عادي
يكشف بدايات وخفايا الفنانة الكبيرة

محمود زيباوي: فيروز مطربة تهاب المجد

04:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت: هناء توبي

كتب كثيرة تناولت حياة ومسيرة السيدة فيروز، إلى عشرات الأبحاث والتحقيقات، تعارضت في مكان وتوافقت في مكان آخر. لكن كلام الكاتب، الفنان والمؤرخ محمود زيباوي وضع النقاط على الحروف، وكشف عن خفايا وخبايا غابت عن جمهور الفنانة الكبيرة، في لقاء دعت إليه «دار النمر للفن والثقافة»، وجمعية «عرب للموسيقى العربية»، بمبادرة من «دار سمع»، بهدف الإضاءة على أعلام الموسيقى العربية في القرن العشرين وما بعد.
وتحت عنوان «بدايات فيروز» تحدّث زيباوي: ظهر اسمها لأول مرة في جداول برامج «الإذاعة اللبنانية» في العام 1950، لكنها كانت آنذاك صوتاً بلا صورة ما ولّد آراء متضاربة حول بداياتها الفعلية وأغنياتها المنسية ما بين الأعوام 1950 - 1952. وأكد أن اسم فيروز ظهر في جداول برامج «الإذاعة اللبنانية» في صيف 1950، وتكرر ظهور الاسم بعدها بشكل مستمر.
غنّت فيروز في بداياتها من ألحان جورج فرح وجورج ضاهر، ولا أثر لهذه الأغاني في أرشيف الإذاعة اليوم. وبحسب الصحافة التي رصدت هذه الأعمال، شاركت فيروز في لوحة غنائية من تلحين جورج ضاهر، غنّت فيها «نشيد المهاجرين»، ومحاورة أداها معها الملحن. وكانت مجلة «الإذاعة» تحدثت عن هذا العمل، وامتدحت غناء فيروز، ورأت أنه كان جميلاً، فيه قوة وروعة.
يتابع زيباوي: خلال هذه الفترة عملت فيروز مع الأخوين رحباني ضمن كورس الإذاعة، ليلى الصعيدي، كروان، فيروز، أمال، وتأخر تبني الثنائي الرحباني لها عدة أشهر، وبحسب ما صرّح عاصي الرحباني لمجلة «أهل الفن» في العام 1955، فقد كنت أقوم بإعداد برامج موسيقية غنائية للإذاعة، وفي يوم دعاني الملحق حليم الرومي، وكان رئيس قسم الموسيقى في الإذاعة، للاستماع إلى صوت جديد. رأيت فتاة صغيرة تحمل كتاباً ومعها والدها وسمعت صوتاً، فقلت: لا بأس إلاّ أنني آمنت أنها تصلح للغناء، بينما رأى أخي منصور أنها لا تصلح للغناء الراقص، بدأت أعلّمها فكانت أحسن من غنى هذا اللون.
بدأ هذا التعاون بشكل متواضع في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1950، كما تشهد جداول برامج الإذاعة، وتحوّل إلى شراكة فعلية في نهاية عام 1951. مع الأخوين رحباني، عملت فيروز في(محطة الشرق الأدنى)، ثم دخلت معهما الإذاعة السورية، وبقيت صوتاً من غير صورة، إلى أن نشرت مجلة (الصياد) أول صورة لها في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1951، وقالت في تعليقها: هذه أول صورة تنشر للمطربة فيروز في الصحف.
تحدث صاحب الخبر عن فتاة صغيرة يملأ صوتها المخملي عشرات التسجيلات في جميع محطات الإذاعة العربية، وقد ذهبت جميع المحاولات في حملها على الظهور أمام الجماهير. الفتاة خجولة يحمرّ خداها ويتلعثم لسانها، إذا قال لها أحد زملائها «أحسنت يا ست»، «وعندما تتكامل قوى فيروز النفسية وتظهر على المسرح فستكون النجمة التي رشّحتها وترشحها الصياد لاحتلال مكان الصدارة بين المغنيات اللبنانيات». في مطلع العام 1952، كتبت مجلة (الفن) المصرية: أصبح إنتاج الأستاذين عاصي ومنصور رحباني يملأ برامج محطات الإذاعة في لبنان ودمشق والشرق الأدنى، وقد فاوضتهما أخيراً محطة بغداد لتسجيل اسكتشات عدة وأغنيات بأجر ممتاز.
وحول خروج فيروز من الإذاعة إلى فضاء الغناء الحي في لبنان يكشف الزيباوي أنه بحسب السيرة الرسمية، فإن هذا التحوّل تم في صيف 1957 يوم غنت فيروز في بعلبك «لبنان يا أخضر حلو».. غير أن العودة إلى السنوات التي سبقت هذا الحدث تكشف عن إطلالات نادرة لفيروز، لقد تبنت إذاعة دمشق في العام 1951 منصور وعاصي وفيروز.
ويروي أيضاً أن فيروز كانت تتهيب الظهور أمام الناس، وقد قمنا بمحاولة لإظهارها على المسرح للمرة الأولى، وكم كانت المحاولة شاقة. كان هناك حفلة لطالبات دوحة الأدب في نادي الضباط وأفهمناها أنها ستحاط بمجموعة من بنات العائلات وستكون جزءاً من كل لا وحيدة وسط الأضواء، فخرجت وولدت فيروز المسرح بعد المايكروفون. وينقل جان الكسان صاحب كتاب «الرحبانيون وفيروز»، هذه الرواية من دون ذكر تاريخ هذا الحدث. وفي أكثر من حديث ذكرت فيروز أنها غنّت في بداياتها على أحد مسارح دمشق قصيدة بعنوان «عنفوان» لعمر أبو ريشة بمرافقة سمفونية كبيرة، إضافة إلى عدد من الأغاني السريعة منها «يا قطعة من كبدي» للأخطل الصغير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"