عادي
أنشىء بمساعدة هيئة دبي للثقافة والفنون

متحف القهوة مذاق التاريخ والضيافة

03:49 صباحا
قراءة 6 دقائق
تحقيق: أميرة عبد الحافظ
في أحد البيوت القديمة بحي الفهيدي التاريخي بامكانك أن تعرف كل شيء عن القهوة، وتشاهد وتتعرف بطرق تحميصها وطحنها في دول كثيرة على مر العصور، أن تلمس مطحنة ملكية يعود تاريخ صنعها لعام ،1860 وتعرف كيف طحن الجنود البن أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، وتتذوق طعم القهوة الإثيوبية والمصرية في أجواء إماراتية مميزة، وتحتسي كوباً من القهوة العربية على أرض مجلس إماراتي بيد مواطن خبير في إعداد القهوة، كل هذا وأكثر في متحف القهوة الذي أسسه المواطن خالد الملا، أجرينا معه الحوار التالي .
قول الملا: شاركت في العديد من المناسبات والفعاليات التي تهتم بالقهوة في الإمارات مثل معرض الأغذية أو معرض القهوة الذي يقام في فندق الميدان بحكم عملي في هذا المجال، لكن عندما زرت متحفاً مماثلاً في هامبورج بألمانيا سألت نفسي لماذا لا يكون لدينا مثل هذا العمل الضخم الذي بإمكانه تسليط الضوء على تاريخ أبرز وجوه الضيافة العربية، وعرض مقتنيات مهمة جمعتها بنفسي، ويقف إلى جانب المتاحف الأخرى المشابهة له في أمريكا والبرازيل وإسبانيا وبريطانيا وغيرها، فتحدثت إلى شركائي كل من د . منى البحر عضو المجلس الوطني، د . حصة لوتاه التي ساعدتني كثيراً في الحصول على هذا المكان المميز، ولاقت الفكرة الترحيب وبدأنا في التنفيذ بمساعدة هيئة دبي للثقافة والفنون .
دكان المتحف هو أول ما تراه عيناك عندما تدخل، ومنه ستشعر بأنك في متجر خاص يعرض ويبيع كل ماله علاقة بالقهوة، مثل الأكواب الحديثة والمطاحن اليدوية الشخصية الصغيرة، وإكسسوارات نسائية تحمل شكل حبة القهوة أو فنجان، مع عرض أنواع متعددة من حبوب البن العربي والمستورد لمن يريد تذوقه، وفي بهو المتحف ستدخل رائحة القهوة الإماراتية إلى صدرك، عندما تشاهد الجد "علي الشحي" يعدها بطريقته الخاصة التي يعرفها الجميع، وفي الركن المصري يقف عم عبد الحميد عواد على الرمالة المصرية القديمة ليقدم لك التحية على طريقته الخاصة، أما لينا الإثيوبية فهي تجلس يومياً في الركن الخاص بها لتحمص القهوة بطريقة إفريقية خالصة، وتقدم لك أفضل كوب قهوة إثيوبي من الممكن أن تتذوقه .
وعن بقية غرف المتحف قال خالد الملا: الطابق الأرضي يضم غرفة للتحف الغربية، وأخرى للشرقية، ومكان صممته لعرض أنواع ومصادر القهوة المتعددة، إضافة للمجلس الذي حرصت أن يعبر عن كرم الضيافة العربية، فصممته مثل المجلس الموجود في البيوت الإماراتية لتقديم القهوة العربية للزوار، إضافة لأركان الصالة التي يوجد بها ركن محلي، وآخر إثيوبي لأن مشروب القهوة اكتشف في إثيوبيا، إضافة إلى الركن المصري الذي يوضح تاريخ البن منذ أيام الدولة العثمانية .
ومن أهم المقتنيات النادرة الموجودة في الطابق السفلي والتي تصيبك بالدهشة وتشعر معها بأنك عدت للزمن القديم، تلك المحمصة السويدية التي يعود تاريخ صنعها إلى عام ،1840 أما المطحنة الألمانية التي تحمل اللون الأخضر الذي كان يميز ملابس الجنود وقتها فستنقلك معها لتاريخ صنعها الذي يعود للحرب العالمية، إضافة للعديد من المطاحن التي جمعها من بريطانيا وتعود لعام ،1860 كما يضم المتحف العديد من المحامص القديمة التي تعود إلى نحو 600 عام، والعديد من اللوحات القديمة التي تحكي تاريخ القهوة وطرق صناعتها وإعدادها، مع أدوات نقل حبوب البن المتمثلة في الجوالات القديمة التي كان يستخدمها المزارع .
تمكن الملا من جمع هذه المقتنيات من خلال رحلاته لمعظم دول العالم على مدار أربع سنوات، أما تأسيس المتحف فاستغرق منه 9 شهور، وحرص أن يضع هو تصميم المكان، وقام بنفسه بتنسيق وترتيب المقتنيات حتى يقدم للزوار من الأجانب والوافدين متحفاً فريداً من نوعه يصل ماضي عالم القهوة بحاضره، ويؤكد أنه حرص أيضاً على عرض المقتنيات على أدوات خشبية تراثية قديمة محلية جمعها من تجار الدولة حتى يكون المتحف أكثر تعبيراً ووصولاً لقلوب الناس، كما عمل من الجوالات الخاصة بنقل البن لوحات خشبية وعرضها للزوار، حتى أكياس الهدايا والمنتجات الخاصة بالمتحف من نفس الخامة .
في الطريق للطابق العلوي تشاهد العديد من اللوحات الأثرية القديمة التي تعبر عن صناعة البن وزراعته، والتي وضعها الملا على جدران السلم بطريقة تعطيك انطباعاً بالتواجد في مزرعة البن، تدخل إلى غرفة المطبوعات وهي أشبه بمتحف صغير يضم العديد من المؤلفات والمراجع النادرة التي تتناول تاريخ صناعة القهوة منذ آلاف السنين، والتي اعتمد عليها مؤلفو العصور الحديثة للكتابة عن تاريخ هذا المشروب العالمي، مع عدد من الكتب الألمانية واليابانية والعربية، إضافة لبعض المقتنيات الصغيرة التي كانت تستخدم لصناعة القهوة، وفي نفس الصندوق الزجاجي الذي يعرض فيه الملا هذه الكتب النادرة والتي تعود لمئات السنين وضع كمية من الكافيين المستخرج من البن في علبة زجاجية صغيرة، وفي علبة مشابهة وضع قشر البن المستخرج بعد تحميص حبوب القهوة بالطرق التقليدية .
وفي غرفة الإعلام الخاصة بعرض الأفلام الوثائقية التي يمتلكها الملا عن القهوة، توجد طاولة اجتماعات كبيرة يستخدمها في إجراء اللقاءات الخاصة مع كل من لديه علاقة بالقهوة أو كل من يهتم بتاريخها وصناعتها، بجوار غرفة تضم مقتنيات خاصة بتاريخ البن وأنواعه، أما على جدارها الخارجي فقام الملا بتصميم لوحة كبيرة يبلغ طولها 3 أمتار ونصف ومتران ونصف عرض، أطلق عليها "تاريخ القهوة" .
لم ينسَ الملا الأطفال، حيث أسس ركناً خاصاً بهم يجلسون فيه بأمان وحرية كغرفة انتظار ولعب حتى ينتهي الآباء من التجول في المتحف .
أما صالة الطابق العلوي فتضم مقهى حديثاً صغيراً لتقديم القهوة والوجبات الخفيفة لزوار المتحف في أكواب وأطباق على شكل حبة البن وبنفس اللون، حتى الحلويات المقدمة تحمل أيضاً نكهة البن المميزة .
أثناء تجوالك بين أركان المتحف وغرفه المميزة لن تجد فرصة لتسأل عن معلومة أو تبحث عن الفرق بين نوع بن وآخر، لأنك وببساطة تقف أمام خالد الملا الذي يعتبر بنك معلومات متنقلاً عن زراعة البن وطرق نقله وصناعته بالتواريخ والأماكن إذا أردت، فهو عاشق لهذه الحبوب يهوى معرفة كل شيء عنها ويتمنى أن ينافس متحفه الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط كل المتاحف العالمية .
الصحفي الأمريكي روبين تونسيد التقط العديد من الصور للمتحف قال: أشعر بالانبهار من هذا المكان وتأسيسه وتنسيقه للمقتنيات النادرة التي تمثل ثروة، التقط صوراً لكل جزء في المتحف وسوف أتحدث عنه عندما أعود لبلادي لأنه مكان يستحق التقدير والاهتمام .
وقفت زينب محمد تلتقط صوراً خاصة لها في الركن الإماراتي وعندما سألتها عن سبب زيارتها للمتحف قالت: "جئت في زيارة مع أولادي لحي الفهيدي لكن جذبني متحف القهوة، لأنه غريب وتساءلت هل وضع صاحبه داخله فناجين وأكواباً؟ وعندما دخلت ورأيت كم المقتنيات وعرفت تاريخ البن وطرق تحميصه طلبت من أولادي تسجيل هذه الزيارة بالصور في كل أركان المكان .
الصحفي الأمريكي روبين تونسيد التقط العديد من الصور للمتحف قال: أشعر بالانبهار من هذا المكان وتأسيسه وتنسيقه للمقتنيات النادرة التي تمثل ثروة، التقط صور لكل جزء في المتحف وسوف أتحدث عنه عندما أعود لبلادي لأنه مكان يستحق التقدير والاهتمام .
وقفت زينب محمد تلتقط صوراً خاصة لها في الركن الإماراتي وعندما سألتها عن سبب زيارتها للمتحف قالت: "جئت في زيارة مع أولادي لحي الفهيدي لكن جذبني متحف القهوة، لأنه غريب وتساءلت هل وضع صاحبه داخله فناجين وأكواب؟ وعندما دخلت ورأيت كم المقتنيات وعرفت تاريخ البن وطرق تحميصه طلبت من أولادي تسجيل هذه الزيارة بالصور في كل أركان المكان .

مذاقات متنوعة

في غرفة المجلس العربي جلست الروسية روشا نورين تتناول كوب القهوة المميز مع صديقاتها، قالت: الإمارات دولة مميزة تبحث دائماً عن كل ما يجذب الناس وكل ما يخدم تراثها وحضارتها، لذلك أسسوا هذا المتحف المميز الذي لا يقل في التنسيق والترتيب عن المتاحف العالمية التي تأسست لنفس الغرض، لكن الفرق هنا لمصلحة هذا المكان المميز الذي أتاح لنا الفرصة للتعرف على مذاقات القهوة المتعددة بواجب وحفاوة عربية أصيلة .
اتفقت معها زميلتها جوليا ساوزن، وأضافت، لم أتوقع أن أشاهد كل هذا الكم من المقتنيات التي تعود لمئات السنين، هنا توجد مطاحن ومحامص نادرة لن نراها في مكان آخر، لذلك أشكر وأهنئ كل من عمل على تأسيس هذا المتحف الذي أعطاني الفرصة لمشاهدة أدوات ومقتنيات تاريخية نادرة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"