عادي
يرتقي بمستوى المدارس ومخرجاتها وسلبياته غير مؤثرة

"التعلم الذكي" تحول جذري في نظم التعليم بالإمارات

01:54 صباحا
قراءة 20 دقيقة

أثبتت دراسة حديثة أن الطالب الذي يدرس تعليماً ذكياً يفوق الطالب في التعليم التقليدي والافتراضي بنسبة 70%، كما أكدت الإحصاءات أن الإمارات تحتل المركز الـ 29 عالميا في تجهيز مدارسها بالانترنت وتكنولوجيا المعلومات، وأنها الأولى عربيا في الاستخدام التقني في مختلف المجالات .

كما قالت الدراسة إن المدارس الذكية تعتمد في تعليمها على التكنولوجيا أكثر من العنصر البشري، ومجهزة بتقنيات ذكية وتختلف فيها وسائل التدريس من القلم والطباشير إلى اللوح الذكي، والنقل الإلكتروني للوظائف المدرسية إلى الطلاب عبر البريد الإلكتروني .

وأجمعت آراء خبراء التعليم والتربويين أن الطفرة الإلكترونية التي يشهدها العالم تزامنت مع عمر طالب اليوم، وأثرت في أسلوب حياته، ما فرض علينا مواجهة التحديات، وإنشاء جيل لا يقل عن أقرانه علميا وتقنياً، وهنا تكمن أهمية التعلم الذكي الذي يعد تحولا جذرياً للمفاهيم التقليدية ونظم التعليم في الإمارات، للارتقاء بمستوى المدارس، وبيئتها وجودة خدماتها ومخرجاتها التعليمية، وتحول الصف التقليدي إلى صف إلكتروني وتصميم مناهج تعليمية خاصة للحصول على مخرجات تعليم عالية المواصفات، ولكن في الوقت ذاته، تختلف بعض الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من التعليم، ليبقى السؤال: هل ل التعلم الذكي سلبيات مؤثرة بالدرجة التي تثير لدينا القلق على مستقبل الأبناء أم أن إيجابياته تطغى على سلبياته، وأن وسائل التصدي للسلبيات متعددة ومتنوعة والجميع يستطيع التغلب عليها؟

الخليج التقت أطراف العملية التعليمية لتنقل نبض الميدان التربوي حول مستقبل الأبناء في ظل التعلم الذكي من خلال سطور هذا التحقيق .

قال حميد محمد القطامي، وزير التربية والتعليم ل الخليج إن التعلم الذكي مفهوم علمي جديد يغير مسار العملية التعليمية، ويعد تحولاً جذرياً للمفاهيم التقليدية ونظم التعليم في الإمارات، ومشروعاً فريداً يهدف إلى تحقيق رؤية الإمارات (2021) في توفير نظام تعليمي رفيع المستوى يرتقي بمدارسنا وتعليم أبنائنا ويحقق جودة الخدمات التعليمية، وتحسين مخرجاتها وربط الطالب بمجتمع المعرفة، وتمكينه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة، وموافقة تطلعات الدولة في إعداد أجيال واعدة، بما تمتلكه من علوم ومعارف وفكر وانتماء وقيم .

وأضاف: نتطلع من خلال مبادرة التعلم الذكي التي جاءت بتعاون بين الوزارة وهيئة تنظيم الاتصالات، وبالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء، إلى الوصول لمدرسة تؤمّن تعليماً نافعاً مدى الحياة للجميع بفرص متكافئة، مدرسة تضطلع على نحو راق بوظائفها المتمثلة في خصوصية التعليم والتعلم والتربية والتنشئة الاجتماعية والإعداد للحياة، وفق قيمنا وهويتنا ومبادئنا الخاصة بالانفتاح على المنظومات التربوية ومستجداتها العالمية، وتتيح لطلبتها والعاملين فيها فرص الإبداع والابتكار والتفوق والتميز .

وأكد القطامي أن تهيئة الأجيال الناشئة وتمكينها من أدوات العصر رهان أساسي لضمان التقدم والتطور لقطاعات المجتمع كافة، وهو ما يتطلب النهوض بمفهوم التعليم وضمان التعليم المعرفي المتجدد وتقديم نقلة نوعية في مسار العملية التعليمية، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتعزيز التقنيات وأدوات التعلم الذكي، مضيفاً أن خطة الوزارة تستهدف تقوية القدرات التنافسية الإماراتية في قطاع التعليم على المستوى العالمي، لتصبح الإمارات ضمن أفضل عشر دول في العالم في قطاع التعليم، وتركز مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتعلم الذكي على التعليم الموجه للذات والتعليم المتناسب مع كل فرد، وهو ما يعتبر تحولاً جذرياً عن المفاهيم القديمة والتقليدية في التعليم، التي تنصب على توجيه كمية ضخمة من المعلومات والمعارف، التي تستهدف في الأساس الطلاب من ذوي المستويات المتوسطة، وفي المقابل نجد أن التعليم الذكي يتم تصميمه بحيث يتناسب مع قدرات كل طالب واحتياجاته .

صيغة مدروسة

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد المنصوري، مدير منطقة دبي التعليمية، أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتعلم الذكي، تشكل منعطفاً مهماً على صعيد الارتقاء بمخرجات التعليم الحكومي على مستوى مدارس دبي خاصة، والدولة بشكل عام، فهي وجدت بصيغة مدروسة ومنضبطة وشاملة، لتكون نواةً لتعليم يرقى إلى طموح قيادتنا الرشيدة في إعلاء شأن الدولة، وفي الوصول بالتعليم فيها إلى مصاف دول متقدمة عالمياً .

وأكد المنصوري أن التعلم الذكي أصبح اليوم ضرورة لمواكبة تطورات العالم الميدانية، بعد ان أدرك الجميع أن العالم مفتوح إلى أبعد مدى، وأن ما يحدث هنا يتردد صداه هناك سريعاً، وأن هذا الواقع المهني والتعليمي، على وجه الخصوص، يتطلب من جميع الدول حساً تطويرياً ورؤية صائبة لمحاكاة المتطلبات الصغيرة التي تبدأ من الروضة والمدرسة، لجعلها تساير ما يحدث في المحيط القريب المحلي والعالمي .

وأضاف: أعتقد أن المستقبل يصب في مصلحة التعلم الذكي بمسمياته كافة، وأن العملية التعليمية اليوم وغداً مرتبطة بشكل صريح بالجوانب التكنولوجية والتقنية، وأن النهوض بواقع التعليم والارتقاء به، يبدآن من الاهتمام بالمدرسة، وتوفير الأرضية الصلبة للوصول بها، إلى ما يطمح إليه الجميع على صعيد التعليم في دولتنا .

وأوضح أن مدارس منطقة دبي التعليمية تعتمد بنسب متفاوتة على استخدام التكنولوجيا في التعليم، وبعضها أصبح متكاملاً تقنيا والبعض الآخر تجد الحداثة تضاف إلى صفوفه يوماً بعد يوم لتطغى على التعليم التقليدي، الذي لم يعد قادراً على مسايرة المتطلبات العالمية في التعليم، وهنا أقول إن الكمال في جانب التعلم الذكي لا يمكن أن يحدث طالما أننا نعيش في عالم متغير يومياً، بل كل ساعة، لكن المهم أن نسعى جاهدين لمواكبة هذا التطور والتغير العالمي السريع، وهو ما نجسده في مدارس دبي كافة .

فضاء مفتوح

من جانبه قال سعيد الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية إن التعلم الذكي من أهم نوافذ المعرفة التي تتسارع فيها الحركة العلمية التي تجاوزت التعليم التقليدي، وأصبحت فضاء مفتوحا ترتاده جميع فئات المجتمع، وهذا ما يجعله ضرورة حتمية تتنافس فيها الأمم .

وأشار إلى أننا نعيش اليوم حالة انفجار تكنولوجي ومعرفي، لذلك فمن الضروري للمؤسسات التعليمية مواكبة هذا التطور التكنولوجي لنتعايش معه ونستخدمه في عمليتي التعليم والتعلم، مؤكداً أهمية تعميم دور التقنية التعليمية في تطوير مدخلات العمل التربوي وممارسته . وأضاف أن الحاسوب يتمتع بمميزات السرعة والدقة وتنويع المعلومات والمرونة في الاستخدام والتحكم في طرائق العرض، ما يجعله أفضل أساليب وأجهزة عرض المعلومات من كتب وغيرها، مؤكداً أن المبادرة مهمة للجميع، خاصة البيئة الصفية وما يتبعها من تقليص أعداد الطلبة في الفصول، وتزويد المدارس بسبورات ذكية، وتطوير المناهج وتدريب الهيئات التدريسية، ما يؤدي إلى إيجاد جيل مؤهل على درجة عالية من الثقافة .

دعم البحث

ومن جهتها تقول فوزية العوضي، موجه أول اللغة الإنجليزية في وزارة التربية والتعليم: نحن على ثقة أن مستقبل التعلم الذكي في الإمارات ماض بشكل سليم في ظل القيادة الرشيدة، وهذا ما يعطينا الحافز لتجسيد رسالتنا وأهدافنا في نشر ثقافة التعليم الذكي ودعم البحث والتميز العلمي في العالم العربي وليس في الإمارات فقط، ولكن يجب الانتباه إلى أن التعلم الذكي قد يؤدي إلى ضعف الدافعية نحو التعلم والشعور بالملل نتيجة الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت والتعامل معها لفترة طويلة، ولا سيما إذا كانت المادة العلمية المعروضة خالية من المؤثرات السمعية والبصرية التي تجذب المتعلم نحو التعلم .

وترى ياسمينة عبدالله المازمي، رئيسة قسم الارشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، أن هذا النوع من التعليم الأكثر فعالية في فتح أبواب الإبداع ومساعدة الطلاب على التعلم، حيث إن تعريفه يعني استخدام التكنولوجيا في عملية التعليم ولا يعني أن كل أنواعه يجب أن تتم عن بعد بشكل تام، إذ يمكن وجود المعلم والمتعلم في قاعة التدريس نفسها، فإذا استخدم المعلم أدوات مثل السبورة الذكية، وأجهزة الآي باد، والصفوف الافتراضية، ووسائل التكنولوجيا التي تدمج الطالب في التعلم وتجعله جزءا كبيرا ومحورا من محاورها، فهذا يعني تعليماً ذكياً على الرغم من وجود المعلم والطالب بشكل مباشر معاً .

وقالت شريفة موسى، مديرة إدارة الأنشطة في وزارة التربية والتعليم، إن التغير التقني والعلمي السريع، وظهور نظريات واستراتيجيات تدريسية جديدة، يفرضان علينا أن نعمل جميعاً لتحسين وتطوير أداء المعلم والطالب في الموقف التعليمي والبيئات الصفية، بما يلبي متطلبات التغيرات والتجديدات التربوية سواء أكانت وسائل أو أدوات أو تقنيات تربوية واستراتيجيات تدريسية، مشيرة إلى أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم غطت بمساراتها كل النقاط المهمة في ملف تطوير التعليم ومواكبته للدول الأكثر تقدماً في هذا المجال، مضيفة أن التركيز على البيئة التعليمية الصفية أحد العناصر المهمة في بناء عمليات التعلم .

الجانب العقلي

تقول سناء عبدالعظيم، موجه أول رعاية نفسية بوزارة التربية والتعليم، يبتكر العلماء والتربويون الطرائق المختلفة للتعليم لكي تتناسب مع العقليات المختلفة للطلبة، فقد جاء التعليم الذكي لخدمة الجانب العقلي للطلبة لما يستخدمه من تقنيات ووسائط رقمية لإيصال ودعم وتعزيز عملية التعليم والتعلّم والتقييم . وأكدت أن التعليم الذكي يؤدي دوراً كبيراً في تنمية ذكاء الطالب المنطقي والقدرة على التحصيل الدراسي وفهم المعلومات، حيث ان برامج الحاسوب المتنوعة التي تستخدم إمكانيات ووسائل قد لا تتوافر دائماً في القاعة الدراسية (مثل الأفلام العلمية والمواد الصوتية والمرئية والمؤثرات الحسية) تساعد الطالب على استيعاب المعلومة وتثبيتها بسهولة ويسر .

ولفتت إلى مميزات الاختبارات الإلكترونية التي تنزع من نفس الطالب شعور الخوف والتوتر الذي قد يسيطر عليه أثناء دراسته، فعلى سبيل المثال الاختبارات للمراحل التعليمية الأولى تكون على هيئة ألعاب شائقة تزيد من رغبة الطالب في خوضها، مضيفة أن مشكلة طلاب المراحل التعليمية المتقدمة، هي التوتر والخوف، فالاختبار في المنزل سيزيل بالتأكيد قدراً كبيراً من الرهبة ويساعد الطالب على التركيز والإجابة بثقة أكبر .

الطالب والحاسوب

وأكدت أن التعليم الذكي يسهم في تنمية ذكاء الطالب بتغيّر مفهوم العلاقة بين الطالب والحاسوب، فلم تعد العلاقة علاقة لعب وتسلية، بل أصبح الحاسوب أداة مهمة للتعلم، كما أن علماء النفس والتربية يعتبرون التعلم الذاتي من أفضل أساليب التعلم ومن أهم العوامل التي تساعد الطالب على تكوين قواعد علمية راسخة لديه لفترات طويلة من عمره، لأنه يمكّن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه، وإثرائها ونجاحها في تحقيق تعلم فعال، موضحة ان الطفل في سن 4 سنوات يستطيع أن يتلقى تعليماً ذكياً ويحقق تفوقا ملحوظا خلال الدارسة .

تجويد التعليم

قال منصور شكري، مدير مدرسة دبي الثانوية، إن هذا النوع من التعلم يعد استراتيجية علمية مدروسة بعناية لتجويد النظام التعليمي والاستثمار في الموارد البشرية التي قال عنها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن مستقبل الإمارات الأفضل يبدأ من مدارسها، وأضاف أن هذه الرؤية المستنيرة والتوجه الصادق الوطني يجعلان أبناءنا الطلبة قادرين على اقتحام عصر المعلومات واستيعاب معارفه وتقنياته، مؤكداً أن خلق بيئة تعليمية جديدة من خلال مبادرة التعلم الذكي يشكل قوة دفع في ثورة المعلومات والإنتاج الكثيف للمعرفة اللامحدودة، معتبراً أن تدريب المعلمين وتطوير كفاياتهم سيكون له مردوده القوي باعتبار المعلم رافعة تطوير حقل التعليم الأساسي .

مواجهة التحديات

من جانبها تقول مريم الشامسي، مديرة مدرسة أم الإمارات: إن الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم الآن تفرض علينا مواجهة التحديات وإنشاء جيل يستطيع أن ينافس في مجال التعليم عالمياً، الأمر الذي جعل التعلم الذكي ضرورة ملحة لتطوير التعليم في عصرنا الحالي، ولا سيما أن الطالب حالياً يعتبر مستخدماً بارعاً للثورة المعلوماتية التي تزامنت مع عمره وأثرت في أسلوب حياته اليومية حتى أوصلته إلى التفوق على معلميه، لذلك تحول الصف التقليدي إلى صف ذكي وصممت مناهج تعليمية خاصة للحصول على مخرجات تعليم عالية المواصفات وطلاب مؤهلين عالمياً للمنافسة في شتى مجالات العلم ما يشكل تحدياً كبيراً لأصحاب القرار في مجتمعاتنا الناشئة .

وأكد صالح فاضل، وكيل المدرسة المتحدة، ضرورة وجود المعلم في الميدان التربوي رغم تطور التكنولوجيا لأهمية دوره في التربية والتعليم معاً، لذا يجب تعزيز دوره وتأهيله تقنياً لمواكبة التطور التكنولوجي، وهذا لدوره التربوي العظيم في غرس القيم والأخلاق والثوابت والاعتزاز بالهوية الوطنية وميراث الماضي والدين واللغة وتوجيه الطالب لما فيه خير وصلاح، ولا سيما أن الآلة لا يمكنها القيام بهذا الدور مهما كان حجم تطورها لما ينطوي عليه من جانب إنساني مهم . وأشار إلى أهمية وجود الكتب المدرسية الملموسة وتعزيز علاقتها بالطالب نظراً لأهميتها، فهي الأكثر أماناً من أجهزة الكمبيوتر التي نخشى إصابتها بالفيروسات المضادة أو الهكر الذي قد يضيع مناهجنا التربوية، كما أن المؤسسات البحثية العظمى تطرح براءات اختراعاتها في مجلات وإصدارات بحثية ورقية رسمية حفظاً لها .

صفوف افتراضية

من جهتها تقول شريفة حجات، منسقة التعليم الذكي في كلية التقنية للطالبات بدبي، إن التعلم الذكي يعتبر نوعاً جديداً من التعليم يعتمد على استخدام التكنولوجيا، في صفوف افتراضية نستطيع الالتحاق بها من أي مكان في العالم، ويجعل المادة الدراسية متاحة طول الوقت بمرونة وفعالية ووفرة، مشيرة إلى تضاعف المعرفة في العشر سنوات الأخيرة بمقدار ما كانت عليه منذ قرن من الزمان بسبب هذه المرونة في تبادل المعرفة بغض النظر عن المكان والزمان، وهناك أيضاً الميزات التقنية التي بفضلها أصبح المعلم قادراً على متابعة أعداد أكبر من الطلاب من خلال ساحات النقاش، ووسائل التواصل المتنوعة كبرامج المحادثة والصفوف الافتراضية، واستخدام الفيديو لشرح الدروس .

وأضافت أن التعلم الذكي يوفر للطالب أدوات تزيد فعاليته ومناخه الإبداعي للتعلم والتواصل والمشاركة والتحفيز والاهتمام، وهذه عوامل مهمة في زيادة الدافعية للتعلم والدراسة، ولكن يضع هذا النوع من التعليم في الوقت ذاته عبئاً كبيراً على الطالب من حيث مسؤوليته في التعلم الذاتي، حيث إن 70% من المجهود تكون من نصيب الطالب و30% نصيب المدرسة وليس الاعتماد على المعلم مصدراً للمعلومة، فأصبح الدارس مطالباً بالبحث عن المعلومة في مصادر مختلفة، إضافة إلى تقيّمها وتحللها وتنظمها ما يزيد من مهاراته وكفاءته، ما يتطلب من الدارس تنمية مهارات تنظيم الوقت .

الحفظ والتلقين

وأوضحت أن التعلم الذكي يوفر لنا الأدوات والتقنيات التي تجعلنا كتربويين نركز على روح التعلم وتنمية المعرفة والمهارة والسلوك الإيجابي لدى الطلاب، ونبتعد عن الحفظ والتلقين كوسيلة واحدة ومطلقة في التدريس، فإذا ارتفعت مهارات المعلم وتجددت أساليبه التدريسية فسيكون التأثير إيجابياً في المدارس والجامعات وفي الطلبة، مضيفة أن متطلبات المدارس لكي تكون ذكية أو متحولة من التقليدي إلى الذكي لا تتطلب تكلفة كبيرة ولكن تعتمد على إعادة الإنفاق وهيكلة البنية التحية للمدرسة، وعملية إعداد الطالب وتجهيزه للتعامل مع المدارس الذكية بالانتقال من حمل الكراسة إلى حمل الكمبيوتر اللوحي ومن تداول الوظائف المدرسية عن طريق الورق إلى تداولها عبر البريد الإلكتروني .

الأكثر أهمية

عبدالحميد حجازي، معلم تاريخ يقول إن هذا النوع من التعليم يعزز دور المعلم ويسهم في تطور أدائه، وسيصبح دوره أكثر أهمية وصعوبة فهو يدير العملية التعليمية باقتدار ويعمل على تحقيق طموحات التقدم والتقنية، ويعمل على تحويل غرفة الصف الخاصة به من مكان تنتقل فيه المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب إلى بيئة تعلم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب، حيث يقوم الطلبة مع رفقائهم على شكل مجموعات في كل صفوفهم وكذلك مع صفوف أخرى من حول العالم عبر الإنترنت .

تطوير الأداء

أما حامد عبدالعظيم، معلم أحياء، يرى أنها فرصة جيدة لكل معلم لتطوير نفسه وأدائه والاطلاع على التحديثات الجديدة في العملية التعليمية، ويجب أن يتبع المعلم مهارات تدريسية تراعي الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة للمتلقين، ولابد أن يطور الفهم العملي لتكنولوجيا التعليم مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له، مضيفاً أن يعمل المعلم بكفاءة مرشداً وموجهاً حاذقاً للمحتوى التعليمي، فالتعلم الذكي لا يعني تصفح الإنترنت بطريقة مفتوحة ولكن بطريقة محددة وبتوجيه لاستخدام المعلومات الإلكترونية، وهذا يعتبر من أهم أدوار المعلم، ولأن المعلم هو جوهر العملية التعليمية يجب عليه أن يكون منفتحا على كل جديد وبمرونة تمكنه من الإبداع والابتكار .

دور المعلم

وعن دور المعلم في التعلم الذكي يقول محمد الزيني، معلم مختبر كيمياء، قد يتبادر إلى الأذهان مفهوم خاطئ بإلغاء دور المعلم في العملية التربوية التعليمية بدخول التقنية عبر التعلم الذكي، فهذا النوع من التعليم لا يعني إلغاء دور المعلم، على العكس سيصبح له دور كبير في إدارة العملية التعليمية في مسارها الجديد ولاسيما في تدريس المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات التي تفرض ضرورة وجود المعلم بدوره الفعال في تلقين الأبناء الدروس بشكل مباشر لتكون التكنولوجيا هنا مجرد وسائل في التعليم وليست أدوات تلغي دور المعلم الأساسي في عملية التعليم والتعلم .

مسار التعليم

ويقول أحمد لطفي، معلم حاسوب، إن التعلم الذكي يحدث نقلة نوعية في مسار التعليم في الإمارات، موضحاً أن الفصل الذكي يحتاج في إعداده إلى سبورة ذكية والاتصال بالإنترنت وأجهزة سمارت تي في وطابعة إضافة إلى الكمبيوتر اللوحي للطالب، وألا يزيد عدد الطلبة على 20 طالبا في الصف الواحد، ويتلقون دروسهم في مجموعات متعددة، ويمكن أن تختلف اوقات الحصص باختلاف تطبيق المواد الدراسية مع مراعاة مواعيد الدوام الرسمي للمدرسة والمعلمين .

وأشار إلى أن تحقيق التعلم الذكي يتطلب تهيئة الكادر البشري لاستخدام تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم، وتوفير شبكات وأجهزة وربطها بهيئة متخصصة للدعم الفني وتوفير الأدوات الرقمية اللازمة من برمجيات وخدمات لتطوير المحتوى الذكي .

المهارات الاجتماعية

وفي ما يخص سلبيات التعليم الذكي يقول د . حسين عوض، أستاذ جامعي وولي أمر، أهمها ضعف التعامل المباشر بين المعلمين والمتعلمين والتركيز بالدرجة الأولى على الجانب المعرفي، ما يضعف المهارات الاجتماعية لدى المتعلمين، ولا سيما في المرحلة الجامعية الأولى الذين سيفتقدون فيها اكتساب السلوكيات، والقيم، والقدوة من المعلمين، ويقتصر الأمر على مجرد تحصيل المعارف والمعلومات، كما أن قلة اللقاء بين المعلمين والمتعلمين تضعف من تمكين المعلمين من التعرف إلى مواهب وقدرات المتعلمين، وبالتالي توجيههم التوجيه المناسب .

ذوو الاحتياجات

فيما ترى منال فؤاد، ولية أمر، أن إدخال التعلم الذكي لكل مدارس الدولة، تستفيد منه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن تكنولوجيا التعليم أسهمت بنسبة 80% في عملية التعليم والتعلم لهذه الفئة، وتساعدهم على التغلب على كثير من العقبات التي تحول دون استقلالهم، كما أنها تيسر عملية تواصلهم الاجتماعي وترفع من مقدرتهم على استيعاب وتطبيق مهارات الحياة اليومية، وتؤثر فيهم إيجابياً من الناحية النفسية والأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية، وهذه خطوة مهمة لتمكينهم من اتباع كثير من الوسائل الإلكترونية التي تساعدهم على التفوق والتغلب على الإعاقة والتعامل مع التعليم بشكل أكثر إنتاجية، حيث إن الوسائل التعليمية العالمية تربط الطالب بعوالم المعرفة المختلفة لتفتح مداركه وآفاقاً جديدة، ومن المهم أن ما يتم تحميله من برامج يكون ذا محتوى متنوع ومفيد ليواكب التعليم .

من جانبه أكد غانم محمد، متقاعد، أن التعلم الذكي يوفر آليات المكتبة الذكية التي توفر الوقت والجهد، ويتيح الفرصة للحفاظ على المواد العلمية المختلفة، ويبقى دور أمين المكتبة ارشادياً لمساعدة الطلبة على اختيار الكتب المفيدة في القراءة، لافتاً إلى انتهاء عصر الحقيبة المدرسية التقليدية مع وجود التعلم الذكي على الساحة التعليمية ليحل محلها أجهزة الحاسوب الشخصي للطلبة .

التحصيل السريع

يقول الطالب محمد العبادي: لاشك أن التعليم الذكي يتسم بمزايا عديدة تشجع الطلبة على التحصيل السريع من خلال برامجه التي تساعدهم على تحقيق التقدم العلمي، إضافة إلى السرعة والسهولة في إلقاء الدرس ومرونة التطبيق، كما أن الكتب الإلكترونية حققت تميزاً في تناول العديد من موضوعات الدراسة بطرائق مختصرة ومفيدة، ولكن رغم طغيان وسائل التكنولوجيا الحديثة في المسيرة العلمية، أرى أن أساس التعليم هو المعلم الذي يجب الحفاظ على وجوده بل تفعيل دوره بما يتناسب مع المعلوماتية التعليمية .

اتجاهات إيجابية

أما الطالب يحيى عبدالعزيز يرى أن مزايا هذا النوع من التعليم يصعب حصرها، فإنه يساعد على تنمية التفكير البصري، وتنمية اتجاهات إيجابية نحو التعلم، وتنمية ميول الطلاب نحو العلوم، كما يجعل عملية التعلم أكثر سهولة، ويقلل من صعوبات الاتصال اللغوي بين الطالب والمعلم، ولكن أرى أن الدمج بين التعليم في المدرسة بكامل تقليديتها ووسائل التعلم الذكي سيعود على الطالب بالنفع أكثر، بحيث ندرس داخل الصف صباحاً بشكل تقليدي، وفي المساء نتلقى أوراق العمل والاختبارات عبر الانترنت، مضيفا أنه يفضل الدراسة عبر الكتب التقليدية عن الذكية في العملية التعليمية لما تتضمنه من تفاعل وشمولية في تناول الدرس، الأمر الذي تفتقده الكتب الذكية .

فيما أكد الطالب شرف الدين عبدالله أنه لا فائدة من التعليم إن لم يكن هناك تفاعل مباشر بين المعلم والطالب، ما يعزز دور المعلم في العملية التعليمية، حيث إنه المعلم والمربي في الوقت ذاته، وأشجع تطوير التعليم والمعلم بوسائل التقنية الحديثة التي تواكب ثورة التكنولوجيا العلمية التي نشهدها هذه الأيام .

وأشار الطالب محمد خالد إلى أن الجميع يتطلع إلى الخروج من التعليم التقليدي إلى التعليم المطور لاسيما أنه يفتح نوافذ عديدة للمتعلمين ليرتبطوا بالعالم المعرفي وليس الصف فقط، ولفت إلى أن التعليم الإلكتروني أصبح تعليما أساسياً ونطمح كطلاب أن نكون جزءا من المنظومة العالمية التي تواكب المتغيرات التعليمية .

الإفراط التقني

وترى الدكتورة أماني ادريس مديرة مجموعة دومينال الطبية أن أضرار الافراط في استخدام الحاسوب تنقسم إلى قسمين رئيسيين الأول: آثار بدنية ونفسية قصيرة المدى وتشمل توتر وإجهاد عضلات العين وتبدأ بالشعور بالحرقان في العين والقلق النفسي وضعف التركيز، والثاني: آثار بدنية ونفسية بعيدة المدى أي تأخذ فترة أطول لظهورها ومنها آلام العضلات والمفاصل والعمود الفقري ومثال ذلك آلام الرقبة وأسفل الظهر وآلام الرسغ كما يمكن أن يتسبب في ظهور حالة من الأرق والانفصال النفسي عن عالم الواقع والعيش وسط الأوهام والعلاقات الخيالية لاسيما لمن يدمنون على منتديات الحوار، كما يمكن أن يؤدي إلى حالة من زيادة الوزن نتيجة لعدم الحركة مع تناول الوجبات والمشروبات عالية السعرات، وطبعاً لا ننسى أن نذكر المخاطر الإشعاعية الصادرة عن المراقيب وكذلك تأثير المجالات المغناطيسية الناتجة عن الدوائر الكهربائية والإلكترونية . وأضافت ادريس أن من المتعارف أن من يستخدمون الحاسوب الآلي يتركون سواعدهم وأيديهم وظهورهم في حالة ثابتة مدة من الزمن ومثل هذا الوضع يتسبب في إيجاد ضغوط كثيرة على الجسم خلال مدة زمنية طويلة، هذه الضغوط وفي الدرجة الأولى تنال من العضلات وتؤدي في نهاية الأمر إلى أمراض تصيبها وتصيب المفاصل في الجسم .

المبادرة ترسم معالم مستقبل التعليم

جاءت مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي التي أطلقها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لترسم معالم جديدة لمستقبل التعليم في الإمارات، ولتكون هي وجهتنا إلى غد أفضل لأبنائنا .

تشمل المبادرة مدارس الدولة جميعها بتكلفة مليار درهم، وسيتمّ تطبيقها بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، تستهدف في الأساس إيجاد بيئة تعليمية جديدة في مدارس الدولة، من خلال التحرّك على أربعة مسارات رئيسية، الأول: تغيير البيئة الصفية، حيث سيتم تغيير بنية الصفّ الدراسي ليضم مساحات أوسع وعدد طلاب أقل، وتطبيق مفهوم الصفوف الذكيّة في جميع المدارس، واستخدام برمجيات تشاركية ذكية . الثاني: تطوير بنية تحتية إلكترونية متقدّمة في المدارس جميعها تضم شبكات الجيل الرابع فائقة السرعة، التي تتميّز بالأمان وتتناسب مع أعمار الطلاب من ناحية المحتوى الإلكتروني الذي توفره . الثالث: تطوير مجموعة من المناهج التعليمية المساندة للمنهاج الأصلي، تهدف إلى تسهيل استيعاب الطلاب للمناهج الأصلية والتوسّع في التطبيقات العملية لما يتم تدريسه . أما المسار الرابع، فيتعلق بتوفير خدمات متعدّدة لأولياء الأمور لمتابعة تحصيل أبنائهم إلكترونيّاً، والاطلاع على مشروعاتهم التعليمية، وإبداء الملاحظات والاقتراحات، أي العمل على إشراكهم في العملية التعليمية باعتبارهم طرفاً أصيلاً في عمليّة التطوير .

المدرسة الرقمية

قال حميد محمد القطامي، وزير التربية والتعليم، إن منظومة التعليم الذكي تكتمل في ذلك المشروع مع اكتمال أركان المدرسة الرقمية التي تستند في بيئتها التعليمية وبنيتها التحتية ومرافقها التربوية والعلمية والثقافية والترفيهية، إلى تجهيزات ووسائل تعليم تقنية رفيعة المستوى، مضيفاً أن المشروع يحقق هدف الخروج بالمناهج والمواد التعليمية، من الأطر التقليدية والصور النمطية المألوفة للكتب المدرسية، إلى المناهج الإلكترونية، والمحتوى العلمي التقني، الذي يتيح للطلبة فرص التعلم المستمر، والتعليم الجماعي والتواصل مع المعلمين، والوصول إلى البرامج الإدارية ومعلومات الطالب وبياناته، من خلال عالم الحوسبة السحابية، وباقة التطبيقات الذكية المتكاملة .

وأضاف أن الوزارة تعتمد على آخر ما جاد به العالم المعاصر من تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل التعليم الحديثة، لتمكين الطالب والمعلم وولي الأمر والإدارة المدرسية من التواصل الفعال، وتعزيز أدوار أطراف العملية التعليمية، في عمليات التحديث المستمر . مؤكداً أن العنصر البشري يظل الركيزة الرئيسة في كل تطوير .

التجربة اليابانية

بدأت تجربة اليابان في مجال التعليم الذكي في عام 1994 بمشروع شبكة تلفازية تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال (الكيبل) كخطوة أولى للتعليم عن بعد، وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم مشروع المئة مدرسة، حيث تم تجهيز المدارس بالإنترنت بغرض تجريب وتطوير الأنشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال تلك الشبكة، وفي عام 1995 أعدت لجنة العمل الخاص بالسياسة التربوية في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم تقترح فيه أن تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات اقليمي لخدمة لتعليم مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية، وتوفير مركز للبرمجيات التعليمية، إضافة إلى إنشاء مركز وطني للمعلومات، ووضعت اللجنة الخطط الخاصة بتدريب المعلمين واعضاء هيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانية الحكومة اليابانية للسنة المالية 1996-1997 حيث أقر إعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنيات التعليم الجديدة ودعم كل الأنشطة المتعلقة بالتعليم عن بعد، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق أساليب التعليم الذكي الحديث بشكل رسمي في معظم المدارس اليابانية .

التجربة الأسترالية

يوجد في استراليا عدد من وزارات التربية والتعليم، ففي كل ولاية وزارة مستقلة، ولذا فالانخراط في مجال التقنية متفاوت من ولاية لأخرى . والتجربة الفريدة في استراليا كانت في ولاية فكتوريا، حيث وضعت وزارة التربية والتعليم الفكتورية خطة لتطوير التعليم وإدخال التقنية في عام 1996م على أن تنتهي هذه الخطة في نهاية عام 1999 بعد أن يتم ربط جميع مدارس الولاية بشبكة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية، واتخذت ولاية فكتوريا إجراءً فريداً لم يسبقها أحد فيه، حيث عمدت إلى إجبار المعلمين الذين لا يرغبون في التعامل مع الحاسب الآلي على التقاعد المبكر وترك العمل . وبهذا تم فعلياً تقاعد 24% من تعداد المعلمين واستبدال آخرين بهم . تعد تجربة ولاية فكتوريا من التجارب الفريدة على المستوى العالمي من حيث السرعة والشمولية . وأصبحت التقنية متوافرة في كل فصل دراسي، وقد أشاد بتجربتها الكثيرون ومنهم رئيس شركة مايكروسوفت (بل غيتس) عندما قام بزيارة خاصة لها . وكانت وزارة التربية الأسترالية تهدف إلى تطبيق خطة تقنيات التعليم في جميع المدارس بحيث يصبح المديرون والموظفون والطلاب قادرين على: استخدام أجهزة الحاسب الآلي والاستفادة من العديد من التطبيقات وعناصر المناهج المختلفة، الاستخدام الدائم والمؤهل في تقنيات التعليم وذلك في أنشطة الحياة العادية، وفي البرامج المدرسية كذلك تطوير مهاراتهم في مجال استعمال العديد من تقنيات التعليم، وبينما يمكن (91%) من المدارس الدخول إلى شبكة الإنترنيت فإن (80%) من المدارس تستخدم في الوقت الحالي شبكة محلية داخلية .

احذروا هذه السلبيات

حذرت د .سناء عبدالعظيم، موجه أول رعاية نفسية، من وجود بعض السلبيات التي يجب وضعها في الاعتبار عند التعلم، فالطالب يكتسب بعض المهارات في البحث الذكي أثناء التعلم، إلا أنه يفقد بعض مهارات التصفح ومعرفة أمهات الكتب أو المصادر الورقية الشهيرة، وكذلك غياب الحوار أثناء تلقي المعلومات عبر القراءة أو الاستماع لفيلم تعليمي يؤثر سلباً في ذكاء الطالب، فالحوار يعطي فرصة للفهم والنقاش وينمي لديه قدرات التفاعل والتفكير، والتحليل، والتعامل مع المعلومات والنقاط التي لم يستوعبها جيداً، وبالتالي فإن تحصيله العلمي يتأثر بوجود حوار حول المادة الدراسية .

ولفتت إلى حدوث التشتت الذهني للطالب أثناء الدراسة الذكية، بسبب وجود سبل التسلية في أداة الدراسة نفسها (واقعياً)، الأمر الذي يشتت الطالب ويجعل لديه مثل الصراع الداخلي بين واجب الدراسة وبين حبه للتسلية وإن لم يكن هناك رقابة من الأهل أو دافع ذاتي للتحصيل العلمي والاجتهاد في الدراسة لأصبحت هذه النقطة مشكلة حقيقية في تحصيل الطالب العلمي .

وأشارت إلى أن التعلم الذكي يؤثر في سلوك الطالب الاجتماعي، حيث إن الذكاء العاطفي ليس عضوياً فقط بل اجتماعياً أيضا ويبدأ الطالب في اكتسابه في المراحل العمرية الأولى التي يكون فيها النمو الاجتماعي للطفل في بدايته، حيث يكتسب المهارات الاجتماعية الأساسية التي سيبني عليها شخصيته الاجتماعية في ما بعد، وأخطر عواقب فشل النمو الاجتماعي في هذه المرحلة هو التبلد في المشاعر وصعوبة فهم انفعالات الآخرين، وذلك لأن الاحتكاك المباشر بالبشر وما يولده من مواقف عاطفية يحفر في الذاكرة ويؤثر في سلوك الفرد وطريقة اتخاذ قراراته . وأضافت: هناك فرق كبير في أسلوب الثواب والعقاب الحقيقي الواقعي وأسلوب الثواب والعقاب الإلكتروني ومدى تأثر الطالب به، فالثواب والعقاب الواقعي يكون أكثر تأثيراً في نفسية الطالب ويؤدي إلى تحفيز السلوك الإيجابي وتراجع السلوك السلبي أكثر من أسلوب الثواب والعقاب الإلكتروني، كما أثبتت الدراسات العلمية أن الأجهزة الإلكترونية مثل التلفزيون والحاسوب وألعاب الفيديو تؤدي إلى الميل إلى العزلة وتراجع التواصل مع الآخرين، ونادت بضرورة تفادي هذه الآثار السلبية .

التجربة الكورية

كشف تقرير أعدته وزارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا والمجلس الرئاسي لاستراتيجيات المعلوماتية في كوريا أنه تم تأمين مبلغ 28 .2 تريليون وون، أي نحو ملياري دولار، بهدف إقامة البنية التحتية اللازمة للتعلم الذكي، وشراء أجهزة كمبيوتر وغيرها من الأجهزة والمعدات الرقمية، وبناء على تلك الخطة، ستتم رقمنة الكتب الورقية العادية، للمدارس الابتدائية حتى عام 2014 وللمدارس المتوسطة والثانوية حتى عام 2015 .

والكتب المكتوبة بالنظام الرقمي، هي مضامين تعليمية يتم حفظها على الإنترنت من خلال ما يسمى بنظام السحابة الكمبيوترية .

فكما تظلل السحابة العادية بقعة معينة من الأرض ، تظلل السحابة الكمبيوترية مساحة من مستخدمي الإنترنت، بحيث يمكن من خلالها الوصول إلى تلك المحتويات التعليمية عبر أجهزة الكمبيوتر العادية أو المحمولة، أو الهواتف النقالة الذكية، أو حتى التلفزيونات الرقمية الذكية وغيرها من الأجهزة الرقمية، أي أن الطلاب سيمكنهم الوصول إلى تلك الكتب والمحتويات التعليمية ودراستها في أي وقت وفي أي مكان، وهو ما سيقوي بشكل كبير جداً كفاءتهم الدراسية والتعليمية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"