عادي

«الشارقة للكتاب» تضيء على تجربة الإمارات في معرض القاهرة

03:32 صباحا
قراءة 4 دقائق

تواصل هيئة الشارقة للكتاب مشاركتها في الدورة 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يستمر حتى العاشر من فبراير/شباط الجاري، وتقدّم الهيئة خلال مشاركتها عرضاً لأبرز مبادراتها ومشاريعها التي تتمحور حول القراءة والنشر، حيث تعرض تجربة معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، والبرنامج المهني للناشرين، ومؤتمر المكتبات الذي يقام سنوياً بالتعاون مع جمعيات المكتبات الأمريكية، إضافة إلى مدينة الشارقة للنشر.

نظمت الهيئة عدداً من الاجتماعات واللقاءات لبحث سبل التعاون مع الجهات القائمة على تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب، والفعاليات الأخرى المرتبطة بالقراءة والكتاب، وناقش الوفد المشارك، الأنشطة والمبادرات التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع عدد من الجهات الفاعلة في مجال النشر في مصر.
كما اجتمع وفد الهيئة مع عدد من الناشرين المشاركين في المعرض، وقدم عرضاً لما تقدمه مدينة الشارقة للنشر على مستوى صناعة الكتاب في المنطقة، والشرق الأوسط، وأبدى الناشرون اهتمامهم بالمدينة، وما تقدمه من فرص لحركة النشر في العالم العربي، سواء على صعيد الطاقة الاستيعابية للطباعة، وخدمات التسويق، والتخزين، والتصميم، والتحرير، وغيرها من الخدمات.
واستقبلت الهيئة في جناحها عدداً من الشخصيات الرسمية، وممثلي الهيئات الثقافية، والمثقفين، والشعراء، والأدباء، والإعلاميين، حيث زار الجناح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في مصر، و إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وعز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، والمهندس جمعة مبارك الجنيبي، سفير الإمارات لدى مصر.
من ناحيته أشاد محمد مختار جمعة بتجربة الشارقة الثقافية ودور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تفعيل دور الفن والأدب وأهمية ذلك في فتح أفق الحوار مع مختلف ثقافات العالم، مشيراً إلى أن معرض الكتاب يعد واحداً من المحافل التي تعزز الروابط الثقافية بين مختلف بلدان العالم العربي.
بدوره قال المهندس جمعة مبارك الجنيبي: «إن مشاركة الإمارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب لها تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من 20 عاماً، ومشاركة هيئة الشارقة للكتاب لها أهمية خاصة لما تعكسه من صورة واضحة عن المشهد الإبداعي الإماراتي، وما تقوده من جهود كبيرة، إضافة إلى ما تقدمه سنوياً من إصدارات مميزة تعرف القراء العرب بالكتّاب والمبدعين الإماراتيين». وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تحرص الهيئة على المشاركة في أهم معارض الكتاب العربية والدولية ضمن رؤية كرّسها صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي ظل يؤكد أن العمل الثقافي، فعل تفاعلي، يقوم على التواصل والحوار، ولا يمكن أن يحقق أثره من دون هذا الجهد».
وأضاف العامري: «يشكل معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية مهمة على صعيد المشهد العربي، ويعد ملتقى للعاملين في صناعة الكتاب، ومساحة تجمع الكتّاب والمثقفين من مختلف بلدان العالم، الأمر الذي يجعل منه فرصة لتقديم ما تسعى له الهيئة على المستويين الإقليمي والدولي، سواء من خلال المشاريع المقبلة، أو المبادرات، أو حتى الفعاليات القائمة».
الرواية الإماراتية منافس قوي
احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب بالرواية الإماراتية في ندوة بعنوان «المشهد الروائي في الإمارات بين الواقعية والرومانسية»، وقالت مقدمة الندوة المذيعة دينا قنديل إن الرواية الإماراتية تطورت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأصبح لها حضور قوي، واستطاعت أن تصل إلى مراكز متقدمة في الجوائز العربية، ولفتت قنديل إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح من أفضل ثلاثة معارض دولية للكتاب على مستوى العالم. 
وأشارت الروائية الإماراتية أسماء الزرعوني إلى أن الرواية الإماراتية يعود تاريخها إلى 40 عامًا على يد عبد الله راشد، مقدمة الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دوره المتميز في دعم الثقافة العربية وإنشائه بيوت شعر في العديد من البلدان العربية.
وأضافت، إن المرأة لها دور كبير في المجتمع الثقافي الإماراتي، وحققت العديد من النجاحات في كل المحافل التي شاركت بها.
ولفتت الزرعوني إلى مدى تعلقها بالأديب المصري يوسف السباعي وأدبه الرومانسي، مضيفة أنها عاشت في الشارع المصري بكل تفاصيله مع روايات نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأنيس منصور، وغيرهم من الكتّاب المصريين.
وأوضحت الروائية الإماراتية نادية النجار، أن الرواية الإماراتية منافس قوي على الساحة العربية، وتسعى الآن إلى الوصول للعالمية، وهناك ضرورة لزيادة ترجمة الأعمال الإبداعية الإماراتية إلى اللغات الأجنبية المختلفة كي يتعرف العالم على إبداعاتنا.
وأشارت النجار إلى أن الرواية الإماراتية كانت في بدايتها ذات طابع رومانسي، فيما اتجهت الآن إلى الرواية التاريخية وأصبحت أكثر عمقًا ونضجًا وأقرب إلى الواقعية.

قصائد إماراتية غزلية في المعرض

نظم بيت شعر الأقصر في معرض القاهرة للكتاب أمسيتين لكل من الشاعرين طلال الجنيبي ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة.
قدم الأمسية الأولى الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر، ووجه الشكر في بداية كلمته إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على مبادرة إنشاء ودعم بيوت الشعر على امتداد مساحة 
الوطن العربي، لتؤدي رسالتها في خدمة الشعر والشعراء والارتقاء بالثقافة العربية واللغة العربية.
كانت قصيدة الغزل النص الأبرز في القراءات الشعرية، وكان الجنيبي في حوارية مع الحبيبة التي تتوارى في الغياب، وإذ تتوالى الأسئلة، فإن الإجابة تأتي على لسان الشاعر نفسه، في قصيدة حملت عنوان «ما غبتِ منذ قصيدتين»، يقول فيها:
مذ أن سألتكِ/ هل سكنتِ/ فقلتِ/ قد أُسكنتُ عينْ..واحتار/ في أنى وأين؟/ ماغبتِ منذُ رسالتين/ مذ أرسَلَتكِ/ مشاعرٌ/ فأجبتها/ في جملتين/ ماغبت منذ تناقضينْ/ مذ لخَصتْكِ/ فأوجزتْ/ ففهمتُ/ ان لقاكِ دَينْ.
وفي الأمسية الثانية التي قدّم لها الشاعر عامر حسن يبرز البريكي صفات العاشق في قصيدة بعنوان «بكائية الغيم والطين»، يقول في مقطع:
على كتفيَّ الأرضُ تحملُ وزرَها
      ويحملُني ضلعٌ أراهُ مكسّرا
ولكنَّ دمعي كلما طحتُ قال لي
      توكأْ وخذ جرحي يُسطِّرُ ما جرى
إلى أن يقول:
أنا آدميُّ الروح لستُ نبيَّها 
     أخاطبُ ذات المغرمين بما أرى
أدفتِرُ أحزاني كثيراً وكلَّما 
     تفيضُ به الآهات أحتاج دفترا
وأخدعُ صبح الأمنيات بكذبةٍ 
    بأنَّ زوال الليل يبغي تصبُّرا
ولكن حلمي قد تأبَّطَ شَرَّهُ 
    وعمري بصحراء الوعود تشنفرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"