عادي
المسرح أغناه عن الدوبلاج والدراما

عبدو حكيم: وجدت نفسي مع الأطفال

02:36 صباحا
قراءة 5 دقائق

بدأ الممثل اللبناني عبدو حكيم نشاطه في عالم التلفزيون منذ أكثر من عشر سنوات، ووزع وقته منذ بداياته بين التلفزيون في عدد من المسلسلات. أما في السينما، فله تجربة وحيدة مع المخرج الألماني هاينر ستادلر في فيلم صور الحرب، وبعدما تفرّغ لعمل الدوبلاج لسنوات، انطلق في مسرح الطفل، وتحديداً في مسرحية نور والفانوس العجيب، كما يستعد لعرض مسرحيته الميلاديّة المقبلة الميلاد يعني أن نحب قريباً. في انتظار عرض مسلسله الكوميدي أوتيل الأفراح.

الخليج التقته وسألته عن أعماله الجديدة، وعن سبب إعطائه الأولوية للمسرح على حساب التلفزيون.

تخوض تجربة مسرح الأطفال منذ نحو خمس سنوات. لماذا اخترت هذا التوجه، وهل خططت للتخصص في هذا المجال؟

طبعاً، كنت أخطط لأن أكون متخصصاً في مجال مسرح الطفل منذ العام ،1993 وأشعر بأنني قادر على تحقيق طموحي وأن أبرع فيه، كما أنني وجدت نفسي فيه لأن الأطفال أكثر صدقاً، ولا يعرفون الكذب بل يعطونك رأيهم بصراحة وشفافية في ما تعرضه عليهم من دون تجميل ولا تصنّع.

ماذا عن أولى خطواتك في هذا المجال، وهل تعتبر تجربتك مع عملك الأخير نور والفانوس العجيب باتت أكثر نضجاً؟

بدأت خلال العام ،2003 بعدما كنت قبل ذلك أشارك غيري في أعمالهم، لأنني شعرت بأنني قادر على تقديم مسرحي الخاص. وكانت مسرحيّتي الأولى بعنوان فستوك، تلتها حبة القمح، الميدالية الذهبيّة، ثم نور في العام الماضي، واليوم حان موعد نور والفانوس العجيب.

وماذا عن أجواء المسرحيّة التي بدأت عرضها قبل بضعة أسابيع؟

تضم مسرحية نور أربعين شخصيّة، وتدور احداثها حول نور وهي فتاة صغيرة تعيش في قرية جميلة، يعتمد أبناؤها على ساعة كبيرة موجودة في ساحة القرية، لمعرفة الوقت، وتعيش في القرية أيضاً لولو، وهي امرأة تريد أن تظل صغيرة وجميلة، لذلك تقرر أن تسرق أربعة أرقام من الساعة وترمي كل رقم في بلد (فرنسا، أمريكا، البرازيل وإيطاليا). وهكذا يتوقف الوقت ويجمد جميع السكان ما عدا نور لأنها وهي في طريقها إلى المدرسة، التقت بتاجر آت من بغداد فأعطاها فانوساً عجيباً يخرج منه مارد يساعدها على السفر إلى البلدان الأربعة، حيث تتعرف الى مأكولات البلدان وتقاليدهم وتدخل عالم القصص من بياض الثلج وحص الثوم وهنسل وغريتيل وتتعرف الى السامبا في البرازيل، كما تدخل عالم ديزني لاند في أمريكا، وتحضر كل الأرقام وتعيدها الى الساعة. هي مسرحيّة استعراضية تتضمن 14 رقصة وأغنية مع مغامرات الشخصيات الجميلة ميكي ماوس ودونالد داك ومارد الفانوس.

لماذا لا تتواصل مع المسارح العربيّة لتتمكن من عرض أعمالك في بعض دولها؟

سافرت كثيراً قبل بضع سنوات، وكنت سعيداً بالتواصل مع الطفل العربي، الذي يستحق أيضاً مشاهدة اعمال مسرحيّة جيّدة من لبنان. وبالفعل، حصل اتصال مع إحدى الجهات، غير أن الأمر لم يكن مناسباً، حيث اشترط عليّ أن أسافر مع فريق آخر، وهذا لا يناسبني طالما بت قادراً على أن أتلقى العروض باسمي. من هنا، أعتقد أنني بحاجة إلى علاقات، وهذا يحصل مع الوقت، لأنني لن أرضى سوى أن أدخل من الباب العريض.

تعتمد على المسرح وتغيب عن التلفزيون بشكل شبه تام، ألا تعتقد بأن شهرة الممثل في التلفزيون أوسع؟

أوافقك الرأي بأن شهرة التلفزيون أكبر وأوسع باعتباره يدخل كل بيت في العالم العربي، خاصة في عصر الفضائيّات. لكنني أعشق المسرح، وبدلاً من أن أنتظر عروض المنتجين والمخرجين فضلت أن أطرح ذاتي، وأقدم مسرحي الخاص منذ ما يقارب خمس سنوات، طالما أنني موهوب في هذا المجال، ولأنني لست مستعداً لقضاء عمري في انتظار فرصة.

على ماذا كنت تراهن يوم انطلقت، خاصة أن بعض الممثلين سبقوك في خوض التجربة وعادوا خائبين؟

لكل شخص إمكاناته وقدراته، وكلما كان يحب عمله ويعطيه من قلبه، تمكن من السطوع والبروز أكثر فأكثر. أدرك أن كثراً جربوا وفشلوا، لكنني كنت أراهن منذ اللحظة الأولى على مسألة الاستمرارية، فضحيت ووصلت إلى المحطة الأولى، وصرت اخاف على اسمي في مجال مسرح الطفل.

ولم تعد تنتظر عروض التلفزيون؟

لست في حاجة لفرصة من التلفزيون. إذا عرض علي فأهلاً وسهلاً. ليس هذا الكلام مجرد دعوة للمخرجين والمنتجين كي يطلبوني لأعمالهم، فأنا معروف بالنسبة للجميع، وحينما يجدون دوراً مناسباً لي، فسيتصلون بي حتماً.

وكيف تلقيت الدعوة للمشاركة في المسلسل الكوميدي أوتيل الأفراح؟

تجمعني صداقة بالمخرج برونو جعارة الذي يشارك في إنتاج العمل الذي كتبته زوجته فيفيان بلعط وأخرجته ليليان البستاني. وقد عملت معه سابقاً لفترة في مسرحه، وهو من رشحني لدور أكرم، لأنه ومن معه اعتبروني الأنسب للكاستينج.

وهل تعتقد بأنك الأنسب في الوقوف أمام نغم أبو شديد، وأن تعيش قصة حب معها؟

الحب لا عمر له، خاصة في عمل كوميدي. ربما يغرم الشخص بمن هو أكبر منه بعشر سنوات. وهنا، أؤدي شخصيّة الطالب الجامعي الذي لا يعرف كيف يتصرف ويواجه، وهو ليس ناضجاً كفاية. والقدر يدفع به إلى العمل بدوام جزئي في أوتيل الأفراح الذي يمتلكه فايق حميصي وجوليا قصار وتعمل فيه أنطوانيت عقيقي وطوني عاد وبيار جماجيان ونغم أبو شديد.

كان لك الحظ في الوقوف أمام مجموعة من كبار الممثلين اللبنانيين.

صحيح، لكن سبق ان شاركت في أعمال قام ببطولتها كبار، ولعل الممثل فايق حميصي هو الوحيد الذي لم يسبق أن التقيته في الدراما التلفزيونيّة أو على خشبة المسرح. كما كنت سعيداً بأنني وقفت إلى جانب مجموعة من كبار الممثلين أمثال آمال عفيش وعمر ميقاتي وأنطوان بلابان.

إلى جانب ذلك، كنت حريصاً على العمل في مجال الدوبلاج. هل تهجره اليوم أيضاً؟

أبداً، اعتمدت الدوبلاج لتحصيل معيشتي لفترة طويلة، لكن أولوياتي اليوم اختلفت، ويمكنني أن أعمل فيه إذا وجدت الوقت المناسب. لا أخفيك أنني أعتبر الدوبلاج عملاً أملأ به الفراغ، لأنني لم أعد أجد المتعة فيه، خاصة أنك لا تحصل على الأجر المطلوب والتقدير المعنوي وحده لا يكفي.

تحول بعض أصحاب شركات الدوبلاج منذ سنوات إلى التعاون مع غير الممثلين بهدف التوفير، من دون الالتفات إلى المستوى. هل ينسحب هذا الكلام أيضاً على مسرح الطفل، بحثاً عن التوفير أيضاً؟

يحصل ذلك أكثر في الدوبلاج، أما في مسرح الطفل فعليك أن تجد الأشخاص الموهوبين القادرين أن يترجموا أفكارك. كل يوم كان عندي شغل جديد للدوبلاج، ولا تزال العروض تأتيني بكثافة، وأختار ما يتناسب منها مع وقتي الذي يبدو مملوءاً بالمسرح إلى ما بعد نهاية العام الحالي، حيث إن المدارس حجزت حفلات خاصة، من الآن ولمدة أكثر من شهرين إلى الأمام. إضافة إلى حجوزات الجمعيات والبلديات والنوادي. كما أننا نقصد المدارس (مسرح جوال). وفي السنة الماضية، كان الظرف إلى حد ما مأساوياً، ومع ذلك عرضنا نحو 100 حفلة، أما السنة فبدأت بمائة عرض والحبل عالجرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"