إعداد:عبير حسين
تحتشد روزنامة العام بعدة مناسبات تعكس طيفاً واسعاً من الأحداث والاهتمامات ، إما المحلية أو العالمية، فبينما يحتفي الملايين بمناسبات الأمم المتحدة الخاصة بالعمال والمرأة والطفل وحماية التراث الإنساني وغيرها، تقدم بعض الدول عناوين مشتركة خاصة للاحتفاء، منها اليوم الدولي للنباتيين،أو اليوم الدولي للقهوة،أو اليوم الدولي لمكافحة السمنة وغيرها. واليوم تحتفي عدد من الدول «بيوم المخترعين» الذي يصادف في الأرجنتين ذكرى ميلاد لاديسلاو جوزيف بيرو مخترع قلم الحبر الجاف، بينما يصادف في الدول الناطقة بالألمانية يوم ميلاد المخترعة النمساوية ونجمة هوليوود هيدي لامار في العام 1914 والتي لايعرف كثيرون أنها صاحبة الفضل الأول في ابتكار التقنية التي تعمل عليها الهواتف النقالة.
بدأت فكرة تخصيص يوم لتكريم المخترعين على يد المخترع الألماني جيرهارد موتنتالر في السبعينات، ويهدف الاحتفال إلى تشجيع الأفراد على التعبير عن أفكارهم وقدراتهم وصقلها بالتجارب العلمية، إضافة إلى تذكير المجتمعات بالدور الهام الذي قدمه المخترعون لتحسين الحياة وبناء كثير من معالم الحضارة الحديثة.
عرفت هيدي لامار الأمريكية من أصل نمساوي الشهرة بعد بطولة فيلم «شمشون ودليلة» في العام 1949 وكانت من أهم نجوم شركة مترو جولدن ماير وأعلاهم أجراً طوال الخمسينات والستينات، إلا أن عملها السينمائي لم يأت على حساب اهتماماتها العلمية اذ كانت في الأساس عالمة رياضيات، عرفت في بلدها الأصلي بعد مشاركتها مع آخرين في اختراع «القفز الترددي» في الاتصالات الراديوية، ويعدها البعض المخترع الحقيقي لجهاز الهاتف النقال، إلى جانب تسجيلها عدة براءات اختراع في الولايات المتحدة منها براءة اختراع لجهاز «تحريك الطوربيد باللاسلكي».
اعتمد النظام العالمي للاتصالات على اختراع لامار لنظام القفز الترددي في نظم الاتصالات اللاسلكية والذي نجح في الحد من تأثير التداخل بين المستخدمين لنفس القناة الترددية، وكذلك التقليل من الأخطاء الناتجة عن تعدد المسارات.
وباستخدام «القفز الترددي» يتغير التردد المخصص لمستخدم معين باستمرار، وبذلك يتنقل الشخص خلال المكالمة الواحدة إلى قنوات مختلفة يصل عددها إلى 124 قناة، ويتم الانتقال من قناة إلى أخرى بمعدل معين وفي فترات زمنية محددة متفق عليها.
وتتشابه فكرة وهدف الاحتفاء ب «يوم المخترعين» مع الاحتفال بـ «اليوم العالمي للملكية الفكرية» الذي يصادف 26 أبريل/ نيسان من كل عام ويوافق ذكرى تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية في العام 1970. وبينما يهتم «يوم المخترعين» بتسليط الضوء على شخصيات المخترعين، تهدف الاحتفالية الثانية إلى التوعية القانونية بمعنى الملكية الفكرية وأهمية براءات الاختراع وحقوق المؤلف والعلامات التجارية ودورها في حماية الإبداع والابتكار، والحد من انتشار المصنفات المقلدة، وحماية المستهلك من الغش والتقليد التجاري.
