عادي
تسببان 90% من حوادث السير

«الهواتف» والقيادة المتهورة.. أسرع طريق للموت

03:34 صباحا
قراءة 9 دقائق
تحقيق: رانيا الغزاوي

تشكل حوادث السير هاجساً كبيراً في قلوب كل من يرتاد الطرق الخارجية فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع بحوادث مرورية ينتج عنها وفيات أو إصابات بليغة قد تسبب الإعاقة لصاحبها مدى الحياة، كل هذا جراء التسرع والتهور وعدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية التي تسعى لحمايتنا، فالإيمان بأن قضاء الله وقدره لا مفر منه هو شيء مؤكد، لكن لابد من الأخذ بالأسباب والبعد عن أي مصدر يؤدي إلى حدوث مخاطر.
أطباء متخصصون يتعاملون مع مصابي الحوادث المرورية، طالبوا بوضع حلول تضمن سلامة المجتمع من حوادث السير على الطرقات الخارجية السريعة والتي راح ضحيتها الكثيرون، إلى جانب الإصابات وما تسببه من مشكلات صحية تؤدي إلى حدوث إعاقة، وبعضها يستلزم وقتاً طويلاً وتكلفة كبيرة في العلاج، ما يستوجب على قائدي المركبات إعادة النظر في السلوكيات المتبعة أثناء القيادة والابتعاد عن الاندفاع والتهور لحماية أنفسهم ومن حولهم من خطر الطريق، والالتزام بلوائح السير التي أقرتها الجهات المختصة في الدولة لتجنب أي خسائر محتملة، فحياتنا أمانة وسيحاسبنا الله عليها إذا ما قمنا بإهدارها.
الدولة من جانبها تبذل جهوداً كبيرة في إيجاد بيئة آمنة على الطرق في الدولة، بما يتوافق مع استراتيجية الحكومة للحد من حوادث الطرق، وضمان سلامة الأشخاص والممتلكات، وتكريس حالة من الوعي المروري وإشراكهم في جهود رفع معدلات السلامة المرورية.

تقليل نسب الوفيات

ووفقاً للإحصائيات الحديثة استطاعت دولة الإمارات تقليل نسب الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث، ما يتطلب جهوداً أكبر من كافة شرائح المجتمع وصولاً إلى نتائج أفضل.
مستشفى مدينة زايد بمنطقة الظفرة أجرى دراسة إحصائية لمصابي الحوادث الذين تم إنقاذهم عام 2016 والذين بلغ عددهم 1800 مصاب، وبسؤالهم عن الأسباب التي أدت لوقوع الحوادث تبين أن السرعة المبالغ فيها والانشغال بالهواتف يشكلان 90 % من الحوادث الخطيرة (السرعة بنسبة 70 %، والانشغال بالهاتف النقال أثناء القيادة نسبة 20%)، وعدم ربط حزام الأمان 7%، والشعور بالتعب والنعاس ومواصلة السير 8%، وعدم جاهزية الطريق بالإنارة الكافية بنسبة 5%.

أسير بلا قيود

التقت «الخليج» عدداً من أفراد المجتمع مستخدمي الطرق الذين تحدثوا عن أسباب عدم الالتزام بالسرعة المقررة على الطرق الخارجية، حيث تحدث عبد الله الظاهري أحد هواة القيادة على الطرقات الخارجية عن أن قيمة مخالفاته المرورية تحت بند السرعة بلغت 32 ألف درهم في عام واحد بعد تخفيض القيمة إلى 50%، مشيراً إلى أنه يعلم أن عشقه للقيادة السريعة قد يجلب له المخاطر، لكنه يستمتع بذلك ويشعر بأنه يسير بلا قيود، وأن أقصى سرعة قد وصل لها هي 200كم /‏ الساعة على طريق سويحان.
وقال الشاب محمد عبد الله (19عاماً) إنه بالرغم من تعرضه لحادث مروري أدى إلى كسر مضاعف في عظام الكتف إلا أنه يشعر بالمتعة والإثارة خلال قيادة المركبة بسرعة عالية حتى بعد الحادث، وخصوصاً عند تلقيه الأخبار المفرحة التي تحفزه على السرعة ظناً منه أنها تترجم لحظات الفرح التي يمر بها.
ودعا محمد الحوسني ( 20عاماً) الشباب الذين يرغبون بالسرعة إلى الذهاب لأماكن مخصصة ومرخصة لهذه الممارسات (كحلبة ياس) لسباق السيارات، وبالرغم من أنها مكلفة بعض الشيء إلا أنها مكان آمن ومجهز لحدوث أي طارئ وبدون إحداث أضرار لمركبات أخرى وإيذاء لحياة الآخرين.

أسرتي تنتظرني

وأشارت موزة المزروعي إلى أنها لا تستطيع كفتاة أن تتخطى السرعات المقررة، حيث إنها تفكر دائماً بعودتها سالمة إلى أسرتها التي تنتظرها، وهي لا تمتلك الجرأة التي يمتلكها أغلب الرجال في القيادة بسرعة عالية، وترى أن العجلة أمر لا داعي له حيث إننا سنصل إلى الوجهة التي نريد سواء قل وقت الوصول أو زاد شيئاً قليلاً.
وتحدث جاسم عبد الله عن قيمة مخالفته تحت بند السرعة في العام الماضي والتي وصلت إلى 5000 درهم، وأفاد بأنه غير راض عنها وأنه اضطر لعدة مرات أن يقود بسرعة عالية حتى لا يتأخر عن عمله في أبوظبي، حيث إنه يقيم في الشارقة، وهذا ليس مبرراً وأنه سيحاول حل الموضوع باحتساب وقت إضافي للطريق.
وشارك حازم أحمد بتجربته قائلاً: ألتزم جداً بالسرعات المقررة خوفاً من تراكم المخالفات وأن لا أتمكن بعد ذلك من سداد قيمتها، لكني اضطررت في إحدى المرات للقيادة بسرعة كبيرة وبطريقة تجاوزية في إحدى الطرق المؤدية إلى مطار أبوظبي حتى أكون في استقبال عائلتي قبل موعد هبوط الطائرة.
وأضافت نوف المهيري أنها تمتلك قصة حزينة تتعلق بالسرعات الجنونية، حيث فقدت إحدى صديقاتها المقربات إثر حادث مروري أودى بحياتها، كانت ضحية طيش شاب حاول أن يتجاوز عن كتف الطريق بسرعة جنونية وكانت مركبتها معطلة على كتف الطريق تنتظر المساعدة لكنها قضت على الفور جراء اصطدام مركبة الشاب الذي تجاوز كتف الطريق وتفاجأ بوجودها.

أخطر الإصابات

الدكتور علي فاروق ملاط، مدير قسم الجراحة ومركز جراحة الإصابات في مستشفى المفرق، كشف عن أن أكثر الإصابات التي تصل إلى قسم الطوارئ بمستشفى المفرق نتيجة الحوادث، هي إصابات كسور الحوض بنسبة 45%، وكسور الظهر5%، وإصابات الرأس 20%، والنزيف الداخلي بنسبة 20% وهو أخطر أنواع الإصابات، حيث لا تظهر على المريض أي علامات خارجية تؤكد وجود نزيف داخلي، ويحدث نزيف الأعضاء الداخلية بسبب تلف معين في الأعضاء كالرئتين أو الكبد أو الكلى أو البنكرياس أو قطع شريان معين، مشيراً إلى أن الساعات الأولى من الصباح الباكر، وما بعد الانتهاء من فترة العمل هي أكثر الأوقات التي يستقبل خلالها قسم الجراحة إصابات حوادث السير.
وأضاف: يعتبر مستشفى المفرق من المستشفيات الرئيسية التي تستقبل حالات الحوادث بشكل عام والحوادث الجماعية، كاصطدام أكثر من مركبة في نفس الوقت كما يحدث في حوادث الضباب، ومنشآت «صحة» كافية لاستيعاب أي عدد من مصابي حوادث السير ولا يمثلون اي ضغط على موارد المستشفيات، لكن استقبال المصابين يحتاج الدعم الكبير لتوظيف أطباء بشكل مستمر لضمان متابعة أي إصابات أو أي طارئ.

مستشفى المفرق

وأشار إلى أنه بمستشفى المفرق فريق طبي متخصص مزود بجميع الإمكانيات، يعمل على مدار 24 ساعة جميع أيام الأسبوع، من ضمنهم جراحون اختصاصيون في قسم الجراحة، ويستقبل قسم الطوارئ يومياً حالتين إلى ثلاث حالات جراء حوادث السير، ويتزايد هذا العدد في فصل الصيف إلى 15 حالة في اليوم الواحد أحياناً، وبمجرد وصول الحالات إلى قسم الطوارئ في المستشفى، يستقبلها الأطباء والمختصون من أقسام الجراحة المختلفة، ويقومون بإجراء الفحوص الشاملة، للتأكد بشكل مبدئي من مدى خطورة الحالة، وتقدم لهم كافة التجهيزات، كأجهزة التنفس الصناعي ووحدات الدم لو تطلب الأمر ذلك، بعدها تنقل الإصابات إلى غرف العمليات إذا تطلبت تدخلاً جراحياً، ويعتمد ذلك على نوعية وشدة الإصابة وما تحتاج إليه من علاج.
وتطرق إلى بعض الحالات الحرجة التي تمكن فريق الطوارئ في مستشفى المفرق خلال الفترة الماضية من إنقاذها، منها إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر (23عاماً) أصيب بنزيف داخلي جراء انشطار البنكرياس، وتطلب ذلك القيام بعملية دقيقة لاستئصال نصف البنكرياس، وكانت الجراحة الأولى من نوعها في الإمارات، واستغرقت ساعة و45 دقيقة، وتكمن خطورتها في أن شرايين الطحال ملتصقة بالبنكرياس، لكن تم الحفاظ على الطحال بحالة جيدة، ونجحت العملية، وتمكن المريض من مغادرة المستشفى بعد 6 أيام ووصل إلى مرحلة الشفاء التام بعد 3 أشهر من تاريخ العملية.
وأضاف الحالة الثانية كانت لمريض يبلغ من العمر (19 عاماً) تم نقله من مستشفيات الظفرة إلى طوارئ المفرق، كان يقود سيارته بسرعة متهورة ما تسبب في وقوع حادث سير نتج عنه كسور في أضلاع الصدر، وشرخ في الرئة أسفر عن نزيف داخلي بمنطقة البطن ومع زيادة الوزن المفرط عند المصاب (155 كيلوجراماً) تضاعفت المشكلة لأننا اضطررنا إلى علاج الأمعاء التي تضررت جراء الحادث، وأجريت له 15 جراحة ناجحة على مدى شهرين وبقي لفترة طويلة في العناية المركزة لأن رئتيه لا تتحملان الانفصال عن جهاز التنفس.
والحالة الثالثة كانت لمصابة تبلغ من العمر (12 عاماً) نجح فريق الطوارئ في إنقاذها أصيبت في حادث مروري، ولم تكن تستخدم حزام الأمان وقت وقوع الحادث، حيث قذفت خارج المركبة وأصيبت بغيبوبة وكسور مضاعفة في أضلاع الصدر، وتهتك العضلات والجلد الناتج عن اصطدام الجسم بالأرض، إضافة إلى إصابة الرئة، وأجريت لها جراحة تم خلالها نقل الأضلاع من الظهر إلى الصدر في عملية استغرقت 3 ساعات متواصلة تكللت بالنجاح.

طريق خطر

وأوضح الدكتور فادي المحاميد، استشاري جراحة ورئيس قسم الجراحة بمستشفى مدينة زايد في منطقة الظفرة، أن مستشفى مدينة زايد يقع على طريق سريع «طريق الغويفات المؤدي إلى خارج الدولة»، ويسير على هذا الطريق المركبات العادية والثقيلة كالشاحنات، وبالتالي يصعب على السائق السيطرة على المركبة إذا كانت تسير بسرعات عالية، ما يؤدي إلى وقوع الحوادث.
وأضاف: يعمل فريق عمل الطوارئ بمستشفى مدينة زايد 24 ساعة يومياً على مدار الأسبوع، ويبلغ متوسط عدد المراجعين يومياً لقسم الطوارئ في مستشفى مدينة زايد 110 مرضى منهم 5 إلى 8 حالات تأتي جراء حوادث السير، وبمجرد وصول الحالات إلى الطوارئ يتم تحديد مدى الإصابة ثم الاتصال بالأقسام المتخصصة لمتابعة الحالة، وتتنوع الإصابات فمنها الطفيفة ونسبتها 60% من إجمالي مصابي الحوادث الذين يدخلون المستشفى وتنحصر إصاباتهم بالكدمات، أو حالات الارتجاج الخفيف للدماغ وتتم معالجتها بشكل فوري في الطوارئ وتغادر بعد تلقي العلاج اللازم، أما الإصابات المتوسطة كالكسور البسيطة في الأطراف فيتم إدخالها إلى العنابر ونسبتها 20% من إجمالي الحالات، والحالات الخطيرة كالنزيف الداخلي أو كسور العمود الفقري أو الحوض أو تهتك الرئة أو الكبد أو الطحال، فيتم إدخالها العناية المركزة وتجرى لها بعض العمليات وتشكل نسبة 10 إلى 15%، وأغلبية الإصابات تكون بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15 - 40) منهم من يقود المركبة ومنهم من يجلس بجوار السائق، والأغلبية العظمى من إصابات الحوادث في المستشفى تكون نتيجة السرعة العالية للمركبة، كما أن عدم التزام الركاب بوضع حزام الأمان من أحد أهم الأسباب المؤدية لوقوع الإصابات نتيجة الحوادث، فعند وضع الحزام لا نجزم بعدم حدوث إصابات لكن تقل أضرار الإصابات مقارنة بعدم وضع الحزام، ولا نغفل أيضاً حوادث المارة الذين تصطدم بهم المركبات أثناء عبورهم الطريق السريع.

1800 إصابة

وأشار إلى أن أكثر إصابات حوادث السير الخطيرة التي يستقبلها مستشفى مدينة زايد تتمثل في كسور الحوض، وإصابات العمود الفقري، وكسور أضلاع الصدر، والنزيف الداخلي وتضرر الأعضاء الداخلية كتمزق الكبد والطحال، كسور الأطراف كعظام الفخد، ونزيف الدماغ، وفي عام 2016 تم استقبال 1800 إصابة نتيجة حوادث سير، ولوحظ انخفاض معدلات الإصابة عن العام الذي قبله، ولفت إلى أن الإصابات الناتجة عن حوادث المرور تسبب ضغطاً على المستشفيات وبشكل خاص إذا ما كانت ناتجة عن حادث جماعي كتصادم العديد من المركبات، حيث تسود المستشفى حالة من الاستنفار ويتم استدعاء كل الكوادر الطبية حتى لو كان بعضهم خارج أوقات العمل الرسمية.

سلوك خاطئ

تناول الدكتور جوزيف مرقص استشاري الأمراض النفسية في أبوظبي، الجانب النفسي لمن يقدمون على القيادة بسرعة جنونية واصفاً الأمر بالسلوك الخاطئ ولا يرقى للوصول إلى درجة المرض النفسي، إنما بعض الأشخاص لديهم هذا السلوك المندفع وحب التحدي لكل ماهو ممنوع أو محظور، بشكل خاص لدى الشباب، وقد ينم هذا الاندفاع عن الاستهتار من قبل البعض بالنتائج المترتبة على وقوع أي حوادث، أو عدم إدراك المسؤولية التي تقع على عاتق من يقود المركبة تجاه نفسه وتجاه غيره من الركاب أو المركبات التي تسير من حوله، وغالباً ما ينتاب المهووسين بالقيادة بالسرعات العالية حالة من الاكتئاب الناتج عن الشعور بالذنب عقب التسبب في الحوادث المرورية وبشكل خاص لو تسبب بوفاة أحد الأشخاص، وقد يكون سبباً في تغيير حياة وفكر بعض منهم، وبعضهم يصر على اتباع نفس السلوك وملاحقة المخاطر.
وأشار إلى ضرورة وجود الغرامات وعقاب صارم وشديد، بغرض تخفيض معدلات الحوادث، ولفت إلى أهمية دور الأسرة في تربية الأبناء وترسيخ حب الأشياء المفيدة لهم والتي لا تسبب أي أضرار، وتحفيزهم على إخراج طاقاتهم في أشياء إيجابية يستمتعون بها كالرياضة أو السفر والرحلات وتوجيه رغباتهم في التحدي إلى نشاطات أخرى نافعة.

الشريعة الإسلامية تدعو لحفظ النفس

أوضح الدكتور أنس محمد قصّار، الباحث والواعظ الأول في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حكم الدين في تهلكة النفس وإلحاق الضرر بأفراد المجتمع عبر القيادة بسرعة عالية قائلاً: لا شك في أنّ التقيد بأنظمة السير أو غيرها من الأنظمة التي قنّنتها الدولة واجب شرعي ومن حقوق الوطن والمجتمع التي يجب الحفاظ عليها، وقد دلَّت نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها على أنَّ الالتزام أثناء القيادة بالسرعة المحددة من قبل أنظمة السير والمرور والتي رُوعي فيها تحقيق المصلحة العامة والخاصة حماية للإنسان من نفسه وحماية للآخرين منه - واجبٌ شرعي وضرورة وقائية، وقد أكدت التجارب الواقعية أهمية التقيد بالسرعات المحددة ووجوبها؛ لما في ذلك من حفظ الأنفس والأموال والممتلكات وطاعة أوامر ولي الأمر الذي قرر قانون السير والمرور. وتابع: إنّ الحفاظ على حياة قائد المركبة أو حياة الآخرين بالبعد عمّا يؤدي بهم إلى الهلاك والضرر وعدم إلقائها في التهلكة مأمور به شرعاً، وأجمع الفقهاء على أنَّ من ضمن المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية حفظ النفس، وبالتالي فإنّ من يتجاوز القدر المسموح به في السرعة أثناء قيادته لمركبته يكون آثماً نظراً لما يترتب على ذلك من الأخطار التي تلحق به وبالآخرين، ولما في ذلك من المخالفة للنظام الصادر من ولي الأمر، ومن تجاوز السرعة المقررة، ونشأ عن ذلك خسارة في الأرواح أو ضرر في الأموال والممتلكات فإنه يعتبر متسبباً ويأثم بذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"