أكدت مصادر حزبية كردية وشهود عيان، أمس، تعرض العديد من مقار حركة التغيير المعارضة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق، إلى السرقة والحرق، وذلك غداة تظاهرة مناهضة للحزب الحاكم، في أعنف حوادث حزبية يشهدها الإقليم الكردي منذ ،2003 فيما قال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان إن لجنة عليا تضم الرئاسات الثلاث ستتشكل لإجراء إصلاحات والقضاء على الفساد، وبالتزامن شهدت العاصمة بغداد ومدن جنوبية تظاهرات تطالب بمعالجة البطالة وتحسين الخدمات ومعالجة الفساد .
واندلعت تظاهرة، أول أمس، في السليمانية تطالب بتحسين الأوضاع عبر معالجة البطالة والقضاء على الفساد وبسقوط حكومة الإقليم، تخللتها أعمال عنف أدت إلى وقوع قتيلين وعشرات الجرحى . وانطلقت التظاهرة بعد جلسة مفتوحة أقامتها شبكة الدفاع عن الحقوق والحريات، وهي منظمة إنسانية مقربة من الأحزاب المعارضة في الإقليم . وأكد الطبيب ريكوت حمة رشيد مدير صحة السليمانية مقتل شخصين وإصابة 54 آخرين بجروح جراء إطلاق نار خلال التظاهرة .
ورغم إعلان حركة التغيير المعارضة في الإقليم أن لا علاقة لها بالتظاهرة، فقد تعرض عدد من مقارها في مدينة أربيل للحرق والنهب . وتعد هذه الأحداث الأكثر توتراً بين الأحزاب الكردية، والأعنف منذ سقوط النظام السابق في العراق عام 2003 .
فقد اتهمت حركة التغيير في بيان صدر عن مقرها الرئيسي في أربيل ومقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم، أنصار الحزب الديمقراطي بارتكاب هذه الأعمال . وقال عضو قيادي في حركة التغيير رفض كشف اسمه، إن 6 مقرات من أصل 7 في محافظة أربيل تعرضت لأعمال سرقة والبعض منها إلى الحرق أيضاً .
من جهته قال محمد توفيق القيادي في حركة التغيير أعلنا مراراً وتكراراً أننا لسنا جزءاً من هذه التظاهرة، مضيفاً ندين أعمال الشغب وطالبنا بوقف الفوضى، ولكن مع الأسف تعرض 6 من مقراتنا في محافظة أربيل إلى السرقة وبعضها إلى الحرق أيضاً . وتابع طلبنا من الأجهزة الأمنية في أربيل قبل وقوع الحادث حماية مقراتنا .
وذكرت مصادر في حركة التغيير أن مجهولين وصلوا على متن سيارات دفع رباعي سوداء اللون، دخلوا مقراتنا في أربيل وقاموا بتدميرها، ملمحاً إلى أنهم عناصر من الحزب الديمقراطي .
بدوره، قال مصدر في التغيير إن الحزب الديمقراطي أرسل قوات كبيرة جداً من البشمركة لحماية مقرات الحزب الديمقراطي في السليمانية، وتابع لكن هناك مخاوف من اندلاع قتال داخلي .
في المقابل، قال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، في بيان عن رئاسة الإقليم إن لجنة عليا سوف يتم تشكيلها في إقليم كردستان للشروع بإحداث الإصلاحات ومواجهة الفساد، وذلك بعد أن ترفع الأطراف السياسية مقترحاتها إلى رئاسة الإقليم بهذا الشأن، مبيناً أن الأطراف السياسية في الإقليم لم ترفع مقترحاتها إلى رئاسة إقليم كردستان حتى الآن بخصوص هذا الموضوع، بناءً على الدعوة التي توجه بها رئيس الإقليم، حيث ستتم المباشرة بتشكيل لجنة عليا تضم الرئاسات الثلاث في الإقليم من أجل البدء بإحداث الإصلاحات اللازمة .
وبالتزامن مع توتر الأوضاع في إقليم كردستان، انطلقت تظاهرات في مدن عراقية أخرى تطالب بمعالجة البطالة وتحسين الخدمات ومعالجة الفساد . ففي بغداد خرج العشرات مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة والفساد، وسط هتافات بينها ارفع صوتك أنت عراقي . كما رفعوا أعلاماً عراقية ولافتات قالت إحداها نفط الشعب للشعب مو للحرامية .
وفي مدينة البصرة، تظاهر مئات من أهالي ناحية التنومة، مطالبين بتحسين الخدمات، فيما تظاهر نحو 200 شخص وسط الكوت في ظل إجراءات أمنية مشددة، مؤكدين المطالب ذاتها .
