عادي
برعاية محمد بن زايد افتتح «روائع آثار المملكة» في «اللوفر أبوظبي»

حامد بن زايد: خادم الحرمين حريص على التواصل الإنساني بين الشعوب

04:45 صباحا
قراءة 4 دقائق

أشاد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، بدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، واهتمامه بالتاريخ والتراث الحضاري للمملكة والحرص على التواصل الإنساني بين الشعوب ومد جسور التعارف بين مختلف الثقافات، إضافة إلى جهوده في إبراز الدور التاريخي للمملكة عبر العصور والحضارات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» المقام في متحف «اللوفر أبوظبي» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان: إن المعرض يمثل فرصة مهمة للتعرف على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير ومقومات تاريخية وإنسانية ممتدة عبر العصور، كما يعزز المشهد الثقافي والمعرفي والفكري في أبوظبي ويرسخ الموقع الريادي الذي تحظى به الإمارات على الخريطة العالمية.
وافتتح المعرض إلى جانب سموه، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية.
وحضر الافتتاح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دائرة النقل في أبوظبي، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير الدولة لدى السعودية، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ونورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومحمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وسيف سعيد غباش، وكيل الدائرة، وعدد من الشيوخ والمسؤولين بالدولة والمملكة.
ورحب سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بإقامة المعرض في الإمارات، مؤكداً أهمية استضافة «اللوفر أبوظبي» للحدث الذي يسرد تاريخ المملكة وحضارتها الإنسانية العريقة إضافة إلى آثار الجزيرة العربية وحضارتها. وأشار إلى أن استضافة المعرض تأتي في إطار العلاقات الأخوية الوطيدة والقواسم التاريخية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأعرب الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في كلمته ألقاها خلال الحفل عن سعادته بتواجده في الإمارات، مشيراً إلى أن المعرض الذي يقام متزامناً مع «عام زايد» يأتي تحقيقاً لتطلعات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقادةِ دول المنطقة في تعزيز التكامل والتلاقي بين شعوبها.
وأضاف «نعيش في عصر التلاقي البشري من خلال السفر والسياحة ووسائل التواصل الحديثة التي تجعل هذا العالم متقارباً أكثرَ من أي وقت مضى ونعي اليوم أن التواصل الثقافي والحضاري بين الأمم هو من أهم الأمور التي يجب أن تعنى بها الدول وأن إبراز الدول لحضاراتها من خلال استكشافها ومشاركة الآخرين في ذلك هو جزء لا يتجزأ من بناء الجسور بين الشعوب والثقافات».
ولفت إلى أن «دول مجلس التعاون الخليجي تجمعها روابط تاريخية وجغرافية وحضارية وثيقة ويتوجّب علينا في هذا العصر أن تكون شعوبُ المنطقة واعيةً لهذه الروابط وأن نشارك العالم أننا أمة لم تجتمع على بئر نفط بل نحن أمة كانت وستظل ذاتَ تاريخ مجيد ومساهماتٍ إنسانيةٍ وحضاريةٍ مهمة تستند إلى منظومة من القيم الأخلاقية العظيمة التي تكونت عبر مراحل التاريخ وعززها وأكدها الإسلام».
وأضاف أن «الحضارات والأحداث التاريخية المهمة التي تقاطعت على أرض الجزيرة العربية عبر تاريخها والحراك السياسي والاقتصادي والثقافي الذي نتج عن ذلك عبر مخاض استمر آلاف السنين عزز لدى شعوب هذه الأرض قدرات أصيلة متوارثة هيّأتهم لبناء دول وممالك وتحقيق الأمن والاستقرار وبناء الاقتصاد والازدهار».
وذكر أن ما تحمله شعوب هذه المنطقة من إرث عظيم يجعلهم مؤهلين لإثراء الحراك المستقبلي الإنساني متسلحين بالقيم والأخلاق الإنسانية النبيلة المتوارثة عبر الأجيال كما نكون متفاعلين مع التطور العلمي والمادي المتسارع.
وأكد أهمية المعارض العالمية الملهمة باعتبارها إحدى النوافذ التي يرى من خلالها شعوب المنطقة والعالم بعض شواهد هذا الحراك الحضاري في منطقتنا الذي استمر عبر آلاف السنين حتى تهيأت أرض الجزيرة العربية بشرياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً وتكونت عليها وحدة مباركة هي وحدة قلوب ومصير قبل أن تكون وحدة جغرافية.
وأضاف: إن المعرض الذي انطلق من متحف اللوفر العالمي في باريس عام 2010 واستضافه أهم المتاحف العالمية في أوروبّا وأمريكا وآسيا يحط اليوم في محطته الخامسةَ عشرةَ في هذا المُتحفِ المميَّزِ الذي نسعد جميعاً بوجودِه في منطقتنا وسينتقل المعرِض في محطاتِ القادمة إلى دول ذاتِ بعد حضاريّ عريق منها اليونانُ وإيطاليا ومصرُ الشقيقةُ وغيرها من دول العالم.
وأشاد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بجهود الإمارات في العناية بالتراث والاستثمار في التراث الثقافيّ بصفته مورداً أساسياً لتاريخِ واقتصاد الدولة.
وأعرب عن شكره لمتحف «اللوفر أبوظبي» على استضافة المعرض وتقديم كل التسهيلات للخبراء السعوديين لتجهيزه ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ومسؤولي المتحفِ الذين ساهموا في هذا التنظيم الرائع.(وام)

قطع أثرية من البلدين

قام سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان والأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان والحضور بجولة في أرجاء المعرض الذي يقدم قطعاً أثرية من الإمارات، بما في ذلك لؤلؤة وُجدت في أم القيوين يرجع تاريخها إلى عام 5500-5300 قبل الميلاد، وهي مُعارة من متحف الإمارة، وحجراً مزيناً برسم لجمل من أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد مُعاراً من متحف العين، وقطعاً من جلفار معارة من متحف رأس الخيمة الوطني.
وتُعرض هذه القطع إلى جانب مجموعة مهمة من القطع الأثرية من السعودية، بما في ذلك لوحة جنائزية من العصر الحجري الحديث، ورأس تمثال برونزي من القرن الثالث قبل الميلاد مُعارة من قسم الآثار في جامعة الملك سعود، وقناع جنائزي من القرن الأول قبل الميلاد من المنطقة الشرقية مُعار من المتحف الوطني في الرياض، ولوحات محفورة من القرن التاسع مُعارة من مكتبة الملك فهد الوطنية، ولوح حجري على هيئة إنسان من الألفية الرابعة قبل الميلاد مُعار من المتحف الوطني بالرياض، وباب للكعبة يعود إلى عام 1355 مُعار من المتحف الوطني في الرياض، ومفتاح للكعبة مُعار من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"