نشب سجال، أمس الجمعة، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير عدله، بيل بار، بعدما دعا الأخير سيد البيت الأبيض إلى التوقف عن التغريد، بشأن عدة ملفات قضائية حتى لا يجعل عمله «مستحيلاً»، لكن ترامب عاد مجدداً، مغرداً بأن «من حقه التدخل»، وذلك بعد جدل مثار، عقب خفض وزارة العدل عقوبة مقترحة بحق أحد مستشاري الرئيس، دين بالكذب على الكونجرس.
وتشهد واشنطن جدلاً كبيراً، إذ يشتبه في أن بار أمر هذا الأسبوع بناء على طلب الرئيس، المدّعين العامّين بتخفيض أحكام طلبوا إنزالها بروجر ستون المستشار السياسي لترامب. واتخذ هذا القرار أهمية خاصة، لأنه أعقب تغريدة لترامب اعتبر فيها أنه «وضع ينطوي على ظلم» و«خطأ قضائي».
وأكد وزير العدل الأمريكي بيل بار، أمس الأول، أن تعليقات الرئيس ليس لها أي تأثير في قرار الوزارة، لكنه انتهز الفرصة ليدعو ترامب إلى تجنب هذا النوع من التغريدات التي تجعل عمله «مستحيلاً». وقال لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «أنا سعيد لأن الرئيس لم يطلب مني أبداً التدخل بأي شكل من الأشكال في قضية جنائية. لكن لدي مشكلة مع بعض التغريدات»، معترفاً أن بعض المواقف التي يعلن عنها ترامب «تجعل أدائي وظيفتي أمراً مستحيلاً». وتابع بار: «أعتقد أن الوقت حان للتوقف عن إطلاق التغريدات بشأن القضايا التي كلفت بها وزارة العدل».
وسارع زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل إلى حض ترامب على «الإصغاء لنصائح» وزير العدل. لكن ترامب لم يرضخ، لتلك النصيحة وعاد مغرداً مجدداً على هذا التصريح بالقول: «لا يعني ذلك لا أملك كرئيس، حقاً قانونياً للقيام بذلك، لدي الحق، لكن اخترت ألا أفعل ذلك حتى الآن».
وحرص البيت الأبيض على التأكيد بسرعة أنه ليست هناك أي خلافات بين بار وترامب.
ودين ستون الذي عمل مستشاراً لترامب خلال حملته الانتخابية، بالكذب على الكونجرس، ورشوة شهود في إطار التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وفي البداية، طالب المدعون الأربعة المسؤولون عن الملف بعقوبة السجن لمدة تتراوح بين سبعة وتسعة أعوام، لكن الوزارة طالبت بتسليط عقوبة «أدنى بكثير» بحجة «مصالح العدالة».
وفي هذه الأثناء، دان ترامب في تغريدة «وضعاً غير عادل»، و«خطأ قضائياً»، لكن بدون أي تأكيد بارتباط ذلك بالقضية.
وأكد بار، أنه «فوجئ» بتوصية المدعين العامين الاثنين، وأنه كان يعتزم «تعديل وتوضيح» موقف الوزارة في اليوم التالي، عندما أطلق ترامب تغريدة له. وأضاف: «بمجرد أن نشرت التغريدة، بات السؤال الآن ماذا أفعل؟ هل أمضي قدماً في ما أعتقد أنه القرار الصائب، أم أتراجع بسبب تغريدة؟ وهذا يوضح نوعاً ما إلى أي درجة يمكن لهذه التغريدات أن تكون مزعجة».
من جهتها، قالت زعيمة الديمقراطيين في الكونجرس، نانسي بيلوسي، إن قرار إدارة ترامب يشكل «فضيحة» و«يضر بدولة القانون». (وكالات)
