عادي
قوات النظام السوري تقصف مناطق بجسر الشغور

الأمم المتحدة تحذّر من «حمام دم» وشيك في إدلب

04:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
دعت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إلى إجراء مفاوضات عاجلة لتجنّب «حمام دم في صفوف المدنيين» في محافظة إدلب؛ آخر معقل للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا، في تحذير يأتي عقب قصف شنّته قوات النظام على المنطقة؛ تمهيداً لهجوم مرتقب.
وصرح يان إيجلاند، رئيس فريق مهمّات الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «لا يمكن السماح بامتداد الحرب إلى إدلب». وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، حذر من أن المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد، ستكون أولويته العسكرية التالية. وذكرت تقارير أن نيران المدفعية والصواريخ أصابت أمس الخميس، مواقع في المحافظة.
وقال إيجلاند إنه لا يزال «يأمل» أن تتمكن الجهود الدبلوماسية الجارية من منع عملية عسكرية برية كبيرة، يمكن أن تجبر مئات الآلاف على الفرار. وأضاف: «الأمر سيئ الآن، ويمكن أن يصبح أسوأ بمئة مرة».
ويبلغ عدد سكان إدلب نحو 2,5 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من المعارضة والمدنيين الذين تم نقلهم بشكل جماعي من مناطق أخرى، سيطرت عليها القوات السورية بعد هجمات مكثفة.
وأكد إيجلاند أن القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب، سيتسبب في كابوس إنساني؛ لأنه لم تعد توجد أي مناطق معارضة في سوريا يمكن إجلاء الناس إليها.
وأضاف: «لا أستطيع أن أرى عمليات إجلاء لمناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة»، موضحاً أنه يتم وضع خطط طارئة للتعامل مع عدد من السيناريوهات.
وأوضح إيجلاند أنه خلال اجتماع فريق المهمات الإنسانية، ناقش السفراء خيارات لزيادة المساعدات في حال حدثت عمليات نزوح إضافية كبيرة، مشيراً إلى أنه «من الصعب إطعام المزيد من الأفواه ولا توجد مآوي إضافية». وأضاف أنه «مسرور» لسماع الدبلوماسيين من حلفاء الأسد، روسيا وإيران، إضافة إلى تركيا التي تدعم المعارضة، يقولون إنهم ملتزمون بتجنّب عملية هجومية واسعة.
وقال متحدثاً عن إدلب: «إنه مكان ممتلئ عن آخره باللاجئين والنازحين داخلياً»، محذراً من أن العنف يمكن أن يؤدي إلى تدفق للاجئين عبر الحدود التركية، ودعا إلى هدنات محلية وإقليمية، مثل تلك التي جرى التوصل إليها في أماكن أخرى في سوريا.
وقال: «هذه المنطقة تصرخ من أجل الحلول الدبلوماسية». وأقر إيجلاند بأن هناك الآلاف من المتشددين المسلحين في المنطقة، بينهم إرهابيون، ولكنه شدد على أن أعداد المدنيين تفوق ذلك، وهم الذين تجب حمايتهم.
في الأثناء، استهدفت قوات النظام بقصف مدفعي وصاروخي منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، تزامناً مع إرسالها تعزيزات عسكرية إلى المناطق المجاورة، وإلقائها مناشير تدعو للانضمام إلى اتفاقات «المصالحة»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسل وكالة «فرانس برس».
ورجح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أن يكون القصف «تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذه قوات النظام»، خصوصاً أنه يأتي مع إرسال قوات النظام منذ الثلاثاء، «تعزيزات عسكرية تتضمن عتاداً وجنوداً وآليات وذخيرة»، إلى المناطق المحاذية.
وتوزعت التعزيزات على ثلاث جبهات قريبة من جسر الشغور؛ الأولى من جهة الغرب في محافظة اللاذقية الساحلية، والثانية من جهة الجنوب في منطقة سهل الغاب في محافظة حماة، والثالثة مناطق سيطرة قوات النظام داخل إدلب.
وأوردت جريدة «الوطن» المقربة من السلطات، أن الجيش استهدف بنيران مدفعيته الثقيلة «تجمعات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها» في ريف حماة الشمالي، وسهل الغاب الغربي.
وألقت مروحيات حربية تابعة للنظام، الخميس، مناشير على مدن عدة في ريف إدلب الشرقي، تحمل توقيع «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وورد في أحدها: «الحرب اقتربت من نهايتها (...) آن الأوان لوقف سفك الدماء والخراب. ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية، كما فعل الكثيرون من أهلنا في سوريا». وورد في منشور آخر «مصير أسرتك وأبنائك ومستقبلك رهن قرارك». (وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"