عادي
إنتاجها الأول مفاجأة ترسم ملامح إبداعية

“جنان” تبدأ البوح بقصائد الأمل والجمال

02:53 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي - إيمان عبدالله:
بقلمها المرهف وأحاسيسها العميقة وموهبتها الفريدة، استحوذت شاعرة الإمارات "جنان" على مسامع جمهورها من خلال ديوانها الأول الذي ينبض بالروح والحياة، كما ظهر في مؤتمر صحفي للإعلان عنه .
سيمفونية جميلة عزفت بها "جنان" على أوتار الكلمات، لتحررها فتعانق الألحان، وجاء المكنون الأدبي الأول الذي حمل لقب الشاعرة، ليكون مفاجأة لجمهورها تحتشد فيها معاني العاطفة .
والتقت عذوبة الكلمات وروعتها بعمق المعاني، لتظهر لنا تجليات إبداعية ضمن صور شعرية تأسرنا، وتزيدنا شغفاً بكل جديد لها، فالشاعرة تحملنا لعوالم مختلفة من الغزل ضمن ديوانها الذي تبدع خلاله في رسم لوحات شعرية مختلفة الألوان تجمع فيها بين إرثها الثقافي، وإبداعها في اختيار موضوعات لقصائدها تعود للبيئة العربية فتبرز معها تمكنها من أدواتها الجمالية التي تدعونا للتأمل والغوص في المعاني الجلية .
ظهر تحدي "جنان" لموهبتها عندما جمعت بين الشعرين النبطي والفصيح معلنة بزوغ ملامح شاعرة إماراتية تعلن عن نفسها في ديوانها الأول الذي أطلقته عن "دار السويدي للنشر"، ويضم قصائد فصحئ ونبطية وتأملات في النوعين، باعثة الأمل والجمال في مفرداتها التي تحولها إلى أغان باقية، وإن صدرت احتفالاً ب "يوم الحب" .
واستهلت الشاعرة المؤتمر الصحفي بكلمة للحضور وتوجيه الشكر والامتنان، قائلة: بدايةً أقدم الشكر لنجوم كانت خلف الكواليس فأخص زوجي الحبيب الذي هو منبع الحب والدفء، ومن ثم ابنتي التي كانت المشجع الأول لإصدار الديوان، فضلاً عن كل من وقف إلى جانبي من أهلي ورفاقي ليظهر هذا المولود الجديد للنور ويحلق في سماء الإبداع، واضعه بين أيديكم وأهديكم صحائفه وحبره، ومداد عشق كتاباته ما بين شعر فصيح ونبطي وتأملات فصيحة وأخرى نبطية .
أقدم لكم ديواني "جنان" في أول أيام عِيده، وأوصيكم أن توصلوا الأمانة لمُحبي أشعارِ الحُب، متمنية أن يتأمَّلوا، ويقرؤوا، فإن جازَ لهم التعبير، فبحر العطاء في قلبي لا ينضب بإذنه تعالى، وحبي لهم ليس به رجوع، فلكم تحياتي .
بعدها أنشدت "جنان" بعضاً من قصائدها التي أسرت بها وجدان الحضور من الإعلاميين والمثقفين، وأضافت لمسة ساحرة شغفت بها فكر وإحساس الموجودين، بادئة بالنبطي:
موت فيني وكيف ما تموت فيني
وأنا الذي أموت فيك ألفين مره
وأُجيب بهمسي الفصيح:
برب حسن عينيك قل لي
هل لي في قلبك من مقام؟
ويتحدى القلب في هواه صادحاً يقول:
أتحدَّى الكون في حِبه
ولو العالم غِدى ضِدي
وأحارب بالعذل لأجله
وأرسمه الهوى وردي
وأفردت "جنان" مساحة للرد على أسئلة الصحفيات، مؤكدة أن الشعر عندها وليد لحظته، وأن الفصيح جماله لكنها ليست ضد النص النثري، واعتبرت أن الترجمة أحياناً تضعف النص الشعري ولا تخدمه، وترى أن الكتابة باسم مستعار لا تقلل من قيمة الشاعر أو إبداعه، وأنها تستعد من الآن لديوانها الثاني .
رداً على سؤال "الخليج" حول غلاف الديوان، قالت: هو عبارة عن مجموعة من الرسوم الخاصة بي، مزجت بطريقة جمالية تعبر عن محتوى الديوان، واختيار اللون الأحمر للتعبير عن الحب والجمال .
وحول صعوبة الجمع بين الشعرين النبطي والفصيح، قالت "جنان": تولد القصيدة في لحظتها عندي باللهجة،والإحساس معاً وبعفوية، فأنا حريصة على نقل مشاعري بلغتها .
وحول النصوص الشعرية المترجمة، تقول: على الرغم من أنني قرأت لشعراء كبار من الغرب لكني لم أتأثر بهم كتأثري بشعراء العصرين العباسي والأندلسي، فضلاً عن المتنبي، ورباعيات الخيام، وتجارب كبار الشعراء في منطقة الخليج والإمارات خاصة مثل خالد الفيصل وعوشة السويدي .
وحول الإلهام الإبداعي ومن أين تستمده تقول: أحيانا يثير إبداعي مشهد حياتي أشعر به وأريد ترجمته بقصيدة شعرية، أو مشهد سينمائي في فيلم فأجده يستفز ملكتي الشعرية،ويجعلني أكتب فالصور التي حولنا كثيرة ولكن يختلف من يشعر بها ويترجمها لإبداع سواء أكان رواية أو قصة قصيرة أو نص شعري، فأياً كان الجنس الأدبي فهو في النهاية تجارب نمر بها في حياتنا .
وحول التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وما أسهمت به في الحياة الثقافية تقول: أحدثت هذه المواقع تواصلاً أكثر، وعملت على ترويج للإبداع، بل أوجدت رد فعل مباشراً من الجمهور والقارئ للمبدع وقربت المسافات بينهما، وأنا حريصة علي التواصل مع القراء عن طريق مدونتي وموقعي الإلكتروني .
وحول تعدد الأجناس الإبداعية لديها من رسم وكتابة مقالات وشعر ترى أن الموهبة عند الإنسان أحياناً تستثيره وتفجر لديه مواهب في جوانب أخرى، وهذا ما جعلني أبدأ في كتابة الرواية، إلا أن انشغالي وتحضيري لديواني جعلاني أتوقف مؤقتاً عنها، حتى يمكن المشاركة به في معرض الكتاب في الرياض ثم معرض أبوظبي .
كذلك أطلقت "جنان" موقعها الإلكتروني الذي يضم مكتبة متكاملة تحتوي على عدد كبير من قصائد الشعر النبطي، والفصيح كما يشمل العديد من النوافذ الأدبية منها "الشعر"، ونافذة "جنان في سطور"، فضلاً عن (المقالات) و(المدونة) و(الأخبار)، و(الخط العربي) الذي يأخذ جزءاً من إبداعات "جنان" .
وتشارك "جنان" في الحياة الثقافية الإماراتية، ليس فقط بإبداعاتها وإنما بتنظيمها لمجلس أدبي يضم شرائح اجتماعية وعمرية مختلفة تطرقت من خلاله لمناقشة (36) عنواناً معرفياً لأجناس أدبية مختلفة وتتبني من خلاله مسؤولية تنمية المجتمع ثقافياً والمشاركة في دعمه .
انطلاقة مبكرة

تعد "جنان" من الشاعرات الأوليات المتخصصات في القصيدة الوجدانية والعاطفية، تنفست الشعر منذ نعومة أظفارها، وتأثرها بالمتنبي جعلها تبوح بقصائدها وعمرها 16 عاماً، وغزت الحياة الثقافية الإماراتية بقوة من خلال قصائد تغني بها كبار المطربين في العالم العربي أمثال راشد الماجد وأصيل ومروان خوري، وكانت باكورة قصائدها المغناة هي "لعمرك لولا الهوى" بألحان وغناء المطرب مروان خوري .
أما أحدث تعاونها فكان مع الفنان والملحن وليد الشامي، وأيضاً تغنى المطرب فؤاد عبدالواحد من كلماتها أغنية "أتخيلك" من ألحان الإماراتية العنود .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"