“ياس ووتر ورلد” شلالات الإثارة والترفيه

أبوظبي فدوى إبراهيم:
في مدينة صممت كي تبرز التراث الإماراتي وتأخذ الزائر إلى آفاق لا حدود لها من المتعة، تعد مدينة الألعاب المائية "ياس ووتروورلد" في جزيرة ياس بأبوظبي، المكان الأمثل للسائح والمقيم لأن يبدد روتين حياته ويعيش أجواء الإثارة والتشويق . كيف لا وهي تحتضن 45 لعبة ومنزلقة مائية ومرفقاً ترفيهياً، وأكبر وأسرع لعبة إعصار في العالم .
في "ياس ووتروورلد" تبدأ المتعة من بوابة الدخول التي ترسم ملامحها التراثية بداية ملهمة لزائر المكان، وتبدأ الرحلة بمدخل الذي يشكل سوقاً تراثياً يضم عدداً من المتاجر التي تحتضن مجموعة من أبرز الهدايا التراثية والعصرية والمأكولات، وتمكن الزوار من اقتناء الوسائل التي تضفي على متعتهم متعة، منها ملابس السباحة، المناشف، أغطية خاصة بالهواتف النقالة لحمايتها من التلف وإمكانية التصوير في الماء، وكاميرات تستعمل لمرة واحدة، وغيرها من الوسائل .
تستند فكرة "ياس ووتروورلد"، التي طورتها الدار العقارية، على بنائها التراثي الذي يشمل بشكل عام في تصميمه الأخشاب والحبال والبراجيل والصخور، وإلى قصة مبتكرة وضعت خصيصاً للحديقة، تتناول حكاية "اللؤلؤة المفقودة" التي تقود الفتاة الإماراتية "دانة" في مغامرات للبحث عنها، ويشاركها المغامرة 11 شخصية أخرى .
على امتداد 15 هكتاراً تضم الحديقة العديد من المرافق الترفيهية كالمطاعم والعربات المتجولة للباعة ومقاعد الاستراحات، وأربعة ملاعب للأطفال أبرزها قلعة مرح للذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة وتضم 6 منزلقات مائية، ودلوي ماء ضخمين ومدافع مائية والعديد من الألعاب التفاعلية . ويهال التي تعد منطقة مصغرة من قلعة مرح، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و8 أعوام، وتضم منزلقات مائية صغيرة ودلواً ضخماً للمياه .
وتحظى السيدات في ياس ووتروورلد بليلة خاصة كي يتمتعن بخصوصيتهن بما يتوافق وعادات المجتمع الإماراتي، حيث تمنع الهواتف النقالة لمنع التصوير واختراق الخصوصية، ويمنع دخول الرجال ويسمح للأطفال دون سن الثامنة بالدخول برفقة أقاربهن من السيدات، وتعتمد الأوقات المسائية من يوم الخميس المخصصة للسيدات على حسب الموسم، وحالياً وبسبب برودة الطقس مساء ألغيت ليلة السيدات حتى وقت لاحق .
وفي جولة "الخليج" في "ياس ووتروورلد" التقينا عدداً من زوار المكان، الذين لم تفارق الابتسامة محياهم وهم يعيشون أجمل أوقاتهم، فتقول الشابة السائحة أديلا التي جاءت برفقة أصدقائها عن أبرز ما يمتعها في ياس ووتروورلد: "ليس لكونها المرة الأولى التي أزور المكان فيها ما جعلني متفاجئة، فما سمعته عنها وبعد مشاهدة صورها كان كفيلاً بأن يجعلني متشوقة لزيارة هذا المكان الممتع، وبعد جولتي داخل المكان لم استطع أن أشبع نهمي من المتعة فيها، فاتخذت قرار زيارتها لمرة ثانية، فهي مكان مختلف تماماً عن كل مكان مشابه زرته، لأن ألعابها مختلفة وتدفع كل زائر للمغامرة، وهذا أجمل ما يميزها لجمالياتها وقدرتها على توفير كل عوامل الأمن والسلامة"، وتنوه أديلا بأنها ستخبر كل من تعرفه عن جماليات المكان لتتيح لهم فرصة زيارته والتمتع فيه .
ويشير الشاب السائح نادر شكري إلى أن تصميم المكان مميز ويجدر بالزوار أن يمتعوا نظرهم منه قبل أن يخوضوا اللعب في أي من الألعاب المشوقة، فطابعه التراثي الذي قد يكون غير مألوف للسائحين يجعله بمثابة المتحف الممتع، فيقدم فرصة لمن جاء يستمتع بالمغامرة لأن يستمتع كذلك بالتراث الإماراتي، وهذه ميزة لا يجدها السائح في كل مكان ترفيهي يزوره، وعن أفضل الألعاب، يقول شكري: "أعجبتي بشكل خاص منزلقات سليثر، بانديت بومبر، لكن في الحقيقة كل الألعاب هنا ممتعة وقصتها كذلك تمنح الزائر فكرة عن بعض مفردات وخصائص الحياة في الإمارات"، مشيراً إلى أن أبوظبي أصبحت وجهة ترفيهية متميزة، خصوصاً بعد زيارته مدينة فيراري أبوظبي المملوءة بالإثارة والتشويق .
لم تعد المتعة بالألعاب مقصورة على الأطفال والشباب الصغير، بل المتعة في أبوظبي تدفع الجميع لمجاراتها والمغامرة والتجربة، وهذا ما دفع بالزوجين المصريين المقيمين محمد طارق وأسماء علاء بالمجيء للمرة الثانية إلى ياس ووتروورلد، بعدما زاراها المرة الأولى برفقة ولدهما الصغير، إلا أنهما لم يستطيعا استكمال المتعة فقررا المجيء بدونه هذه المرة، وفي هذا الصدد يقول المهندس طارق: "أثارت الألعاب إعجابي ولم أستطع أنا وزوجتي من استكمال متعة اللعب بالألعاب جميعاً، فكانت الزيارة الثانية التي جعلتنا نلعب بالألعاب ونكرر بعضها، كما أن السلامة والأمان والنظام في تلك الألعاب تحفز على تكرارها وعدم الشعور بالخوف بل المغامرة في ركوبها"، ويشير طارق إلى أن متعته وزوجته لا تتوقف عند زيارة المدينة والتمتع بألعابها، بل بالصور التي يلتقطونها في المكان وفي الألعاب تحديداً، وينشرونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وأنستغرام، ليدفعوا بالآخرين لزيارة المكان والتمتع بأجوائه .
وتقول زوجته إن من مزايا ياس ووتروورلد هي كثرة التعليمات التي يتلقونها في تجربة الألعاب وما تتضمنه من إجراءات السلامة والمتعة كذلك من قبل المسؤولين المنتشرين في أرجاء المكان، فضلاً عن متعة تنوع المطاعم الموجودة، والخصوصية التي يشعر بها بل تشعر بها كل امرأة في المكان بوجود رجال الأمن المسؤولين، منوهة بأهمية ليلة السيدات التي توفر لهن خصوصية مضاعفة ومتعة لاحدود لها .
حرص السائحان باراج ساجر وزوجته شيجنا فور وصولهما إلى أرض الإمارات، على قضاء اليوم الأول من رحلتهما ذات الأيام الأربع قي ياس ووتروورلد، التي تعرفا عليها عبر إحدى مواقع السفر السياحية فأثارت فضولهما، وكانت النتيجة أن اختاروا المكان، وعن ذلك يقول ساجر:"قدمنا من دبي لقضاء يومنا الأول سياحياً في ياس ووتروورلد، وكانت أبرز الألعاب التي أعجبتني هي ليوا لووب، بانديت بومبر الأفعوانية، وجبل دروب، والكثير من الألعاب المثيرة التي أنصح كل سائح أن يخوض تجربتها، ولعل السبب الآخر الذي دفعني لزيارة أبوظبي هو تمتعها بأكثر من مكان سياحي كمدينة فيراري أبوظبي ومسجد الشيخ زايد الذي انوي زيارتهما إذا أتيح لي الوقت، وأعتقد أن وجود هذه الأماكن تدفع الكثيرين للاستقرار في أبوظبي بشكل خاص للسياحة" .
وتقول زوجته أن أبرز مزايا ياس ووتروورلد هو تمتع المرأة فيه بالخصوصية، والديكور المميز الذي صممت فيه حيث لا يشمل فقط ألعاب، إنما هو حديقة، ومقاعد للاسترخاء، وردهة كبيرة لمطاعم عدة ومتنوعة تتيح للزائر تجربة أنماط مختلفة من الطعام الذي يعرفه على ثقافات عدة، وكذلك متاجر مميزة لاقتناء الهدايا التذكارية التي تعبر عن ثقافة الدولة، ناهيك عن توفر بعض الحلويات المصنوعة من التمر وحليب النوق، وكذلك الحال فالمشروبات الخاصة بالثقافة الإماراتية .
وبمتعة غامرة عاشت الصديقتان كريستين كورديرو وكاثلين جيمنا أوقاتهما في ياس ووتروورلد، ليس فقط لتجربتهما الألعاب والمرافق الأخرى بل لأنهما قدمتا من الشارقة لزيارة المكان على إثر عرض مقدم من ياس ووتروورلد لموظفي الفنادق في الدولة بخصم مالي على الدخول، تقول كورديرو: "سمعت من زملاء العمل عن جماليات ياس ووتروورلد وعن الخصم المقدم من قبل إدارة المكان، فقلت لما لا أخوض هذه التجربة، وفعلا اتفقت من صديقتي وجئنا وكان المتعة المحققة، فالمكان أكثر من رائع كونه يبدد الروتين اليومي ويقود كل زائر لمتعة وذكرى لا تنسى، فما أجمل يوم يقضيه الفرد بين الخضرة والماء والتصميم التراثي الجميل، كما أن ما يسهم في أن يقضي الفرد يومه كاملاً فيه هو الأطعمة المتنوعة الموجودة والخدمات الراقية في غرف الاستحمام وتغيير الملابس، فيجد الفرد نفسه محاطاً بكل ما يحتاجه ما يدفعه لقضاء يومه بأكمله بل ويطمح لتكرار الزيارة" .
وتقول صديقتها جيمنا إن التجول في المكان أولاً قبل ممارسة أي لعبة هي الطريقة المثلى لاستمتاع به، وحين تزور مكاناً كبيراً مثل "ياس ووتروورلد" يجب أن تصنع خطة لنفسك، فالجولة في المكان كاملاً أولاً تتيح له ترتيب أولوياته في المتعة، فمثلا هناك ألعاب مثيرة من الجيد أن يجربها الفرد أولاً قبل غيرها حتى يتسنى له إذا رغب تكرارها لاحقاً، بينما يخطط بعد ذلك للمكان الذي يود أن يتناول طعامه فيه بعد أن يطلع خلال جولته على نوعية المطاعم الموجودة وما يلائمه منها، كما عليه أن يعرف متى سيتناول الطعام لئلا يؤثر في معدته وحالته الصحية في حال تبع تناوله الطعام ركوبه أحد الألعاب المثيرة، وأن يتعرف إلى حالة الطقس والشمس قبل زيارته للمكان، لئلا يتبع زيارته ومتعته حالة من الإعياء والتعب والبرد إثر تناوبه على الألعاب وهو مبتل .