

وأعرب راشد الكعبي عن بالغ شكر العائلة وتقديرها لقيادة الدولة الرشيدة، وحكومة الإمارات، ووزارة الخارجية، وسفارة الدولة في أفغانستان، ومؤسسات الدولة، وشعب الإمارات، الذين التفوا حول العائلة في مصابها، مقدمين دعماً إنسانياً مجتمعياً وطنياً لعائلة السفير، منذ الإعلان عن الحادث الإرهابي.
وأكد أن عائلة السفير حظيت باهتمام واسع من قبل قيادة الدولة، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، منذ وقوع الحادث الإجرامي، الذي أدى لإصابة شقيقه الأكبر، السفير جمعة الكعبي، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، مشدداً على أن العائلة مؤمنة بقضاء الله وقدره.
وأضاف أن والدة السفير بخير، تبلغ نحو 66 عاماً، وهي مؤمنة صابرة ومحتسبة، في حين توفي والده عام 1985.
وأكد الكعبي أن التفاف قيادة الوطن والحكومة حول أبنائها الشهداء وأسرهم وأقاربهم يعد دواء ناجعاً لآلامنا وجراحنا، ويخفف من مصابنا بفراق أحبتنا، الذين غادروا هذه الدنيا، دفاعاً عن الوطن وقيم الإنسانية والحق والخير، لافتاً إلى أن ابن الشهيد وشقيقه وابن عمته كانوا بصحبته خلال رحلة العلاج، على نفقة الدولة، التي أسلم الروح ولفظ أنفاسه الأخيرة فيها.

وتناول ناصر سالم الدهماني، ابن خال الشهيد، مناقب «شهيد الإنسانية» الذي حرص على أن يكون باراً بوالدته وبأشقائه وشقيقاته والارتباط الوثيق بعلاقات طيبة مع من حوله.

وأكد أن الشهيد كان حريصاً على المساهمة في دعم العمل الخيري والإنساني، ويمنحه نصيباً واسعاً من وقته وجهوده.

المنطقة جادت بأول شهيد إماراتي

بدوره، ألقى علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي وما حولها جنوب إمارة رأس الخيمة، الضوء على أن المنطقة، التي ينتمي إليها «شهيد الإنسانية»، رحمه الله، حيث عاش ونشأ وبقي، وفيها بيته وأسرته، وظل يعود إليها في إجازاته، هي المنطقة ذاتها، التي قدمت «أول شهداء الإمارات»، سالم سهيل خميس، وهو من قدم روحه ودمه دفاعاً عن الوطن في وجه القوات الغازية لجزيرة طنب الكبرى الإماراتية، في عام 1971. وأكد مسؤول المنطقة أن الشهيد كان من «خير الرجال» ومن الناس الطيبين، ويتحلى بأخلاق حميدة وخصال إنسانية، وهو بمثابة ابنه، فيما عرف بحرصه على بر والديه وصلة الأرحام والتواصل مع أصدقائه وجيرانه، رغم مشاغله المتعددة ومسؤولياته الجسيمة.

أبناء الشهيد

للشهيد جمعة الكعبي، 5 أبناء، اثنان من الذكور، «غدير» 32 عاماً، وهو متزوج، وله طفلان، بنت وولد، ومحمد، 14 عاماً، في الصف التاسع، و3 بنات، أكبرهن تبلغ 25 عاماً، وطفلة عمرها عامان فقط، وصولاً إلى «آخر العنقود»، التي لا يتجاوز عمرها 6 أشهر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"